georgette ادارية
عدد المساهمات : 3446 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: الأيقونة الراحمة الكيكوسية 26/4/2010, 7:12 pm | |
|
أيقونة السيدة
الأيقونة
الراحمة الكيكوسية
إن إحدى
أيقونات والدة الإله الفائقة القداسة الثلاث
التي صورها الرسول القديس لوقا الانجيلي
وسمّيت الراحمة لأن والدة الإله مصورة
عليها مبتهلة إلى ابنها وإلهها من أجل خلاص
الجنس البشري.
فعلى إحدى هذه الأيقونات الثلاث صورت والدة
الإله بدون الابن الوحيد وتسمّى الراحمة.
وعلى الثانية صورت هي ذاتها وابنها على
يدها اليمنى وتسمى أيضاً الراحمة. ولكن
لأجل تمييزها عن الأولى تسمى الراحمة الكيكّوسية
نسبة إلى جبل كيكوس أو كو كوّس القائم في
الشمال الغربي من جزيرة قبرص. إن هذه الأيقونات
الثلاث توجد في المملكة الروسية بعناية
الله الصالحة وتعرف بإسم الفلاديميرية
والسمولينسكية أوذيغيتريا والفيليرمسكية.
ويشهد
التقليد أن القديس لوقا الإنجيلي بعث بهذه
الأيقونات الثلاث إلى نذراء مصر وهم المسيحيون
الأتقياء المقيمون هنالك يتعلمون الحياة
النسكية عند القديس مرقس الانجيلي.
فالأيقونة
الراحمة التي سميت فيما بعد (الكيكوسية)
بقيت في مصر زماناً طويلاً. ولما أراد مسيحيو
مصر أن يهربوها إلى إحدى الجزر بسبب الفتن
التي احتدمت عندهم، استولى المسلمون على
السفينة التي حملتها. ولكن لم يبطء اليونان
أن أسروهم وساقوهم إلى القسطنطينية سنة
(980) حيث بقيت هذه الأيقونة في البلاط الامبراطوري
حتى عهد الامبراطور الكسيوس كومنينوس (1082
– 1118). وفي تلك الفترة نقلت هذه الأيقونة
إلى جزيرة قبرص.
قصة انتقال الأيقونة:
اتفق أن خرج مرة والي قبرص مانوئيل فوتوميت ليصطاد
الوحوش فضلّ في جبالها وصادف الراهب الشيخ
ايصائيا الذي هرب منه رغبة في التنكر، فطارده
الوالي وجلده جلداً أليماً جداً عاداً
هروبه أهانة. ولكن لم يلبث مانوئيل أن مُني
بداء عياء فاعتقد أنه قصاص له على قساوة
تصرفه مع الراهب ايصائيا فبكى مبتهلاً
إلى الله حتى إذا منّ عليه بالتعافي ذهب
إليه واستصفحه عن ذنبه.
وأوتي الراهب ايصائيا في الرؤيا أن ما حدث له
إنما كان بتدبير إلهي لتنقل الأيقونة بمساعدة
الوالي من بلاط الامبراطور إلى جزيرة قبرص
وأمر أن يتقاضاه هذا النقل وإلا فلا صفح
عنه.
فعندما جاءه الوالي مستصفحاً باكياً أخبره برغبته
في نقل الأيقونة من بلاط الامبراطور إلى
جزيرة قبرص فارتعب الوالي قائلاً: (عفواً
أيها الأب! إن هذه المهمة تفوق طاقتي. فمن
أنا حتى أتجاسر أن أقول للامبراطور ما هو
من هذا القبيل وأنا الأخير بين العمال القيصريين؟
فتقاضى إن شئت كفّارة غير هذه).
فأجابه الراهب البار:
(إن أردت أن تنال الصفح فاعمل هذا. فإذا أتممته أحرزت والدة الإله معينة لك).
فوعد الوالي بأن يساعد في هذه المهمة ما أمكنه
وسأل الراهب أن يصاحبه إلى بيزنطية. فصليا
وانصرفا إلى القسطنطينية. وانقضى وقت طويل
والوالي مانوئيل لا يجرؤ أن يخاطب الامبراطور
بأمر الأيقونة واعتذر للراهب بأنه يخشى
أن يزعج القيصر بسؤاله وبأنه يتحين له الفرصة
الملائمة. وملّ الراهب الانتظار العقيم
وعزم على العودة إلى برية قبرص وألحّ على
الوالي بوجوب إتمام وعده وبسؤاله الامبراطور
عن الفرصة الملائمة لتحقيق إرادة والدة
الإله الفائقة القداسة. فلما عاد الراهب
الشيخ أيصائيا إلى قبرص حزيناً لفشل سفرته
سمع في نومه صوتاً يعزيه قائلاً:
(لا تحزن أيها الشيخ! إن أيقونة والدة الإله العجائبية
الفائضة بالنعمة ستصل إليك سريعاً كما
يعلم الرب وكما يرضي السلطانة الفائقة القداسة).
فتقوى الراهب التقي بهذا الكشف وشرع في بناء كنيسة
الثالوث الأقدس. بما أعطاه مانوئيل من المال.
واتفق أن أصيبت ابنة الامبراطور الوحيدة
المحبوبة بالداء العياء الذي أصيب به مانوئيل
وارتاب الأطباء في تعافيها وحزن الامبراطور
بلا عزاء وبكى بمرارة الاكتئاب. وحدث أن
كان مانوئيل يومئذ في القصر وبكى لما نظر
الامبراطور يبكي. فلما رأى الامبراطور ذلك قال:
(أيمكن أن لا يستطيع أحد أن يعزيني فيدلني على
علاج لابنتي؟) حينئذ رأى مانوئيل أن الفرصة
ملائمة فقال له:
(أيها الملك! إني عانيت هذا الداء العياء في جزيرة
قبرص. ولو لم يساعدني الرب بصلوات الراهب
إيصائيا لمت من زمان طويل. وهذا الراهب
الشيخ أوصاني أن أخبرك بأنه يلزمك بإرادة
الله والعذراء والدة الإله أن تطلق الأيقونة
المقدسة التي في بلاطك إلى جزيرة قبرص إلى
دير الراهب الشيخ كما كشف له عن هذا في الرؤيا.
فإذا أنت لم تفعل هذا فابنتك لا تتعافى.
وهذا الراهب جاء معي ليعلن لك بواسطتي إرادة
الله هذه. ولكن لما لم أجد فرصة مواتية لم
أجسر أن أقول لك هذا كله. فاعمل أنت ما تستحسنه).
فلما سمع الامبراطور هذا الكلام حزن وتعهد أن
يتمم إرادة والدة الإله وصرخ باكياًَ: (إذا كانت هذه إرادتك أيتها العذراء والدة الإله
فهل أقدر أنا المسكين أن أعارض مشيئتك يا سيدتي وسلطانتي! فأنا ابتهل إليك من كل
نفسي. فخلصي ابنتي من هذا الداء العياء الباهظ. وأني لعلى استعداد تام أن أطلق أيقونتك الشريفة إلى جزيرة قبرص).
فتعافت ابنته بسرعة وتباطأ هو بإنجاز وعده فعاقبه الله
بمرض فندم وأمر أمهر المصورين بأن ينسخ
له نسخة عن الأيقونة ليرسلها إلى قبرص.
إلا أن والدة الإله ظهرت له في النوم وتهددته قائله:
(دع أيقونتك ههنا وأرسل أيقونتي بلا إبطاء إلى الجزيرة
إلى الراهب ايصائيا لأني إنما أرضى بهذا).
فلم يجسر الامبراطور بعد هذا أن يمسك الأيقونة
عنده. فجهز للحال سفينة وأرسلها عليها بإكرام
عظيم إلى قبرص باعثاً إلى الراهب ايصائيا
بكمية من المال لبناء الكنيسة وآمراً والي
الجزيرة بأن يساعده في كل شيء.
وما أن بلغت الأيقونة الجزيرة حتى تمت بها عجائب
كثيرة. وشيد الراهب ايصائيا على جبل كيكّوس
كنيسة لوالدة الإله وضع فيها أيقونتها
المقدسة وبنى صوامع للرهبان وعين لهم رئيساً
ووضع لهم قانوناً وهيأ نفقات معيشتهم. ووقف
(أصبحت وقف) والي الجزيرة على الدير ثلاث
قرى فثبت الامبراطور هذه الوقفية بمرسوم
رسمي وسمي هذا الدير بالدير الامبراطوري لأنه شيد بسخاء الامبراطور الكسيوس وكان
رهبانه يتناولون معيشتهم منه أيضاً.
ولكثرة ما تمجدت به هذه الأيقونة من المعجزات أصبح
المسيحيون وغير المسيحيين يؤمنون بقدرتها
المنعمة فيتوافد إليها من كل مكان المبتلون
بالأمراض والأحزان. وفي سنة 1365 اضمحلت الكنائس
وأوانيها والمرسوم الامبراطوري بالنار
ولم تتضرر الأيقونة. وكانت قبرص في ذلك
الزمان في سلطان اللاتين. ولكن في سنة 1570
استولى عليها الأتراك فجددت الكنيسة وأقيمت الأيقونة في مقامها.
عجائب الأيقونة:
سطرت الأعاجيب الوفيرة التي تمت ببركة هذه الأيقونة
في سجلات دير كيكوس فالمؤرخ يقول أنه بقوة
هذه الأيقونة المنعمة هطلت السحب بالأمطار
الغزيرة عدة مرات في أيام الجفاف. وبرأت
النساء من نزيف الدم. وولدت العواقر. ونطق
الخرسان وتعافى الفتى الذي كان في قبضة الموت.
ومن عجائبها المشهورة أيضاً إبراء الكسر في رجل الجندي
جاورجيوس. ويبس يد الوثني لتجاسره على مد يده إليها. حينئذ أنيطت بها يدٌ من حديد
تذكيراً بهذه العجيبة. ومنها ارتواء الراهب الذي أعيا في طريق مهمته وكاد يهلك عطشاً،
فأمر بأن يضرب بيده الحجر الذي جلس عليه فنبط منه نبعٌ ماء تمت به مئات المعجزات.
ومنها شفاء الكاهن ملاتيوس من وجع رأسه بعد أن يئس من مهارة الأطباء. فما أن كاد
يغسل رأسه بمائه حتى شفي لساعته. وشفاء الراهب أنطونيوس من جرح في رجله والراهب
برتانيوس من الحمّى التي لازمته ثلاثة عشر شهراً.
وعند تجديد الدير بعد الحريق سنة 1751 وإتمام بناية
الكنيسة سقط عقد سقفها بغتة على البنائين
ولم يتضرر أحد منهم. وقبيل هذا الحادث العجيب
رأى بعض الأخوة إمرأة بديعة المنظر ملتحفة
بنور أبهى من الشمس تطوف حول الدير.
وتمتاز هذه الأيقونة بخاصة شهيرة وهي أنه لا يعرف
وقت تقميطها حتى نصفها من زاويتها الشمالية
العليا إلى زاويتها اليمنى التحتانية بطريقة
لا يقدر أحد بل ولا يجرؤ أحد أن ينظر رسم
والدة الإله ولا رسم طفلها الإلهي. وهكذا
لم يجسر البطريرك الأنطاكي سلفستروس ولا
البطريرك الإسكندري قزما ولا رئيس أساقفة
قبرص فيلوثاوس أن يكشفوا القماط عنها. وكثيرون
عوقبوا بشدة لتجاسرهم على كشف هذا القماط.
وهذا ما عاناه البطريرك الاسكندري جراسموس
سنة 1699. حينئذ صرخ تائباً باكياً: (أومن
أن هذه الأيقونة هي في الحقيقة تصوير لوقا
الانجيلي) وابتهل إلى العذراء الفائقة
القداسة فأولته الصفح عن تجاسره لأجل توبته
كما يشهد بذلك مرسومه.
وفي دير فلوريشافة في أبرشية فلاديمير نسخة عن
هذه الأيقونة تكرّم في مقامها فيعيّد لها
ثانية في اليوم السادس والعشرين من شهر كانون الأول.
====================
من كتاب
حياة والدة الاله على الارض jordanorthodoxmonastry.com
| |
|
nahla nicolas مجموعة الإشراف
عدد المساهمات : 474 تاريخ التسجيل : 13/01/2010
| موضوع: رد: الأيقونة الراحمة الكيكوسية 4/5/2010, 8:51 pm | |
| يا والدة الإله الفائقة القداسة تشفعي الى الرب الاله من اجل خلاص نفوسنا ننتظر المزيد | |
|