georgette ادارية
عدد المساهمات : 3446 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: والدة الإله بالمفهوم الأرثوذكسي 16/10/2012, 5:49 am | |
|
والدة الإله بالمفهوم الأرثوذكسي
للعذراء مريم من بين جميع القديسين مكانة خاصة، والأرثوذكسيون يعظمونها باعتبارها "اشرف من الشيروبيم وارفع مجداً بغير قياس من السيرافيم". وفي حين تعظم وتكرم والدة الإله بهذا الشكل، فمن المهم الملاحظة أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تدعو أبداً إلى عبادتها كعبادتنا لله. فالتمييز واضح جداً في التعبير اللغوي الخاص باللاهوت اليوناني: فهناك كلمة خاصة مكرسة لعبادة الله (Latreia) بينما هناك عبارات مختلفة تستخدم بالنسبة لتكريم العذراء إلا وهي: (Duleia,Hyperduleia,Prpskynesis).
وتذكر مريم معظم الأحيان عند إقامة الخدم الطقسية الأرثوذكسية وتدعى عادة بلقبها الكامل :"الكلية القداسة، الطاهرة، الفائقة البركات، المجيدة، سيدتنا والدة الإله، الدائمة البتولية، مريم". وهو لقب يضم النعوت الرئيسية الثلاثة التي تكرسها الكنيسة الأرثوذكسية للسيدة :"والدة الإله"(Theotokos)، "الدائمة البتولية"(Aeparthenos)، و"الكلية القداسة"(Panagia).
أول هذه الألقاب منحه للعذراء المجمع المسكوني الثالث(افسس431م). أما اللقب الثاني فجاء به المجمع المسكوني الخامس(القسطنطينية533م). أما لقب "الكلية القداسة" فلم يجر تحديده من الناحية العقائدية، بل هو مقبول ومستخدم من جميع الأرثوذكسيين.
وتسمية "والدة الإله" ذات أهمية فائقة، لأنها مفتاح العبادة الأرثوذكسية الموجهة للعذراء. نكرم مريم لأنها والدة إلهنا، ولا نكرمها منفصلة عنه وإنما بسبب علاقتها بالمسيح. هكذا فان التكريم الذي نخص به مريم، لا ينتقص من عبادة الله مطلقاً بل على العكس. وبالقدر الذي نقدر فيه مريم، نعرف المزيد عن جلال ابنها، ذاك أننا إكراماً للابن نعمد إلى إجلال الأم.
نكرم الأم من اجل ابنها. إن التعليم الأرثوذكسي المتعلق بوالدة الإله منبثق من تعليمها الخاص بالمسيح. وحين أكد آباء مجمع افسس على تسمية مريم بوالدة الإله، لم يكن ذلك بقصد تمجيدها بل من اجل الحفاظ على العقيدة الحقة المتعلقة بشخص المسيح. ومن يفكر في جميع مقتضيات هذه العبارة الأساسية: " والكلمة صار جسداً " لا بد له أن يخشع باحترام أمام تلك التي تم اختيارها كي تكون أداة لهذا السر العظيم. وأولئك الذين يرفضون تكريم مريم هم أنفسهم أولئك الذين لا يؤمنون حقاً بالتجسد. ولكن ليس لأنها والدة الإله فقط يعمد الأرثوذكسيون إلى تكريم مريم، بل لأنها أيضاً "كلية القداسة" فهي من بين جميع مخلوقات الله، المثال الأعلى للتآزر بين تدبير الله وحرية الإنسان. فالله الذي يحترم حرية الإنسان على الدوام، لم يشأ أن يتجسد دون موافقة والدته موافقة حرة. وانتظر إجابتها العفوية:" هوذا أنا امة الرب فليكن لي حسب قولك"(لوقا 38:1). كان بوسعها أن ترفض. لم تكن صاغرة فقط، بل شاركت بملء إرادتها في سر التجسد. وكما قال نقولا كباسيلاس :" لم يكن التجسد فعل ألآب وقدرته وروحه فقط... ولكن كان أيضا فعل إرادة العذراء وإيمانها ... وكما أن الله تجسد بملء أرادته، هكذا شاء أن تحبل به أمه بملء حريتها، وموافقتها كل الموافقة".
وكما أن المسيح هو آدم الجديد، فأن مريم هي حواء الجديدة، تلك التي أدت طاعتها لمشيئة الله إلى خلق توازن مع عصيان حواء في الجنة. " هكذا فإن ما تعقّّد بعصيان حواء انحل بطاعة مريم. وما ربطته العذراء حواء في عدم إيمانها، حلته العذراء مريم بإيمانها" " الموت من طريق حواء والحياة من طريق مريم". وتدعو الكنيسة الأرثوذكسية مريم "الكلية القداسة"، كما تدعوها "الطاهرة" والتي هي "بلا دنس". وجميع الأرثوذكسيين يؤمنون بأنها لم ترتكب قط أي خطيئة فعلية. ولكن هل تحررت من الخطيئة الأصلية ؟ وبقول آخر، هل تجاري الأرثوذكسية العقيدة الكاثوليكية التي أعلنها البابا بيوس الحادي عشر سنة 1854م والتي تقضي بأن مريم مذ حملت بها امها القديسة حنة وبنعمة خاصة من الله تم إنقاذها من كل " شوائب الخطيئة الأصلية " ؟ إن الكنيسة الأرثوذكسية لم تقدم أبداً على إصدار بيان رسمي حول هذا الموضوع. ولكن منذ السنة 1854م رفضت غالبية الأرثوذكسيين هذه العقيدة الجديدة لأسباب عديدة: فهي تبدو غير مجدية، وتتضمن كما حددها الكاثوليك تفسيراً مغلوطاً للخطيئة الأصلية، وهي مدعاة للشك أيضا لأنها تفصل مريم عن ذرية آدم، واضعة إياها على حدة دون سائر إبرار العهد القديم من رجال ونساء.
ولكن الأرثوذكسية التي ترفض عقيدة "الحبل بلا دنس"، تؤمن بثبات بانتقال العذراء بالجسد. فالسيدة، على غرار سائر بني البشر، عرفت الموت الطبيعي، لكن قيامة جسدها تمت قبل الجميع. فهي بالتالي تجاوزت الموت والدينونة وتعيش منذ الآن في الدهر الآتي. لكنها ليست منفصلة انفصالاً تاماً عن الإنسانية، لأننا نأمل أن نشارك ذات يوم في مجد الجسد الذي تتمتع به منذ ألان.
هذا الايمان بانتقال والدة الإله يجري التعبير عنه بلا التباس في القطع التي ترتلها الكنيسة في 15 آب يوم عيد "رقاد السيدة". لكن الأرثوذكسية بخلاف كنيسة رومية لم تلجأ إلى إعلان عقيدة "انتقال العذراء بالجسد" وليس في نيتها أن تفعل ذلك أبداً. عقيدتا الثالوث والتجسد تم الإعلان عنهما كعقيدتين، لأنهما متعلقتان بكرازة الكنيسة، لكن تمجيد العذراء يعتبر جزءاً من التقليد الداخلي للكنيسة:" من الصعب الكلام وأصعب من ذلك التفكير بالأسرار التي تحفظها الكنيسة في العمق الخفي لوجدانها الداخلي...ولم تكن والدة الإله يوماً موضوعاً للكرازة الرسولية. ففي حين بشر بالمسيح فوق السطوح ونودي به على رؤوس الأشهاد عبر تعليم ديني موحد للكون بأسره أعلن سر والدة الإله فقط للذين في داخل الكنيسة.. فهو أكثر من عرض للإيمان، انه أساس لرجائنا، ثمرة الايمان التي نضجت من التقليد. لنصمت إذاً ولنكف عن إدخال مجد والدة الإله الفائق في نطاق العقيدة".
الكنيسة الأرثوذكسية "إيمان وعقيدة" تيموثي وير
| |
|
georgette ادارية
عدد المساهمات : 3446 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: رد: والدة الإله بالمفهوم الأرثوذكسي 16/10/2012, 5:56 am | |
|
كتاب الكنيسة الاورثوذوكسية ايمان وعقيدة لمن يحب الاطلاع عليه وقراءته
كتاب الكنيسة الأرثوذكسية ايمان وعقيدة
| |
|
madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: رد: والدة الإله بالمفهوم الأرثوذكسي 16/10/2012, 8:32 pm | |
| | |
|