maria bachour عضو مجتهد
عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 20/12/2011 العمر : 53
| موضوع: حياة بولس الرسول (الجزء الثاني) 7/5/2012, 10:58 am | |
|
2 رحلات بولس التبشيرية:
منذ ألفي عام إنطلق القدّيس بولس رسول الأمم يحمل بشرى الإيمان الجديد الذي فتح عينيه الجديدتين بعد إعتماده على يد حنانيا في دمشق. سار بولس الرسول على دروب مغامراته الكبرى في البَر والبحر، في المدن والبراري، في لقاء الأفراد والجماعات، في التصدّي لعظماء الدنيا والدين، في الأحاديث والعمل، في الحرية والأسر، حتى المغامرة الأخيرة حيث أهرق دمه سكيباً في روما. وحتى الآن لا يزال كلامه يُذاع في كل الأرض. تقسم رحلات بولس الرسولية الى ثلاث, مع انها كانت شبه متصلة, لا يفصل إحداها عن الأخرى سوى محطات قصيرة, و يحدوها روح واحد. و قد تم معظمها سيرا ً على الأقدام و اجتاز خلالها الرسول زهاء عشرين الف كيلومتر في غضون ثلاث عشرة سنة و يمكن رسم خطوطها الأساسية كالتالي : - الرحلة الأولى بين عامي 45و49 ( تقريبا ً ) و قد شملت قبرص, آسيا الصغرى, بمفيليا, بيسيدية, ليقاؤونية, إنطاكية, بيسيدية, إيقونية و ليسترة فعودة الى أنطاكية . ( برفقة برنابا ) ( في نهاية العام 49 : " مجمع أورشليم " )
- الرحلة الثانية التي امتدت من العام 50 حتى العام 52 , عاد الى آسيا الصغرى, و تفقد أحوال الجماعات المنشأة من قبل و مضى الى بلاد الغلاطيين, ثم بقيادة الروح, أبحر الى فيليبي و مقدونية, و تسالونيكي و اثينا و كورنثوس و عرّج في طريق العودة على أفسس و عاد اى أنطاكية في نهاية خريف العام 52. ( برفقة سيلا, لوقا و تيموثاوس ) - الرحلة الثالثة ابتدأت في ربيع العام 53 فعاد بولس الى كورنثوس و منها انطلق الى حدود الأدرياتيكي ثم اجتاز جزر ميتيلينية و كيو و سامس و رودس و مرافىء سورية و فلسطين و انتهى الى أورشليم حيث كان ينتظره مصيره فسجن و أرسل الى روما العام 61 .
لماذا كتب بولس الرسائل؟ لم يكتب يسوع، يوما ً شيئا ً. بل مرّة ً واحدة ً، خط بإصبعه، إشارات مبهمة في التراب كي يُفحم الفرّيسيين ويخزي المرائين. فيسوع لم يكن كاتبا ً بل سلطة، وتعليمه كان كلمة حيّة، وحياة ناطقة. إنه أعلن البشرى ولكنه خاصة ً زرعها. لم يشأ أن يورث كتابا ً، بل ورّث َ جماعة حيّة تجمعها المحبة ويُحييها روحه القدوس. إتضحت في ما بعد ضرورة حفظ أقواله وأفعاله للأجيال المقبلة فدوّنت الأناجيل. وقبل تدوينها إرتأى بولس ـ في غمرة رسالته ـ لزوم إيضاح جوهر الرسالة المسيحية، فكتب الى أصدقائه ومعاونيه والى الكنائس التي أسّسها، طاويا ً كل رسالة من رسائله على بعض ما قادته إليه تأملاته وأبحاثه، في فهم حياة يسوع وأقواله.
لم يكتب أسفارا ً عقائدية، أو كتبا ً تعليمية ، بل رسائل حقة دعت إليها غالبا ً ظروف طارئة ، فكانت رسائله إمتدادا ً لتبشيره، وتثبيتا ً له. وهي غالبا ً أقرب الى الحديث العفوي، ولا ناظم َ لها سوى إلتهاب غيرته. كتب ليقول شكرا ً لمن قدّم له عونا ً، ليُثني على من أحسن صنعا ً، ليعبر عن فرحه، أو سخطه، أو قلقه، وفقا ً للأنباء التي كانت ترده بشأن أبنائه الأحباء، في الإيمان. ومن ثمّ فرسائله هي تفجّر حياة، ولا أثر فيها للتصنّع ولا للصبغة الأدبية، بل هي عبارات تنبض بالصدق والعفوية، وليس فيها أي تحفظ، بل شعور متوثّب لا يفلح في حبس إمتلائه عن التدفق وفي هذا الجيشان تمتزج البسمات بالدموع والمديح الفرح بالتأنيب المرير.
كانت الرسائل، له، وسيلة لإتمام رسالته، وبمثابة مراسيل تحلّ محله وتستهدف حل إشكالات، أو التمهيد لتأسيس رسالات جديدة. وكان بولس مؤمنا ً أن العمل الوحيد الذي سيمثل به أمام الرب، هو الجماعات نفسها التي أسسها. وقد أمست رسائله منارة متوهّجة ترشد أجيال المسيحيين. و من المحقّق أنه لم يتوقّع لها هذا التأثير عبر القرون , و لئن هو نصح بتناقلها بين مختلف الكنائس كي تعمّ فائدتها المؤمنين الأوائل, إلا أنه لم يتوخّ, من خلالها تخليد ذاته. فبولس لم يرو من مسيرته إلا ما كان ضروريا ً لدعم الرسالة و خدمتها, و قد ابقى مساحات فسيحة من مسيرته طي الظلال . ومع ذلك يتميّز بولس بأنه الوحيد, في المسيحية الأولى, الذي وضع التبشير في صيغة مكتوبة, و خلّف بذلك, شهادات مباشرة قيّمة عن نشأة المسيحية و كذلك معطيات واضحة عن سيرته ولاهوته.
لقد كان أول من استخدم سلاح القلم لنشر تعاليم يسوع، ولذلك بات يصوّر وهو مشهر ٌ سيفا ً ماضيا ً، وما انفك حدّ صارمه قاطعا ً بعد عشرين قرنا ً وما برحت رسائله تحاكي رعدا ً يدوّي في العالم أجمع. وما زالت عباراتها الرائعة تجتاز القرون وتنفذ الى قلوبنا وعقولنا مثل أسهم ٍ من نار. رسائل ألهمها الروح وكانت السماء مصدرها فبقيت عبر الأجيال فعالة تجدّد وجه الأرض.
رسائل بولس الرسول: إحتفظت الكنيسة ُ بأربع عشرة رسالة ً من رسائل ِ بولس ضمّتها الى إرثِها. وجعلت منها عنصرا ً أساسيا ً من عناصر العهد الجديد، الذي يدور ُ حول محورين رئيسين: سيرة يسوع ، وسيرة بولس. تتميّز رسائل بولس بكونها الكتابات الرسمية المسيحية الموثوقة الأولى، وهي تعكسُ صورةً حيّة ً عن نشاطه و نضاله، و نجاحاته و إخفاقاته, و عن تجاربه و فكره ، ومع ذلك هي بعيدة عن كونها سيرة ذاتية.
رسائل بولس المحفوظة تمثل ربع أسفار العهد الجديد وتساوي الأناجيل حجما ً ومع ذلك يبدو هذا الحجم ضئيلا ً بالقياس الى نشاط بولس الرسولي، ممّا يسوّغ الإعتقاد بأن بعض رسائله قد فُقدت، مع أن رسائل انطوَت على تأنيب للجماعات التي أرسلت إليها مثل الرسالة الى الغلاطيين والرسالة الثانية الى الكورنثيين، لم يخجل أصحابُها من تبادلها مع الجماعات الكنسية الأخرى ومن الحفاظ عليها للخلف.
تُقسم الرسائل وفقا ً لحجمها الى قسمين : الرسائل الطويلة وهي ثمان:
الى أهل رومية، الى أهل أفسُس، الى أهل فيليبي، الى أهل كولوسي، الى أهل غلاطية فضلا ً عن رسالتين الى أهل كورنثوس ورسالة الى العبرانيين.
الرسائل القصيرة وهي ستة: رسالة الى أهل تسالونيكي وثلاث رسائل رعوية منها واحدة الى تيطس ورسالتان الى تيموثاوس وأخيرا ً الى فيليمون وهي الوحيدة التي كتبها بولس بخط يده.
هذه الرسائل قد دُوّنَت على مدى ستة عشر هاما ً بين العام 51 والعام 67 وكان بعضها أول أثر مسيحي رسمي مكتوب. يُظَن أن بعض إضافات وأيضاحات قد أ ُلحِقَت بهذه الرسائل مع الأيام وقبل نظمها في مجموعة نهائية. وكانت بعض الكنائس الأولى قد شرعت تمتلك مجموعات منها في أيام بولس.
تحتوي مكتبات العالم الكبرى، مخطوطات تضم نسخا ً من الرسائل الأصلية بلغات متعدّدة: اليونانية، القبطية، السريانية، الأرمنية، الغوطية، الجيورجية، الحبشية واللاتنية. أقدمها مقاطع مكتوبة باليونانية على بردى وُجدَت في قبور ِ مصر ويوجد نحو خمسين منها يعود تاريخُها الى القرن الثاني وأفضلُها حفظا ً هي المنسوخة على رق ّ.
في العام 331 أمر الإمبراطور قسطنطين بنسخ خمسين نسخة من مجموعة الرسائل، قُدّمت له نسخة منها ووُزّعت التسع والأربعون الأخرى على مختلف الكنائس المسيحية وهي مكتوبة على 346 صفحة ونصف الصفحة من الرق الرقيق جدا ً وكأنه مصنوع من جلد الغزال. وثمّة منها نسختان معروفتان ومحفوظتان إحداهما اكتشفت في دير القديسة كاترينا في سيناء، قد إقتناها قياصرة روسيا والنسخة الثانية فهي محفوظة في الفاتيكان. تابع 3
*************************************************** ملحق من آثار بولس الرسول . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الصورة لباب كيسان و لقسم من سور دمشق من الجهة الجنوبية باتجاه باب الصغير، وهي مماثلة لصورتين في ارشيف الموقع و التي نرى فيها الباب بشكل جانبي و الذي لم يتغير كثيراً، إلا أننا نرى هنا النافذة فوق العقد العاتق، البرج الكبير تحول لمشغل على الأغلب كما ذكرنا قي تعليق على صورة سابقة. في أقصى اليمين يظهر البرج نصف المستدير الذي لا يزال قائماً إلى يومنا هذا. يعود تاريخ الصورة إلى حوالي منتصف القرن التاسع عشر. --------------------- قال جورجيو فيليبي ، وهو متخصص في علم الآثار في متحف الفاتيكان ، الذي اشار الى انه وفريقه فوجئ عندما عثروا على القبر. " ليس لدي شك في أن هذا هو قبر القديس بولس .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]العثورعلى قبر بولس الرسول
في روما
في 22 فبراير 2005 -- الفاتيكان أعاد اكتشاف قبر القديس بولس من خلال الحفريات بعد ثلاث سنوات من الحفر أسفل المذبح أكثر من ستة أقدام ، تم العثور عليه. هو الآن يعرض على الزوار. حيث دفن تحت المذبح الرئيسي في بازيليك القديس بولس ، خارج الأسوار في روما ، التابوت الحجري ، والذي كان مخفيا لقرون طويلة ، تم العثور على شواهد القبر من كتابة مكتوبة تحت القبر عبارة " باولو APOSTOLOMART" أي ( " بولس الرسول ، والشهيد " ).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| |
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: حياة بولس الرسول (الجزء الثاني) 13/5/2012, 6:13 pm | |
| ابنتنا المباركة ماريا !!! وين الباقي ؟ هل انتهى الموضوع هنا ؟ لا اعتقد. ارجوا ان لا يكون غيابك سببه صحي . وازا شغلبيت فبسيطة والله يعطيكي العافيه . | |
|
maria bachour عضو مجتهد
عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 20/12/2011 العمر : 53
| موضوع: رد: حياة بولس الرسول (الجزء الثاني) 13/5/2012, 9:15 pm | |
| ايها الأب القديس شكراً لك على سؤالك عني , لقد التزمت بقرار المنتدى بعدم استقبال المواضيع الجديدة , سوف أنشر القسم الثالث و الأخير قريباً آملةً ان يعجبكم. | |
|