deema مشرفة
![مشرفة مشرفة](https://2img.net/h/www.shoaba.com/vb/images/titles/azm%20%2839%29.gif)
![deema](https://2img.net/u/1911/10/04/56/avatars/211-76.jpg)
![انثى انثى](https://2img.net/s/t/10/02/41/i_icon_gender_female.gif) عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 01/06/2011 العمر : 39 العمل/الترفيه : teacher
![المسسيحي وتجارب الحياة Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: المسسيحي وتجارب الحياة 12/12/2011, 12:47 am | |
| وسط صرخات اليأس المنبجسة من أفواه الكثيرين بمشقة والمكبوتة في صدور الأكثرين بألم , في عالم يهمين عليه " سلطان الظلمة " الى حد حظر الأنين على البشر المقهورين أو التنكيل بهم شرعا إن هيئ لهم أن يطلبوا الرحمة من المقتدرين , واحدة وحيدة تغتصب طريق النجاة ضمن شبكة المتاهات الدنيوية . والتي أعطي لها وحدها أن تقول لا حقا " " لا " لليأس الغاشم , " لا " للظلمة الظالمة , " لا " لسلب الحرية , " لا " لبذر الخوف , " لا " لتسلط المادة , " لا " لشريعة الغاب , "لا " لسادية الأبواب العالية , " لإعدام الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله . إنها الكنيسة الفلك الذي تعجز عن النيل منه أمواج بحر الموت المالح , والذي ترتعد منه دوامات الجحيم العطشى وأعاصيرها , لأن فيه يستقر من سكت الزوبعة وسكن كل اضطراب . هي تذل فيرتفع شأنها , تجرح فيتجدد شبابها , يشنع عليها فتزداد روعة , وذلك بفضل الفادي الذي يملأها مجدا وحياة وجمالا بروحه المعزي , الروح الذي ينقل اليها حضور الثالوث القددوس ويبث في عروقها دم المصلوب الطاهر الظافر ويبرجها بسمات الخلود. ولذا من خبرتها تقول, أن لاربح في الحرب ولانفع في العنف . فالحرب بحر حبر يلطخ النفوس , والعنف عفن يرمي صاحبه الى الهاوية . الحرب مقدسة إذا ما أعلناها على خطايانا الخاصة , والعنف مبارك إذا ما زاولناه لتحطيم بأس أهوائنا نحن . ولكن كيف ؟ تجيب الكنيسة : " هلم وانظر " ! هلم وتلقن كيف يتلألأ القديسون فيي ميدان التجارب كالذهب في لهيب البوتقة , كيف يغلبون بربهم كل مكيدة للعدو , كيف يتنقون بجهادهم مع النعمة الإلهية , كيف يستنيرون وينيرون من وهبوا أن يروا نورهم , نور المعلم الحاضر فيهم , إلى الأبد . هؤلاء كانوا بشرا أيضا , ولذلك لا عذر للانسان المعاصر إن تقاعس عن درب الحياة الأبدية , ليتلهى بمنعطفات البهرجة السريعة الزوال .
فلقد انقلبت المقاييس رأسا على عقب في عصر التقنية الطموحة, وضاع الشعور بالخطأ مع ضلال الاحاسيس , وعاف الالتزام التضحية من شدة الفتور , وانبرى العداء يتحكم في السرائر الصم وتعالى صياح الإدانة على الخاطئ المريض . وليس هذا فحسب بل ما عادت تذكر سوى الماسي على الرغم من وجود البادرات الطيبة وصارت الغاية تبرر الوسيلة في تحقيق التطلعات وغشيت الأذهان الشكوك واللامبالاة تجاه ألم الاخر , وتخلت رهافة الحس عن فضيلة الاعتراف بالخطأ وطردت الكبرياء حسن الاعتذار لئلا تجرح . هذا فضلا عن نار الحروب بين الامم والقوميات والجماعات والأسر لأقل سبب , بخجل فظيع إزاء محاولات الصلح وبلا تردد في استخدام أفتك طرق التهميش حتى الإبادة .
أما من ىبقي أمينا للعهود محترما لحرية الاخر دؤوبا على حب لا يؤذي مهما استفحلت الاستفزازات , فهذا يعتبر خاطئا مستحقا , فتحاصره حلقة الاتهامات لتخمد أنفاسه , وكانه المسؤول الوحيد عن خطايا الانام برمتهم , فقط لانه إنسان لا يزال يحب على الرغم من ضعفاته ونقائصه ولأنه رفض التحول إلى وحش وإن ضيقت عليه الإغراءات الجمة في غربته .
ففيما تتفجر حمم الظلم من بركان العالم , يأتي التعليم الإلهي العادل ليقول بأن العمل في سبيل الله يصب في خانة خير الإنسان وان الإنسان فريد غير قابل للاستبدال , وأن الكنيسة تنقذ كل فرد يلجأ اليها , وأن المحبة المسيحية لا تعرف حدودا , وأن الصليب والكنيسة لا يقاوم لاجلهما بقوة السلاح وان استعباد البشر جريمة ضد المسيح , وأن تحمل طغيان لا مفر منه عند الملتزمين , وأن الله يعرف كيف يفتقد عببيده , وان لا سبب للتوققف عن الصلاة وأن عذاب يسوع ربنا بالجسد على الصليب أقسى من كل عذاب وتعزية لكل عذاب , وأن في أتون الاضطهادات يمتحن " معدن " النفوس . وعليه فالخطر الأكبر إنما هو انقلاب المسيحي على مسيحيته , حين يصبح الراعي أجيرا , والقاضي بائعا ضميره بكذبة أو برشوة , والراهب متلهيا بشؤون لا شأن له بها , والعلماني دنيويا في سلوكه , كما لو كانوا يجهلون المسيح بالكلية . هنا الكارثة : أن نتخلى عن المسيح ونحن لديه , فندعي انا له ونتصرف كعبيد لسواه , مع أنا مباعون له بدمه الثمين ! أما الكوارث الأخرى أيا كانت ردود الأفعال عليها عند باقي الناس فليست بشيئ , لأنها لا تستطيع أن تنال من نفوسنا شيئا ما لم نبح لها نحن بذلك , من جراء كسلنا في اكتساب الفضائل وامتصاص الصدمات , وحيث يصبح القادة عثرة والخراف ذئابا !! | |
|