madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: الأعظم في ملكوت الله . 5/7/2011, 9:53 pm | |
| (لوقا 9/46-48)
ووقع بينهم جدال في من هو الأعظم فيهم. وعرف يسوع ما في قلوبهم، فأخذ بـيد طفل وأقامه بجانبه، وقال لهم: ((من قبل هذا الطفل باسمي يكون قبلني. ومن قبلني يقبل الذي أرسلني، لأن الأصغر فيكم كلكم هو أعظمكم)).
************************************** كلّ منّا يبحث عن العظمة، فالإنسان يحبّ نفسه لدرجة أنّه يريدها أن تظهر بجلاء للجميع . كما يحبّ أن يكون محطّ اهتمام من الجميع ، ويطمح دائماً ليكون الأفضل والأعظم . ألعظمة ليست بصفة سلبيّة إذا وجّهناها بشكل إيجابيٍّ .
يوم أخطأ الإنسان واقترب من شجرة معرفة الخير والشّر ، أراد أن يكون عظيماً . والخطأ ليس لأنّه أراد العظمة ، بل لأنّه اراد أن يكون أعظم من الله . (الشجرة باعثة للفهم تك 3/ 6) . فضّل الإنسان ان يخالف الوصيّة ليكون الأعظم ، وبوضوح اكثر ، تحدّى الله ليكون الأعظم. بينما نرى الله العظيم ، القدير ، الّذي لا مثيل له ، يضع كل ملكه عند أقدام الإنسان ببساطة ، بثقة ، وبمحبّة.
إذا استعرضنا التّاريخ ، سوف نقرأ عن أغلب العظماء الّذين خاضوا حروباً واحتلّوا بلداناً وقتلوا وذبحوا وعنّفوا ، والتّاريخ يذكرهم كعظماء . وقد تؤدّي هذه الصّفة (العظمة ) عند البعض إلى ما نسمّيه "جنون العظمة" . هؤلاء من لا يرون إلّا انفسهم ، وينظرون إلى النّاس من علوّ ، على أنّهم أقل معرفة ، ولا يبصرون إلّا ذواتهم ، ويحقّرون الآخر ويحطّمون من عزيمته . وقد تنتابهم نوبات غضبٍ عنيفة إذا ما نافسهم أحدهم .
والتّلاميذ بشر ،ويخضعون لكلّ ما ذكرناه ، فهم يرافقون السّيّد والمعلّم ، ولا بدّ أن يتنافسوا على من هو الأعظم سواء كان على الأرض أم في ملكوت الله . فما زالوا يعتقدون أنّ ملكوت الله ، مملكة أرضيّة ، والأعظم فيهم سيجلس قرب الملك. ولربّما نحن أيضاً ما زلنا نعتقد كذلك ، فتصرّفاتنا وسلوكنا لات دلّ إلّا على أنّنا نجهل ما هو ملكوت الله.
أمّا يسوع ، المعلّم والمربّي والصّالح ، قام بحركة جميلة ومعبّرة ، فأخذ بيده طفلاً وأقامه بجانبه. وهذا الطّفل يدلّ على التّواضع ، والطّهارة ، والبساطة . هذا من سيقيم إلى جانب الرّب. الآية واضحة ، (أقامه بجانبه) . وهذا الطّفل سيختصر كلّ متواضع ، ومن يقبله ياسم يسوع ، يقبل يسوع وبالتّالي يقبل الآب ، وبالتّالي يكون الأعظم.
إذاً العظمة ، بمنطق الله مرتبطة بالتّواضع والطّهر والبساطة . ، وهي مرتبطة بمدى انفتاح قلوبنا عليه ، لنقبله وبالتالي نقبل الآب . عظمتنا أن نصدّق يسوع كما يصدّق الطّفل أمّه وأباه دون جدل ودون تردّد. عظمتنا أن نقبل الآخر باسم يسوع ، أي أن نرى يسوع بالآخر ، أيّاً كان هذا الآخر. لم يحدّد يسوع الأشخاص الّذين يجب أن نقبلهم باسمه ، (كلّ من قبل هذا الطّفل) . فلنتعلّم قبول الآخر ، ولن نقبله إلّا إذا رأينا فيه الرّبّ ، ولن نسامح ولن نغفر ، إلّا إذا راينا في الآخر يسوع . لن نتلمّس آلام الآخر ما لم نرى يسوع المتألّم فيه ...
الأعظم في ملكوت الله هو الأصغر فيكم . والأصغر هو المتواضع ، ألّذي ينظر إلى الآخر على مستوى نظره ، والّذي ينحني ليمسك بيده ويترافق معه على درب آلامه. هو من يحسّ بالآخر ، ولا يحكم على سلوكه بل ينظر إلى داخله ويتفهّم دون أن يبرّر . هو من يشعر كلّ النّاس بحضوره أنّهم عظماء ، وهو السّاجد بعقله وفكره وروحه أمام الله.
ألأعظم هو من ينفتح على الله ومحبّة الله ، فيتحرّر من قيود العبوديّة ، وينير بصيرته بحكمة الله ، ويرمي عن كتفيه نير التعجرف ، والعظمة الزّائفة .
هذه هي العظمة في المسيحيّة وهذه هي الحضارة المسيحيّة ، الّتي وللأسف باتت شبه غائبة بين حروف جامدة وقلوب قاسية وعظمة زائفة...
ليس المهمّ أن يذكرنا تاريخ البشريّة ، ألأهمّ أن نقيم بجانب الرّب وأن يخطّ تاريخنا في الحياة الأبدية. | |
|
deema مشرفة
عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 01/06/2011 العمر : 39 العمل/الترفيه : teacher
| موضوع: رد: الأعظم في ملكوت الله . 6/7/2011, 3:02 pm | |
|
فتسالمو مع بعضكم ومع الكل وكونوا متواضعي العزم لكي ترتفعوا [ | |
|