أيها الأحباء ، لنحب بعضنا بعضا ، لأن المحبة هي من الله ، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله ومن لا يحب لم يعرف الله ، لأن الله محبة بهذا أظهرت محبة الله فينا : أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به . تلك هي المحبة : ليس أننا نحن أحببنا الله ، بل أنه هو أحبنا ، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا أيها الأحباء ، إن كان الله قد أحبنا هكذا ، ينبغي لنا أيضا أن يحب بعضنا بعضا الله لم ينظره أحد قط . إن أحب بعضنا بعضا ، فالله يثبت فينا ، ومحبته كملت فينا . بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو فينا : أنه قد أعطانا من روحه ، ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصا للعالم. من اعترف أن يسوع هو ابن الله ، فالله يثبت فيه وهو في الله ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا . الله محبة ، ومن يثبت في المحبة ، يثبت في الله والله فيه بهذا كملت المحبة فينا : أن يكون لنا ثقة في يوم الدين ، لأنه كما هو في هذا العالم ، هكذا نحن أيضا ، لا خوف في المحبة ، بل المحبة الكاملة تنقي كلّ خوف ، لأنّ الخوف هو من العقاب . ولا يخاف من كان كاملاً في المحبة فعلينا أن نحبّ لأن الله أحبنا أولا
************************************************************
ألله محبّة .
من هو الله ؟ هو المحبّة . وكيف أدرك الله ؟ بالمحبّة .
ألمحبّة ، الشّريعة الوحيدة المحرّرة من كلّ شيء. وهي حرّيّة الإنسان الحقيقيّة .
ألله محبّة ، ولم نعد بحاجة إلى فلسفة من هو الله ، بل نحن الآن بحاجة أن نعيش الله ، أن نعيش المحبّة .
ألمحبّة تثبت بنوّتنا لله ، فكيف نكون أبناء المحبّة ونحن لا نحبّ . وهي توصلنا إلى معرف الله ، فمن لا يحبّ لا يعرف الله ، ومن يحبّ ، عرف الله . إذ إنّ الحبّ الحقيقيّ هو الله لأنه الحقيقة الوحيدة ، ونحن لا نعرف كيف نحبّ ،لأنّ حبنا قد يكون مؤقّتاً ، آنيّاً ، مرتبط بمصلحة معيّنة ... وإنّما الحبّ المستقى من الله هو الحبّ اللامتناهي ، اللامشروط . هذا الحبّ الحقيقيّ يتخطّى أيّة حدود ، لا تأسره العنصريّة والتّعصّب والكبرياء ، ولا يعيقه الحقد والبغض والكراهيّة. إنّها الحرّيّة الكاملة !! لهذا يصرخ بولس العظيم : " كلّ شيء مباح لي ، ولكن ليس كلّ شيء يوافق " . لقد أدرك الحرّيّة في المحبّة . الحرّيّة الحقيقيّة ، المسؤولة ، الحرّيّة التي تحعلني أميّز ما هو خير لي إنطلاقاً من الله.
هذه المحبّة لم تعد فكرة مجرّدة ، ليست نظريّة فلسفيّة ، لا بل تجسّدت في يسوع المسيح ، ورأيناها ولمسناها . أظن أنّ الفلاسفة تاقوا دوماً إلى رؤية ثمر نظريّاتهم ، ثمر بحثهم عن الحقيقة . واليوم ، الآن نحن نراها ، نعاينها ونعيشها .
هو أحبّنا ، لا نحن ، وكيف نحبّه إن لم نعرفه . هو أحبّنا وأرسل ابنه كفارة عن خطايانا. ويندهش البعض وقد يستاء من أنّ الله أرسل ابنه كفارة عن خطايانا ، ولماذا لا يغفر لنا دون أن يرسل ابنه ؟ وأندهش لا بل أنذهل من هذا السؤال !! ومن أنا لأتجرّأ وأقف أمام الله ، بعد أن فعلت الشّرّ أمامه ، وأطلب الغفران؟؟؟
كان لا بدّ أن يرسل المحبة لتغسلني وتطهّرني ، وتحييني من جديد. لأنّه أحبّنا أوّلاً ، بادر أوّلاً ببذل ذاته ، ليرمّم صورتنا الإنسانيّة ، التي هي على صورته كمثاله . نحن بادرنا بتشويه صورة الله ، إذاً لم نحبّه ، أمّا هو بادر بمحبّتنا فخلقنا ، خلّصنا و أحيانا .
إن أحبّ بعضنا بعضاً ، فالله يثبت فينا ، ومحبته تكتمل فينا . نعم ندرك الله حين نحبّ بعضنا البعض . فأين هو الله ؟؟ هو ساكن فيّ وفيك . إذا احببتك أحببت الله ، وإذا احببت الله ، أحببتك. أنت تطرد الله منك يوم لا تحبّ أخاك ، لأنّ الله يثبت فيك حين تحبّ .
لا خوف في المحبة ، بل المحبة الكاملة تنقي كلّ خوف ، لأنّ الخوف هو من العقاب .
لا خوف في المحبّة !!! لا خوف في الله !! من كان الله معه فمن عليه ؟ من صدّق وآمن أنّ المحبّة تسكنه فممّ يخاف ؟؟؟
المحبّة هي الحرّيّة ، هي كمال الإنسان ، هي شجرة الحياة التي لم يمنع الله آدم من لمسها . ألمحبّة هي توقك أيّها الإنسان إلى إنسانيّتك ، وإلى اللامحدود ،ألمحبّة هي الله.