نورما مشرفة
![مشرفة مشرفة](https://2img.net/h/www.shoaba.com/vb/images/titles/azm%20%2839%29.gif)
![نورما](https://2img.net/u/1911/10/04/56/avatars/26-64.jpg)
![انثى انثى](https://2img.net/s/t/10/02/41/i_icon_gender_female.gif) عدد المساهمات : 1361 تاريخ التسجيل : 13/02/2010
![الصعود إلى أورشليم Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: الصعود إلى أورشليم 16/4/2011, 2:55 pm | |
|
تخبرنا القراءة الإنجيلية للأحد الأخير من الصوم الكبير عن صعود الرب يسوع مع تلاميذه إلى أورشليم . ( تنتهي أيام االصوم الأربعيني المقدس عشية سبت لعازر. رسميّاً لا تدخل أيام سبت لعازر وأحد الشعانين والأسبوع الكبير في تعداد الأيام الأربعين).
"وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم، وكان يسوع يتقدّمهم وهم منذهلون يتبعونه خائفين : فأخذ أيضاً الاثني عشر وابتدأ يقول لهم ما سيعرض له: " هانحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان سيُسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم فيهزؤون به ويجلدونه ويبصقون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم" . (مز10 : 32 – 34 ).
لقد أخبر الرب تلاميذه، للمرة الأولى، بأنه سيتألم ويموت، مباشرة بعدما أعلن بطرس، للمرة الأولى أيضاً، بأن يسوع هو المسيح ابن الله الحيّ. حينئذ أعلن يسوع لهم أن الماسيا هو العبد المتألم، المنبوذ والمصلوب لكي يقيمه الآب ويمجده. وعندما استنكر بطرس هذا الكشف وبّخه السيد بكلمات قاسية ، حتى دعاه شيطاناً. ثم، وفي عيد المظال، أخذ الرب بطرس ويعقوب ويوحنا إلى الجبل وتجلّى أمامهم بمجد، وكلّم مع موسى وإيليا عن "الخروج" المزمع أن يتمّمه في أورشليم. (كلمة خروج تشير إلى فصح / خروج العبرانيين من مصر الذي هو صورة مسبقة عن فصح / خروج المسيح في أورشليم. ). ثم، أثناء نزولهم من الجبل ، كلّمهم ثانية عن الخيانه والآلام والموت والقيامة في اليوم الثالث، تلك التي كانت على وشك الحدوث.
"فقال لهم يسوع إنكما لا تعلمان ماتطلبان، أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا ؟ " . فقالا له : " نستطيع ". فقال لهما يسوع :" أمّا الكأس التي أشربها فتشربانها، وبالصبغة التي اصطبغ بها تصطبغان ، وأمّا جلوسكما عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعدّ لهم ". فلمّا سمع العشرة ابتدأوا يغضبون على يعقوب ويوحنا. فدعاهم يسوع وقال لهم : " قد علمتم أنّ الذين يُحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وعظماؤهم يتسلّطون عليهم. وأما أنتم فلا يكون فيكم هكذا ، ولكن من أراد أن يكون فيكم أوّل فليكن للجميع عبداً، فإن ابن البشر لم يأتِ ليُخدّم بل ليخدُم وليبذل نفسه فداء عن كثيرين " ( مز 10 : 38 – 45 ).
أيًّا يكن ما جرى معنا أثناء فترة الصوم، سواء كنّا نعتقده، بحسب فهمنا المحدود، أننا قد أبلينا بلاءً حسناً، أم تعلّمنا ، مرّة أخرى ، الدرس الأمرّ ولكن الأكثر بركة (وقد يكون عطيةً من ربنا )، وهو أنّنا قد أدركنا قدرتنا على إتمام الأصغر من نوايانا الحسنة، فالنتيجة ستكون ذاتها كما كل عام: نصعد إلى أورشليم مع يسوع، مثل تلاميذه الأوّل، منذهلين وخائفين! ممتلئين من التعجب والرهبة ممّا صنعه الرب من أجل خلاصنا. إن وصلنا إلى هذه النتيجة، لن يكون لمعان الصوم الأربعيني أمامنا عبثاً,
"إذ قد أكملنا الأربعين النافعة للنفس
فنتوسل إليك يا محبّ البشر
أن نشاهد سبّة آلامك المقدسة
لنمجّد فيها عظائمك وتدبيرك الصائر لأجلنا الذي لا يُدرك مترنمين بعزم واحد يارب المجد لك ".(سحر وغروب الجمعة السادسة من الصوم ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب ربيع الصوم
| |
|