fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: احد الآباء 12/2/2011, 2:10 am | |
| احد الآباء في رسالة اليوم استدعى بولس قسوس الكنيسة اي الكهنة الذين من أفسس. وقال لهم ان الروح القدس أقامهم "اساقفة" اي مراقبين لكنيسة الله. فيما بعد صارت كلمة اساقفة تدل على رؤساء الكهنة حصرا. وهم مع الكهنة رعاة اي يلدون المسيحيين بالكلمة والأسرار والخدمة والعناية بكل واحد كما يرعى الأب اولاده* في العهد الذي تلا فترة الرسل ظهر من بين هؤلاء اساقفة وكهنة ورهبان بارزون سميناهم آباء الكنيسة لأن هؤلاء وَلَدونا في المسيح اي نقلوا الينا تعليمه في إطار ثقافة العصر الذي كانوا فيه يعيشون لأنه لا بد لك ان تترجم الإنجيل بلغة الناس، حسب مفاهيم الناس* وكان معظم هؤلاء مفسرين للكتاب المقدس* من أبرزهم يوحنا الذهبي الفم وباسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي وهؤلاء ندعوهم باللغة العربية الثلاثة الأقمار اي الذين التمعوا في سماء الكنيسة* كان هذا في القرن الرابع واوائل الخامس* غير انهم لم يكونوا وحيدين فقد ظهر غريغوريوس اسقف نيصص وهو أخو باسيليوس ومكسيموس المعترف ويوحنا الدمشقي وغريغوريوس بالاماس وسواهم* لم ينحصروا في التفسير ولكنهم ألقوا مواعظ ووضعوا كتبا في اللاهوت* وهي رسائل في مواضيع الخلق والخلاص والأسرار الكنسية كما وضعوا كتبا في الأخلاق وفي النسك* وكلهم كتبوا في الحياة الروحية اي في مكافحة الرذائل واكتساب الفضائل* وقد تفاعلوا مع الحياة الكنسية كلها* فكثير مما ألفوه دخل الى العبادة فاستقينا منهم ووضعنا اناشيدنا* غير ان اهم ما فيهم انهم جمعوا التعليم الى القداسة ولذلك سميناهم الآباء القديسين* بعضهم اشترك في المجامع المسكونية مثل اثناسيوس الذي كان روح المجمع النيقاوي (325) ووُضع فيه دستور الإيمان* فكانت المجامع تأتي من تعاليمهم كما ان تعاليمهم كانت المجامع تتخذها وتحولها الى عقائد اي كلمات هي لخلاصنا * فالثالوث القدوس الذي اوضحه المجمع الاول والمجمع الثاني (381) كتب فيه آباؤنا كثيرا* فعلى سبيل المثال وضع غريغوريوس اللاهوتي خمس مواعظ عن الثالوث مستقاة من هذين المجمعين* وقد اوضحوا مثلا الطبيعتين الإلهية والإنسانية في المسيح، وصاغ هذا التعليم المجمع الرابع (451)* انهم استلموا كلام الرب فحافظوا على ما جاءهم في الأناجيل* فالإنجيل ممدود الى كتبهم بأسلوبهم والتعابير التي تلائم العصر وتردّ على الهرطقات* وتقيدوا بما أتى من الرسل بلا اجترار للكلمات ولكن بتفسيرها وتوضيحها* هم كتبوا في لغات زمانهم اي اليونانية واللاتينية والسريانية حسب البلدان التي كانوا يعيشون فيها* وآباؤنا الارثوذكسيون العرب الذين كتبوا في الإيمان المسيحي كانوا يستندون اليهم ويترجمون فكرهم لمنفعة العرب المسيحيين وغير المسيحيين* اهمية الآباء انهم يغذوننا بالفكر الحي المحيي بما يوافق التقليد الذي تسلموه ويكون هذا لنا سورا حتى لا نقفز خارج الإيمان المستقيم* بعض الذين كتبوه ترجم الى العربية قديما ولكن الكثير بقي مخطوطا* غير اننا في العصر الحديث نقلنا الكثير من هذا التراث وأسهم في هذا ابناء كنيستنا وابناء الكنائس الأخرى* اجل نحن غير مقيدين بكل حرف مما وضعه الآباء ولكنا مقيدون بما أجمعوا عليه، بالخطوط العريضة التي رسموها* ويأتي كل عصر مبدعا ومجددا ولكن بلا انحراف اذا استند على هذا الذي ورثناه* فالكنيسة متواصلة اجيالها وهي لا تردد الكلام ترداد ببغاء ولكنها تستلهمه وتخاطب الناس بلغة العصر بلا خيانة* نحن لم نولد اليوم* نحن مولودون من قديم وبهذا القديم نصبح ناسا جددا*
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) رعيتي 2002
| |
|