fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: الدور السنوي ( الدورة السنوية للخدم الليتورجية) 7/2/2011, 12:21 am | |
|
الدور السنوي.
( الدورة السنوية للخدم الليتورجية)
إنه دور التدبير الليتورجي الكبير، دور الليتورجيا المعاشة في كليتها مطابقة لكل تدبير الله. والدور السنوي مبني على أربعة أعمدة أو قل خوافق، هي أعياد رئيسية تنتظم حولها بقية الأعياد:
1) الفصح: إن عيد الفصح المقدس عيد لا يقاس بآخر. إن الكنيسة بالحقيقة لا تعيش إلا من الفصح، إلا في فصح ينسكب على أيام السنة كلها كما سبق القول. ولذلك فهي تعيده ببهاء خاص تعييداً فريداً، وكأنها فيه تتجدد كفي ينبوع .
2) الميلاد والظهور الإلهي: إن عيد الميلاد والظهور أو الغطاس كانا متلازمين حتى القرن الخامس، ومعناهما التعييد للزواج السري بين المسيح والخليقة إذ بمجيء المسيح وعماده يولد المسيح سرياً (جسدياً) في الخليقة وتولد الخليقة في المسيح. إن هذين العيدين يؤلفان إلى جانب عيد الفصح (حيث الولادة الأخروية) القطب الثاني في الدور الكنسي .
3) العنصرة: إن عيد العنصرة (الأيام الخمسين) هو ثمر الفصح. إنه الوقت الفصحي في ملئه الأرضي والسماوي: المسيح القائم من بين الأموات يذهب ليرسل إلينا المعزي.
انتقال العذراء: وفيه نعيد للمخلوقة الأولى التي عبرت جسدياً عتبة الدهر الآتي ودخلت إلى ما وراء الحجاب.
إن هذه الأعياد في تركيب السنة الليتورجية الأرثوذكسية تسبقها فترة صوم (باستثناء عيد العنصرة وبإضافة عيد الرسل).وهذا الصوم غايته إدخالنا شخصياً في حقيقة السر المحتفل به و(آنيته):(عندما يرفع عنهم العريس حينئذ سيصومون) (في فترة عيد العنصرة العريس هنا، إنه الوقت الفصحي ولذلك لا يصومون). هذه الأعياد يسبقها صوم من أجل إدخالنا في التركيب الفصحي الذي لكل عيد رئيسي في الكنيسة. فالصوم هو النسك الشخصي، الموت الطوعي الذي ندخل به القيامة .
المعنى الأول للصوم هو الإمساك عن الطعام والماء والأهواء كواسطة لمعرفة الذات في ضعفها وعبوديتها للخطيئة وكواسطة لخلع الإنسان العتيق. ولكننا مع الاحتفاظ بهذا المعنى الأساسي ومع جعله دائماً داخلياً تأملياً كما هي غاية نظام الصوم منذ القديم، يجب أن ننتبه أيضاً إلى المعنى الخارجي والأبدي الذي لفترة الصوم الكنسي. فالصوم الكنسي لا يقتصر على الإمساك عن الطعام بل هو صعود روحي كما يظهر من استعراض سريع لآحاد الصوم الكبير (راجع سنكسار كتاب التريودي):
- نبدأ بأحد الفريسي والعشار وهذا يعني أن الانسحاق والتوبة شرطان رئيسيان من أجل الصوم، من أجل الدخول في الملكوت المفتوح أمامنا بعيد الفصح.
- ثم يأتي أحد الابن الشاطر: إنها العودة إلى الآب، المحبة الأبوية التي تنتظرنا.
- ثم أحد الدينونة (مرفع اللحم): يذكرنا بنهاية التاريخ الرهيبة لكي لا نتهاون ونتوانى متكلين على عطف الله. (في تناقض ظاهر هذه أيام أكل اللحوم و(التبديل)..).
- ثم أحد طرد آدم من الفردوس (مرفع الجبن): بعد أن وضعتنا الكنيسة أمام نهاية الأزمنة تعيدنا في الأحد التالي إلى بدء تاريخنا، تاريخ السقوط.
- ثم أحد الأرثوذكسية، الأحد الأول من الصوم. ولا يقصد بالأرثوذكسية المذهب بل العقيدة واستقامة الرأي: ملء الإيمان الذي هو باب الدخول للقيامة.
- ثم أحد غريغوريوس بالاماس: أي أحد التمثيل الروحي لسر العقيدة الأرثوذكسية في نور التجلي كما مثله غريغوريوس بالاماس وعبر عنه (هو في الحقيقة أحد التجلي).
- ثم أحد الصليب: في منتصف الصوم نتأمل الصليب الذي
نسير بهديه فنذكر معنى جهادنا ونسكنا: إننا إنما نتبع صليب المسيح فقط. نحن نتأمله من أجل السجود له ومن أجل القيامة إذ بالصليب نصير (شفافين) للقيامة:(لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد).
- ثم الأحد الرابع والأحد الخامس نعيد فيهما لتذكار قديسين من النساك هما يوحنا السلمي ومريم المصرية:
رجل وامرأة بلغا مسبقاً إلى القيامة لكثرة حبهما للمسيح. إن سنكسار التريودي بكامله عبارة عن نشيد حب للمسيح الذي يدعونا لنتبعه متجاوزين آلام طبيعتنا الساقطة وقلقها لكي نتمتع معه بنور القيامة.
- ثم أحد الشعانين: وبه ندخل الزمن التاريخي لآلام
المسيح. إن زمن الكنيسة في هذا الأسبوع يصبح كثيفاً جداً، فهي تتبع المسيح خطوة خطوة وتجتمع لهذه الغاية كل ساعة بل ما بين الساعات (خدمة الميصوريون). إنه تأمل لا ينقطع في سر المسيح، وحب حتى نبلغ إلى فرح القيامة العظيم.
أما دور عيد العنصرة فالأحدان الأولان منه (أحد توما وأحد حاملات الطيب) هما بمثابة تأكيد وتثبيت للقيامة. والآحاد الثلاثة التالية (المخلع والسامرية والأعمى) موضوعة تحت علامة الماء الذي هو واسطة لنقل الروح القدس إلينا.
فكل دور من أدوار الأعياد السنوية يطلب منا الدخول والسير في طريق، السير في النعمة لكي نحيا في داخلنا السر الذي نحتفل به وكذلك كافة الأعياد السنوية.
| |
|