عظة في مأتم المرحوم نسيب عطالله ( أبو سعد
---------------------------------------------------
أيها الإخوة الأعزا ء عائلة الفقيد نسيب عطالله ايها الإخوة جميعاً .
ليحل عليكم سلام الله وتسكن قلوبكم النعمة والبركة وترفع عنكم كل حزنٍ وضيق . آمين .
أيها الأعزا ء يصير العمر هبة وعطية ونعمة مباركة. إذا ما اقترن بالأعمال الصالحة والوفاء ومحبة الآخر . والتآخي مع الناس .
الحياة بالأساس هي فعل محبة الله لنا . ووجودنا في الكون هو تجسيد لهذه المحبة . فحضور الله في حياتنا يجعل العمر يزهر بركات ٍ والسنين تتلألأ ايامها شموعا تعكس ضياء وجه الله المزروع فينا.
إن قيمة حياة الإنسان وغناها تتأتى من القيمة الأخلاقية والمودة التي يتركها في ذاكرة معاصريه. والرحمات الإلهية تتنزل علينا بقدر ما نسعى اليها .
يقول كاتب المزمور 112{ذكر الصديق يكون مؤبداً } بعد ان يتوقف الزمن و يعبر بنا قطار العمر ألى الأبدية . ماذا يبقى منا ومالذي يدوم إلى الأبد كما قال داوود النبي ؟ تبقى أعمالنا الخيِّرة والمرضية لله والتي تركناها مزروعة في ذاكرة ومخيلة معاصرينا وكما نقول في عامياتنا ({ أن الإنسان يُذكر بأعماله} وغاية عمل الله الينا هو ان يرشدنا لعمل كل عمل صالح مرضيٍّ أمامه . لأننا بذلك نقتني خلاصنا ونشتري ابديتنا ونتأهل للوصول إلى الحياة الحقيقية معه في الملكوت الأبدي .
فقيدنا الجليل. المرحوم نسيب عطالله أبو سعد . الذي نرافقه الآن بالصلوات في رحلته لملاقات وجه الحبيب يسوع المسيح في فردوس النعيم والراحة . كان كسنديانة نبتت في هذه الأرض الطيبة التي ما انجبت إلا كراماً . نسيب حفر العمر على محياه اكثر من رواية واكثر من عبرة . نهلنا منه ما اراد له الله أن يكونه في حياتنا . محطات كثيرة تركها في ذاكرة هذه البلدة المباركة . وحفظت له القلوب روايات من كل لون . . فقد عرفنا فيه بعضاً من قساوة وصلابة هذا الجبل . ولا ننسى أيضاً ذلك الوجه الطيب الذي يتسلل إليمك شاعراً يحاكي الوجود على طريقته . ويحاكي حتى الزهور والأشجار والثمار والريح وحتى التراب علّه احس حينها أنها هبة من هبات الله وعطية من عطاياه .
برحيل فقيدنا نسيب عطالله . هناك صفحة طويت من تاريخ هذه البلدة المباركة .
فالمعمرين فيها إنما هم صفحات من تاريخ هذه البلدة . هم اكبر من أن تحيط بهم الحروف وتحويهم الكلمات . لكنهم على مساحة القلوب يتربعون . . نقرؤهم في كتاب ذاكرتنا ونحكيهم حكايا لأولادنا عن ماضٍ جميل.
بالأمس رحل نسيب في يوم تذكار نسب الرب يسوع . اي الآباء الذين اليهم انتسب الطفل يسوع بحسب الجسد . علّ ذلك يعني لنا وللفقيد العزيز أن الكرام إنما هم من يكرمهم الله .بانتسابهم إليه . وبهذا مفخرة الإبرار والصديقين أنهم من هذا النسب المبارك الذي يأتي من المسيح . و فقيدنا نسيب كان من الذين سعو ا كما اتيح لهم إلى التقرب من الله وطلب رحماته ومغفرته . وهذا ما نتركه لله فهو الذي يعرف خفايا النفوس ورغبات القلوب وهو الذيي يجازي كل انسان على حسب اعماله .
نسيب انضم الى جماعة الراقدين والمحتاجين لصلواتنا لكي يريحهم الرب ويغفر لهم كل ضعفاتهم . ويرحمهم بعظيم رحمته . ويجعل سكناهم في فردوس الراحة . إلى ان يعلن الرب يوم الفرح الكبير ويقوم كل انسان إلى مشتهاه الأبدي .
للفقيد العزيز نسيب المغفرة الإلهية والراحة الدائمة. ولعائلته الكريمة جميعاً ولكم ايها الإخوة الأحباء مني بإسم اخوتي الكهنة الأجلاء التعزية والدعاء رافعين صلواتنا من اجلكم ليسكن سلامة قلوبكم جميعاً ويبلسم احزانكم . وان يكون عيد الميلاد المجيد هذه السنة . ذكرى الولادة الجديدة في الحياة الجديدة الأبدية لفقيدنا نسيب .
ولكم يا عائلته المباركة منا الدعاء بأن يمن الرب عليكم بمراحم غزيرة وبركات غنية ، ونمواً في الإيمان القويم . ليتجلى الرب في حياتكم مباركاً وممجداً . وتكونوا في حضرته ابناءاً اعزاء يوماً بعد يومٍ إلى نهاية الزمان . آمــــين color] .
الاثنين، 21 كانون الأول 2009،
الساعة 15،00
كاهن الرعية : الأب بطرس الزين