أحد الإبن الشاطر - تذكار القدّيس لاون والقدّيس بيصاريون والقدّيسين تيرانيون وزنزبيوس وآخرين
للحن السادس \ الإيوثينا السادسة ء أحد الإبن الشاطر
القدّيس البار بيصاريون (+ القرن الخامس الميلاديّ)
وُلد من أبوين مسيحيين، وقد أحب الحياة الملائكية منذ صباه فشعر بتغربه عن العالم، وبقي هذا الشعور ملازمًا له كل أيام غربته. انطلق أولاً إلى الأنبا أنطونيوس الكبير حيث مكث زمانًا تحت تدبيره، ثم جاء إلى القديس مقاريوس يتتلمذ على يديه، وأخيرًا هام في البرية كطائرٍ غريبٍ لا يملك شيئًا ولا يستقر في موضع، منتظرًا راحته الأبدية. روى تلاميذه عنه أن حياته كانت كأحد طيور السماء أو حيوان البرية، يقضي حياته بلا اضطراب أو هّم. لم يكن يشغله اهتمام بسكنٍ يقطنه، ولا أمكن لشهوة أن تسيطر على نفسه. لم ينشغل بطعام ولا بناء مساكن ولا حتى بتداول كتب، إنما كان بالكلية حرًا من كل آلام الجسد، يقتات بالرجاء في الأمور العتيدة، محاطًا بقوة الإيمان. كان يعيش بصبرٍ كسجينٍ يقُاد إلى أي موضع، محتملاً البرد والعري على الدوام، ومستدفئًا بنور الشمس، عائشًا بدون سقف، متجولاً في البراري كالكواكب. كثيرًا ما كان يُسّر بالتجول في البرية كما في بحر. وإذا حدث أن جاء إلى موضع يعيش فيه رهبان حياة الشركة، يجلس خارج الأبواب يبكي وينوح كمن انكسرت به السفينة وألقته على الشاطئ. فإن خرج إليه أحد الإخوة ووجده جالسًا كأفقر متسولٍ في العالم كان يقترب منه ويقول له بشفقة: "لماذا تبكي يا إنسان؟ إن كنت في عوز إلى شئ فإننا قدر المستطاع نقدمه لك، فقط أدخل واشترك في مائدتنا وتعزى". عندئذ يجيب: "لا أستطيع العيش تحت سقف مادمت لا أجد غنى بيتي (يقصد به الفردوس المفقود)"، ليضيف أنه قد فقد غنى كثيرًا بطرق متنوعة. "لأني سقطت بين لصوص (يقصد بهم الشياطين)، وانكسرت بي السفينة، فسقطت من شرفي وصرت مهانًا بعد أن كنت ممجدًا". إذ يتأثر الأخ بهذه الكلمات يعود إليه حاملاً كسرة خبز، ويعطيه إياها، قائلاً: "خذ هذه يا أبي، لعل الله يرد لك الباقي كما قلت: البيت والكرامة والغنى الذي تحدثت عنه"، أما هو فكان يحزن بالأكثر، ويتنهد في أعماقه، قائلاً: "لا أستطيع أن أقول إن كنت سأجد ما قد فقدته وما أبحث عنه، لكنني سأبقى في حزن أكثر كل يوم محتملاً خطر الموت، ولا أجد راحة لمصائبي العظمى. فإنه يليق بي أن أبقى متجولاً على الدوام حتى أتمم الطريق".
ببساطته العجيبة، كان يدعو إلى الحكمة ليصير المؤمن كالشاروب والساروف مملوء أعينًا، ففي لحظات رحيله كانت وصيته الوداعية: "يليق بالراهب أن يكون كالشاروب والساروف، كله أعين".
قال أبا دولاس (شاول) تلميذ أبا بيصاريون: "كنا نسير ذات يوم على شاطئ بحيرة، فعطشت وقلت للأبا بيصاريون: "أنا عطشان جدًا يا أبي". فلما صلى قال لي "اشرب من ماء البحيرة". فصار ماء البحيرة عذبًا فشربت. ثم جعلت بعض الماء في وعائي الجلدي خشية العطش بعد حين. فما رآني الشيخ أفعل هذا، قال لي: "لماذا ملأت وعاءك ماءً؟" فقلت لي: "أغفر لي يا أبتي، لأني فعلت هذا خوفًا من الظمأ بعد حين". قال الشيخ: "الله هنا، الله في كل مكان نسكه"!
تذكار القدّيس لاون أسقف قطاني (+ القرن الثامن الميلاديّ)
القدّيسين الشهداء تيرانيون الصوري وزنزبيوس الصيداني وآخرين
الطروباريات
طروبارية القيامة \ اللحن الخامس
لنسبّح نحن المؤمنين ونسجد للكلمة المساوي للآب والروح في الأزليّة وعدم الابتداء، المولود من العذراء لخلاصنا، لأنّه سرّ بالجسد أن يعلوَ على الصليب ويحتملَ الموت ويُنهض الموتى بقيامته المجيدة.
طروبارية القدّيس لاون
لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان وصورة للوداعة ومعلّماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة لاون، فلذلك أحرزت بالتواضع الرّفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفّع إلى المسيح الإله، أن يخلّص نفوسنا.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
القدّيسين الشهداء تيرانيون الصوري وزنزبيوس الصيداني وآخرين
في السنة 304م، زمن الأمبراطور ذيوكليسيانوس، وولاية فنتوريوس على صور، سقط في تلك المدينة الفنيقيّة عدد من الشهداء للمسيح. أفسافيوس القيصريّ أورد خبرهم في تاريخه (الكتاب 8 الفصل السابع). فبعدما تساءل: من ذا الذي رآهم ولم يدهش للجلدات التي لا عدّ لها وللثبات العجيب الذي أظهره أولئك الأبطال وصراعهم، بعد الجلد مباشرة مع الوحوش الكاسرة؟ ثم أردف قائلاً: "نحن أنفسنا كنا حاضرين عندما تمّت هذه الحوادث ودوّنا قوة مخلّصنا يسوع المسيح الإلهيّة التي تجلذت وأظهرت نفسها بقوّة في الشهداء". وأضاف: "ظلت الوحوش الضارية وقتًا طويلاً لا تجسر على ملامسة أجساد أعزّاء الله هؤلاء أو الدنو منها. بالعكس انقضّت على من كانوا يستفزّونها من الخارج ويحفزونها.... كان الأبطال المباركون وافقين وحدهم عراة يلوّحون بأيديهم إليها ليحملوها على الإقتراب منهم .... لكنّها كلّما هجمت عليهم كانت تقف وتتراجع وكأن قوّة إلهيّة تصدّها". استمرّ ذلك طويلاص وأدهش المتفرّجين. ثبات هؤلاء المباركين كان لا يقهر وصبرهم لا يتزعزع. فكنت ترى شابًا لم يُكْمل سنته الثانية والعشرين واقفًا غير موثق ويداه مبسوطتان بشكل صليب، منشغلاً في صلاة حارة لله ولا يتراجع عن المكان الذي وقف فيه فيما النمور والدبب تلامس جسده وهي تنفث تهديدًا وقتلاً ومع ذلك أفواهها مغلقة بقوذة إلهيّة لا تدرك. وكنت ترى آخرين مطروحين أمام ثور برّي يقذف في الهواء بقرنيه كلّ من يقترب منه من الخارج ويمزّقه ويتركه بين حيٍّ وميت. فلمّا هجم بوحشية على الشهداء الأطهار، وكانوا واقفين وحدهم، لم يستطع أن يقترب منهم.... أخيرًا بعد سلسلة من الهجمات المروّعة قتل الشهداء جميعهم بالسيف.
كان تيرانيون أسقفًا لكنيسة صور وزنوبيوس كاهنًا في صيدا. هذا مجّدا كلمة الله في إنطاكية بصبرهما حتّى الموت. وفيما ألقي الأسقف في أعماق البخر مات زنوبيوس، كان طبيبًا ماهرً، بسبب تعذيب شديد لقيه على جنبيه. الخمسة الأولئل قضوا سنة 304 م فيما قضى الإثنان الباقيان سنة 310، لكنّهم أحصوا معًا.
تذكار القدّيس لاون أسقف قطاني
الطروباريّة
لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان وصورة للوداعة ومعلّماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة أرخبُّس، فلذلك أحرزت بالتواضع الرّفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفّع إلى المسيح الإله، أن يخلّص نفوسنا
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
القدّيس لاون أسقف قطاني (القرن 8 م)
نبت في عائلة نبيلة في رافينا الإيطالية وترعرع على التقى، سلك الفضيلة وارتقى سلم الكهنوت بسرعة وأضحى مدبرا أمينا لشؤون الكنيسة في تلك المدينة ، زمن إضطهاد مكرمو الإيقونات.
حين اصبح أسقفا لقطاني الصقلية شرع لتنقية قطيعه من عدوى الهرطقات ومخلّفات المعتقدات الوثنية الفاسدة. وورد أنه دكّ بصلاته معبدا وثنيا وبنى في موضعه كنيسة مكرّسة لشهداء سبسطية الأربعين. كان حيوي النزعة، قاطعا في مسائل الإيمان، يفيض حبا ورأفة بالمساكين والأيتام والمضنوكين.
في ذلك الزمان، كان هناك رجل مشعوذ اسمه هليوذوروس، في قطاني، قد روّع كل صقلية بشعوذاته وعبر الحاكم في رسالة إلى الأمبراطورعن قلقه الشديد حياله. فأمر الأمبراطور في إلقاء القبض عليه ،وعندما استيق إلى القسطنطينية أغرق المدينة في الظلمة،وعندما منع عنه الطعام جعل كل المدينة تجوع.
حاول القدّيس لاون هدايته فلم يستجب. وذات يوم، فيما كانت تقام الذبيحة الإلهية في الكنيسة، دخل هليوذوروس وأخذ يسخر من القدسات مدّعيا ان له سلطانا ان يجعل الأسقف والكهنة يرقصون أمام الجموع. في تلك الأثناء، كان القدّيس يصلي، فلما فرغ خرج من الهيكل لابسا حلتّه كاملة. وإذ تقدم من هليوذوروس بسط عليه قطعة من الأوموفوري التي كان متشحا بها وهي أشبه ببطرشيل طويل. للحال تعطّلت قوة الشيطان فيه. حكم عليه بالحرق حيا. وجيء به إلى حيث أوقدت النار، فدخل معه لاون ‘إليها. وفيما استحال هليوذوروس رمادا لم يصب القدّيس لاون أي أذى.
بعد ذلك خرج القدّيس إلى القسطنطينية حيث ذاعت على يديه عجائب الله. فشفى العميان وأقام المقعدين وعزّى المضنوكين. وقد رقد بسلام واستمرت البركات تجري برفاته التي أودعت كنيسة على اسم القدّيسة لوسيا.
الطروبارية
لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيّتك قانوناً للايمان وصورةً للوداعة ومعلّماً للامساك،
أيّها الأب رئيس الكهنة لاون،
فلذلك احرزت بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى،
فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++