أيقونة والدة الإله سيدة الريح شفيعة كنيسة سيدة الريح – أنفه الكورة (موجودة حالياً في كنيسة مار جرجس أنفه ) رسم راهبات دير سيدة كفتون في كانون الأول 2001 بناء على طلب رعية أنفه بعد عرض التشكيل الأولي لعناصر الأيقونة على آباء ولاهوتيين ومباركتهم لها ، وهي تقدمة من الأخ ميشال فايز توما عن روح والديه المرحومين فايز ونجمة ، قياسها 60# 90 سم وقد كرّسها المثلّث الرحمات قدس الأب زخور نعمة خادم الرعية ، أما عيد سيدة الريح فهو عيد البشارة حيث تحتل أيقونة البشارة أكبر جدارية فيها وتحتها صورة البحر والأسماك فيه ( ويرتبط عيد البشارة بالسماح بأكل السمك رغم الصوم ).
شرح الأيقونة " أيتها العذراء هدّئي إضطراب آلامنا وسكنّي عاصفة زلاتنا " ( من صلاة البراكليسي لوالدة الإله) هذا هو الموقف الذي تقوله أيقونة والدة الإله سيدة الريح والمكتوب أسفلها ،
رافعة صلوات المؤمنين الغارقين في بحر الأحزان وعاصفة
التجارب الى الرب يسوع الحاضر الناظر دوماً من السماء ، ا
لتي تمثلها عادة الدوائر ذات المركز الواحد المتدرجة باللون الأزرق السماوي من الفاتح في الخارج إلى الغامق في الداخل ضمن الخلفية الذهبيّة (النور) في أعلى الأيقونة ووسطها،
حيث يبارك بكلتي يديه ،إستجابة لشفاعة والدته ، البحارة الذين يجاهدون في خضم الأمواج الهائجة في مركب الصيد ( والمركب من رموز الكنيسة ) للوصول إلى شاطئ موقع "تحت الريح " شمال رأس قلعة أنفه حيث تقوم كنيسة السيدة ، ملتجئين إلى كنفها الهادىء ، بعيداً عن عواصف الرياح وزوابعها الآتية من البحر ( رمز الموت وعالم الظلمة حيث يلعب التنين(مزمور الغروب) ، وما زالت دوامة المياه التي تظهر في الشتاء مقابل شواطئنا تدعى التنين في لغة الصيادين الشعبية ، وهذا ما عكسته الأيقونة برسمها الريح على هذا الشكل ) من الجنوب الغربي مقابل رأس الشقعة ،
لكن والدة الإله سيدة الريح تقف عند كنيستها وترفع يدها اليسرى ضارعة إلى إبنها الإلهي أن يحفظ أبنائها البشر، بينما تردّ عنهم بيدها اليمنى العاصفة الآتية من بعيد.
تنطلق الأيقونة من الواقع الطبيعي لموقع كنيسة السيدة حيث خليج "تحت الريح" الذي يكون في معظم أيام السنة بمنأى عن الرياح الجنوبية الغربية التي تعصف بشواطئ أنفه وتضرب رأس القلعة المرتفع بصخوره وخندقه التاريخي ،فتمر فوقه وتترك الخليج" تحتها "هادئاً فيشكل ميناءً طبيعيّاً للصيادين ، إلى الواقع الروحي حيث تحتضن السيدة في كنفها الطالبين شفاعتها . وفي التفاصيل تظهر الأمواج بإلتفاف خاص من الألوان السماوية والبحريّة وهذا نقل شبه مباشر عن أسلوب الأيقونات الجداريّة الباقية في كنيسة سيدة الريح والتي تعود إلى القرن التاني عشر على الأرجح ،
والتي تعكس بيئة الموقع البحري وضمنها صور الأسماك التي لها دلالات كثيرة في التراث الكنسي .
كما أنّ أشجار النخيل (التي تزيّن الساحل منذ العهد الفينيقي وتسمى علمياً به) وترتبط سريّاً بالعذراء ( نشيد الأنشاد ، وخدمة المديح ) ، تحيط بمبنى الكنيسة هي السيدة العذراء والدة الإله ، التي تكرَّم من المؤمنين في البلدة والمنطقة المجاورة ،وها هي كنائس أنفه الأثريّة تتحلق حول كنيستها : من اليمين مار سمعان ومار ميخائل والسيدة كاترينا ، ومن اليسار مار جرجس ودير مار يوحنا المعمدان ، كما تحيط بها أديارها : دير النورية في رأس الشقعة المرسوم في الخلفيّة مع موقع الدير القديم في وسط الجبل حيث نسك عبد المسيح الإنفاوي ومنه لمع نور والدة الإله حسب تقليد تسمية الدير وعند نهاية الرأس كنيسة مار سمعان العمودي ظاهرة .
أما أديار السيدة ومزاراتها في المنطقة والتي لم يكن مجال لرسمها في الأيقونة فهي حاضرة خفيّاً لتكمل السلسلة وهي : (سيدة البحار البترون،مغارة الحرشية حامات ـ مزار الريحانيّة الهري – الزعتريّة شكا ، الزروع كفرحزير ، سيدة فيع ،سيدة الينبوع (الناعورة ) سيدة البزيزات ( المرضعة) سيدة القطربية في أنفه وسيدة الخرايب الحريشة ،
دير سيدة البلمند ودير سيدة الناطور حيث يقف الناظر إلى الأيقونة ومشهدها) وهي واحدة من سلسلة كنائس وأديار ساحلية تُظهر أيقوناتها مشهداً متماثلاُ :
( البحار البترون ، النوريّة حامات، جدارايات التجلي شكا، الريح و الناطور أنفه ) :
إنها العذراء ذاتها تخلّص بشفاعتها البشر في المراكب من العاصفة والريح والأمواج في بحر العمر إنها سيدة الأماكن ، البر والبحروالجوّ ، الحاضرة والحامية مكرميها دائماً .فبشفاعاتها يار رب إرحمنا وخلّصنا آمين .
عن موقع حركة الشبيبة