القديس الناسك نيقوديم الآثوسي

إن نزوع طبيعة الإنسان الفاسدة , هو نحو الكبرياء , و حب الذات , و حب الظهور , و التباهي بالذات , و التمسك بالرأي , و القرار الذاتي . و كل إنسان يريد لنفسه قيمة تفوق قدره . هذا هو الاعتداد بالذات . و أبينا السماوي المحب في تدابيره الحكيمة من أجلنا , فإنه يسمح بالتجارب أن تهاجمنا و ذلك لنكون في حالة يصبح معها من الممكن الهروب من الخطر المحدق , خطر الإعتداد بالذات . و هكذا نُجبر على الوصول إلى معرفة متواضعة عن ذواتنا و التواضع هو أكثر الامور فائدة لأنفسنا .
وكل من يخدم الله يحدث ان يذوق الحالات التالية : الجفاف , نقصان في العون الروحي , فقر في التعزيات . وكل هذه هي لكي نتعلم التواضع , عن طريق التفكير بأن هذه كانت بداعي خطايانا .
فالتجارب نعمة كبيرة يظهرها الله للنفس في هذه الحياة , فالإنسان الذي يتضع قلبه بهذه الاحمال الثقيلة المرهقة , يتقوّى داخلياً , و تتجدد طاقته و غيرته , فيسرع نحو الله , طالباً منه العون , و يجاهد أيضاً كي يشفي حزن نفسه , و يطرد المرارة من قلبه .و هكذا يوطّد العزم على السير من الآن في درب الحياة الروحية , فينتبه بكل قوته إلى حركات القلب , و يتحاشى حتى ظل الخطايا , و التراخي القادر أن يفصله عن الله , و أن يفصل الله عنه , بأي شكل من الاشكال . و هكذا فالأسى الذي اعتبره مضرة له , و لا يخدم أهدافه , أصبح له حافزاً على طلب الله بحرارة , فبات يتجنب بغيرة مشتعلة , كل ما لا يرضي الله .
و هكذا فإن كل ما تحتمله النفس من حزن و ألم إبّان التجارب الداخلية , مع فقر في التعزيات و البهجة , ما هي إلا أدوية ناجعة مطهّرة يستخدمها الله بداعي حبه و حنانه كوسائل لتطهير النفس , إن هي احتملتها بصبر و تواضع . و الأوجاع هذه تعطي لمن يحتملها بصبر , اكليلاً لا يؤخذ , إلا بصبر . و الاكليل يكون أكثر كرامة كلما كانت الأوجاع أكثر شدة و قد احتملها القلب .

القديس الناسك نيقوديم الآثوسي

» القديس ثيوفان الناسك
» القديس سلوان الآثوسي
» الشيخ يوسف الآثوسي
» الشيطان غبي " الشيخ باييسيوس الآثوسي"
» من كتابات القدّيس سلوان الآثوسي