رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ارثوذكسي انطاكي لنشر الإيمان القويم
 
الرئيسيةآية لك من الربالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
حتّى لا تفقدوا البركة، الّتي منحكم إيّاها الله، جاهدوا وحاربوا، حتّى تتمثّلوا كلّ فكر يلهمكم به، واطردوا كلّ فكر يقتلكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) في أعاصير زماننا، من الواجب أن نبقى صاحين. هذا أوّل شيء أطلبه منكم: اسمعوا كلمة الإنجيل، كونوا صاحين، ولا تكونوا أولادًا في أذهانكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) إنّ أبي الرّوحيّ نصحني ألّا أقرأ أكثر من بضع صفحات، في اليوم: ربع ساعة، نصف ساعة، إنّما أن أُطبّق، في الحياة اليوميّة، ما أقرأ. (القدّيس صفروني الآثوسيّ)
نشكر زيارتكم أو عودتكم لمنتدانا فقد اسهمتم باسعادنا لتواجدكم بيننا اليوم .

 

 الأب الجليل في القدّيسين أمبروسيوس اسقف ميلان (+367 م)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

الأب الجليل في القدّيسين أمبروسيوس اسقف ميلان (+367 م) Empty
مُساهمةموضوع: الأب الجليل في القدّيسين أمبروسيوس اسقف ميلان (+367 م)   الأب الجليل في القدّيسين أمبروسيوس اسقف ميلان (+367 م) I_icon_minitime7/12/2010, 2:29 am


الأب الجليل في القدّيسين أمبروسيوس اسقف ميلان (+367 م)

الأب الجليل في القدّيسين أمبروسيوس اسقف ميلان (+367 م) Ambrose_of_milanوُلدَالقدّيس أمبروسيوس في عاصمة بلاد الغال، أي فرنسا اليوم، سنة 334م أوربّما 340م. وكان أبوه، واسمه أمبروسيوس أيضا، ضابطا أعلى لشؤون فرنساوإيطاليا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا وموريتانيا. له أخوان مرسيليناالبتول وساتيوس، وكلاهما في االأب الجليل في القدّيسين أمبروسيوس اسقف ميلان (+367 م) Ambrose_of_milan

لكنيسة قدّيسين وثمّة قرابة تربطه بقديسةأخرى هي سوتيرا الشهيدة.

رقد والده وهو صغير السنّ فعادت به أمّه وأخويه إلى روما، من حيث خرجت العائلة أصلا.


تلقىأمبرسيوس قسطا وافرا من العلوم فدرس اليونانية ونبغ في البيان والفلسفةوبرز كحطيب مفوّه وشاعر أريحي. كل هذا ولم يكن بعد قد اعتمد، مع أنه منعائلة مسيحية، لأنه كان هناك اعتقاد شائع في أيامه أن من يسقط في الخطيئةبعد أن يكون قد اقتبل المعمودية يعرّض نفسه للهلاك. لهذا السبب جرى بعضالناس على عادة تأجيل معموديتهم إلى سن متقدمة. القدّيس أمبروسيوس كان منهذه الفئة من الناس، وكان ما يزال بعد في مصاف الموعوظين عندما تمّاختياره أسقفا في سنّ الرابعة والثلاثين.


خرجأمبروسيوس إلى ميلان حيث كان مقرّ المحكمة العليا، فدرس القانون وبرع وشاعذكره حتى بلغ أذني أنيسيوس برويس، المولّى على إيطاليا، فقرّبه إليه وجعلهمستشارا لديه ثم حاكما لمقاطعتي ليغوريا وأميليّا اللتين ضمتا كلا منميلانو وتورينو والبندقية ورافينا وبولونيا. يذكر أن بروبس كان رجلامناقبيا فاضلا نزيها حليما. فلما أراد أن يزوّد أمبروسيوس بتوجيهاته لميجد من النصح خيرا من حثّه على أن يحكم لا كقاض بل كأسقف.


وبالفعل،سلك أمبروسيوس في حاكميته كأسقف، يقظا، مستقيما، رؤوفا. ولما حانت الساعةلاحظ أهل ميلان أنه بالحقيقة أدنى إلى الأسقف منه إلى الحاكم فاختاروهأسقفا عليهم.



مفاد ذلكأنه لما رقد أوكسنتوس، أسقف ميلان، وكان آريوسيا، سنة 374 م، اجتمعالمؤمنون، صغارا وكبارا، في الكنيسة الكبرى في المدينة ليختاروا له خلفا.اختيار الأسقف، فيما يبدو، كان يتم يومذاك بالإعلان الشعبي، وإذ كان الشعبمنقسما على نفسه فقد تعذرّت تسمية أسقف يوافق عليه الجميع. وكادت تقعأعمال شغب فاستدعى الحاكم لضبط الوضع. فلما حضر وقف بالناس خطيبا فأعطاهالحاضرون سكوتا عميقا لأن الجميع كانوا يجلّونه. ففتح فاه ودعاهم إلى جعلاختيارهم بروح السلام ليكون لهم أن يختاروا الأفضل عليهم. اتسم كلامهبالحكمة والوداعة والعذوبة فلامس قلوب سامعيه وحوّل أنظارهم إليه، فهتفوابصوت واحد:"أمبروسيوس أسقف!"


لم يصدق أمبروسيوس، أول الأمر، لا عينيه ولا أذنيه. فلما استمر المحفل في الهتاف:"أمبروسيوس أسقف !"،اضطرب وترك المكان للحال. ولما لحق به الناس حاول أن يظهر بمظهر الرجلالعنيف ليردهّم عنه فلم يرتدّوا. فأقفل على نفسه إلى حلول الظلام. ولماخفتت الأصوات طلب الخروج من المدينة فهام على وجهه إلى الصباح، ولما عادإلى نفسه وجد نفسه عند باب المدينة. واستمرت ملاحقة الناس له أياما حاولخلالها التواري فباءت جميع محاولاته بالفشل إلى أن بلغ الخبر أذنيالامبراطور والنتنيانوس الأول فأنفذ أمرا بإلزامه بقبول الأسقفية. ولما لميجد أمبروسيوس مفرا من الرضوخ أسلم نفسه لله وأذعن، فتمّت معموديته وارتقىالدرجات الكهنوتية حتى الأسقفية في غضون ثمانية أيام.


وما أنأرتقى أمبروسيوس سدّة الأسقفية حتى عمد إلى توزيع ما اجتمع لديه من ذهبوفضة ومقتنيات على الفقراء، فيما وهب الكنيسة ما كان يملكه من أراضوعقارات. لم يترك من ثروته الطائلة غير نصيب متواضع اقتطعه لحاجات أختهمرسلينا المعيشية. وقد ذكر مترجمه أن تخلّيه عن غنى العالم وكراماته كانكليا وبلا ندامة لدرجة أنه، مذ ذاك، لم تعد للمال والمجد الباطل وطأة عليه.


بعدذلك أنصرف إلى دراسة الكتاب المقدّس وكتب الاباء ومعلمي الكنيسة، ولا سيماالقدّيس باسيليوس الكبير وأوريجنيس المعلم، وقد أتخذ لنفسه مرشدا الكاهنسمبليسيانوس الذي خلفه أسقفا وأحصي، لسيرته الفاضلة، بين القدّيسين.


وقدجرى أمبروسيوس، منذ أو أسقفيته، على حفظ الإمساك بصرامة. أصوامه كانتيومية ما خلا في الآحاد والسبوت وأعياد بعض الشهداء، ولكي يجتنب الإسرافكان يمتنع عن قبول الدعوات إلى المآدب، لكنه كان يدعو الآخرين، أحيانا،إلى مائدة بسيطة متواضعة لديه. كان يقضي قسما مهما من ليله ونهاره فيالصلاة، ويقيم الذبيحة الإلهية كل يوم ويعظ كل أحد.


انصرافهإلى رعاية شعبه كان كاملا. الفقراء، في عينه كانوا الوكلاء والخازين الذينيستودعهم مداخيله. اعتاد أن يستقبل الناس الوافدين إليه كل يوم طلبالمشورة أو نصيحة. فإذا ما نفذ ما في يده كان مستعدا حتى لأن يبيع الأوانيالكنسية ليسعف بها المحتاجين. وكان يقول :"إن إطعام الجياع وفك الأسرى وتشييد الكنائس والعناية بالمدافن يجعل بيع الأواني المقدّسة حلالا".وما كان ليتوسّط لإنسان في وظيفة لها علاقة بالقصر الملكي، ولا حاول البتةأن يقنع أحدا بالإنخراط في العسكرية، لكنه كان يسعى أبدا إلى إنقاذ حياةالمحكومين بالموت. اعتاد أن يبكي مع الباكين وأن يفرح مع الفرحين.كان علىرقة ورأفة الفائقين. الخطأة التائبين كان يرأف بهم رأفة عظيمة ويدعوهم إلىالأعتراف بخطاياهم ويبكي عليهم ومعهم. وكان يحث المؤمنين على المناولةبتواتر، ولا يختار أحدا إلى الكهنوت إلا بحرص عظيم.


كانشديد العناية بكهنته، يحبّهم ويسهر على نفوسهم، يعلّمهم بالمثال ويرشدهمبالكلمة. الكاهن الصالح كان عنده كنزا ثمينا عظيم القيمة، يفوق كل مانتصّوره قدرا.


كانيحب التبسّط في الكلام على بركات البتولية. أخته مرسيلينا كانت بتولا. مننسميهم نحن اليوم راهبات كانوا يسمّون في أيامه عذارى أو بتولات. بعضالبتولات كان يبقى في دورهن وبعضهن كان يقتبل حياة الشركة. أخته كانت منالفئة الأولى. وقد سألته أن يكتب عن البتولية فوضع ثلاث مقالات فيالعذارى، وعرض في الثالثة منها طريقة حياتهن فدعاهن إلى الأعتدالوالإمتناع عن زيارة الناس والإنصراف إلى الصلاة والتأمل والبكاء والعملبأيديهن لا ليؤمنّ لأنفسهن الجسد وحسب بل ليكون لهن ما يعطينه للمحتاجين.ويبدو من كلامه أن كثيرات كن يقبلن على الحياة البتولية بدليل سعيه إلىالإجابة على أعتراض قوم قالوا إن تزايد البتولات المكرّسات يشكل خطرا علىالبشرية لأن الراغبات في الزواج في تناقص مطّرد.


أمبروسيوس والأريوسية
هذاوقد أهتم القدّيس أمبروسيوس بتنظيف أبرشيته من خمير الهرطقة الآريوسية حتىأنه في غضون أثني عشر عاما من بدء أسقفيته، لم يبق على أرض ميلان مواطنواحد على الآريوسية ما خلا بعض الغوط وأفراد قلائل من العائلة المالكة.صلابته حيال الهراطقة والهرطقات كانت لا تلين. الامبراطورة يوستينةالآريوسية حاربته بضراوة، لكنه تمكن بعون الله والتفاف المؤمنين حولهوالصمود من رد خطرها عن نفسه وعن شعبه. مثل ذلك أنها أوفدت قرابة عيدالفصح من السنة 385 م عددا من خدامها تطلب منه أن يسلم إحدى كنائسه لأتباعآريوس لتكون لها ولعائلتها ولهم مكان صلاة، فأمتنع. فأوفدت موظفين كباراأفردهم. فبعثت بضباط يضعون اليد على الكنيسة فأهتاج


الشعبوخطف أحد الكهنة الآريوسيين. فلما بلغ الخبر أذني الأسقف القدّيس أرسلللحال كهنة وشمامسة أستعادوه سالما لأنه لم يشأ أن تهرق نقطة دم واحدة.ولما جاء إليه قضاة يطلبون منه أن يسلم الكنيسة لأنها حق للأمبراطور، أجاب:"لو سألني ماهو لي، أرضي أو مالي، لما منعته عنه مع أن ما أملكهو للفقراء، ولكن ليس للأمبراطور الحق فيما هو الله. . .إذا كان في نيتكمأن تكبلوني بالأصفاد أو أن تسلموني للموت، فأنا لا أستعفي. لن أحتميبالناس ولا بالهيكل..." في المساء خرج أمبروسيوس من الكنيسة إلىبيته حتى إذا ما أراد الجند التعرض له لا يتأذى أحد من المؤمنين. ثم فيصباح اليوم التالي توجّه إلى الكنيسة العتيقة فألفى الجند يحيطون بالمكانفسأل بعض كهنته أن يذهبوا إلى الكنيسة الجديدة موضع النزاع ويقيمواالذبيحة الإلهية فيها، وإن تعرض لهم العسكر فليهددوهم بالحرم ففعلوا. وإذكان الجند من حسني العبادة لم يتعرّضوا للكهنة بسوء فدخل هؤلاء الكنيسةوتمّموا الخدمة الإلهية وكان الجند بين الحاضرين. أستمر الوضع مشدودا لبعضالوقت وأمبروسيوس والشعب لا يلينون إلى أن أضطر الأمبراطور إلى التراجع عنموقفه.


هذا كان فصلا من فصول أضطهاد يوستينة للقدّيس أمبروسيوس والأرثوذكسيين.
مرّاتحاولت يوستينية ترحيله ففشلت ومرة أرسلت إليه من يضربه بالسيف فيبست يده،ومرة لازم الكنيسة أياما والشعب من حوله، والكنيسة يحاصرها الجند ويمنعالخارجين منها. وفي عظة تفوّه بها قدّيسنا في تلك الحقبة السوداء خاطبالشعب المؤمن بمثل هذه الكلمات :" أخائفون أنتم أن أتخلى عنكم لأنجو لنفسي؟!لا ! لا يمكنني أن أتخلى عن الكنيسة لأني أخاف سيد الخليقة أكثر مماأخاف سيد القصر. ربما أمكنهم أن يجررّوا جسدي خارجا لكنهم لا يقدرون أنيفصلوني عن الكنيسة بالفكر ...لا تضطرب قلوبكم! لن أخلى عنكم أبدا، ولكنلن أرد العنف بالعنف.بإمكاني أن أتنهد وأبكي. الدموع هي سلاحي الأوحد فيمواجهة السيوف والجنود، ليس للأساقفة غير الدموع يدافعون بها عن شعبهم وعنأنفسهم. لا أستطيع، لا بل ليس لي الحق أن أقاوم بطريقة أخرى.. وإن رامواتصفيتي فليس لكم إلا أن تكونوا متفرجين لأنه إذا كانت هذه مشيئة الله فكلاحتياطاتكم باطلة. من يحبّني يعطيني أن أصير ضحيّة للمسيح... لن أعطيلقيصر ما هو لله... أيطالبوننا بالجزية؟ والكنيسة تدفعها! أيرغبون فيعقاراتنا؟ بإمكانهم أن يأخذوها! ما يقرّبه الشعب المؤمن كاف لسد حاجةفقرائه. يأخذون علينا أننا ننفق بوفرة على الفقراء. هذا لا أنكره أبدالأنه لي فخر و صلوات الفقراء هي حصني. أولئك العمي والمخلعون والمسنّونأشدّ بأسا من خيرة المحاربين... القيصر في الكنيسة هو لكنه ليس فوقالكنيسة...".


أخيرارقدت يوستينة واضطرت الظروف السياسية والعسكرية الأمبراطور والنتينيانوسالثاني، أبنها، أن يغيّر موقفه حتى إنه صار يعتبر القدّيس أمبروسيوسبمثابة أب له. وبقي كذلك حتى وفاته.


يذكر،في مجال تحصين المؤمنين ضد الهرطقة الآريوسية، أن القدّيس أمبروسيوس عمدإلى وضع أناشيد تتضمّن حقائق الإيمان القويم أخذ الشعب في إنشادها،بالمناسبة، إلى القدّيس أمبروسيوس يعود الفضل في إدخال الترتيل المزموريعلى الأسلوب التناوبي المعروف في الشرق. هذا الأسلوب أزدهر في ميلان أولاثم انتقل إلى كل كنائس الغرب.


مؤدب الملوك
وفيالعام 390 م جرت في تسالونيكي حوادث مؤسفة. أحد الضبّاط هناك احتجز سائقاللعربات ممن يشتركون عادة في مباريات ميدان السباق في المدينة. السبب كانارتكابه شائنة. وإذ طالب الناس به أبى الضابط أن يطلق سراحه فوقعت فتنةأقدمت خلالها مجموعات هائجة على رجم عدد من الجنود حتى الموت. وإذ بلغالخبر الأمبراطور ثيودوسيوس وأن حالة من الفوضى تسود المدينة أمر العسكربأن يحصدوا سبعة الآف من سكانها في ثلاث ساعات. وهذا ما فعلوه بوحشيةمنقطعة النظير دونما تمييز بين مذنب وبريء، بين شيخ وفتى.


وأنتهىالخبر إلى القدّيس أمبروسيوس فكان حزنه على ما جرى عميقا، لا سيماوثيودسيوس في تلك الفترة كان في ميلان والجوار. ميلان كانت المركز الإداريللشق الغربي من الأمبراطورية آنذاك. وإذ كان ثيودوسيوس، وقت حدوث الفاجعة،بعيدا يومين أو ثلاثة عن ميلان وشاء أمبروسيوس أن يعطيه فرصة للعودة إلىنفسه قام فخرج من المدينة بعدما بعث إليه برسالة رقيقة صارمة حثّه فيهاعلى التوبة وأعلمه أنه إلى أن يتمّم فروض التوبة كاملة فإنه لن يقبلتقدماته ولن يقيم الذبيحة الإلهية في حضرته. فمهما كات إحترامه له فاللهأولى، وليست محبته لجلالته للمحاباة بل لخلاص نفسه.


وعادالأسقف بعد حين إلى المدينة وجاء ثيودوسيوس على عادته إلى الكنيسة غيرمبال بما سبق لأمبروسيوس أن وضعه عليه. فخرج إليه قدّيسنا خارج الكنيسةومنعه من دخولها قائلا له :"يبدو، يا سيدي، أنك لا تدرك تمامالإدراك فظاعة المذبحة التي ارتكبت مؤخرا. لا يحولنّ بهاء أثوابك القرمزيةدون اضطلاعك بأوهان ذلك الجسد الذي تغطيه. فأنت من طينة واحدة ومن تسودعليهم، وثمة سيد واحد وقيصر واحد لكلّ المسكونة. بأية عينين تعاين بيته؟بأية قدمين تتقدّم إلى هيكله؟ كيف ترفع إليه في الصلاة تلك اليدينالملطختين بالدم المهراق ظلما؟ أخرج من هنا ولا تزد على إثمك إثما فتجعلجريمتك أفظع مما كانت. خذ عليك بهدوء النير الذي عينّه لك الرب الإله. إنهنير صعب ولكنه دواء لصحة نفسك" فحاول ثيودوسيوس أن يخفّف من حدّة جريمته فقال : داود أيضا أخطأ !فأجابه الأسقف :"أن من أخطأت نظيره عليك أن تتوب نظيره !".


ورضخثيودوسيوس. إنكفا عائدا إلى قصره وأقفل على نفسه في بكاء وتضرع إلى الربالإله ثمانية أشهر. وجاءه أحد مستشاريه ممن نصحوه بضرب أهل تسالونيكي علىنحو ما حدث، أقول جاءه مخففا عنه عذاب الضمير وحزنه على نفسه من حيث أنهلم يفعل إلا ما تقتضيه الضرورة وتستلزمه المسؤولية فأجابه بدموع :"أنتلا تعرف ما في نفسي من القلق والإضطراب فأنا أبكي وأنوح على شقاوتي. كنيسةالمسيح مشرّعة للشحّاذين والعبيد فيما أبواب الكنيسة، وبالتالي أبوابالسماء، موصدة دوني، لأن الرب الإله قال :" كل ما تربطونه على الارض يكونمربوطا في السماء!".


وخرجثيودوسيوس إلى الأسقف قبل تمام توبته وسأله الحلّ من الخطايا فلم يشأ بلجعله في مصاف التائبين بعدما أعترف بجريمته علنا. وكان يركع عند بابالكنيسة ويردّد مع داود النبي :"نفسي لصقت بالتراب فأحيني حسب كلمتك "(مزمور118 :25) . وبقي على هذه الحال مدة من الزمان يضرب أحيانا صدره وأحياناينتف شعره فيما كانت الدموع تنهمر على خديه متوسلا رحمة ربه.نائحا علىخطيئته على مرأى من الناس الذين كان التأثر يبلغ بهم حدّ البكاء معهوالتضرع إلى الرب من أجله. وقبل أن يمنحه القدّيس أمبروسيوس الحلّ منخطيئته ألزمه بإصدار مرسوم بإعطاء مهلة ثلاثين يوما قبل تنفيذ أي قراربمصادرة أملاك أحد من الناس أو الحكم عليه بالموت لئلا يكون القرار المتخذبحقه قد أتخذ بتسرع أو عن هوى.


إلىذلك قيل أن ثيودوسيوس جاء إلى الكنيسة مرة وكان الوقت أحد الأعياد الكبرى.فبعدما قدّم قربانه على حسب العادة المتبعة بقي في حدود الهيكل حيث كانالإكليروس فسأله أمبروسيوس إذا كان يريد شيئا، فقال : الإشتراك فيالقدسات! فبعث إليه برئيس شمامسته يقول له :" لا يحق، يا سيدي، إلاللإكليروس أن يقفوا في الهيكل. لذلك أسألك أن تخرج وتقف في مصاف الشعب.الرداء القرمزي يؤهلك للإدارة ولا يؤهلك للكهنوت". فخرج ثيودوسيوس عن طيبةخاطر ووقف بين العامة. ولما عاد إلى االقسطنطينية بعد إقامة في الغرباستمرت قرابة الثلاث سنوات أبى أن يقف في الهيكل حيث كانت العادة هناكواكتفى بموضع خاص بين الناس وكان يقول بتنهد:"كم هم صعب عليّ أن أتعلمالفرق بين الكهنوت والأمبراطورية! ها أنا محاط بالمتملقين من كل صوب ولمأجد غير إنسان واحد قومّني وقال لي الحق كله. انا لا أعرف سوى أسقف أصيلواحد في المسكونة، وهذا الأسقف هو أمبروسيوس!".


هذاويذكر مترجم القدّيس أمبروسيوس أنه أقام ميتا في فلورنسا وطرد الأرواحالشريرة من بعض الناس وشفى عددا من المرضى. كما جرى الكشف بهمته عن رفاتعدد من القدّيسين أمثال بروتاسيوس وجرفاسيوس ونازاريوس وكلسيوس. هؤلاءتعيّد لهم الكنيسة المقدّسة يوم الرابع عشر من شهر تشرين الأول.


وقدسطع بهاء قداسة القدّيس أمبروسيوس في كل مكان حتى إن بعض الفرس من ذويالرفعة أتوه مستبركين مسترشدين، كما أن شعبا بربريا يعرف ب"المركوماني"أهتدى إلى المسيحية بتأثير منه.


خلّف أمبروسيوس جيلا من القدّيسين أمثال أوغسطينوس الذي عمّده سنة 387 م وبولينوس النولي مترجمه وهو نوراتس وفيليكس.


وقدكان رقاده يوم الرابع من نيسان سنة 397 م، ليلة سبت النور، عن عمر ناهزالسابعة والخمسين. أما عيده في السابع من كانون الأول فلسيامته أسقفا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
 
الأب الجليل في القدّيسين أمبروسيوس اسقف ميلان (+367 م)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي
» نقل رفات أبينا الجليل في القدّيسين يوحنا الذهبي الفم إلى القسطنطينية
» تذكار القدّيسين الشهداء بروبس وطراخوس وأندرونيكوس- والقدّيس الأب المتوشح بالله ثيوزيبيوس القبرصيّ
» القديس مرقس اسقف افسس( 1444م+)
» رئيس الملائكة الجليل ميخائيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان :: ( 11 ) ليتورجيا :: القراءات اليومية-
انتقل الى: