georgette ادارية
عدد المساهمات : 3446 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: إن غدا لناظره قريب 20/6/2010, 12:58 am | |
| تحكي كتب التراث أن النعمان بن المنذر كان يهوي الصيد، وكان لديه فرس اسمه اليحموم.. كان سريع العدو.. و امتطي صهوة هذا الفرس يوما للصيد.. ورأي حمارا وحشيا وأراد صيده.. وكان هذا الحمار سريع الجري.. فتتبعه النعمان بن المنذر حتي ضل طريقه في الصحراء.. فلا هو استطاع أن يرجع إلي قصره، ولا هو استطاع أن يصطاد الحمار، وأثناء حيرته لمح من بعيد خيمة في الصحراء، فاقترب منها، وشاهد في داخلها رجل وامرأته. وأحس الرجل والمرأة بالقادم إلي الخيمة عندما صهل الحصان الذي يركبه.. كان رجلا مهيبا يدل منظره وملابسه علي أنه انسان مهم! دخل النعمان بن المنذر الخباء، وكان علي وجهه أثر السفر، وبدا علي وجهه الاجهاد.. فلم يعرفاه أول الأمر. وطلبا منه أن يستريح ولم يكن لدي الرجل وكان يسمي حنظله سوي شاة وبعض اللبن، فقدما له الشاه بعد أن ذبحها الزوج، وقدمت المرأة له اللبن.
وبات النعمان ليلته في هذآلخباء.. وفي الصباح أخذ طريقه إلي قصره، بعد أن دله الرجل علي الطريق إليه، وبعد أن عرف أنه النعمان بن المنذر.. و قبل أن يغادر النعمان الخباء قال: يا أخا طي.. عرفت أنني الملك النعمان فأطلب جزاء ما قدمت لي. ورد عليه الرجل: أفعل هذا ان شاء الله . وبينما كان الملك يستعد للرحيل إذ أبصر رجاله الذين كانوا يبحثون عنه يتقدمون نحو الخباء، ثم ساروا مع الملك نحو قصوره في الحيرة! وتمضي الأيام، ويشعر رجل طي بقسوة الأيام.. وأنه أصبح فقيرا معدما لايملك قوت يومه.. وقرر بعد التشاور مع زوجته أن يتجه إلي ملك الحيرة، لعله يجد مخرجا وكان النعمان قد شرب الخمريوما حتي سكر ، و كان له نديمان احدهما اسمه خالد بن المضلل، والأخر اسمه عمروبن مسعود بن كلدة، فأمر بقتلهما، وعندما أفاق من سكره، وعرف ما اقترفت يداه، حزن حزنا شديدا، لأنه كان يحبهما حبا جما، فأمر بدفنهما، وأمر بأن يبني عليهما بناء طويلا عريضا سماه العزيان، وجعل لنفسه كل عام يوم بؤس، ويوم نعيم يجلس فيهما بين العزيين فمن جاءه يوم نعيمه أكرمه. ومن جاءه يوم بؤسه قتله!! وشاء حظ حنظلة القادم إليه من عمق الصحراء، أن يذهب إليه في يوم بؤسه وعرفه النعمان، فحزن حزنا شديدا لأن مصير هذا الرجل الذي أكرمه هو الموت . وقال له: ياحنظلة هلا أتيت في غير هذا اليوم؟ فقال حنظلة : أبيت اللعن لم يكن لي علم بما أنت فيه! قال له النعمان بن المنذر: فاطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فإنك مقتول!! قال له الاعرابي: أبيت اللعن وما أصنع بالدنيا بعد موتي؟ فأجلني حتي أعود إلي أهلي فأوصي إليهم وأقضي ما علي ثم انصرف إليك. قال له النعمان:فأقم لك كفيلا. فالتفت الطائي إلي شريك بن عمروبن قيس الشيباني وكان يكنى أبا الحوفزان فقال: ياشريكا يا ابن عمرو هل من الموت محاله يا أخا كل مصاب يا أخا من لا أخا له يا أخا النعمان فيك اليوم عن شيخ كفاله ابن شيبان كريم أنعم الرحمن باله. ولكن أبا شريك رفض أن يكفله وكان بين الحاضرين قراد بن أجدع الكلبي فضمنه مضت الأيام.. وجاء موعد عودته وفي اليوم الذي يسبق ميعاد حضور رجل طي، استقدم النعمان قرادا وقال له: ما أراك إلا هالكا غدا فقال قراد: فإن يك صدر اليوم ولي فإن غدا لناظره قريب وفي اليوم التالي ذهب النعمان بن المنذر إلي العزيين، وكان يريد قتل قراد حتي ينجو هذا الاعرابي الذي أكرم وفادته منذ سنين! وكان يتحسر أن العذر ساق هذا الذي أكرمه في يوم نحسه لايوم نعيمه.. كان ينظر إلي النطع والسيماني، ويتمني في قرارة نفسه ألا يفي هذا الاعرابي بوعده، والا يعود، وأن يرتاح ضميره بأن يقتل من مد له يد المساعدة في وقت كان في أشد الحاجة إلي هذا العون.. فكيف يقتله جزاء إحسانه! وبينما أراد أن يشير الي السياف بقتل قراده، اذ بشبح قادم من بعيد.. وكلما تقدم دق قلب النعمان ابن المنذر، وهو يتمني ألا يكون هو! ولكن وضحت الحقيقة عندما جاء شيخ طي، وعلي وجهه يبدوا عناء السفر واقترب من النعمان، وهو يقول: ها أنذا قد أوفيت بالعهد.. وعليك أن تفك وثاق قراد! سأله النعمان: ما الذي أتي بك وقد أفلت من القتل؟ قال الرجل وهو يلهث من التعب . الوفاء. سأله:ما الذي دعاك لهذا الوفاء؟ أجابه : ديني. قال : وما دينك؟ قال : النصرانية.
وطلب من حنظله الطائي أن يحدثه عن هذا الدين، فلما أخبره به، أعلن دخوله النصرانية، وتبعه أهل الحيرة، وكان قبل ذلك علي دين العرب. وأمر النعمان بهدم العزيين، وأمر بالعفو عن قراد وعن الرجل الذي كفله،
والذي أصبح الشطر الثاني من البيت من الشعر الذي قاله مثلا.. يضربه الناس في مختلف العصور . فإن غدا لناظره قريب وقال النعمان: ما أدري أيكما أكرم وأوفي.. أهذا الذي نجا من السيف فعاد إليه أم هذا الذي ضمنه، وأنا لا أكون ألأم الثلاثة ــ
| |
|
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| |