كثيرا مايخطئ الانسان بمفهوم الارادة الحرة...فيأخذها على مبدأ الحرية والتحرر وفعل الممنوع .وهذا خطأكبير
فالارادة الحرة هي قوتنا الذاتية على اتخاذ قرار بعدم اللحاق بالشهوة والرغبة والخطيئة...في وقت نكون بموقع ضعف وبامس الحاجة والشهوة لارتكابها
خلق الله الانسان, وخلق له ارادة حرة (هكذا يقول العهد القديم),ميزنا بالارادة الحرة (العقل والمحاكمة العقلية).
لكن قبل ذلك خلق الله السموات والارض ...الكواكب والشهب والنظام الكوني واخضعه لقوانين معينة يحظًّر التعدي عليها...واللا حدث خلل في النظام الكوني
خلق الله هذه العوالم حرة الحركة ايضا ولكن وفق قوانين معينة وتحت ناموس معين ومجال معين ومسار معين لايسمح الخروج عنه واللا اختل التوازن الكوني وحدثت فوضى في النظام,وخلقنا بارادة حرة ولكن ضمن حدود معطاة بالناموس
لقد اطاعت الكواكب الله.....كما اطاعه الانسان.....حتى قرر الرب الاله منح الانسان الارادة الحرة رغبة منه ان يطيعه الانسان بارادته وليس رغما عنه.
اعطاه الله ارادة حرة لكن امره بالطاعة.....بالبقاء تحت ناموس معين ووفق قوانين معينة حتى لايختل توازن النظام( والذي هو ناموس الله وقوانينه) .
واختبر الله طاعة الانسان في تجربة شجرة المعرفة...لكن ادم فشل من التجربة الاولى له بوجود الارادة الحرة, واثبت عدم الطاعة....وعدم القدرة على استعمال ارادته الحرة بشكل صحيح .
فحواء اختارت ان تصغي للحية ,وادم اختار ان يستجيب لطلب زوجته,فانزل الرب لعنته عليهما وقيدهما بالارض الذي اخذا منها
وهكذا انزل الرب ادم الى حقل تجارب اوسع هو الارض ,وعلى الارض بدأت سلسلة من الاختبارات المتفاوتة الشدة وجميعها تتمركز حول محور واحد هو طاعة امر الله ووصاياه وقوانينه وعدم التلاعب او الاستهتار بها .
كانت قوانينه واضحة ومباشرة
1- الوصايا العشرة : الطاعة 2- المحبة والتسامح : التي هي حافز للطاعة
2- العمل الحسن والمساعدة وعدم التلاعب بقوانين الطبيعة: كمثال للطاعة
ان هذه القوانين والوصايا والاوامر الموضوعة في ناموس الله ,هي لغاية ووهدف واحد .هو نيل النعمة الالهية والرضى الالهي والذي به يخولنا الله ان نرث الملكوت ونكون ابناء الله واخوة للمسيح...ابناء الحق والصواب....ابناء النور (نور من نور) , ابناء النعمة الالهية والعدل الالهي .
وحدها الارادة الحرة التي بها هلكنا وبواسطتها خسرنا نعم الله وسقطنا وفشلنا في التجربة في الفردوس...وحدها قادرة ان تحيينا من جديد وتصالحنا مع الرب وتقربنا منه وتقودنا الي طريق الحياة
" وكما انه بخطيئة ومعصية انسان واحد وارادة انسان واحد خسر البشر الجنة..كذلك بطاعة انسان واحد يقبل الله المصالحة , فكيف لو كانت الطاعة من قبل اكثر من واحد؟.
//ان السيد المسيح ولد تحت الناموس ,وعاش تحت الناموس واتى مكملا للناموس ,ليفتدي الذين تحت الناموس//
فالسيد المسيح اتى ليضرب لنا مثالا عن الطاعة التي يرغب بها الله....الطاعة حتى الموت...الموت على الصليب...صليب العذابات ...عذابات المضطهدين من اجل البر.
وتذكر الطاعة لم تكن يوما امرا سهلا وخصوصا بوجود الارادة الحرة, لقد خصنا نحن فقط-واعطانا نعمة ان نسود على كل خلائقه ....رفعّنا بالرتبة الى مستوى مثاله ........نحن الخليقة النهائية واخر صناعة ليديه رآها حسنة فسمح لها بالاستمرار,محاولاً تحسينها باستمرار لتترفع الى مراتب السمو الروحي.
هذا اذا كان اختبار الارادة الاحرة لادم وحواء كممثلين عن البشر.........ماذا عن نسليهما ؟ هل فشلا ايضا باختارات الارادة الحرة؟ ...قايين وهابيل ؟....سارو وابراهيم ...؟...اسماعيل واسحق؟...عيسو ويعقوب ؟ وغيرهم
ماذا عنك.هل تستخدم ارادتك الحرة بشكل صحيح؟؟ كيف؟؟الديك امثلة من واقع الحياة او الكتاب المقدس؟؟هل تتبع ناموس الله؟ ام تحاول انتهاز الفرصة لتصنع ناموسك ؟؟
سلام ونعمة المسيح تكون مع الجميع
امين