fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: زمن التريودي 25/2/2024, 9:45 pm | |
| زمن التريودي زمن أو فترة التريودي يغطّي عشرة أسابيع من حياة الكنيسة العباديّة، تبدأ بالأحد المسمّى "الفرّيسيّ والعشّار" وتنتهي بالأسبوع العظيم المقدّس الذي يسبق عيد الفصح. هو زمن خشوعيٍ بامتياز يرجع فيه الإنسان إلى ذاته وإلى الله ليقوم خليقةً جديدةً إن حقًا تاب توبةً صادقة. إنّه زمن تطّهير الذات وصرخة "يا الله إرحمني أنا الخاطىء".♱ مراحله التريودي يبدأ كما ذكرنا في أحد الفريسي والعشار ويستمر حتى يوم السبت العظيم. ويعتبر زمان التريودي مؤلفاً من من ثلاث مراحل : الأولى وهي المهيئة للصيام والثانية الصيام الأربعيني، والثالثة أسبوع الآلام المقدس. مع دخولنا في أحد الفريسي والعشار نبدأ الترتيل والقراءة من كتاب التريودي وهو أحد كتبنا الطقسية وكلمة تريودي تعني الثلاث أوديات (قصائد). الأودية في طقسنا هي قطعة مرتلة من القانون الذي يتلى في صلاة السحر، عدد الأوديات في كل قانون تسع. إلا أن الأودية الثانية حذفت في كل أيام السنة عدا في أيام الصوم الأربعيني. ويتألّف هذا الزمن من من ثلاث مراحل أساسيّة:+ المرحلة الأولى: التهيئة للصوم وهي أربع أحاد :- أحد الفريسي والعشّار اختارت الكنيسة مثل "الفرّيسيّ والعشّار" في الأحد الأول كمثال يحتذى عند المؤمنين للتواضع والتوبة، وهما الباب الذي لا بدّ منه للدخول في الصوم. - أحد الابن الشاطر أحد " الابن الشاطر" الذي تشدّد فيه الكنيسة على محبّة الله اللامتناهية، تلك المحبّة التي تقبلنا إذا عدنا من اغترابنا إلى أبينا الذي يبقى أميناً على محبّته مهما ابتعدنا. - أحد الدينونة (مرفع اللحم) أحد "مرفع اللحم" الذي تقرأ فيه الكنيسة إنجيل الدينونة والمجيء الثاني للسيّد المسيح، وفيه أيضاً يكمن البعد الاجتماعيّ والتكافل بين البشر، فالمسيح موجود في الفقير والمسكين والجائع والعطشان والأسير، ومَن يساعد أحد هؤلاء المستضعَفين فكأنّما ساعد المسيح نفسه. وهذا يعني أنّه ينبغي أن نبحث عن المسيح في الفقراء والمحتاجين وليس فقط في الكتاب المقدّس والكنيسة والصلاة. - أحد الغفران (مرفع الجبن). الأحد الرابع هو أحد "مرفع الجبن"، أي اليوم الأخير قبل الصوم. وتدعونا الكنيسة في الأسبوع الذي يسبق هذا الأحد إلى السلوك كالنسّاك القدّيسين والاقتداء بهم. أمّا الموضوع الرئيسيّ لأحد مرفع الجبن فهو موضوع الغفران. الدخول في الصوم يتطلّب أن يتبادل كلّ إنسان مع أخيه الإنسان الغفران والمسامحة.. ★ ملاحظة: يتخلّل هذه المرحلة سبت الراقدين الذي يأتي قبل أحد الدينونة مباشرةً.+ المرحلة الثانية الصوم الأربعيني: تتضمّن هذه المرحلة خمسة آحاد:- أحد الأرثوذكسيّة "أحد الأرثوذكسيّة" الذي تحتفل فيه الكنيسة بتذكار انتصار الأيقونات المقدّسة. وهذا الاحتفال هو على رجاء أن يكتمل السعي الصياميّ بتحوّل كلّ مؤمن إلى أيقونة حيّة. - أحد القدّيس غريغوريوس بالاماس أحد "القدّيس غريغوريوس بالاماس"، الذي دافع عن حقيقة الوجود الفعليّ للنور غير المخلوق فينا، هذا النور الذي يكلّل الصائم، فيتحوّل هو نفسه نوراً للعالم. - أحد السجود للصليب المقدّس الأحد الثالث هو أحد " السجود للصليب المكرَّم" . رفع الصليب في منتصف الصوم هو علامة فرح لا حزن، ظفر لا خذلان، حياة لا موت. وفيه ترنّم الكنيسة للرباط الذي لا ينفكّ بين الصليب والقيامة: "لصليبك يا سيّدنا نسجد ولقيامتك المقدّسة نمجّد". - أحد القدّيس يوحنّا السلّمي الأحد الرابع هو أحد "القدّيس يوحنا السلّمي"، الذي كانت حياته نموذجاً للإنسان الحامل الصليب، ونموذجاً نتمثّله في سلوكنا دروب الخلاص. ويمدح التريودي من خلاله فضيلة النسك، لأنّه لا يكفي أن نكرّم الصليب في نور القيامة بل يجب أن ننقله إلى حياتنا هذه لنيل الخلاص. - أحد القدّيسة مريم المصرية الأحد الخامس هو أحد "أمّنا البارّة القدّيسة مريم المصرية "، التي تُعتبر سيرتها خير موجز لسيرة المؤمنين جميعاً. لقد ابتعد الإنسان عن الله، وإذا تاب يحظى، وهو على هذه الأرض، على النعمة والبركة والحياة الحقّ. ومن معاني سيرتها أيضاً أنّ الخلاص مجّانيّ وهو باب مفتوح للجميع. ★ ملاحظة: تقام في هذه المرحلة: - صلاة النوم الكبرى (من الإثنين إلى الخميس) - صلاة المديح (في مساء كل يوم الجمعة من الأسابيع الخمسة الأولى وهي كناية عن خمسة مدائح بشكل أن المديح الخامس هو مجموع المدائح الأربعة الأولى) - كل يوم أربعاء القداس السابق تقديسه(البروجسماني)كما يقام مساء يوم الجمعة في الأسبوع السادس صلاة النوم الصغرى مع قانون لعازر.+ المرحلة الثالثة الأسبوع العظيم المقدّس: تبدأ هذه المرحلة مساء أحد عيد الشعانين حيث تقام فيه صلاة الختن الأولى، وتمتّد هذه المرحلة إلى قدّاس الفصح العظيم.✥ كلمة تريودي تعني ثلاث طروباريات ترتّل في صلاة السحر كلّ آحاد الصوم بعد تلاوة المزمور الخمسين بعد إنجيل السحر. هذه الطروباريات تشكّل وحدة ليتورجية مترابطة نستوحي معناها من المزمور الخمسين وهي: - "افتح لي أبواب التوبة...."، - "سهلي لي مناهج الخلاص...."، - "إذا تصورت كثرة أفعالي الرديئة...".إنّ التريودي يحتوي على أهمّ الصلوات التي تحثّ على التوبة والمصالحة. ففي أحد الفرّيسيّ والعشّار نبدأ بترنيم القطعة الرائعة: "إفتح لي أبواب التوبة، يا واهب الحياة"، والتوبة تعني "تغيير الذات جذريّاً" و"التجدّد". وهذا يتطلّب قوّة إرادة وفعل: "ها آوان التوبة فلنطرح اعمال الظلمة ونتدجّج بأسلحة النور لكي نجوز لجّة الصيام العظيمة ونبلغ إلى قيامة ربّنا". كذلك الصوم، كالتوبة، طريق إلى الحياة الأبديّة طالما أنّ فعل المحبّة يواكبه: "إنّ الأوان أوان التوبة وجهاد الصيام يسبّب لنا حياة أبديّة إن بسطنا أيادينا إلى الإحسان، لأنّ ليس شيء ينقذ النفس كمواساة المحتاجين".★ ملاحظة: مَن صام، فعليه أن يشارك في صلوات الكنيسة خلال الصوم، ولا سيّما منها صلاة السّحَر، التي تسبق القدّاس الإلهيّ، حتّى ينتفع من الصلوات التي تتلوها الكنيسة من كتاب التريودي المليء بالمعاني التي تعرّف المؤمنين بجدوى الصوم والصلاة. فيدركون لماذا هم صائمون ويغتنون روحيّاً لخلاصهم. | |
|