طروباريات فترة البنديكستاري ( 1 )
*احد الفصح العظيم المقدس*
ان مريم المجدلية وباقي النساء (انظر احد حاملات الطيب) اللواتي حضرن دفن المخلص مساء يوم الجمعة رجعن ذلك اليوم نفسه من الجلجة الى المدينة واعددن حنوطاً وطيوباً ليأتين فيما بعد ويدهن جسد يسوع. فاسترحن ثاني يوم كله اتباعاً للوصية بحفظ السبت. وفي اليوم التالي وهو يوم الأحد الذي يدعوه الانجيليون أول الاسبوع أو أحد السبوت الواقع حينئذ في 25 من شهر اذار بعد موت يسوع المحيي بنحو ست وثلاثين ساعة اتين إلى القبر بالحنوط المعدة، وبينما هن يفتكرن بصعوبة دحرجة الحجر عن باب القبر اذ حدثت زلزلة هائلة ونزل ملاك الرب وكان منظره كالبرق وثيابه كالثلج ودحرج الحجر وجلس عليه فارتعد الحراس خوفاً وصاروا كالأموات ثم هربوا. أما النساء فدخلن القبر ولم يجدن جسد يسوع بل رأين ملاكين آخرين بهيئة رجلين لابسين حللا بيضاء فبشراهن بقيامة المخلص وارسلاهن آمرين بان يذهبن سريعاً ويهدين البشرى المسرة للتلاميذ. وفي أثناء ذلك جاء بطرس ويوحنا وكان قد بلغهما الخبر من مريم المجدلية كما قيل قبلا (راجع 22 من شهر تموز) فدخلا القبر فوجدن الاكفان فقط، فعادوا كلهم راجعين الى المدينة بفرح عظيم وأخذوا يكرزون بقيامة المسيح الخارقة الطبيعة وقد رأوه حياً بالحقيقة خمس مرات في نفس ذلك اليوم.
فلقيامة ربنا هذه المسة نعيد اليوم مقبلين بعضنا بعضاً بالمسيح قبلة اخوية بها نوضح انحلال ما كان بيننا وبين الله سابقاً من العداوة ومصالحتنا معه بواسطة المسيح. وقد سمي هذا العيد فصحاً من تسمية عيد اليهود ومعنى الفصح في اللغة العبرانية الاجتياز والانتقال، فان المسيح بتألمه وقيامته قد نقلنا من لعنة آدم وعبودية الشيطان الى الحرية والسعادة القديمة، واما هذا اليوم وهو المسمى في العربية يوم الاحد لانه اول الاسبوع فاذ كان مختصاً بالرب لتمجيده وتعظيمه سمي في اليونانية "كرياكي" أي الرباني نسبة اليه وقد نقل الرسل اليه ما كان مختصاً بيوم السبت من الامتياز حسب شريعة العهد القديم ففرضوا البطالة والراحة فيه.
طروبارية باللحن الخامس
المسيح قام من بين الاموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور*
الايباكوبي باللحن الرابع
سبقت الصبح اللواتي كن مع مريم، فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر، وسمعن الملاك قائلاً لهن: لم تطلبن الذي هو في النور الازلي مع الموتى كانسان؟ انظرن لفائف الاكفان، وأسرعن واكرزن في العالم بان الرب قد قام وأمات الموت، لانه ابن الله المخلص جنس البشر*
قنداق باللحن الثامن
ولئن كنت نزلت الى قبر ايها العادم ان تكون مائتاً، الا انك درست قوة الجحيم. وقمت كغالب ايها المسيح الاله، وللنسوة حاملات الطيب قلت افرحن، ولرسلك وهبت السلام، يا مانح الواقعين القيام*
*تنبيه*
اعلم انه منذ هذا اليوم يوم احد الفصح المقدس الى يوم السبت من اسبوع التجديدات ترتل الساعات وصلاة النوم وصلاة نصف الليل هكذا:
بعد تبارك الله الهنا
المسيح قام من بين الاموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور* (تقال ثلاثاً)
اذ قد رأينا قيامة المسيح فلنسجد للرب القدوس يسوع البريء من الخطإ وحده، لصليبك ايها المسيح نسجد، ولقيامتك المقدسة نسبح ونمجد، لآنك انت هو الهنا وآخر سواك لانعرف واسمك نسمي، هلموا يا معشر المؤمنين لنسجد لقيامة المسيح المقدسة، لان هوذا بالصليب قد اتى الفرح في كل العالم، لنبارك الرب في كل حين ونسبح قيامته، لانه اذ احتمل الصلب من أجلنا، بالموت للموت أباد وحطم* (تقال ثلاثاً)
سبقت الصبح اللواتي كن مع مريم فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر، وسمعن الملاك قائلاً لهن: لم تطلبن الذي هو في النور الازلي مع الموتى كانسان؟ انظرن لفائف الاكفان، وأسرعن واكرزن في العالم بأن الرب قد قام وأمات الموت لانه ابن الله المخلص جنس البشر*
ولئن كنت نزلت الى قبر ايها العادم ان تكون مائتاً، الا انك درست قوة الجحيم، وقمت كغالب ايها المسيح الاله، وللنسوة حاملات الطيب قلت افرحن، ولرسلك وهبت السلام، يا مانح الواقعين القيام*
لقد كنت في القبر بالجسد، وفي الجحيم بالروح بما انك اله، وفي الفردوس مع اللص، وعلى العرش مع الآب والروح، ايها المسيح، مالئاً الكل، ايها المنزة عن ان يكون محصوراً*
ذكصا
ايها المسيح، ان قبرك الذي هو ينبوع قيامتنا، قد ظهر بالحقيقة حاملا الحياة، وابهى من الفردوس، واجمل من كل خدر ملوكي*
كانين للسيدة
افرحي يا من هي للعلي مسكن مقدس الهي، لانه بك يا والدة الاله قد منح الفرح للصارخين اليك: مباركة انت في النساء ايتها السيدة البريئة من كل عيب*وتقول اربعين صوتاً * يا رب ارحم * ذكصا كانين* يا من هي اكرم من الشاروبيم ثم بصلوات آبائنا * و:المسيح قام* (ثلاثاً) وهذه الخدمة تقال ثلاثاً في كل من صلاة نصف الليل والساعات. وفي صلاة النوم التي فيها تقول:
افشين لباسيليوس الكبير
مبارك انت ايها السيد الضابط الكل، المنير النهار وبالنور الشمسي والمبهج الليل بشعاع النار، يا من أهلتنا ان نقطع مسافة النهار، وان ندنو من مبادئ الليل، استمع طلباتنا نحن وجميع شعبك، واغفر لنا جميعنا خطايانا الطوعية والكرهية، وتقبل ابتهالاتنا المسائية وارسل كثرة رحمتك ورأفاتك على ميراثك، أحطنا بملائكتك القديسين سلحنا بسلاح عدلك، سيجنا بحقك، احفظنا بقوتك، انقذنا من كل شدة ومن كل مؤامرة المعاند، وامنحنا هذه العشية الحاضرة مع الليلة المقبلة وكل ايام حياتنا ان تكون كاملة مقدسة سلامية، لا خطأ فيها ولا شك ولاتخيل، بشفاعات القديسة والدة الاله، وجميع القديسين الذين ارضوك منذ الدهر، آمين*
وثلاث مرات المسيح قام* (والختم)
*تنبيه*
اعلم انه يسمح باكل الزفر في كل ايام اسبوع التجديدات الذي يعد كيوم واحد بهيج.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]*يوم الجمعة من اسبوع الفصح المجيد*
نرتل فيه خدمة احتفال ينبوع والدة الاله القابل الحياة
انه خارج مدينة القسطنطينية في نواحي المكان المعروف قديماً بابطابيرجي أي السبعة الابراج كانت كنيسة على اسم والدة الاله عظيمة الشأن جميلة جداً بناها الملك لاون الثراكس الملقب بماكلي في اواسط القرن الخامس بالقرب من ينبوع ماء أظهر معجزات كثيرة في اوقات مختلفة شافياً أمراضاً متنوعة بنعمة والدة الاله التي منها لقب بالقابل الحياة وبالاحرى المانح الحياة* فكنيسة المسيح تعيد اليوم لتكريس الكنيسة المتقدم ذكرها التي بعد سقوط المملكة صدر أمر سام بهدمها فاخذت الحجارة وباقي ما فيها من المواد لبناء الجامع المعروف بسلطان يبازيد ولم يبق في المكان بدلا من تلك الكنيسة الجميلة الا كنيسة صغيرة جداً حقيرة مطمورة بالردم ينزل اليها بخمس وعشرين درجة ويتخلل فيها ضوء قليل من كوى في السقف. وكان ينبوع الماء المقدس السابق ذكره بالقرب منها الى جهة الغرب محاطاً بدرابزين من الحديد يرى فيه قليل من السمك يسبح فاستمرت على هذه الحالة الى سنة 1821 وحينئذ هدمت اصالة فغار فيها ينبوع الماء ولم يبق لهما اثر الا انه في ايام السطان محمود البهية التي فيها حصل كل من الرعايا على الحرية في اجراء امور دينه طلب الارثوذكسيون الرخصة ببناء الكنيسة الصغيرة السابق ذكرها على الاقل وفي اليوم 27 من شهر تموز سنة 1833 حصر الشروع في العمل فوجدت عند الحفر اساسات الكنيسة القديمة فبنيت كنيسة الينبوع الصغيرة اجمل من الاولى ثم بني على اساسات الكنيسة القديمة الاصلية بعد استحصال رخصة سلطانية ثانية كنيسة كبيرة عظيمة الشأن جميلة جداً وقد حصل الشروع في بنائها في اليوم 14 من شهر ايلول سنة 1833 والفراغ منه في اليوم 30 من شهر كانون الاول سنة 1834 وفي اليوم 2 من شهر شباط سنة 1835 قدس البطريرك القسطنطيني قسطنديوس الثاني مع اثني عشر من رؤساء الكهنة المتقدمين وكرسها باحتفال كنائسي عظيم بحضور جمع غفير من المسيحيين لتمجيد والدة الاله وافتخار ابناء الكنيسة الارثوذكسية.
قنداق باللحن الثامن
ايتها الممتلئة نعمة، انك تنفحيني من ينبوعك الذي لايفرغ، اذ تفيضين بغير انقطاع، اشفية نعمتك بما يفوق الوصف، فيما انك ولدت الكلمة بحال لا تدرك، أبتهل اليك ان تنديني بنعمتك لكي اصرخ نحوك هاتفاً: افرحي يا مآءً خلاصيا*
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
*أحد القديس توما الرسول*
فيما كان التلاميذ في مساء يوم أحد الفصح بعد قيامة المسيح مجتمعين في بيت أبوابه مغلقة دخل يسوع بطريقة عجيبة ووقف في الوسط وحياهم بقوله لهم كجاري العادة "سلام لكم" واراهم يديه ورجليه وجنبه، ثم اخذ منهم جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل واكل امامهم وهكذا حقق لهم قيامته. الا ان توما لم يكن حينئذ مع باقي التلاميذ فلم يصدق شهادتهم بقيامة المسيح بل قال جازماً ما مضمونه اني لن لم ابصر واجس اثر المسامير في يديه واثر الحربة في جنبه لا اصدق. فبعد ثمانية ايام في مثل هذا اليوم فيما كان التلاميذ مجتمعين وتوما معهم جاء يسوع والابواب مغلقة كالمرة الاولى ووقف في الوسط وقال "سلام لكم" ! ثم قال لتوما " هات اصبعك الى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولاتكن غير مؤمن بل مؤمناً"
فلما ابصر توما يدي السيد وجنبه صرح بايمان قائلاً "ربي والهي" فاوضح بذلك طبيعتي المسيح البشرية والالهية جلياً (لوقا صـ 24 عـ 26 – 43 ويوحنا صـ20 عـ19-18)
طروبارية باللحن السابع
اذ كان القبر مختوماً اشرقت منه ايها الحياة، ولما كانت الابواب مغلقة، وافيت الى التلاميذ ايها المسيح الاله قيامة الكل، وجددت لنا بهم روحاً مستقيماً كعظيم رحمتك*
قنداق باللحن الثامن
باليمين الوادّة التفتيش ايها المسيح الاله، فتش توما جنبك الواهب الحياة، لانك حين دخلت والابواب مغلقة، هتف اليك مع بقية التلاميذ صارخاً: انت ربي والهي*
* احد حاملات الطيب *
انه في أوائل سنة 32 فيما كان يسوع متردداً في الجليل يكرز ويصنع معجزات تركت اوطانهن نساء كثيرات قد احسن اليهن وتبعنه يخدمنه من اموالهن حتى وهو على الصليب وفي القبر ايضاً حيث جئن اخيراً بطيوب او حنوط اعددنها ليدهن جسده الطاهر (راجع احد الفصح) فلقبن بحاملات الطيب واننا نعلم اسماء سمع منهمن فقط وهو مريم المجدلية (راجع 22 من شهر تموز) ومريم ام يعقوب ويومي وهي المسماة مريم زوجة كلوبا (راجع 23 من شهر تشرين الاول) ويونا اي حنة امرأة خوذي وكيل هيرودس انتيباس وسالومة ام ابني زبدي وسوسنة (متى صـ27 عـ 56 ولوقا صـ8عـ2و3 ويوحنا صـ19 عـ25) ومريم ومرثا اختا لعازر واما الباقيات فقد سكت الانجيليون عن ذكر اسمائهن .
ثم يعيد مع حاملات الطيب ليوسف ونيقوديمس ايضاً اللذين كان تلميذين للمسيح خفية في اول الامر، فاما نيقوديمس فيلوح انه كان اورشليمي الوطن وكان من رؤساء اليهود من فرقة الفريسيين عالماً في الناموس متفقهاً في الكتب المقدسة وقد آمن بالمسيح في ابتداء الكرازة الخلاصية حين جاء اليه ليلاً (يوحنا صـ 3عـ1-21) وعند دفنه جاء حاملاً مزيج مر وعود من شأنه التعطير والتحنيط نحو مائة منا (او ليتر وهو وزن يوناني وروماني يعدل نحو 100 درهم) علامة وقار ومحبة للمعلم الالهي * واما يوسف فكان من مدينة الرامة وكان رجلا غنياً شريف النسب أحد رجال ديوان الشورى في اورشليم. وعند موت يسوع تجاسر على التقدم الى بيلاطس وطلب جسده الطاهر فشيعه هو ونيقوديمس الى القبر ودفناه فيه.
قيل ان البستان الذي كان في مكان الجلجلة حيث دفن يسوع كان ملكا من املاك يوسف وكان قد اعد قبراً فيه لنفسه محفوراً في صخرة واذ لم يسمح الوقت حينئذ لحفر قبر آخر وتهيئته وضع جسد يسوع في قبره. ويظهر ان هذا هو المراد بقول متى البشير "ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة" (صـ 27 عـ60)
طروبارية باللحن الثاني
عندما انحدرت الى الموت، ايها الحياة الذي لا يموت، حينئذ أمت الجحيم ببرق لاهوتك، وعندما اقمت الاموات من تحت الثرى، صرح نحوك جميع القوات السماويين: ايها المسيح الاله المعطي الحياة المجد لك *
ذكصا
ان يوسف المتقي احدر جسدك الطاهر من العود، ولفه بالسباني النقية وحنطه بالطيب، وجهزه ووضعه في قبر جديد، لكنك قمت لثلاثة ايام يا رب، مانحاً العالم الرحمة العظمى*
كانين
ان الملاك قد حضر عند القبر، قائلا للنسوة حاملات الطيب: اما الحنوط فهو لائق بالاموات، واما المسيح فقد ظهر غريباً من الفساد، لكن صرخن هاتفات: قد قام الرب مانحاً العالم الرحمة العظمى*
قنداق باللحن الرابع
ايها المسيح الاله، لما كلمت النسوة حاملات الطيب بالفرح، كففت بقيامتك نوح حواء الام الاولى، وامرت رسلك ان يكرزوا، بان المخلص قد قام من القبر*
*أحد المخلع او المفلوج*
انه بالقرب من احد ابواب اورشليم المسمى باب الضان كانت بركة تسمى هي ايضاً بركة الضان (او البركة الغنمية) وذلك لانه كان يؤتى اليها بما يقدم من الحيوانات ضحية ويغسل جوفه فيها، وربما لقب ذلك الباب بباب الضان لوجود البركة المذكورة بالقرب منه. وقيل انه لقب بذلك لادخال الضان وباقي ما يصلح للتضحية من الحيوانات منه، اما البركة فيظهر انها كانت مخمسة الاضلاع وكان لها خمسة اروقة اي خمسة صفوف من الاعمدة متوازية عليها قناطر وسقوف مبنية يضطجع تحتها جمهور كثير من مرضى مصابين بامراض متنوعة يتوقعون تحريك الماء، لان ملاك الرب كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك ماءها . فمن نزل اولا فيها بعد تحريكه كان يبرأ في الحال من أي مرض اعتراه.
فهناك كان مضطجعاً المفلوج الذي يخبرنا بقصته الفصل الانجيلي المتلو في هذا اليوم معذباً بمرضه مدة ثمان وثلاثين سنة، فلما رآه يسوع سأله قائلاً: اتريدان تبرأ؟ فأجابه المفلوج وكان فقيراً معسراً لا محالة، وربما كان غريباً أيضاً وقال له بصوت وديع هادئ: "يا سيد ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء". فقال له يسوع: قم احمل سريرك وامش! فحالا برئ الرجل وحمل سريره ومشى قدام الكل ومضى الى بيته فرحاً مسروراً. وقد أبرأه يسوع حسب رأي المدققين في توفيق الحساب سنة 32 في أيام الفصح حين صعد الى اورشليم لاجل العيد واقام يعلم فيها ويصنع العجائب. ولا ريب بانه ابرأه في يوم سبت كما يخبرنا يوحنا البشير (صـ5عـ1-13)
طروبارية للقيامة باللحن الثالث
لتفرح السماويات وتبتهج الارضيات، لان الرب صنع عزاً بساعده، ووطىء الموت بالموت، وصار بكر الاموات، وانقذنا من جوف الجحيم، ومنح العالم الرحمة العظمى*
ثاوطوكيون
اياك ايتها المتوسطة بخلاص جنسنا، نسبح يا والدة الاله العذراء، لان ابنك والهنا بالجسد الذي أخذه منك، قبل الآلام بالصليب، وأنقذنا من الفساد بما انه محب للبشر*
قنداق باللحن الثالث
أنهض يا رب، بعنايتك الالهية، نفسي المخلعة جداً بانواع الخطايا والاعمال القبيحة، كما اقمت المخلع قديماً، حتى اذا تخلصت اصرخ هاتفاً : المجد لعزتك ايها المسيح الرؤوف*
بعدما صنع يسوع المعجزة بابراء المفلوج حمل الحسد اليهود ولا سيما الفريسيين والكتبة على اضطهاده فكانوا يطلبون ان يقتلوه بعلة كونه لا يحفظ السبت على زعمهم بل يصنع فيه عجائب، اما يسوع فمضى حينئذ الى نواحي الجليل ثم في اواسط عيد المظلة صعد الى الهيكل وكان يعلم. فتعجب اليهود من حكمة اقواله قائلين "كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم!" فوبخهم في اول الامر على عدم ايمانهم، ومخالفتهم الناموس ثم برهن لهم من الناموس على انهم انما يطلبون قتله ظلماً بدعوى انه يزدري بالناموس لابرائه المفلوج في يوم سبت.
واذ كان بين ما قاله يسوع في اواسط العيد السابق ذكره وبين قصة المفلوج التي تليت في الاحد الماضي علاقة واضحة وكنا قد بلغنا الآن الى نصف مسافة الخمسين يوماً التي بين الفصح والعنصرة، حددت الكنيسة هذا العيد بعد الاحد المعروف باحد المخلع ليكون رباطا بين العيدين العظيمين المشار اليهما وعقد اتحاد بينهما وسمته نصف الخمسين وطبقت عليه حرفياً الفصل الانجيلي الذي مطلعه "وعند انتصاف العيد" الخ مع ان ما يتضمنه قد قيل عن عيد المظلة (يوحنا صـ7)*
واعلم ان اعياد اليهود الكبرى كانت ثلاثة وهي عيد الفصح وعيد العنصرة وعيد المظلة فاما الفصح فكانوا يعيدونه 15 من الشهر الاول من شهور سنتهم الواقع مع شهر اذار عندنا تذكاراً لورود الامر اليهم في مثله باكل الخروف مساء وتلطيخ ابواب بيوتهم بدمه ونجاتهم بذلك من عبودية المصريين والموت الذي اصاب ابكار اولئك واجتيازهم البحر الاحمر الى ارض الميعاد. ويقال له عيد الفطير ايضا لاكلهم الفطير فيه مدة سبعة ايام. واما عيد العنصرة او بنديكستي اي الخمسين فكانوا يعيدونه في يوم الخمسين بعد الفصح لتذكار وصولهم من مصر الى طورسينا واخذهم الناموس منه تعالى ولتذكار دخولهم الى ارض الميعاد حين اكلوا الخبز منقطعاً عنهم المن الذي اقتاتوا به في البرية قبلا مدة اربعين سنة. ومن ثم كانوا يقربون الله في مثل هذا اليوم رغيفين من انقى دقيق من الحنطة الجديدة. واما عيد المظلة فكانوا يعيدونه سبعة ايام من 15 ايلول الى 22 منه يجلسون فيه تحت خيام واخصاص من اغصان الشجر تذكاراً لسكن ابائهم قديماً في الخيام والمظال مدة الاربعين سنة التي اقاموها في البرية (خروج صـ12عـ19 ولاويين صـ23).
طروبارية باللحن الثامن
في انتصاف العيد اسق نفسي العطشى من مياه العبادة الحسنة ايها المخلص. لانك هتفت نحو الكل قائلاً: من كان عطشاناً فليأت الي ويشرب، فيا ينبوع الحياة ايها المسيح الهنا المجد لك*
قنداق باللحن الرابع. وزن يا من ارتفعت
في انتصاف العيد الناموسي. قلت للحاضرين ايها المسيح الاله السيد والصانع الكل: هلموا واستقوا ماء عدم الموت. لاجل ذلك نجثو لك. ونهتف بايمان قائلين: هب لنا رأفتك وتحننك لانك انت هو ينبوع حياتنا *
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
* احد السامرية *
ان شكيم المدعوة شيكيما ايضاً كانت من اقدم مدن ارض الميعاد وكانت مبنية في لحف جبل غريزين الذي في شرق اريحا حيث تلا بنو اسرائيل البركات قديماً (تثنية صـ11-29). ففي القرب من هذه المدينة اشترى يعقوب فيما كان راجعاً من بين نحو سنة 1887 قبل المسيح ضيعة فيها بئر كان يقال لها على عهد المسيح ايضاً بئر يعقوب او عين يعقوب. ولما توفي يعقوب في مصر ترك تلك الضيعة ميراثاً خاصاً لابنه يوسف (تكوين صـ33عـ19 وصـ48عـ22)
اما المدينة السابق ذكرها فقد حصلت عاصمة مملكة عشرة اسباط اسرائيل قبل ان تبنى مدينة السامرة واذ كان الشعب الاسرائيلي فيها قد ترك عبادة الاله الحق وانشغف متولعاً بعبادة الاصنام اخذ باقي اليهود الذين ثبتوا في التقوى وحسن العبادة يهزأون بهم فسموا على رأي البعض مدينتهم سوخار ومعناه سكر ومنه تشتق لفظة سوخارا ومعناها مسكرات.
فالى هذه المدينة جاء يسوع قرب الظهر واذ كان قد تعب من السفر وشدة الحر جلس على البئر المتقدم ذكرها فجاءت بعد ذلك بقليل المرأة المسرودة قصتها في هذا النهار لتستقي ماء فجرت بينها وبين يسوع محادثة طويلة سمعت منه فيها ببعض خفاياها فآمنت به وبواسطتها آمن به كثيرون من السامريين أبناء وطنها (يوحنا صـ4 عـ5 – 42)
واعلم ان سلمناصر ملك الاثوريين اسر اسباط اسرائيل العشرة السابقة الاشارة اليها سنة 721 قبل المسيح ونقلها باسرها الى بابل ومادي ثم جمع من بابل ومادي شعوباً مختلفة وارسلها الى السامرة وكانت تلك الشعوب تعبد الاوثان ثم تعلمت عبادة اليهود فآمنت بالاله الحق الا انها حافظت على عبادة الاوثان ايضاً ولم تقبل من الكتاب المقدس الا خمسة اسفار موسى فقط واما باقي اسفاره فكانت ترفضها عن كره وتظن بنفسها انها ذرية ابرهيم ويعقوب. فهؤلاء المتهودون العابدو الاوثان كان اليهود الاتقياء يسمونهم سامريين وذلك لانهم كانوا ساكنين في مدينة السامرة عاصمة مملكة اسرائيل سابقاً وفي مدن باقي اسرائيل وكانوا يمقتونهم لكونهم غرباء الجنس اميين ولا يختلطون بهم كما يتضح من قول المرأة السامرية ليسوع "لان اليهود لا يعاملون السامريين" (يوحنا صـ4عـ9) ومن ثم يحمل اسم السامري كثيراً من الاخبار الانجيلية على معنى الهوان.
طروبارية للقيامة باللحن الرابع
ان تلميذات الرب تعلمن من الملاك كرز القيامة البهج وطرحن القضية الجدية، وخاطبن الرسل مفتخرات وقائلات: قد سبي الموت وقام المسيح الاله مانحاً العالم الرحمة العظمى*
ولنصف الخمسين: في انتصاف العيد اسق * كما تقدم
قنداق باللحن الثامن
ان السامرية الدائمة الذكر، اتت مقبلة بايمان الى البئر، فشاهدتك يا ماء الحكمة، الذي لما سقيت منه بسخاء، ورثت الملكوت العلوي الى الابد*
يتبع