حول انجل الأحد : متى 1:9- 8
إنجيل الأحد يجمع مابين الغفران والشفاء من الأمراض ، مع انهما ليس بالضرورة ان بكونا متلازمين في الشفاء بالعجيبة الواحدة. والرب يسوع ينطلق لشفاء الروح أولاً لأنها المشلولة بسبب الخطايا البشرية الملازمة له طوال مسيرة حياته. الخطايا تمزق الشركة مع الله ومع القريب الذي يحيا معنا . هذف الاعجوبة هو شفاء المفلوج ومن ثم كشف زيغ ايمان اليهود ورفضهم للماسيا المنتظر . فقد إعترضوا على مغقرة الخطايا ولكنهم بالتالي سيرفضون سلطان يسوع على المرض والضعف البشري .
الإنسان الغارق في الخطيئة لا يفرح برؤية الأبرار والأطهار . ولايريحه السكنى بينهم وحتى رفقتهم . لأن طهارة الآخر تذكره بخلوه منها . وتكشف قباحته. ولذلك يكون في حالة عداوة ومواجهة من ابناء الله . .
الإنسان السوي الخلق والمسلك ، هو الذي يكون في حالة مصالحة وحب مع الله والآخرين من حوله . وهذا دليل النفس السليمة والمتصالحة مع الله.
ومن ثمار هذا الشفاء والسلامة الروحية هي التواضع والمصالحة والصلاة والصوم والإشتراك في اسرار الكنيسة . واعمال البر على انواعها .
{اطلبوا ملكوت الله وبره وكل شيئ يزاد لكم . مت 6: 33}.
قال الرب : ( لاتصدقوا إن قيل لكم هوذا ههنا أو هوذا هناك، لأن ها ملكوت الله داخلكم» (لو 7: 20.) فسعي المؤمن الدائم هو اقتناء الروح القدس والتطهر اليومي للإتحاد مع الله . والعيش في رضاه .
يمكنك الدخول الى الملكوت بيد أو عين أو رجل واحدة يمكنك الدخول وانت مريض ومشلول جسدياً ، ولكن لايمكنك وانت على خطيئة واحدة ، لأنه يلزمك المخلص لكي يشقع لك ويمسح عنك كل ضعف معششٍ فيك .
سلامك وكمالك لايأتيك من كونك سليم الجسد ، بل من كونك سليم الروح .
كل منا فيه شيئ من التخلع والمرض والضعف ونحتاج لطبيب يشفينا .
وتاريخ البشرية عامة تاريخ صراخ واستغاثات وطلب نجاة وشفاء ونجتة من الموت . وهذا موجود بكثرة في المزامير .
والنبي اشعياء عرف الناس ان الماسيا المنتظر هو من سيحمل اوجاعنا (اش-5 - 4) { لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. 5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا } .
لم يحمل آلآمنا فقط بل بجراحه وبدمه شفانا من كل خطيئة وحكم .
اينما وجد المسيح كان الناس يتجمعون حولة طالبين الشفاء والإبراء من امراضهم الجسدية والروحية . فالشفاءآ والعجائب التي صنعها الرب هي اعلان لحضور ملكوت الله ، وهو يمثل بداية التحرر الإنساني من الخطيئة والمعاناة والموت .
الكنيسة هي المستشفى المتخصص في علاج خطايا الناس والمكان الوحيد لخلاص المؤمن من الخطيئة والمرض والموت .
نشكر الله على فائق محبته لنا حين وضع لنا سر التوبة كسر يومي ويمكننا ممارسته كل يوم. وحن نقول سر نعني علاقة مباشرة وشخصية بيننا وبين الله الثالوث القدوس . .
إن سر وسلطان غفران الخطايا لايقل أهمية عن اي من الأسرار الباقية .
لَمّا قال الرب لبطرس ومن خلاله للرسل ومن بعدهم الأساقفة والكهنة وقال :
{ لك اعط مفاتيح ملكوت السموات }! لماذا قال مفاتيح وليس مفتاح ؟؟؟، هل للملكوت ابواب عدة ؟!هذا ليعني لنا أن هناك مفاتيح كثيرة يجب اقتناؤها للدخول الى قلب ملكوت الله الكامل .ومن هذه المفاتيح مثلاً مليس حصراً : مفتاح التوبة ومفتاح محبة الآخر ، ومفتاح الإيمان ومفتاح التواضع ووووالمسامحة والصلاة والصوم والغفران ... وهذا يعني ان تكون ساعيا بصدق ورغبة صادقة الى الوصول الى طاعة الله وبالتالي الى الكمال المطلوب .
كل هذه مفاتيح علينا اقتناؤها لنتمكن من الدخول الى الملكوت. نعم ملكوت الله يؤخذ عنوة حين نقتني هذه المفاتيح الفضائل .
ان وجود سر التوبة المفتوح امامنا كل يوم يعني ان الكنيسة بالرغم من استمداد قداستها من الله الحال فيها ،ومع هذا فهي كنيسة خطأة ومشوهين ومكسورين ومنهكين بالخطايا ، ولكن مع هذا فالله حاضر على الدوام ليشفي المرضى ويجبر المنكسرين وبضمد حراح النفوس المنهكة .ملكوت الله مشرع للجميع .
وعليكم اقتناء المفاتيح . اطلبوا حياة الملكوت وبر الله وكل شيئ يزاد لكم وبوفرة وتسعدون ويغمركم السرور .
يقول القديس بولس الرسول: "إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" 1 تى 15:1، لأنه كان يشعر بفقره وحاجته إلى الطبيب السماوي. ادعوا الطبيب الإلهي فيأتيكم بالشفاء. فهل تقبلوه؟. .
افعلوا هذا فتحيوا وتدخلوا فرح ربكم كل حين آمين .
{ الأب + بطرس الزين 2015-07-12 }