madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: هلمّ واسكن فينا 7/6/2014, 10:33 pm | |
| الرّوح القدس، انسكاب حضور الله المميّز فينا والمانح لنا المواهب السّماويّة، نسلك بها في هذا العالم كاملين كما أرادنا الرّبّ وكما اختارنا بلا عيب من قبل إنشاء العالم. إنّه روح الحقّ الّذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنّه لا يراه ولا يعرفه، وأمّا نحن فنعرفه لأنّه يمكث معنا وفينا أبداً. (يو 17:14). المعزّي، الّذي يرسله الآب لنا باسم يسوع المسيح، ليعلّمنا ويذكّرنا بكلّ ما قاله المسيح ويفتح بصائرنا لنعاين مجد الله. وإن كان العالم لا يستطيع أن يقبل الرّوح القدس، إلّا أنّه إذا ما استقرّ علينا وسكننا منحنا كلّ القوّة لخوض غمار هذا العالم لإعلان الخلاص. هو الرّوح الّذي يشركنا مع بعضنا البعض في جسد المسيح الواحد، مانحاً لكلّ واحد منّا دوراً فعّالاً ونافعاً، فنبني بعضنا البعض ونتكامل. " ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة، وصار بغتة من السّماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كلّ البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنّها من نار واستقرت على كلّ واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الرّوح أن ينطقوا." ( أع 4،3،2،1:2). كان التّلاميذ مجتمعين بنفس واحدة، أيّ بروح واحدة وعزيمة واحدة، ينتظرون حلول الرّوح القدس عليهم. ما يفسّر أهمّيّة الحفاظ على الشّركة بيننا الدّالّة على محبتنا لبعضنا البعض. والمحبّة ليست كلاماً منمّقاً أو مشاعر جميلة، بل هي فعل حبّ واحد يهدف إلى بناء الجماعة من خلال الخدمة والتّسامح والصّبر والتّفهّم. وهي السّعي الدّائم للعيش ضمن الجماعة كعائلة على صورة العائلة السّماويّة. لا يكفي أن نحبّ بعضنا بعضاً كي نتّحد روحيّاً وإنّما أن نحبّ بعضنا كما أحبّنا المسيح، وكما الآب يحبّ الابن والابن يحبّ الآب. وهذه المحبّة المستمدّة من قلب الله والّتي نشترك فيها معاً تجعلنا واحداً، وفي ذات الوقت تميّز كلّاً منّا بموهبة تشكّل قطعة فسيفساء فتكتمل لوحة الكنيسة. إذ لا يمكن لواحد منّا أن يُمنح كلّ المواهب، كما يذكر القدّيس بولس الرّسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثس: " وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين، لأجل تكميل القدّيسين لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح. ( 1 كور 13،12،11:12). إنّ أهمّيّة عيش الشّركة بين بعضنا البعض لهو إعلان أخوّتنا الحقيقيّة أمام أبينا السّماويّ، وتأكيد على احترام روح الله القدّوس السّاكن فينا، فلا نتركنّ لفعل الشّرّ سبيلاً إلينا حتّى لا نهين حضور الله من خلال إساءتنا للإخوة. " لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء. ليرفع من بينكم كلّ مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كلّ خبث. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح. ( 1كور 32،31،30:12). ففي كلّ مرّة نسيء إلى بعضنا البعض، نؤلم روح الله ونجرحه في صلب محبّته، ونهين صورة الله فينا.ولئن كان الرّبّ يعلم ضعفنا وهبنا بروحه الحيّ القدّوس محبّته اللّامتناهية، وزرع فينا مواهب متعدّدة كيما نتقوّى به حتّى نسلك بحسب الرّوح لا بحسب الجسد. ومواهب الرّوح القدس، مخافة الله، والفهم، والقوّة، والتّقوى ، والعلم والحكمة، والمشورة ، لهي مواهب تمكّننا من السّلوك بالرّوح بحسب حريّة أبناء الله فنخلع الإنسان العتيق ونلبس المسيح ونسلك بإنسانيّة جديدة بحسب الله في البرّ والقداسة والحقّ.- مخافة الله: نخاف الله ولا نخاف من اللّه، فالابن لا يخاف من أبيه بل يحبّه ويثق به. ومخافة الله تعبّر عن حبّنا الصّادق له، وحرصنا على عدم الإساءة إلى محبّته وثقتنا في رحمته وحضوره الدّائم معنا وفينا. وفي كلّ مرّة تضّطرب نفوسنا وتقلق عقولنا، يكفي أن نذكر محبّتنا لله حتّى ندرك السّلوك الصّحيح والسّليم. وفي كلّ مرّة يصدر عنّا ردّات فعل لا تليق بالرّوح السّاكن فينا، يكفي أن نهرع إلى حضن أبينا ونلتمس الغفران حتّى يزول عنّا كلّ تشوّه. - الفهم: كثيراً ما ندّعي الفهم والذّكاء بحسب معايير هذا العالم، وقد نتعالى ونتكبّر على من نعتقد أنّهم أقلّ منّا معرفة وفهماً، إلّا أنّ المقياس الحقيقيّ للفهم، هو قدرة العقل على استقاء الفهم من منطق الله. ومنطق الله هو التّالي: " اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء. واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء. واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود. ( 1 كور 28،27:1). إذاً، فمقياس الفهم مرتبط بقدرتنا على احترام طرق الله والعمل بمشيئته والاستسلام لمنطقه الّذي يوجّه كلّ أمر لخيرنا. - القوّة: وتتجسّد في قدرتنا على احتمال كلّ شيء بفرح دون تذمّر وتأفّف، وذلك بمحافظتنا على سلامنا الممنوح لنا من المسيح، سلام غير ذلك الّذي نبحث عنه في هذا العالم. إنّها القدرة على تخطّي الذّات وإفراغ النّفس من كلّ شيء ليكون المسيح هو الّذي يعمل فينا ومن خلالنا. قبل أن يحلّ الرّوح القدس على التّلاميذ، كانوا خائفين ومنغلقين على أنفسهم، ولمّا نالوا الرّوح انطلقوا بقوّة وشجاعة غير آبهين بأيّ مخاطر أو صعوبات. لا نظنّن أبداً أنّه يمكننا أن نتقوّى بذاتنا، أو نستطيع شيئاً بقدراتنا الشّخصيّة. نحن أقوياء فقط بالّذي يقوّينا ويمنحنا الحيويّة والجرأة للسّير قدماً دونما الخوف من أيّ شيء.- التّقوى: سقط آدم لأنّه انصاع إلى كبريائه، ما منعه من طاعة الله، وكذا كلّ واحد منّا عندما يسمح لأناه أن تسيطر عليه وتسيّر سلوكه. من ارتبط بالرّبّ وأحبّه أطاعه واستسلم لمشيئته دون أيّ تردّد. وهذه الطّاعة تأتي كردّة فعل على الحبّ الإلهيّ، وليست طاعة بمعنى تنفيذ الأوامر. إنّها فعل تلقائي ينمّ عن حبّ كبير للمحبوب الإلهيّ، فتصبح النّفس مأخوذة به، ساعية لإرضائه والتعبير عن محبتها له. - العلم والحكمة: " العلم ينفخ والمحبّة تبني، يقول القدّيس بولس في ( 1 كور 1:8). فالعلم يمكن أن يبلغ بصاحبه حدّ اعتبار نفسه سيّداً على النّاس، مع أنّ لا أحد منّا يملك كلّ العلم، ومهما عرف الإنسان تبقى معرفته ناقصة. ولا يريد القدّيس بولس في هذه الآية أن يشجعّنا على نبذ العلم، ولكنّه يريد أن نقدّم عليه المحبّة. إذا كان الهدف من العلم المعرفة والتّقدّم والتّطوّر وبناء الذّات، فهدف المحبّة هو بناء الكيان الإنساني بكلّه. وإذا ارتبط العلم بالمحبّة كوّن في الضّمير الإنسانيّ الحكمة، الّتي هي معرفة الحقّ لذاته، والحقّ لا يُعرف إلّا بهبة من الله. " رأس الحكمة مخافة الله" ( مثال7:1). - المشورة: إنّ العلاقة القائمة بيننا وبين الرّبّ والّتي قوامها الحبّ والثّقة، تفترض منّا العمل بمشيئته في كلّ لحظة من حياتنا. وإذا كان لكّل منّا دور في مشروع الله، فينبغي أن نتنبّه لما يريده الله منّا، وقبل أن نقوم بأيّ عمل نتقدّم منه ليرشدنا إلى السبيل الصّحيح فيأتي عملنا كاملاً. إنّ الرّوح ينير عقولنا وينقّي ضمائرنا ويرفع عنّا كلّ تشويش واضّطراب فنؤدّي أعمالنا بحسب المشيئة الإلهيّة. " وأما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، إيمان وداعة تعفف... إن كنّا نعيش بالرّوح فلنسلك أيضاً بحسب الرّوح" ( غلاطية 23،22:5)." أيّها الملك السّماوي، روح الحقّ الحاضر في كلّ مكان المالئ الكلّ، كنز الصّالحات ورازق الحياة. هلمّ واسكن فينا، وطهّرنا من كلّ دنس، وخلّص أيّها الصّالح نفوسنا. أمين. ". | |
|
نورما مشرفة
عدد المساهمات : 1361 تاريخ التسجيل : 13/02/2010
| موضوع: رد: هلمّ واسكن فينا 8/6/2014, 12:27 pm | |
| أيّها الملك السماوي, المعزي , روح الحق , هلّم واسكن فينا ..
محبة الرب تكون معكِ أختي مادونا ..
| |
|
madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: رد: هلمّ واسكن فينا 9/6/2014, 12:25 am | |
| ومعك أختي نورما عنصرة مباركة وكل عيد وانت بخير | |
|
نورما مشرفة
عدد المساهمات : 1361 تاريخ التسجيل : 13/02/2010
| موضوع: رد: هلمّ واسكن فينا 11/6/2014, 10:00 pm | |
| وأنتي بألف ألف خير أختي الحبيبة | |
|