fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: تجليات تائه في معلولا 4/12/2013, 5:40 pm | |
| د. علاء الجواديتجليات تائه في معلولامكان تاريخي مقدس يرتبط بذكريات وذكريات، كانت من الاماكن التي افكر بزيارتها، زوجته الحبيبة انعام كانت ترغب كذلك بهذه الزيارة. وفي صباح مشرق دمشقي في شهر شباط من سنة 2011 ذهبنا سوية وعدد من الاصدقاء الاعزاء ثلاثة منهم كانوا مسلمين واثنين كانا مسيحيين... وكان المقصد معلولا... معلولا التي تنفسنا بها الايمان والدين والتاريخ ... كان ولدي اياد طنوس السوري المسيحي الارثدوكسي دليلي هناك.... وكانت عدسة ولدي العراقي عليم كرومي المسيحي الكاثوليكي العراقي تلتقط اجمل الصور للمكان ولي ولحبيبتي وام اولادي انعام كنت امشي معها في ذاك المكان وكنت اذوب واياها في افاق الصخور والتراب ... نتحد مع النفحات الايمانية المغموسة برحيق التاريخ والنضال ... كانت انعام بوجهها الحزين وقلبها المكوي، تجسّد لي كل القديسات اللواتي يطالعننا بايقونات واللواتي كن يحدثننا بلسان الصمت ويبصصن علينا في كل رواق عبرناه.... في هذا المكان المتسامي نحو السماء مسحت اسماء كل النساء الا اسم انعام!!! طاف في ذهني صوت يقول: ولماذا هذه القسوة يا علاء؟؟؟ كان نشيد الصحو يجيب: لانها هي سليلة مريم وفاطمة وخديجة وزينب والقديسة مارت تقلا، فاريد امرأة الروح فقد مللت امرأة الجسد... في تلك اللحظات الربانية لم اكن ارى في عالم الجمال المُتجسّد بقيمه ومعانيه الاها فقد اتحدت عندي معلولا القديسات ببنت الفاطميات انعام. فلاتابع معك يا عزيزي معاني معلولا ولانشد لك واللقطات تتالى انشودة "أمسحُ أسماءً من ذاكرتي، وسيبقى اسمك في رئتي".... فهل هو احاسيس شاعر نحو حبيبته ام هو ذوبان عارف في رموز المحبوب المتجلية في الطاهرات...معلولا مدينة سورية في ركن قصي هادئ من سوريا تقع في شمال غرب دمشق على بعد 50 كم، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 1500 متر. اسمها يعني المكان المرتفع ذو الهواء العليل حسب اللغة السريانية التي ما زال سكان معلولا يتحدثون بها. ومن الواضح ان لاسمها السرياني صدى وواضحا في اللغة العربية. وتشتهر هذه المنطقة بوجود معالم مسيحية مقدسة ومعالم قديمة مهمة يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد. كما أن سكانها من المسيحيين والمسلمين ما زالوا يتكلمون بلغة المكان القديمة وهي الارامية او السريانية لغة المسيح حتى اليوم بجانب اللغة العربية. تزدحم معلولا وأديرتها وكنائسها بالاف الزائرين في عيد الصليب وعيد القديسة تقلا وعيد القديس سركيس.افي معلولا معالم تاريخية متفردة أهمها الاديرة والكنائس والممرات الصخرية وأثار مسيحية قديمة وهامة في تاريخ المسيحية منها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل، كما يوجد فيها دير مارت تقلا. وتتميز بيوت بلدة معلولا بارتفاع بعضها فوق بعض طبقات بحيث لا تعلو الطبقة الواحدة منها أكثر من ارتفاع بيت واحد لتتحول بذلك سطوح المنازل إلى اروقة ومعابر لما فوقها من بيوت لتكون ذات طابع متميز. أما الأحجار الضخمة والكهوف والمغارات المحفورة في الصخر التي سكنها الإنسان القديم فتحكي قصة تاريخ آلاف السنين منذ العهد الارامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص إلى العهد الروماني الذي سميت فيه معلولا وإلى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دوراً دينياً مهماً عندما أصبحت بدءً من القرن الرابع مركزاً لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر.وفيها دير سركيس الذي بني في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني وصمم على نمط كنائس الشهداء وسمي باسم القديس سركيس أحد الفرسان السوريين الذين قتلوا في عهد الملك مكسيمانوس عام 297 م ولا يزال هذا الدير محتفظاً بطابعه التاريخي العريق.القديسة مارت تقلا معروفة بين المسيحيين والمسلمين على السواء ولها عيد سنوي في يوم 24 من شهر ايلول. وأهل معلولا الساكنيين حول المغارة وبجوارها من مسيحيين ومسلميين يؤمنون بهذا المزار لكونه أحدث ويحدث بعض العجائب. والمسيحيون يصلون ويشعلون الشموع ويضعون النقود للفقراء والمسلمون يطبخون البرغل والعدس ويضعونه بجانبها بالإضافة إلى ورق الخس أو الملفوف المستخدم بدل الصحون لكي يأكل منه من كان بحاجة إلى طعام وذلك عرفاناً بجميل وعجائب القديسة تقلا. القديسة تقلا التي اعتنقت المسيحية وهربت من أبيها في الأناضول متجهة إلى سورية فوجدت في معلولا الأمان. وما يزال جسدها موجود في معلولا إلى اليوم.وكثير مـن الإبـاء القديسين اعتبروا تقلا القديسة مثالاً للعذارى والقديسات.وقد حصلت القديسة تقلا التي حملت صليبها بفرح مبتغاها، حيث نالت درجة الشهادة الرفيعة في مسيرة العقيدة والايمان حيث هي الان تتنعم مع الشهداء والصديقين في الفردوس، فماتت عن العالم لتتمتع في الحياة الخالدة فهنيئا لها فيما وصلت اليه.ودير مارت تقلا في معلولا, يبدو وكأنه منحوت بالبنية الصخرية. يضم دير مارت تقلا رفات القديسة تقلا ابنة أحد الامراء السلوقيين وتلميذة القديس بولس وماءً مقدساً للتبرك، ويقع في مكان بارز من القرية ويطل من جوف الكهف الصخري الذي عاشت فيه بعد هروبها من أهل السوء حيث لا يزال هذا الكهف ظاهراً حتى اليوم وفي رحابه بني دير مارت تقلا الذي بقي حتى الآن رمزاً للقداسة وحياة القديسين.علاء وانعام في زاوية من زوايا معلولة في دير القديسة مارت تقلاوتعيش اليوم في دير مارت تقلا رهبانية نسائية ترعى شؤونه وتعتني به وبزائريه الذين يأتون إليه من كل صوب ومن كافة أنحاء العالم للتبرك وللزيارة او للسياحة والتمتع بجمال الطبيعة.وقد زرت رئيسة الدير والتقينا بها وببقية الراهبات وتحدثنا طويلا عن دور الدين في التربية والحياة الاجتماعية. وتحدثنا كذلك عن العراقيين الذين تقوم ادارة الدير برعايتهم. واعربت مديرة الدير عن سرورها وسعادتها ان يزورهم مسؤول عراقي ويهتم بزيارة هذه الاماكن المقدسة بعيدا عن التعصب واحتراما لمشاعر الاخرين....وإذا أمعن الزائر النظر من سطح الدير إلى الصخور المحيطة شاهد القلالي، اي غرف العبادة الانفرادية المحفورة في الصخر، التي كانت خلوات للمتوحدين الرهبان الذين ينصرفون إلى الصلاة والتأمل والتقشف والزهد مما يدل على أن معلولا كانت مدينة رهبانية مقدسة ترتفع منها الصلوات والتضرعات ليلاً نهاراً إلى الله. وحيث وصلت بتأملي الى هذا الحد شرعت اردد مع المتأملين ومسبحا مع الصخور المحيطة:اعنا يا رب العالمين فاياك نعبد واياك نستعينفبك ايها الرب الاله الواحد الاحد ننتصر على جميع الخطايا، بتوحيدك نحارب قوات العدو، ومنه ننال قوة ومعونة ضدّ جميع اعدائنا الخفيين والظاهرينايتها القديسة المتواضعه الوديعة الطاهرةيامن استمددت من قوة الروح سلاحايا من ثبتت في الايمان امام العذاب وما خافت،ولا تراخت لان سلاحها كان سلاح الروح فتعلمت منك اجيال من الناسان يكونوا جريئين امام صعاب الحياةبالايمان والطهارة. في التسامي بطريق السلام والمجد سلام عليك ايتها القديسة تقلا،أولى الشهيدات، فخر البتولات، قدوة الفتيّات تقلا الأولى في الشهيدات، والمماثلة للابرار في التبشير بحياة الانوار أيتها القديسة العذراء، يا سائرة في موكب العذارى الحكيمات،لك المجد في السماءيا شهيدة الايمان يا عروس القربانيا روحا في الجنّان عليك الرضواناليك ايتها القديسة نقول:نحن من واصل المسير على طريق الخيرففي كربلاء تجلى حسيننا وارثا للنبيينوفي كربلاء كانت زينبنا تردد نداء الرب الواحد الاحدوتنقذ اطفالنا وصبياننا وصبياتنا من تحت سنابك الخيلقرأت من تساقط دموعك حزنك على شهدائنا واسارانافلنا الحق ان نفتخر بكل شهيدسار في الطريق الحميدطريق ابائنا الاولينانا واياها جئناك من اعماق التاريخمن سلالة اسماعيل الذبيحوبالحق نصيحان ميثاق الله واحدوان الحق الوجودي واحدوالوصول اليه عبر دروب عديدةوان الابرار لفي نعيمانا وانعام والراهبة في المقام ... يكتب في دفتر الزيارات خاطرة عن القديسة تقلا علاء وانعام وزرت وزوجتي مقام القديسة تقلا والتقينا هناك براهبات الدير. والصورة تظهرنا مع احدى الراهبات في دير القديسة هي تتحدث لعلاء وانعام عن معجزة القديسة، ثم مسحتهم بزيت مقدس للبركة ... ضحك احد المرافقين وقال: انت سيد وهي علوية وتتقبلون ان تبارككم مسيحية... قلت له: لا انت ولا غيرك يعلم اين بركات الله تكون، وما ادراك فلعل البركات حصلت لها كذلك عندما مسحتنا، فالحب والتقوى والايمان اكبر من المظاهر ... كان احد خدام هذا المقام مسيحيا عراقيا شابا وكان يشعر بالفخر ان سفير بلاده يزور هذا المكان ... استوقف زوجتي ان لباس الراهبات هو عين الحجاب الاسلامي على اصوله الصحيحة وذلك بعد مقابلة العديد من الراهبات. قلت لها نعم هو كذلك وان الحجاب الاسلامي ارث الانبياء... والمثال الحي هو هؤلاء الراهبات هنا وهن يرتدين زي مريم بنت عمران والقديسات.تتمتاز معلولا بما يسمى فج مارت تقلا وهو شق في الجبل يحدث ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم يتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها وينالوا نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة. كانت قطرات الماء تتساقط علينا ونحن نمشي بخشوع في هذا الفج الرباني الجميل. يقسم الفج القرية إلى شطرين، ويتميز هذا الفج من بدايته حتى أعلى الجبل بوجود الغرف والخلوات المحفورة بالصخر وعلى مستويات مختلفة انها من عجائب الطبيعة.مشينا سوية انا وانعام في الممر الصخري الطويل الذي يروى انه انفج امام القديسة تقلا عنما اصطدمت بمنطقة لا منفذ فيها وجيوش السلطان تطارها لتلقي القبض عليها لتقتلها ... فكانت معجزة الرب ففتح لها هذا الفج فدخلت فيه هربا من اعداء الله فانجاها. وحسب بعض الحكايات الشعبية القديمة فانه حين أراد الله حماية القديسة تقلا التي هربت من حكم الموت الذي صدر بحقها فكانت المعجزة التي أبقت الفتاة الهاربة مارت تقلا في شطر والجنود الرومان في الشطر الاخر. لكنها حصلت على الشهادة عندما اراد الله.سرح بي الخيال وتخيلت القديسة بصورتها وخاطبتها رمزا مشرقا في طريق النضال... وتبقى قصيدتي هذه هي اقرب للمعاني الرمزية منها الى ظواهر الالفاظ، فقد كانت ولادتها الاولى في دير واكملتها في صومعة.... فلا تفهمني يا عاذلي فهم سوء ... فانا درويش تائه في الارضين اعشق النور واهله اينما يكون.... فامسح كل الاسماء في عالم المحو لاجدها نورا واحدا في عالم الصحو....القصيدة أمسحُ أسماءً من ذاكرتي وسيبقى اسمك انفاس في رئتي انت صديقتي وحبيبتي وزوجتي ممسحة اطلب كي امسح أسماء نساء علقت اشباحا بالقاموسْأسماء شتى قد مرت تشبه شيئا خالٍ من صدقٍ أو مدسوسْلنساء بعيون شتى، ألوان شتى، وشعور مصبوغات فوق رؤوسْقاموس الذاكرة الملآنة بالحدث البائس والمشؤوم او المنحوسْذاكرة نسيت معنى آنسة أو سيدة أو أُنس أو مأنوسْما عدت أريد الحفر على سطح، إصلاح فيه عقيم ميؤوسْقالت فاتنة تسألني: هل في قلبك نحوي من معناً ملموسْبادلني قطرات من كأس الحب ومن شفتي إليك كؤوسْقلت لها: كلا، بكلام مفهوم ودقيق محسوب مدروسْلك كل الخير وكل الستر ورزق في المأكول وفي الملبوسْانا من طين عشق المجدَ واما انت فهمك محدود بفلوسْفدعيني من كلمات الحب الفارغ او غزل بفحيح مهموسْفالسيد عندك من يدفع حتى لو كان سليلا لقميئٍ منكوسْحتى لو كنتِ دما يجري في شرياني اقطع شرياني بالموسْفجمال المظهر لو ناقضه ما في الذات، جمال الاوساخ المكنوسْالحب بمعناه الاسمى لرفيقة احلامي في كل كياني محسوسْلا اعشق هندا او لبنى او ليلى او حتى بنت القيصر دقيانوس إلا واحدة حملت كل الاثقال وكانت في درب المحنة كالفانوسْوبنينا بيتا من طابوق الحب مضيئا ابهى من إشعاع شموسْمن اسم شريكة ايامي ممحاة للاوهام او الاسماء او الكابوس هي من كانت صاحبتي في زمنٍ صعبٍ وكئيبٍ وعبوسْكانت مخلصة أهداها لي رب سبوح قدوس قدوسْهي أحرف خير خططتها روحي بطروس وطروسْحتى لو رحلت روحي، لو شاء الهي يوما، للفردوسْفهي الحورية لي في أحياء الانوار رفيق وعروسْهي للإخلاص وللاحسان وصاياً خالدة ودروسْرافعة الرأس بليل الضيم إذا انخفضت أرواح ورؤوسْأنعام أنتِ الحبُ الحقُ وأنتِ العشقُ الباقي المحسوسْسجلت معاني حبي فيك أمام شيوخ الدين وحاخامات وقسوسْلا يمكن لي أن أحيا من دونك اقسم بالميثاق وبالانجيل وبالناموسْيا حبي الأول والأخر أفديك بنفسي يا اصفى نفس من بين نفوسْفي ليل مسيرتنا في محرابي هي من تعزف بالترتيل وبالناقوسْيا انتنَ أصخنَ إليَ، فإنعام جوهر حبي إما انتنَ فأيقونات وطقوسْجسد يفنى والروح تظل وقولوا للحسناء مصير الاجساد عظام برموسْ24 9 2011
بعدما اجتزنا الفج وخرجنا للسطح في معلولا اجلس معها للاستراحة، وشعرت ان زوجتي ورفيقة طريقي تستحق ان اقبل يدها الكريمة، قال لي بعضهم: لا تنشر هذه الصورة فان بها نوع من الضعف!!!!. قلت: كلا، بل ارى بها كل القوة والمرأة الصتالحة كيان مقدس، وتستحق يدها التقبيل، فانها مصنع الانسان والانسانية، ومارت تقلا من امثال تلك النساء.....وانا انتهي من الموضوع وادون التاريخ، اكتشفت حقيقة اغرب من الخيال فقد التفت انه كان بيوم 24 ايلول وهو نفس يوم عيد القديسة مارت تقلا ... هل في ذلك صفة ام كرامة ام شيئ اخر ... المهم لقد تعجبت كثيرا واخبرت زوجتي فقالت: ان النوايا صافية وللقلوب احاسيسها. الدكتور السيد علاء الجوادي | |
|
Julie Hosny عضو نشيط
عدد المساهمات : 78 تاريخ التسجيل : 09/11/2013 العمر : 52
| موضوع: رد: تجليات تائه في معلولا 5/12/2013, 8:08 am | |
|
دير رائع و مبارك يكفي ان تلميذة بولس الرسول و ابنته الروحية مارت تقلا قد جعلت من تراب ارض معلولة مقدّسة
فتشجّعن و لا تخفن ايتها الراهبات التاسكات لان من لديه الاله الحقيقي لا يهاب الموت
اشكرك ابونا بطرس لموضوعك المفيد بالمعلومات
و يا رب نرجع نزور معلولا و كافة الاديار المقدسة المباركة في ارض سوريا قريبا و نتمتع بسلام روحي تام
بارك الله وزناتك | |
|