madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: القديس البار يوحنا السينائي الملقب بـ "السلمي" 29/3/2013, 11:06 pm | |
| القديس البار يوحنا السينائي الملقب بـ "السلمي" (30 آذار)
ميلادُهُ:
ولد يوحنا، كما يبدو, في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي.
ترهبُهُ:
بعد أن بلغ يوحنا السادسة عشر، وتلقّى من العلم قدراً وتفتح ذهنه، مجّ مفاتن حياة البطلان، حبّاً بالله، وطلب جبل سيناء. حيثُ تكثرُ المناسك والأديرة الرهبانية.
ومنذ أن دخل حلبة الصراع الرهباني تخلّى عن كل ثقة بالنفس وسلك في أتضاع القلب مسلماً ذاته، في الجسد والروح، إلى شيخ اسمه مرتيريوس، وشرع بلا همّ، يرتقي سلم الفضائل. همُّه الأوحد أضحى أن يتخلّى عن مشيئته الخاصة.
تنسُّكُهُ:
أمضى يوحنا، تسعة عشر عاماً بلا همّ، سالكاً بالطاعة، محفوظاً بصلاة أبيه الروحي، فلمَّا رقد معلّمه في الرب قرّر مواصلة ارتقائه في الوحدة، بعدما ترسّخ في الاتضاع، عبر العزلة الكاملة حتى لا يُوجَد محروماً ولا للحظة من عذوبة الله. حتى في هذا الأمر لم يعتمد على رأيه الذاتي بل على نصيحة شيخ آخر قدّيس، يُدعى جاورجيوس، أطلعه على نمط الحياة الخاصة بالهدوئيين. وقد اختار يوحنا, لذلك، موضعاً معزولاً يُعرف بـ "تولا" على بعد خمسة أميال من الدير الكبير.
لازم يوحنا المكان أربعين سنة مشتعلاً بحب الله المتنامي في قلبه أبداً لم يشغله خلالها شيء غير الصلاة المتواترة ويقظة القلب كمثل ملاك بالجسد. كان يحدث له أحياناً أن يُخطف في الروح وسط الأجواق الملائكية دون أن يعرف ما إذا كان، ساعتذاك، في الجسد أو خارج الجسد. وبحرّية بالغة كان يطلب من الله أن يلقّنه أسرار اللاهوت. ولما كان يخرج من أتون الصلاة كان يشعر بالنقاوة تارةً، كما لو خرج لتوّه من النار، وتارةً أخرى يلتمع ضياءً.
رئيساً لدير سيناء:
لما أكمل قدّيسنا سنواته الأربعين مقيماً في البرّية كموسى آخر، اختير رئيساً لدير سيناء. فكان راعياً ممتازاً وطبيباً حاذقاً ومعلّماً حاذقاً يحمل في نفسه الكتاب الذي وضعه الله فيه حتى لم يعد في حاجة إلى كتب أخرى يُلقّن رهبانه بواسطتها علم العلوم وفنّ الفنون. صيت دير سيناء ذاع لنمط حياة رهبانه، الذي وضعه لهم رئيسهم الفاضل. هذا ما جعل من الدير منارةً لكل الرهبان والحجاج الذين راحوا يأتونه من كُلِّ حدبٍ وصوب.
مؤلفاته:
لمَّا ذاع صيتُ الحياة الرهبانية ونمطها في دير سيناء، بفضل حكمة ودراية القديس يوحنا، كَتَبَ يوحنا رئيس دير رايثو، إلى قدّيسنا يطلب منه أن يكتب، بصورة واضحة ومنظمة ومقتضبة، ما هو ضروري لنوال مقتبلي الحياة الملائكية الخلاص. على هذا انبرى يوحنا يُحرِّر ألواح الناموس الروحي فكان ثمرة جهده كتاب "السلَّم إلى الله" الذي أضحى في الأدب النسكي، مرجعاً كلاسيكياً أساسياً في أصول الحياة الروحية، على مدى الأجيال.
رُقادُهُ:
بعد سنين الجهاد المضني، لبلوغ حياة القداسة، عيَّن يوحنا أخيه جاورجيوس رئيساً للدير بعد أن شعر بدنوِّ أجله. وهكذا أسلم روحه مودعاً إياها بين يدي الأب السماوي، لتنعمَ بالبركة والمحبَّة السماوية حيثُ السلام الذي لا بديل عنه، مهما علا شأن البديل.
زمن رقاده غير معروف، لكنه على الأرجح ما بين القرن السادس والنصف الأول من القرن السابع للميلاد.
______________________________________
طروبارية القديس يوحنا السلّمي باللحن الثامن
للبريّة غير المثمرة بمجاري دموعكَ أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابك إلى مئة ضعفٍ، فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار يوحنا، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.
قنداق باللحن الأول
من كتاب تعاليمكَ الحاملة أثماراً دائمة نضارتها أيها الحكيم، تلذذ قلوب المصغين إليها بتيقظ أيها المغبوط لأنها سلَّم مُصعدة من الأرض إلى المجد السماوي الثابت نفوسَ المكرمين إياكَ بإيمانٍ
قنداق باللحن الأول
أيها الحكيم من كتاب تعاليمك المثمر أثماراً دائمة طراوتها تلذذت قلوب السامعين لها باستمرار أيها المغبوط يوحنا لأنها سلم مصعدة من الأرض إلى المجد السماوي مثبتة نفوس المكرمين إياك دائماً.
قنداق باللحن الرابع
مثل سلم إلهي وجدنا فضائلك الإلهية يا يوحنا البار، وبها نصعد مرتقين إلى السماوات لأنك صرت رسماً ومقدمة للفضائل.
| |
|