خَرَجَت وَرائَهُ

موضوع: خَرَجَت وَرائَهُ 23/8/2012, 12:15 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] خَرَجَت وَرائَهُ

"فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ" يو 19: 17
"فَلْنَخْرُجْ إِذًا إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ (حاملينَ مَعَهُ عارَ خَطيَة الشعوب). لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ." عِب 13: ، 1413
"حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟" عِب 13: 6

بِحَسَبِ المَكتوب أُلزِمَ رَجُلاً قَيرَوانياً (قيرينياً) خَلفَ السَيِد المَسيح وَهوَ صَاعِد في طَريقِ الأَلام إِلي قِمَة الغُلغُثَة.. لِيَحمِل مَعَهُ الصَليب، وَكَم كانَت هَذِهِ المُشارَكَة سَبَب بَرَكَة وَمَجد عَظيم لِلقيريني بَقيَة حَياتِهِ وَعَبر التاريخ.. الكُل مِن مَن أَمَنوا يَشتَهي لَحَظات مِن مُشارَكَة القيريني وَإِسمِهِ وَوَصفِهِ.

وَالحَق أَنَ كُل مُؤمِن مَدعو لِأَن يَكونَ كَالقيريني حامِلاً الصَليب خَلفَ السَيِد، وَلو بَحثَ كُلٌ بِحَياتِهِ لإِكتَشَفَ أَنَهُ كَذَلِك، وَلَبِسَ في ذَلِكَ.

أَما مِن جِهَة العَذراء مَريَم وَما تَسَجَلَ عَنها وَلِسانُ حَالِها إِلي اليَومِ فَإِنَني أَميلُ يَقيناً إِلي كَونِها قَد حَمَلَت الصَليب خَلفَ السَيِد القُدوس حُباً وَليسَ إِضطِراراً مُنذُ البِشارَة (وَلِعَلَهُ قَبلَها) وَحَتي إِلي الصَليبِ فَوقَ الغُلغُثَةِ وَبَعدَهُ.. حَمَلَتَهُ لَيسَت كَغريب بَل بِإِنتِسابِها وَإِنتِسابِ المَصلوبِ لَها كَونَها أُمِهِ، وَما يُسيئَهُ يُؤلِمَها.. أَيضاً لَم تَكُن تَتأَلَم لِأَجلِ المَصلوبِ كَرَفيق لِلَحَظات هالَها ما يَمُر بِهِ ظُلماً بَل بِأَحشاءِ أُمٍ تَتَطَلَعُ إِلَيهِ.. خَرَجَت لا لِتُخَفِف عَنهُ نَذر مِن أَلامِهِ بَل لِتُصلَب مَعَهُ وَحَتي عَنهُ بَدَلاً مِنهُ لَو خُيِرَت.. حَمَلَت الصَليب كُل حَياتِها. لِذَلِك يُطَوبَها كَثيرون كُل أَيام حَياتِنا عَبر تاريخِنا البَشَري، وَهيَ في المَجدِ مَلِكَة علي الكُلِ لِقاءَ وَقَدرَ طُولِ زَمانِ حَملِها الصَليب بِحَياتِها.

كُل مَن يَحمِل الصَليب سَيأخُذ مَعَهُ مَجداً مِن عِندِ الله (المُمَجَد إِسمَهُ).. سَيُكشَف عَن عَينَيهِ وَيسمَع وَيَأتي علي قَلبِهِ وَعَقلِهِ ما لَم يَراهُ وَيسمَعَهُ وَيَخطُر بِبالِهِ أَياً مِن أَتباعِ هَذا العالَمِ فَيَنطِقُ عَجَباً.. سَيَتَمَجَد مَعَهُ.

أُحِبك أَيَتُها العَذراء الأُم حامِلَةُ الصَليب.. فَلتَشفعي فينا كَي نَحمِلَهُ علي مِثالِك.. فلتُشعِرينا بِأُمومَتُكِ هَذهِ الأَيام أَيضاً إِذ نَحنُ في إِحتِياجٍ عَظيم.. عَزي عَزي.. أَمين.