dalia مرتبة شرف
عدد المساهمات : 187 تاريخ التسجيل : 25/01/2010
| موضوع: على طريق الحقيقة.. في الصوم والزهد 17/3/2010, 11:30 am | |
| على طريق الحقيقة.. في الصوم والزهد
بقلم: ريتا جحا
الصوم كانقطاع عن الطعام وكواجب تعبد للإله موجود في العديد من المعتقدات حتى أنه غدا بمجرد ممارسته أو عدمها وسيلة للحكم على تدين الشخص أو عدمه!.. وبهذا التعاطي أصبح موضوع الصوم مبتذلاً بعض الشيء إما بالتفاخر به باعتباره رمزاً للتدين والالتزام بالواجبات الدينية, أو بأنه مظهر من مظاهر التخلف التي يعيّر بها غير الملتزمين دينياً الأشخاص الآخرين المختلفين معهم!!؟ وفي كلتا الحالتين فَقَدَ موضوع ممارسة الصوم والزهد شموليته المتعلقة بكونه طريقة وأسلوب عيش لكل راغبٍ بالحقيقة و باحثٍ عنها, وذلك على اختلاف انتمائه لمعتقدٍ ما أو عدم انتمائه, فمن يطلب الحقيقة في حياته والمبالي بالإجابة عن معضلات هذه الحياة وغايتها لا بدّ له من بذل جهدٍ وتضحية, فحب الحقيقة يستدعي يقظة وتنبه لأن العالم يحمل الكثير من الوهم والخداع. "هكذا الحقيقة هي اليوم موضع تشويه وتضليل, والكذب موضع قبول وتأييد, حتى أن الناس, بدلاً من أن يعشقوا الحقيقة على الأقل, قد أصبحوا وهم عاجزون عن معرفتها" (باسكال). فالسير على درب الحقيقة يحتاج إرادةً صادقة وقوية تتخطى ما في العالم من فشل وضلال. ومن أجل إرادة مبتغية الحق, لا بدّ من تدريب هذه الإرادة في محاولة للسيطرة على النفس لتستطيع تمييز الحق واتباعه, الأمر الذي يتطلب أسلوب حياة يدخل بالتفاصيل اليومية وبما يمكن عمله لمزيد من القوة للنفس. وهنا تبرز مدرسة الزهد والصوم بروحها الأصيلة (وليس بما هو سائد عنها) وما فيها من أعمال تهيأ النفس لاكتشاف الحقيقة والسمو في الحب. حيث تعتمد هذه المدرسة على اعتياد القيام ببعض الأعمال اليومية البسيطة التي تجعلنا أسياد أنفسنا, (كأن نقدم ساعة النهوض من النوم لربع ساعة عن المألوف أو أن نمدد عملاً نرغب بتركه وقتاً إضافياً, وبالاكتفاء في بعض الأوقات بالجلوس على كرسي عادي ونحن نستطيع الجلوس على كرسي مريح أكثر, أو بأن نفرض على أنفسنا بأوقات نختارها الامتناع عن نوع محبب من الطعام أو الشراب). وهي أعمالٌ رغم بساطتها تجعلنا أقوى عند المحن وأكثر فهماً لصعوبة الحياة "اصنع كل يومين شيئاً لا لسبب إلا لإيثارك الامتناع عن عمله, بحيث إنك إذا فوجئت بساعة الضيق الرهيبة ,لا تجدك هذه الساعة خلواً من القوة." (وليم جايمس) ذلك أن إرادة الإنسان رغم وجود الحب للحقيقة ليست بمناعة عن التعرض للضعف والتردد والفشل لما في الحياة من مطبّات, وتكمن القوة دائماً في النهوض المتكرر من كل أنواع الأخطاء والفشل والاستمرار في طريق الحق وهي قوة يمكن اكتسابها من خلال أعمال الزهد والصوم بما فيها من تضحية. فالعيش في قلب النور والحق له تضحياته, ولابد من الاستعداد الدائم بكل ما نملك من قوة وما نستطيع أن نكتسب منها لنصل إلى حقيقة وجودنا مستعملين بذلك كل معرفتنا و إدراكنا و إرادتنا. وعلى هذا كله فليس الصوم مجرد انقطاع عن الطعام لفترة تُفرض علينا أو فدية نعوض بها عن أخطائنا بل هو حاجة لنفوسنا علينا أن نختارها ونحددها بما يناسب نمونا بالحقيقة, وما يعوّض عن النقص والتشوه الذي يمكن أن يصيب إرادتنا, فيغدو الصوم بمعناه الأشمل وسيلة لجعلنا أقوى, وللتخلص من كل ما من شأنه أن يحجب النور ويجرح الحب.
| |
|
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: على طريق الحقيقة.. في الصوم والزهد 17/3/2010, 2:15 pm | |
|
شكراً داليا وللكاتبة ريتا جحا على الموضوع الجميل جداً واشارككم بما قرأته وما يأتي في سياق المعنى الحقيقي للصوم .
+الصوم هو الوسيلة لضبط الأهواء والشهوات حتى تنسجم حياة المسيحى مع روح الله الذى يقوده فى طاعة وخضوع .
+ الصوم ليس فرضاً أو عبئاً ولكنه احتياج يسعى إليه القلب .
+ الصوم ليس مجرد انقطاع عن الأكل .. ولكنه صلب للذة شراهة الأكل .
+ ليس الصوم تعذيباً للجسد بل انطلاقاً للروح للسيرفي المعيشة مع الرب يسوع .
+ ينبغى أن تكون أصوامنا وعبادتنا داخل إطار القصد الالهى فى حياتنا .. لذلك لو لم نعطِ الفرصة أمام الله ليحقق قصده فينا نكون قد خيبنا أمـل الله فينا .. وهذا أشد ما يحزن قلب الله .
+ الصوم مع الصلاة وسيلة توصلنى بالإيمان إلى إتمام قصد الله فىَّ .
+ الصوم يبدأ بالتوبة وينتهى بالقيامة .
+ يؤهل الشخص الصائم صوماً مقبولاً لعشرة الملايكة ، ويدعونه الرجل المحبوب ( دا : 10 ) .
+ شهوة الأكل يجب أن تراقب بالصوم .
+ الصوم هو شركة حب مع آلام ربنا .
+ الصوم هو الطعام اليومى للحياة الروحية .
+ أهم ثمار الصوم أن تبدأ عيون قلوبنا الروحية ترى الله .
+ صوم القلب ينعكس على المظهر الخارجى . وهذا صوت موجه للشباب والشابات المشغولين بالزينة الخارجية فى الصوم .
+الصـوم هو أروع مجال لظـهور بـر الله فى حـياة التائبين .
| |
|