madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: نشيد أناشيد الحبّ المسيحيّ 12/3/2012, 12:26 pm | |
| قورنتس 13/1.13
" لو تكلّمت بلغات النّاس والملائكة، ولا محبة عندي، فما أنا إلاّ نحاس يطنّ أو صنج يرنّ.
ولو وهبني الله النّبوة وكنت عارفاً كل سرّ وكل علم، ولي الإيمان الكامل أنقل به الجبال، ولا محبّة عندي، فما أنا بشيء.
ولو فرّقت جميع أموالي وسلّمت جسدي حتى أفتخر، ولا محبة عندي، فما ينفعني شيء.
المحبّة تصبر وترفق، المحبّة لا تعرف الحسد ولا التّفاخر ولا الكبرياء.
المحبّة لا تسيء التصرّف، ولا تطلب منفعتها، ولا تحتد ولا تظن السوء.
المحبّة لا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحقّ.
المحبّة تصفح عن كلّ شيء، وتصدّق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء.
المحبة لا تزول أبداً. أما النبوّات فتبطل والتكلم بلغات ينتهي، والمعرفة أيضاً تبطل لأن معرفتنا ناقصة ونبوّاتنا ناقصة. فمتى جاء الكامل زال الناقص."
إنّ هذا النشيد هو من أروع الصفحات في رسائل بولس كلّها علاوة . إنه "نشيد أناشيد الحب المسيحي"، ويتضمّن ثلاث مقاطع:
أ- سمو المحبة على المواهب الروحية والفضائل كافة، وضرورتها لهنّ جميعاً(1-3)
ب- مميزات المحبة، وهنا نرى نشوة بولس الصوفيّ واللاهوتيّ العمليّ والمحلّق معاً(4-7)
ج- قيمة المحبة الخالدة(8-13)
المقصود هنا محبة الإخوة، لا محبة الله، ولو كانت حاضرة أبداً في أفق تفكير بولس، إذ يضع المحبة في علاقة خاصة عميقة مع الإيمان والرّجاء(13). المحبة في هذا النّشيد هي محبّة الإخوة الّتي ينبوعها الله الآب نفسه الذي أحبّ إبنه الوحيد وأحبّنا فجاد بابنه من أجلنا ليصالحنا نحن الخطأة ويختارنا له بنين. من محبّة الآب هذه، تنبع محبّة الإبن لنا وتفيض علينا بالرّوح القدس . ومن تلك المحبّة الثالوثيّة تنبع محبّة الإخوة فينا، وهي وصيّة الرب المميّزة، ووصيّة الرّسل الأوّلين. قوام المحبّة الإخلاص والتّواضع وبذل الذات والخدمة، وتظهر في الأعمال، ولا تخاف شيئاً. من الحقّ تحيا وتكسب فهماً وحسّاً أدبيين، وتفتح الإنسان على معرفة سرّ الله وسرّ المسيح. المحبّة تُسكن المسيح في النفس وتغذّي الفضائل الإلهية، هي وحدها الباقية لا يطالها الزوال في المشاهدة الطوباوية يوم يمنح الله أبناءه كل ما وعد به الذين يحبّونه.
من خلال هذا النشيد يظهر لنا جليّاً مدى اتّحاد بولس بالرًب يسوع، إذ جعل من المحبّة عنصراً وحيداً ليكون الإنسان إنساناً. فكل ما يملك الإنسان، وما يصنع وما يعمل وما يدرك هو فراغ إذا لم تكن المحبة هي التي تقوده وتحييه. وهذا الكلام يقودنا إلى رسالة القديس يوحنا الأولى حيث يشرح لنا وصية المحبة التي هي خلاصة الوصايا كلّها.
ليست الحياة المسيحية إيماناً نظرياً فحسب بل هي أيضاً سلوكاً في خطى المسيح ، والتزاماً بالمحبّة الّتي بها بذل المسيح نفسه عنا، "ومن قال إنه ثابت في الله، فعليه أن يسير مثل سيرة المسيح" ( 1يو2/6). لا لمحبّة الله دون محبة الإخوة، ولا محبة للإخوة بدون محبة الله. أنت تعلم أنك تحبّ الله حين تحب أخاك، وتعلم أنك تحب أخاك حين تحب الله.
إذاً وكما ذكرنا، أن الثبات في الله يفترض السير على خطى يسوع المسيح والإتحاد به، واتّباع طريق المحبة. لا أحد يستطيع أن يحبّ كما أحب المسيح، فليس حبّ الإنسان الذي خلّص العالم، إنما يستطيع الإنسان أن يشارك المسيح في حبّه، لأنه هو النّموذج الحقيقيّ للحبّ، فيتّحد به ويثبت فيه وتصبح حياته في المسيح وللمسيح، ويصبح يسوع المسيح امتداداً لحياته في الله، "ولكن من اتّحد بالرب صار وإياه روحاً واحداً" (1 قورنتس6/17). نكون في المسيح، نعيش في المسيح، وهذا يعني علاقة مستمرة، تحتاج إلى مثابرة من قبل الإنسان كي ينمو تدريجياً في المحبة. ومن يقول أنه يعرف المسيح وهو لا يحفظ هذه الوصية الجديدة ويتمّمها، هو كاذب ولا يكون الحق فيه. وهنا لا نتكلّم عن المعرفة النظرية وحسب بل عن الدخول في علاقة شخصية مع المسيح، ومشاركة عملية في حياة الله من خلال معرفة الرب يسوع. لا تكفي الأقوال بل الأفعال، ويكذب من يفتخر بالمعرفة ولا يحفظ هذه الوصية. ليس المطلوب أن نقلّد يسوع بل أن نعيش يسوع، فيصبح هو من يحيا فينا وليس نحن من نحيا، كما يقول القديس بولس. من يهمل وصية المحبة، لا يسير في نور الوحي الإنجيلي (1يوحنا2/10) بل يغرق في الظلام، وأكثر من ذلك هو قاتل لأخيه (3/15)، إذ يحجب عنه حب المسيح. إن لم تحبّ أخاك فأنت تقتله وبالتالي تقتل صورة الله الّتي فيه.
ونندهش بالمحبة الّتي خصّنا بها الآب إذ جعلنا أبناءً له، فأشركنا بنعمته بالطبيعة الإلهية. وكل من أتى عملاً مضاداً للمحبّة لا يحقّ له أن يفاخر بانه مولود من الله، ومن يفاخر بذلك عليه أن يمتلئ من المحبة وألا يبغض أخاه وحسب بل أن يكون مستعداً دوماً للموت في سبيله. وذاك ما حققه المسيح في ذاته حين مات عن الجميع وصلىّ من أجل صالبيه : " إغفر لهم يا أبتي لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لوقا23/34)، ولو اكتفى بهذا دون سواه لما كان له تلاميذ ساروا على خطاه. فها هو "اسطفانوس " المحكوم عليه بالموت رجماً يركع ويقول: "لا تقم لهم يا رب هذا الإثم (أع7/60)، أحبّ اسطفانوس قاتليه ومن أجلهم مات. وها هو بولس الرسول يقول: " سأضحي بذاتي من أجل نفوسكم" (2قورنتس12/15)، وبولس هذا كان ممن صلّى عنهم ولأجلهم اسطفانوس حين كانوا يرجمونه. لقد أحبّ اسطفانوس بولس الذي كان حاضراً على رجمه فصلّى من أجله.
ذاك هو قوام المحبة، إن عظُمت المحبة في شخص إلى هذا الحد ودفعته إلى الموت عن إخوته كانت فيه كاملة. ولأنّ المحبّة هي كمال، ، "نحن نعرف أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب إخوتنا. من لا يحبّ بقي في الموت." يوحنا (3/14) . وكأنّ الموت والحياة منطقتان مفصولتان ولا يعبر من الموت إلى الحياة إلاّ سامع كلمة يسوع بإيمان:" الحقّ الحقّ أقول لكم ، من يسمع كلمتي ويؤمن بمن أرسلني فله الحياة الأبدية". ولا ينتقل من الموت إلى الحياة إلاّ من أحب أخاه، فالذي يحيا في المحبّة هو يحيا في يسوع المسيح وبالتّالي فلا يعرف الموت، بل الحياة الأبدية. من يحيا في المسيح يحيا في المحبة التي بها يجود بنفسه في سبيل إخوته كما جاد الرّب بنفسه من أجلنا. لا يقصد يوحنا أن يعلّمنا كيف يجب أن نموت عن الآخرين بل كيف يجب أن نحيا علاقتنا بهم ؛ بذل الذات الكامل الحرّ هو أسمى درجات المحبة.
ولا تكون المحبّة المسيحيّة في كلام خارجي فارغ بل في أعمال صريحة مستقيمة، نابعة من وحي الحق والإيمان الّذي أفاضه علينا الله في المسيح يسوع، والإيمان الحق هو أصل المحبّة وينبوعها. " من يؤمن ويحب يكون في الحق ويسلك في الحقّ ويفعل الحقّ، ومتى مثل أمام الرّب الرحيم يطمئن قلبه" (3/18-19).
المحبة المسيحية تنبع من قلب الله، إنها ذات طابع إلهيّ، إنعكاس من الله في قلب الإنسان المؤمن المحبّ.
كل ما هو ضد المحبة هو ضد الله، ولا يزعمنَّ أحد قائلاً: " حين أكره أخي أرتكب خطيئة ضد إنسان، بل أرتكب خطيئة ضد الله. أتجرؤ بعد اليوم أن تخالف إرادة الله وألاّ تحب أخاك؟ ( القديس أغسطينوس). أتجرؤ بعد الآن ألا تنظر إلى حاجة أخيك ، حتى ولو كان عدوّك، فهو لم يعد كذلك، هو أخوك، وأخوك هذا مخلوق على صورة الله ومثاله، إنه عضو معك في جسد المسيح، إنما عضو متألم، فهل تنزع عضواً من جسد الرب وترميه أم تعالجه، بل أكثر من ذلك، تبذل كل طاقاتك وجهودك من أجله؟ كذا قال الرب:" أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، صلّوا لمضطهديكم" (متى5/44-45)، ولم يقل الرب يسوع هذا الكلام عبثاً أو كطرح لمثاليات معينة، بل قصد الرب أنه حين نحب أعداءنا، ونصلّي من أجلهم، نحوّلهم إلى أعضاء سليمة في جسد الرب، بل أكثر من ذلك نحن نضعهم على طريق القداسة. وهل تفرح إذا ما لم يرافقك أخوك إلى أحضان الآب السماوي. عندما نغدو إلى ملكوت أبينا السماوي لن يسألنا كم فقيراً أطعمنا، فالكل يستطيع فعل ذلك إنما سيسألنا من أتى معنا؟ .
يسوع أحبنا جميعاً فخلّصنا وإلاّ لما خلص أحد. ولم يحب يسوع خاصته أكثرمن الفريسيين والكتبة والرومان.
فلنقتدِ بالمسيح الذي ليس مجرد قدوة وحسب بل هو الأخ الأكبر والرّجاء الكبير الّذي يدعو الجميع للمشاركة في حياته الإلهيّة وفي تمجيده للآب. فلننظر إلى إخوتنا الضعفاء على أنهم أعضاء متألمة في جسد المسيح، ولنطبّبها. إذا عانيت من ألمٍ في يدك أتبترها أم تعالجها وتهدر كل أموالك في سبيل إزالة الألم ؟ بالتالي أُبذل كل طاقتك في سبيل أخيك ، وأخوك هو كلّ إنسان على وجه الأرض وهو المخلوق على صورة الله ومثاله .
[/right] | |
|
George Morise عضو نشيط
عدد المساهمات : 203 تاريخ التسجيل : 13/08/2010
| موضوع: نشيد أناشيد الحبّ المسيحيّ 13/3/2012, 6:40 am | |
| "وأخوك هو كلّ إنسان على وجه الأرض وهو المخلوق على صورة الله ومثاله." شُكراً أُخت مادونا.. أَمين.
| |
|
madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: رد: نشيد أناشيد الحبّ المسيحيّ 14/3/2012, 11:56 am | |
| شكراً لمرورك أخي جورج .. محبّتي | |
|
صقر جبران عضو نشيط
عدد المساهمات : 61 تاريخ التسجيل : 15/01/2010 العمر : 40
| موضوع: رد: نشيد أناشيد الحبّ المسيحيّ 15/3/2012, 12:45 am | |
| - اقتباس :
- عندما نغدو إلى ملكوت أبينا السماوي لن يسألنا كم فقيراً أطعمنا، فالكل يستطيع فعل ذلك إنما سيسألنا من أتى معنا؟ .
موضوع جميل . الرب يباركك | |
|
madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: رد: نشيد أناشيد الحبّ المسيحيّ 15/3/2012, 11:00 am | |
| الرب يبارك حياتك أخي صقر جبران | |
|
Malak_777_1 عضو نشيط
عدد المساهمات : 104 تاريخ التسجيل : 26/02/2012 العمر : 74
| موضوع: رد: نشيد أناشيد الحبّ المسيحيّ 15/3/2012, 2:37 pm | |
| علمني ان احبكان أحببت الله ستصلي. وان صليت كثيرا, ستجد أن محبتك لله سوف تزداد وتتعمق يوما بعد يوم. وهذا طبيعي لأنك ان أحببت شخصا, فسوف تحب أن تتكلم معه. والكلام مع الله هو الصلاة. وبالصلاة سوف تتعلم الصلاة, أعني تتعلم كيف تتحدث الي الله, حديثا يقودك الي محبته .. بالمداومة علي الصلاة, سوف تصل الي عمق كل كلمة تقولها في صلاتك, وستجد أنك ترتبط بالله أكثر فأكثر, وتجد دالة في الحديث معه, وشهوة للحديث معه. وهكذا تعلمك الصلاة محبة الله. كلم الرب في صلاتك بهذا الأسلوب, ومن هنا يتعود لسانك الحديث معه ... أعطني يا رب أن أحبك علمني يا رب كيف أحبك دربني علي محبتك ودرجني في محبتك اسكب محبتك في قلبي بالروح القدس انزع يا رب من قلبي كل محبة أخرى تتعارض مع محبتك حتي يصير القلب كله لك وحدك . لا تسمح أن أحب أي شئ أو أي أحد أكثر منك أو شهوة أو أي رغبة لا تتفق مع محبتك أنت لا تسمح يارب ان يوجد في قلبي من ينافسك أو يسئ الي محبتك اجعل محبتك هي التي تشغلني وتملك قلبي وهي التي تقود كل تصرفاتي وتمتزج تماما بكل تصرفاتي وبكل أقوالي وبكل مشاعري أعطني يا رب أنه اشتهي الجلوس معك والحديث اليك وأن أجد لذة في الصلاة والمداومة عليها. | |
|