+ لنبدأ بفرح +



+ يُعتبر الفرح قلب كلء شيء في الحياة المسيحيّة، ولا يُستثنى الصوم الكبير من هذا الأمر. فترانيم الخدم الكنسية وابياتها تدعو المسيحيين الى البدء بالفرح.

+ يوصي الربّ يسوع الصائمين بأن يكونوا فرحين. ويدين الحزن والكآبة، خصوصا تلك التي تـُظهر صومنا أمام الناس. ويأمر شعبه بأن يخفي آلامه تلك التي تـُظهر صومنا أمام الناس. ويأمر شعبة أن يعمل أعمال التوبة، ويحفظ سر التعفف والإمساك ويظهر للعالم متلألئاً ومضيئاً.

+ الحزن عند المسيحيين خطيئة تتطلب التوبة - وليس فضيلة تـُطوب. أما الحزن المبارك على مأساة هذا العالم الساقط فهو أمر مختلف وممكن. وقد وعد الربّ، الذين يحزنون لهذا السبب، بالتعزية. وهناك أيضاً الحزن الذي يقودنا إلى الاهتداء والتوبة وهو ممكن ومقبول أيضاً. ويشير الرسول بولس في رسالته الثانية الى اهل كورنثوس " الآن أنا أفرح لا لأنكم حزنتم للتوبة. لأنكم حزنتم بحسب مشيئة الله لكي لا تتخسروا منا في شيء. لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشىء توبة لخلاص بلا ندامة، وأما حزن العالم فينشىء موتاً" (2 كو 7: 9-10).
+ يجاهد المسيحيّ في موسم الصيام كي يُقصي عنه (حزن الدنيا) ويعانق (الحزن في سبيل الله). ذلك الحزن الذي يسميّه القديس يوحنا السلميّ (حزن الندم المغبوط والحامل الفرح) الذي يولد (ضحكاً روحيّاً في النفس)، لأن (الله لا يحتاج ولا يريد أن يبكي الإنسان ويتوجع، بل يشاء بالأحرى أن يبتهج بحبّه ويتهلل) - السلم إلى الله الدرجة 7 فقرة 45
من كتاب "ربيع الصوم"
للأب توماس هوبكو
تعريب المطران سابا إسبر

قدس ابونا
اخي malak