ملامة الذات ..

ملامة الذات علمٌ, لكي نتعلّمه علينا أن ندرسه. بكلامٍ آخر علينا أن نجتهد بأن يصير لوم ذاتنا هو مبدؤنا وعملنا . في كل لحظةٍ , علينا أن نلوم ذواتنا وليس الآخرين .

اهتمّ واحرص دائماً أن تعتبر نفسك الظالم و أن تلوم ذاتك وليس الآخرين, دائماً اعتبر نفسك أنت الجاهل والغبي والنائم واللامبالي والكسول , أنت ذاتَك وليس الآخر .

يقول القديس دوروثيوس : " من يلوم ذاتَه يربح هدوءه ولا يضطرب البتة " . من يلوم ذاته لا يضطرب لأي شيءٍ يحصل معه , ولو مرض أو لعُنَ , حتى وإن ضايقه الناسُ لا يضطرب من كلّ مايحصل له , لذلك لا يتأفف ولا يتضجر على الربّ .

من يلوم ذاته , إن عاقبه المتقدّم ووبّخه , يقبل منه ذلك بهدوءٍ وسلام , لأنه يعرف أنّ ذلك يتمّ لبنيانه وبالتالي يدرك أنه هديةٌ وإحسانٌ من الله .

الإنسان الذي لا يهتمّ بملامة ذاته لا يستطيع أن يعرف ذاته وبالتالي تدخل الكبرياء إلى قلبه وتسكن فيه .

اهتمّ بأن تعرف ذاتك , وتحفّظ لنفسك بقدر ما تستطيع من المصيبتين الروحيتين الكبيرتين , أي الكبرياء والمجد الفارغ , و ضعْ في قلبك اليقين التالي : أنه لا يمكنك أن تطرد عنك هذين الداءين إن لم تَلْم ذاتك على الدوام, وفي كلّ ظرفٍ أن تعتبر ذاتك أنت الملام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتاب الأب إيلاريون (توجيهات ونصائح روحية )