ختانة الرب وباسيليوس الكبير
كنيسة القيامة – نيو مارت تقلا
للمطران جاورجيوس خضر
1-1-2012
.
ختانة الرب وباسيليوس الكبير
كنيسة القيامة – نيو مارت تقلا
1-1-2012
يا إخوة، هذا يوم كسائر الايام في الكنيسة. ليس شيء يسمى عندنا اسمه رأـس السنة. الا اذا ذكرنا ان بدأ السنة الكنسية هو في اول ايلول. لذلك انتقل توا الى العيد الذي نقيمه اليوم. نحن نعيد لختانة الرب في الجسد، كما ورد في انجيل لوقا عندما قال: بعد ثمانية ايام من مولده سمي يسوع. لماذا اعطى الانجيل بقلم لوقا اهمية لهذا الحدث؟
تذكرون اذا قرأتم العهد القديم ان الرب اقام العهد الاول العهد القديم مع ابرهيم. وامره بالختان علامة لارتباط الرب بهذا الشعب الموحد وحده لله. يسوع دخل في هذا العهد باعتبار تحدره من ابرهيم. ولكن كان عليه ان يقفل العهد القديم. لقد انتهينا من موسى والفرائض الطقسية والذبائح الدموية وما الى ذلك. ودخلنا في عهد جديد مع الله بدم يسوع. ما من ختان على الاطلاق. وهذه المسألة ختان ام عدم ختان احتلت مكانا كبيرا في الكنيسة الاولى. السؤال كان. وعلى هذا اختلف المسيحيون في العهد الرسولي. هل يجب ان نقبل الامم اي الوثنيين بالختان اولا؟ ثم في المسيحية. فاجتمع الرسل والاخوة في اورشليم وقالوا: لن يبقى الختان ولن تيقى اليهودية.جاء يسوع ليقفل الختان مع النواميس الموسوية، ويدشن عهدا جديدا بدمه.
وفي اليوم الثامن بعد مولده جرح يسوع بالختان تمهيدا للجرح الاكبر على الصليب. وسمعتم في الرسالة اليوم " وبه ختمتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية". يصور بولس ان الخطايا لها كيان في داخل الكيان البشري. وعلينا ان نخلعها اي ان نتحرر من الخطيئة. " ختمتم ختانا غير مصنوع بختان المسيح ". ما هذا ختان المسيح؟ شرح فكره بولس بقوله " مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم معه". انتقلنا الى عهد جديد، عهد الحب مع الله، وليس عهد الخوف من الله كما كان سابقا.
واعطينا اشارة عن هذا الانتقال الى عهد جديد، والاشارة هي المعمودية. يغرّق الانسان بالماء. ينزل المؤمن جديدا المهتدي الى يسوع. ينزل بكامل جسمه في حوض المعمودية. لماذا يغرّق بالماء؟ لانه يموت بالغرق. اخترعنا هذا الرمز. نغرقه بالماء حتى نفهمه ونفهم العالم اننا غرقنا الخطيئة ومحوناها. ثم نرفعه من الماء لانه يدخل في الحياة الجديدة.
لذلك بعد ان قال بولس هذا الكلام، قال " في الحياة الجديدة في المسيح يسوع ليس يوناني ولا بربري"ز لماذا قال هذا؟ لان اليونانيين المعتدين بالفلسفة وبحكمتهم وبعلومهم، كانوا يحتقرون البرابرة، اي الغير اليونانيين. كل غير يوناني هو بربري. ارسطو قال هذا، المعلم الاول. جاء بولس وقال " ليس يوناني وليس بربري". ليس ختان ولا غرلة. الختان ليس لها معنى ديني. انتهينا من الختانة. صرنا للمسيح بالمعمودية، له، مع نمونا له بالايمان، صرنا له بالمحبة والطاعة.
اذا اردتم ان تسموا رأس السنة، فلتكن سنة يجددها المسيح. يجدد فيها قلوبكم. تندمجون بيسوع اندماجا كليا. الدنيا ملآنة دم. الدنيا كلها موت. اما نحن فاحياء بالمسيح يسوع بالرغم من كل المصاعب والامراض والاحزان التي تصيبنا، نحن احياء بيسوع. فالذي يريد ان يكون حيا بالمسيح يسوع. هذا له سنة جديدة.