georgette ادارية
عدد المساهمات : 3446 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: “ولم يَعرفها حتّى...” 14/12/2011, 12:36 am | |
| يقول بعض المشكّكين والمتهاونين، استنادًا إلى الآية الأخيرة من الإنجيل الذي نقرأه اليوم الأحد الذي قبل عيد الميلاد، “ولم يعرفها حتّى ولدت ابنها البكر وسمّاه يسوع”، بأنّ يوسف قد عرف مريم بعد ذلك معرفة الزوجين أحدهما الآخر. وهؤلاء يجزمون بأنّ علاقة مريم بيوسف بعد أن ولدت المسيح كانت علاقة زوجيّة كاملة كما تكون العلاقة بين كلّ زوج من البشر. أمّا الكنيسة، بناءً على الكتاب المقدّس والتراث الآبائيّ، فترفض هذا التشكيك وتؤكّد على كون مريم “دائمة البتوليّة” قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة.
يعتمد المشكّكون في اعتقادهم أنّ بتوليّة مريم تنتهي بعد ولادة المسيح على كون لفظ “حتّى” الواردة في الآية تفيد أنّ ما قبل الولادة يختلف عمّا بعدها. ولكن الآية، استنادًا إلى مقاطع أخرى من الكتاب المقدّس، هي توضيح فقط لما حدث قبل الولادة، أي إنّ يوسف لم يعرف مريم قبل ولادتها يسوع وإنّ يسوع وُلد من دون تدخّل رجل. ولكنّ الآية لا تعني مطلقًا أنّه عرفها بعد ذلك. ولنا في الكتاب المقدّس أمثلة عديدة استُعمل فيها التعبير ذاته كما ورد في سفر صموئيل الثاني عن ميكال ابنة شاول: “ولم تلد ميكال ابنةُ شاول ولدًا حتّى ماتت” (6ء23). فهل يعني ذلك أنّها ولدت ولدًا بعد موتها؟!
في هذا السياق عينه يؤكّد القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+407) أنّ القدّيس متّى الإنجيليّ استعمل لفظ “حتّى” لا ليحسب أحدٌ أنّ يوسف قد عرف مريم بعد ذلك، “بل ليُعلمكم أنّ العذراء قبل الولادة لم يمسُسها بَشَر”. أمّا استعمال الإنجيليّ لفظ “حتّى” فيراه الذهبيّ الفم أمرًا عاديًّا، “فمن عادة الكتاب المقدّس أن يفعل هذا، وأن يستعمل هذا التعبير بدون الإشارة إلى أزمنة محدّدة”. ثمّ يورد الذهبيّ الفم حججًا من العهد القديم تدعم رأيه، ففي قصّة سفينة نوح قيل: “وأَرسل نوح الغراب فخرج متردّدًا حتّى جفّت المياه عن الأرض" (تكوين 8: 7)، ولم يعد الغراب بعد ذلك الوقت. ويخلُص الذهبيّ الفم إلى القول إنّ مريم بعد أن صارت أُمًّا، "لم يحتمل ذلك الإنسانُ الصِدّيق (يوسف) أن يعرفها”.
كما ورد في نصّ قديم كاتبه مجهول أنّ يوسف لم يعرف مريم معرفة الزوج لزوجته بعد أن عرف عظمة السرّ الإلهيّ الذي عاينه بحبل مريم وولادتها يسوع. هذا النصّ الرائع يقول: “مَن كان العالم غير قادر على أن يسعه أو غير جدير بأن يقبله، استطاعت مريم وحدها أن تسعه في غرفة رحمها الصغيرة. ورأى يوسف أنّه يجب أن تبقى عذراء بعد الولادة. إنّه رأى النجم السرّيّ متألّقًا فوق رأس الطفل ودالاًّ المجوس عليه. وقف على انفراد شاهدًا له وقد خانته الكلمات. ثمّ رأى المجوس يسجدون له مقدّمين له هداياهم النفيسة المقدّسة. سمعهم يصفون كيف جاؤوا من المشرق إلى أورشليم، مهتدين بالنجم. لقد أظهرت ولادته التي لا تضاهى والفائقة كلّ الولادات البشريّة أُلوهة الطفل المولود وأَثبتت ليوسف كرامة مريم الوالدة”. ثمّ يؤكّد الكاتب على أنّ يوسف قد عرف مريم حقّ المعرفة، أي عرف أنّ الربّ اختارها لتكميل تدبيره الخلاصيّ عبر ولادتها الربّ يسوع بالجسد. هذه هي المعرفة المقصودة بالآية وليس سواها.
أمّا بالنسبة إلى قول الآية “ابنها البكر”، فيعتبر بعض المشكّكين أنّ هذا التعبير يعني أنّ مريم قد أنجبت إخوة ليسوع بعد أن ولدته. غير أنّ لفظ “البكر” لا يعني البتّة حتميّة أن يكون ليسوع إخوة أشقّاء أصغر منه. فالبكر، في عُرف اللغة والكتاب المقدس، هو الولد الذي لم يولد قبله آخر، سواء وُلد بعده سواه أَم لم يولد. ولذلك يسمّيه الكتاب المقدّس تارةً “البكر” وطورًا “فاتح رحم”. والكتاب المقدّس يحرص على الاحتفاظ بتسمية “فاتح رحم” حتّى وإنْ لم يعقبه أخ أو إخوة، لأنّ الشريعة كانت تفرض عليه واجبات خاصّة: “إنّ كلّ ذَكَر فاتح رحم يكون مُقدّسًا للرب”، ولا بدّ من تقدمته للربّ (لوقا 2: 22ء23). ولذلك كان واجبًا أن يخضع يسوع للشريعة فيقدّمه أبواه للربّ ويفتدياه بزوجَي يمام أو فرخَي حمام (لوقا 2: 24(.
وتنتهي الآية بالقول إنّ يوسف “سمّاه يسوع”. يتساءل القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم لماذا سمّى يوسف الطفل “يسوع”، لا “عمّانوئيل” وفق ما ورد في الآية: “ليتمّ ما قيل من الربّ بالنبيّ القائل: ها إنّ العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا”؟ ويجيب هو نفسه قائلاً إنّ الملاك لم يقل ليوسف “ستدعو اسمه” بل قال له “يدعى اسمه”، أي “أنّ الشعب هو الذي يدعو اسمه عمّانوئيل”. هنا، يؤكّد الذهبيّ الفمّ أنّ الشعب بعد أن عاين الأحداث الخلاصيّة التي أتمّها الربّ يسوع أدرك أنّه هو “عمّانوئيل، أي الله معنا”. لذلك يقول الذهبيّ الفم: “العادة في الكتاب المقدّس أن تحلّ الأحداث محل الأسماء. لهذا فقوله: “يدعى اسمه عمّانوئيل” لا يعني سوى أنّهم سيرون الله بين البشر”، سيرونه إنسانًا تامًّا أتى من أجل خلاصهم.
يتساءل أحد الكتّاب القدماء في تفسيره الآية: “كيف يُجيز المرء لنفسه أن يصدّق أنّه بعد حدوث هذا السرّ العظيم معها وبعد ولادتها الربّ العليّ سيعرفها رجل؟ وكيف نُجيز لأنفسنا أن نزعم أنّه كانت ليوسف، الرجل البارّ، علاقات زوجيّة بمريم بعد ولادتها الربّ؟”. ويجيب هو نفسه قائلاً: “لا يُعقل أن تعرف مريم العذراء والدة الإله رجلاً، بعد أن رأت مجد الربّ، لا في السحاب بل في حشاها العذريّ”. المصدر رعيتي عدد 50
| |
|
deema مشرفة
عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 01/06/2011 العمر : 39 العمل/الترفيه : teacher
| موضوع: رد: “ولم يَعرفها حتّى...” 23/12/2011, 1:05 pm | |
| - اقتباس :
- اقتباس :
" من كان العالم غير قادرر على ان يسعه أو غير جدير بأن يقبله , استطاعت مريم وحدها ان تسعه في غرفة رحمها الصغيرة . ورأى يوسف أنها يجب أن تبقى عذراء بعد الولادة - اقتباس :
لقد أظهرت ولادته التي لاتضاهى والفائقة كل الولادات البشرية ألوهية الطفل المولود وأثبتت ليوسف كرامة مريم الوالدة - اقتباس :
" لايعقل ان تعرف مريم العذراء والدة الاله رجلا , بعد أن رأت مجد الرب , لافي السحاب بل في حشاها العذري " فالمجد لقدرتك يا رب
| |
|
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: “ولم يَعرفها حتّى...” 25/12/2011, 5:41 pm | |
| | |
|