إِلَيكَ يا سَيِدي الرَب الإِلَه.. ها أَنا رافِع صَلاتي.. هِيَ دَعوَي بِصُراخ لِمَن بِيَدِهِ الأَمر.. أَستَجيرُ بِكَ مِن واقِع عِشتَهُ عَبر سِني عُمري.. هَذا الواقِع المُؤلِم وَالمُغايِر لِلحَق قَد إِنتَقَلَ لي مِن حَولي مَعَ الكَثير مِنَ الحَق المُعَزي وَالبَناء، وَلَكِني اليَوم أُسِرُ لَدَيكَ بِشَكواي مِن مَرارَةِ ما أَجوزُ فيه وَيَكتَنِفَني كَما الظَلام المُطبَق.. نَفسي تَئِنُ مِن هَولِ ما أَنا فيه بِالخَارِجِ وَالداخِلِ وَالخَارِج.
أَه يا رَب.. إِنَهُ ذَلِكَ الإِحساس الخانِق عِندي البادي في سِلوكي وَجَماعَتي التي تَعبُدَك حُباً عَلي طَريق الحَق وَالحَياة عَبرَ إِبن مَحَبَتِكَ وَعَمَلَ الفِداء.. إِحساسٌ بِالإِنفِصال عَن العالَم المُحِيط وَأَلامِهِ وَأَحزانِهِ وَتَحَدِياتِهِ.. مُشارَكاتُ الجَماعَة مِن نَحوَ العالَمِ ضَئِيلَة مُقَيَدَة خَجولَة، وَلَمَن يُقبِل وَليسَ البَعيد وَالرافِض وَالشِرير، وَكَأَنَ الحَقُ قَد أُعلِنَ وَصارَ لَنا دونَ غَيرِنا لِنَحتَويه مُغلِقينَ عَليهِ في صُدورِنا وَبيعاتِنا وَبينَ جَماعَتِنا خَوفاً عَليهِ وَنَقائِهِ.. صِرنا أَبراراً وَالعالَمُ قَد وُضِعَ في الشِرير، وَليسَ لَنا طَاقَةَ بِهِ وَلا إِلزام مِن نَحوَ تَغييرِهِ.
مَتي يارَب نُصَدِق ما قَبِلناهُ تَردِدياً ؟!.. مَتي نَفهَم وَنَتَفَهَم بِأَنَكَ قَد أَحبَبت العالَمَ أَجمَع فَصَنَعتَ بِذِراعِكَ خَلاصَهُ لِكُلِ مَن يَقبَل، وَنَحنُ لِذَلِكَ مَدعوونَ خُداماً لِنَشرِ أَخبارِهِ لِكُلِ المَسكونَةِ ؟!.. مَتي نَعمَل بِحَسَبِ قُدرَتِكَ كَما عَلَمتَنا بِالقَليلِ عَدَداً وَقُدرَة وَاثِقينَ أَنَ قُدرَتَكَ تُكَمِل ضَعفَ قُدرَتِنا فَلا نَهابُ الكَثرَةَ التي عَلَينا أَمامَنا ؟!.. حَسَاباتُنا جَميعُها إِنَما عَلي قُدرَتِنا نَبنِيها فَنَنحَصرُ وَتَنحَصِرُ أَفعَالُنا في أَقوالٍ دَاخِلَ أَروقَة وَخَلفَ مَنابِرِ وَبَينَ جَماعَتِنا الضَيِقَة.. إِنَها ذَواتُنا المُسَيطِرَة تَجُرَنا نَحوَ الشَكلِيات وَالدِفاعُ عَنها دونَ مُواجَهَة تَحَدِيات العالَم مِن حَولِنا.
أَيُوجَد يا رَب مَن يَشعُر يَقيناً في داخِلِهِ فَيُصَلي لَكَ مِن أَجلِ العالَم وَشُعوبِهِ وَمُعضِلاتِهِ ؟!.. أَيُوجَد مَن يَرفَع صَلاة بِثِقَة وَهوَ عالِم أَنَكَ قادِر عَلي كُلِ شَيء وَلا يَصعُب عَليكَ أَمر ؟!.. أَيُوجَد إِنسان وَقَد شُفيَ مِن ذاتِهِ وَعُنصُرِيَة جَماعَتِهِ فَيُصَدِق أَن يَرفَع صَلاة مِن أَجلِ مَلايين وَلا تَسقُط ؟!.. أَيُوجَد مَن يَصرُخ مِن أَجلِ حُرِيَة أُمَم كَما لَهُ وَحُرِيَتَهُ في السَيِد القُدوس (إِبنُ مَحَبَتِكَ)، وَيَقولُ لَكَ كَما عَلَمَنا هُوَ في صَلاتِهِ عَن العالَمِ وَمُوسي نَبِيَكَ عَن إِخوَتِهِ وَبُولس رَسولَكَ عن الأُمَمِ ؟!
حَرِرنا يا أَبَانا مِن إِحتِرافِ العِبادَةِ لَكَ مِن أَجلِ فُرُوض وَالبِر الزَمَني المَكاني الضَيِق وَالمَكاسِب.. إِعطِنا أَن نَتَعَرَف عَلي روحِكَ القُدوس وَقَصدِهِ فَلا نَسعي خَلفَ بُطولاتٍ وَهمِيَة وَاهِيَة بَل خَلفَكَ وَالصَليب وَمَحَبَة الإِنسانِيَة بِالقَولِ وَالفِعل.. فَنَتَمَثَل بِرُسُلِكَ الَذينَ خَرجوا خَلفَكَ مِن أَوطانِهِم وَجِنسِياتِهِم وَطائِفِيَتِهِ وَلُغاتِهِم إِلي كُلِ المَسكونَة، وَكَالنُساك الرَافِعينَ صَلواتِهِم عَن العالَمِ كُلِهِ وَلَو لَم يَعلَم بِهِم أَحَد.
الكَذاب أَقبل عَلي العالَم بِأَكثَرِ وَطأَة.. إِنقِذ يا رَب البَشَرِيَة.. إِنقِذ شُعوب كَثيرَة مِنَ البَلبَلَة وَالتَشويش وَسَرِقَة أَحلامِهِم نَحوَكَ.. إِفضَح الظَلام وَاحقِن الدِماء التي بِأَكاذِيب يَستَبيحَها الشِرير.. لا تَحزَن يا سَيِدي بِسَبَب تَقصِيرِنا في العَمَل مَعَكَ.. أَعِنا لِنَخرُجَ خَلفَكَ وَنُقَدِمَكَ سَلاماً حُلواً لِشِعوب وَأُمَم وَأَفراد.. أَمين.
مَنقول عَن واحِد بِالكَنيسَة..
أَمين.