madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: وحدانيّة الثّالوث 29/6/2011, 3:11 pm | |
| بعيداً عن الشّروحات اللّاهوتيّة الّتي قد يعتقدها البعض معقّدة ، وبعيداً عن الارتباك الّذي نراه أحياناً عند بعض المسيحيّن في شرح الثّالوث الأقدس ، وقد يخفقون أحياناً بهدف إقناع أحدهم أو تبرير ما لا حاجة لتبريره ، فليس المهم أن نقنع أحداً ، بل المهمّ أن نعي نحن من نؤمن بيسوع المسيح ، أنّنا حين ننظر إليه ونتأمّله نفهم منطقيّاً ما معنى أن يكون الله ثالوثاً . أوّلاً ، نحن نؤمن بالله الواحد ، هذا الله هو آب ، إبن وروح قدس. ولا بدّ من لفت النّظر أنّ هذه التّعابير ( آب ، إبن ، روح قدس) هي تعابير بشريّة نستخدمها لشرح ما هو الله أو فهم ما هو الله. لا يمكن الكلام عن العدد في الله ، وإن كان اللّاهوت ، الّذي هو فوق كلّ شيء ،يعترف به ثالوثاً أو وحدة، فهو ليس ثلاثة ولا واحداً بالمعنى الّذي نفهم فيه الأعداد في اختبارنا البشريّ ،ومع أنّ الله يوحي ذاته بوضوح كثالوث وواحد ، يبقى ذلك غير مدرك أبداً . فيجدر بنا أن نرسم دائرة من الصّمت حول سرّه. ولا عجب في الصّمت أو في قولنا أنّ الله غير مدرك ، ولا عجب في قولنا أنّ الله سر نتعمق فيه ونتأمّله . فإذا كانت أبسط الأشياء في حياتنا لا نستطيع إدراكها ، فكيف الله ؟؟؟ فمثلاً يستطيع العالم في حديثه عن الكائنات الحيّة أن يحدّد ما إذا كانت حيّة أو لا ، ولكن لا يستطيع تحديد ما هي الحياة . كما أنّ الطّبيب يستطيع أن يحدّد لنا وجود جنين في احشاء أمّه ، والوقت الّذي يحتاجه لينمو ، لا بل يحدّد جنسه ، ولحظة مولده .... إلخ ولكن هل يستطيع أن يحدّد ما هي الحياة ؟ لدينا الحدس في ما هي الحياة ، لكن سرّها الجوهريّ يتخطّانا . كذلك في الحديث عن الله ، فنحن نتمتم كلمات بشريّة ، ومهما بلغنا من معرفة يبقى الله سرّاً نكتشفه باستمرار . ألله ليس مادة حسابيّة نثبتها بأرقام وتعريفات وتحديدات ، وإنّما الله هو هذا المطلق الّذي نسعى إلى فهمه لا بل إلى معرفته ، لا بل إلى عيشه . إذا كان الإنسان لا يفهم نفسه ، ولا يفهم تركيبته الغريبة العجيبة ، سيدّعي أنّه سيفهم الله؟؟ نحن نؤمن بإله واحد في ثلاثة أقانيم ، ولا نؤمن بثلاثة آلهة ، وانتهينا !! ومنطقيّاً ،لا بدّ أن يكون الله ثالوثاً ، لندرك علاقتنا معه. يقول لنا يسوع : أنا الطّريق والحقّ والحياة لا يجيء أحد إلى الآب إلّا بي ،لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً ، ومن الآن أنتم تعرفوه ورايتموه . )يو 14 |6-7) كما يقول : وسأطلب من الآب أن يعطيكم معزّياً آخر يبقى معكم إلى الأبد ، هو روح الحق الّذي لا يقدر العالم أن يقبله ن لأنه لا يراه ولا يعرفه . أما أنتم فتعرفونه ، لأنّه يقيم معكم وفيكم . (يو 14 |16-17) . ونكتفي بهاتين الآيتين ، لنفهم ونعي أنّ محور حياتنا هو يسوع المسيح . نتأمل يسوع المسيح فنفهم كيف نصل إلى الله ، ونفهم أنّه الطّريق إلى معرفة الله ، والحقيقة الّتي تدلّنا على الله ، والحياة الّتي نعيشها في الله. لو لم يكن الله ثالوثاً ، لبقي الله فكرة بعيدة ، ندركها من بعيد ، نخافها من بعيد ، ولكن مع يسوع المسيح فهمنا أنّ الله محبّة ، فهمنا منطق الله ، المختلف تماماً عن منطقنا . لطالما تحدّثنا عن الله وكأنّه على صورتنا ومثالنا ، ولكن مع يسوع المسيح فهمنا ما معنى أن نكون على صورة الله ومثاله ، وأين نجد صورة الله ، نجدها في يسوع المسيح . ليس المطلوب منّا شرح معضلة الثّالوث ، وليس المطلوب التبشير بالثالوث ، ولا نعتنق المسيحيّة ، لأنّنا فهمنا الثّالوث ، ولا نترك المسيحيّة لأننا لم نفهم الثّالوث . لأنّ دخول المسيحيّة ليس بالدّخول إلى وظيفة ما ، وعلينا أن نطّلع على شروطها وأن نكون مستوفين لهذه الشّروط . ولا نتركها لأنّنا أخلّينا بشرط ما في الوظيفة أو تعثّر علينا الالتزام بدوام الوظيفة !! ألمسيحيّة هي الإيمان بشخص يسوع المسيح ، وجعله محور حياتنا ، وهي علاقة مع الله والانسان ،بيسوع المسيح . اتأمّل يسوع فأعرف الله ، وأتأمّل يسوع فأعرف إنسانيّتي. ومن آمن بيسوع المسيح والتصق به ، لا يمكن أن يحيا بدونه ، لأنّه الحياة . نحن لا نعلم كيفية الوصول إلى الله، فأتى بنفسه ليرشدنا إلى الطريق ، وهذا منطقيّ جدّاً ، كان لا بدّ من الله أن يدخل تاريخ البشر ليعرفوه وإلّا كيف نبلغ الله؟ كونوا جاهزين لمن يسألكم عن سبب رجائكم ، وليس عن سرّ الثّالوث ، وأخشى إخوتي أن نكون بعيدين عن هذا الرّجاء . لم يطلب منّا الرّبّ شرح الثّالوث وإنّما إعلان الفرح للعالم ، ونشر المحبة أين ما كنّا ، حتّى في وسط البغض والكره والحقد . إنّ شهادة المسيحيّ ليست متوقّفة على شرح الثّالوث ، وإنّما متوقّفة على التّالي : إجعلهم واحداً كلّهم ليكونوا واحداً فينا ، أيّها الآب مثلما أنت فيّ وأنا فيك ، فيؤمن العالم أنّك أرسلتني (يو 17 |-21). وحدتنا في المحبّة هي دليل على أنّ الآب أرسل الإبن ، وسوف نحاسب على هذا الكلام ، لأننا سبب في عدم أنّ الكثيرين لا يؤمنون بالمسيح . بمحبتنا لبعضنا البعض ، بوحدتنا الكاملة ، نثبت أنّ الآب أرسل الإبن . إذا الموضوع ليس شرحاً مستفاضاً ، ولا معادلات رقميّة وحسابيّة ، الموضوع أبعد من ذلك بكثير ، إنّه الوحدة والمحبّة . لا تضطرب قلوبكم ، ولا تخافوا ، ولا ترتبكوا ، إنّ الله لا يُحدّ بإسم أو بحروف ، ألله أسمى من الأسماء والحروف . والله أسمى من كلّ الشّروحات . ألله حياة وعلينا أن نعيشها لنبلغها ، والأهمّ أنّ الله محبّة ، فلنعش المحبّة لنحيا بالله . | |
|
deema مشرفة
عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 01/06/2011 العمر : 39 العمل/الترفيه : teacher
| موضوع: رد: وحدانيّة الثّالوث 14/7/2011, 2:40 pm | |
| - اقتباس :
- المسيحية هي الايمان بشخص يسوع المسيح وجعله محور حياتنا وهي علاقة مع الله والاننسان بشخص يسوع المسيح .
- اقتباس :
- وحدتنا في المحبة هي دليل على ان الآب ارسل الابن وسوف نحاسب على هذا الكلام لاننا السبب في ان الكثيرين لا يؤمنون بيسوع
- اقتباس :
- بمحبتنا لبعضنا البعض وبوحدتنا الكاملة نثبت ان الآب ارسل الابن
اذا لم يكن هذا الايمان موجود في المعاملات بين الناس فانظر كيف تكون الفوضى فيها ؟ وكيف يترتب على ذلك تشويش مخيف ؟ فمن الذي سيبادر الآخر بالمحبة حيث ان المحبة ذاتها غير مرئية -ان كان لا يجب ان اؤمن بما لا اراه ؟ فان كان عدم ايماننا بما لا نراه يؤدي الى انهيار السلام بين الناس وعدم تماسك المحتمع الانساني فكم بالحري وبالاكثر يجب ان ننظر بعين الايمان الى الامور الالهية التي لاترى ؟ فان لم نؤمن فليست مجرد صداقة الناس لبعضهم هي التي ستتاثر ولكن جوهر الايمان بالدين سوف يتلاشى بما يترتب على ذلك من بؤس عظيم | |
|
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: وحدانيّة الثّالوث 15/7/2011, 6:33 pm | |
| https://nabay.ahlamontada.com/t2766-topic - اقتباس :
القديس باسيليوس الكبير عندما سلمنا ربنا صيغة الإيمان بالآب والابن والروح القدس, لم يقرن هذه النعمة بعدد فهو لم يقل باسم الأول والثانى والثالث ولا أشار إلى واحد واثنين وثلاثة. بل منحنا نعمة معرفة الإيمان الذى يقودنا إلى الخلاص, حتى أننا نخلص بالإيمان وبمعرفتنا بأسماء الأقانيم المقدسة, أما العدد فقد اخترعه العقل كوسيلة لحصر الكميات. أما الذين يجلبون الدمار على أنفسهم, فيريدون استخدام طريقة “العد” ضد الإيمان. ومع أن الأشياء لا تتغير إذا حسبت عددياً كلٌ بعد الأخر فى تسلسل عددى، إلا أن أولئك الذين يرون استخدام العدد فى الكلام عن الطبيعة الإلهية يتجاوزون الإكرام اللائق بالباراقليط….
شكراً مادونا لقد تعودنا على مشاركاتك القيمة نتمنى أن نسعد بحضوركِ أكثر لو سمح لك الوقت طبعاً وأيضاً مساهماتكِ في مشاركات الإخوة والاخوات خاصة نحن في فترة الردود على المواضيع السابقة ولايقبل المنتدى مواضيع جديدة لغاية الأحد ننتظر المزيد
| |
|