arramy عضو نشيط
عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 21/02/2011
| موضوع: الثالوث المقدس 4/3/2011, 4:08 pm | |
|
لم استطع أبدا أن أمنع نفسي من المشاركة بهذه الكلمات القيمة التي قرأتها فبالرغم من أني سأحصد سيلا من الانتقادات من كل من سيقرأهذا الموضوع إلا أنني مؤمن بأهمية شرح عقيدتنا و إيماننا لمنتقدينا ليس هذا الموضوع للتبرير أو لفلسفة الإيمان إنما لأكون مسيحيا متفهما لعقدتي عارفا بتفاصيلها مدركا بأن الانتقادات التي تتعرض له عقيدتنا ليست بلا رد على الأقل بالنسبة لشككوكنا رغم أني أعرف بأن كثيرا من المسيحين يرفضون صفة الشك عنهم إلا أني أحب أن أعترف بشكي لأبحث عن الحقيقة بعين بصيرة و لأعرف بأن المنتقد مهما كان جاهلا فإنه لا بد أن يسوقني لتفاصيل مهمة عن عقيدتي و إيماني و من الأشياء التي أحببت أن أشارككم فيها في هذا الباب ما قرأته مرة على خلفية تقويم كان عندنا و لم استطع التحقق من مصدر هذه المقالة التي حرصت على كتابتها و حفظها لتبقى لي سندا و تذكارا
عن أي ثالوث يتحدث القرآن
يقوم الإيمان المسيحي بجملته على الإيمان بالآب و الابن و الروح القدس,الإله الواحد المثلث الأقانيم. و قد ترك آباء الكنيسة الكثير من المؤلفات التي حاولت شرح و تفسير كل ما يتعلق بالعقيدة الثالوثية, مدافعة عن صحتها. كما أقر المجمع المسكوني الأول المنعقد في "نيقية" ( 325 م) صيغة موجزة للإيمان المسيحي, المعروفة باسم دستور الإيمان, تتضمن اعترافا بالإله الواحد " أؤمن بإله واحد .." و تفصيلا عن هذا الإله المثلث الأقانيم الآب الخالق, و الابن المتجسد في التاريخ البشري, و الروح القدس الرب المحيي.
و كان المسيحيون قبل ظهور الإسلام منتشرين في أطراف الجزيرة العربية ( البادية السورية, سيناء, اليمن, بلاد ما بين النهرين ), إلا أنهم كانوا قلة في الحجاز. و المسيحيون القلائل الذين عرفوا في الحجاز لم يكونوا متجذرين في دينهم أو متبحرين في تعاليمه. و لا عجب إذ لم يكن ثمة معاهد يتلقى فيها المسيحيون مبادئ إيمانهم, كما أن الأسفار المقدسة لم تكن على الأرجح قد ترجمت إلى العربية. كما يسعنا القول إن هؤلاء المسيحيين الذين كانوا يحيون في الجزيرة العربية, حينذاك, لم يكونوا من أبناء الكنيسة الأرثوذوكسية.
يذكر المستشرق العلامة تريمينغهام في كتابه " المسيحية في الجزيرة العربية قبل زمن محمد ", أن بعض القبائل العربية كانت تعتقد بنوع من الثالوث السامي التقليدي. ومع أن تلك القبائل لم تطلق على ذلك الثالوث الوثني الأسماء نفسها, إلا أن الهيكلية الأساسية لعلاقة بعضها ببعضها الآخر كانت على النحو الآتي: الله ( الإله العلي), و اللات ( الأم العظمى), و ولدهما بعل ( الرب ). و يبدو أن ذلك المفهوم الوثني للثالوث راق المسيحيين العرب الجاهلين مبادئ ديانتهم, أو المسيحيين الذين كانوا ينتمون إلى بعض الفرق غير الأرثوذكسية في الجزيرة العربية. فخلطوا بين الإله العلي و الآب, و بين مريم و الأم العظمى, و بين المسيح و الرب المولود في الجسد من اللهو مريم. و هذا, بلا ريب, تحريف فظيع للمعتقد المسيحي المستقيم.
القرآن في معظم آياته الوارد فيها كلام عن الثالوث يستنكر المعتقدات التي تحط من طبيعة الله, فيوافق في ذلك ما أنكره المسيحيون من أن الله أنجب ولدا, و أن مريم و يسوع إلهان إلى جانب إله ثالث هو الله, أو أن الله ليس سوى إله واحد من بين ثلاثة آلهة. و لا يوجد في القرآن أي ذكر لما تعلمه الكنائس التاريخية, لا سيما الأرثوذكسية و الكاثوليكية, عن طبيعة الله المثلث الأقانيم. فالقرآن يشجب معتقدا بدائيا لأناس تأثروا بالوثنية و اعتنقوا بعضا من الديانة المسيحية فشوهوها, و هذا المعتقد ترفضه الكنسية على نحو ما يرفضه القرآن.
يرد في القرآن نفي لأن يكون لله ولد, ذلك لأن القرآن يرفض أن يكون لله زوجة و ولد, ففكرة الولد لديه ترتبط ارتباطا وثيقا بفكرة الزواج, و حاشا أن لله أن يكون متزوجا. في هذا الصدد, تقول الآية القرآنية: بديع السموات و الأرض أنى يكون له ولد و لم تكن له صاحبة, و خلق كل شيء و هو بكل شيء عليم ( سورة الأنعام 101 ).
طبعا لا تعارض هذه الآية معتقدا سليما للمسيحيين, إذ إن أحدا منهم لا يقول بأن لله ولدا أو زوجة كي تنجب الأولاد كأي زوج بشري آخر.
و لم يرد في أي نص مسيحي, قديما و حديثا, أن مريم هي, و العياذ بالله, زوجة الله. و في مكان آخر يستنكر القرآن اعتقاد البعض بألوهة مريم, إذ يرد في الآية: و إذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله ( سورة المائدة 116 ).
هنا يرفض القرآن ما طالما رفضه المسيحيون الذين يكرمون مريم, و يطلبون شفاعتها لدى ابنها الرب يسوع, و يرفعون أيقوناتها في منازلهم, لا لعبادتها فالمسيحيون لا يعدون إلا الله, بل لأنها أطاعت كلمة الله و قبلت بأن تحبل و تلد كلمة الله الأزلي بالجسد. و قد اعتمد المسكوني الثالث اسم والدة الإله لمريم, رافضا رفعها إلى مصاف الآلهة. كما يرد في القرآن آيتان ترفضان نوعين من الثالوث لا تقول بهما المسيحية. الآية الأولى تقول: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ( سورة المائدة 72 ). لا يحصر التراث المسيحي الله في المسيح وحده, فلم يقل أحد من المسيحيين إن الله هو المسيح, هذه عبارة ناقصة, فالله هو الآب و الابن و الروح القدس, أما المسيح فهو إله تام, و هو و الآب و الروح القدس في جوهر واحد. لذلك لا تقصدنا هذه الآية لا من قريب و لا من بعيد. و ا لآية الثانية تقول: لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما من إله إلا إله واحد ( سورة المائدة 73 ). لا تقول المسيحية إن ثمة ثلاثة آلهة, و الله واحد منها, بل تقول إن الله واحد. لذلك لا تعنينا هذه الآية أيضا. إن الأرثوذكسية في موضوع الإيمان بالثالوث الأقدس لا تعتقد بما يستنكره القرآن. صحيح أن القرآن لا يدعو إلى الإيمان بالآب و الابن و الروح القدس, غير أنه في الوقت عينه عندما يرفض الثالوث في آياته لا يبدو أن المقصود هو الاعتقاد الثالوثي الذي تبنته الكنيسة الأرثوذكسية في تراثها الجامع. لا شك في أن الاختلافات أكيدة بين المسيحية و الإسلام, غير أن الحوار في سبيل الإيضاح و الاستيضاح, كفيل بأن يضيء بعض الالتباسات و يبعد الأحكام المسبقة, كما في مسألة الإيمان المسيحي بالثالوث الأقدس.
و في نهاية هذه المقالة لا أطلب سوى التفهم و العلم بأن هذه الكلمات ليست لتبرير أو دفاعا عن النفس بل أني رأيتها توضيحا مهما لكل مسيحي لم يبذل جهدا مهما في فهم عقيدة الثالوث و ساقته الظروف ليسكت دون رد أما من ينتقدوه و ينظر في نفسه فيجد شكا لا خلاص منه
فطوبى لمن آمن و لم ير
| |
|
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: الثالوث المقدس 4/3/2011, 11:40 pm | |
| - اقتباس :
- لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ( سورة المائدة 72).
لا يحصر التراث المسيحي الله في المسيح وحده, فلم يقل أحد من المسيحيين إن الله هو المسيح , هذه عبارة ناقصة, فالله هو الآب و الابن و الروح القدس, أما المسيح فهو إله تام , و هو و الآب و الروح القدس في جوهر واحد. لذلك لا تقصدنا هذه الآية لا من قريب و لا من بعيد. للتوضيح :
يمكننا أن نقول ايضاً : الله الآب والله الإبن والله الروح القدس . من باب القول أن كل اقنوم هو واحد بالجوهر مع باقي الأقانيم وكل ما للآب هو للإبن وكل ما للإبن هو للروح القدس أيضاً . ولكن لا يعني هذا ان كل اقنوم هو ثلث الله ، حاشا بل ان كل منهم يحمل الجوهر الإلهي الواحد . ويوضح هذا قول، الرب يسوع في يوحنا ( كل ما للآب هو لي وكل ما هو لي هو للآب . الآب يحيي من يشاء والإبن يحيي من يشاء أيضاً .
وكما اورد الأخ آراميarramy اننا اطلقنا في المجمع الثالث لقب والدة الإله على مريم العذراء. وليس والدة الله . لأنها والدة الكلمة الاقنوم الثاني في الثالوث القدوس الذي تجسد منها وليست والدة الله المثلث الأقانيم . شكراً على الموضوع .
عدل سابقا من قبل fr.boutros في 5/3/2011, 9:42 pm عدل 2 مرات (السبب : تصحيح املائي في المرتين) | |
|
arramy عضو نشيط
عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 21/02/2011
| موضوع: رد: الثالوث المقدس 5/3/2011, 1:06 am | |
| شكرا كتير أبونا أغنيت الموضوع بتوضيحك الرائع لكن إذا ممكن أسألك إذا مر هالمقال قبل عليك مشان أستزيد من المصدر و لكم جزيل الشكر | |
|
georgette ادارية
عدد المساهمات : 3446 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: رد: الثالوث المقدس 5/3/2011, 1:41 am | |
| اخي arramy هيدا المقال ورد في نشرة رعيتي الاحد 8 ايار 2005 العدد 19
http://www.ortmtlb.org.lb/raiati/2005/pdf/1905.pdf | |
|
arramy عضو نشيط
عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 21/02/2011
| موضوع: رد: الثالوث المقدس 5/3/2011, 5:21 pm | |
| شكرا من أعماق أعماق قلبي قرأت النشرة كلها حتى الأخبار التي لم أفهمها لكنتي أحببت كل حرف فيها و أحسست بصوت الرب يكلمني في كل حرف صدر من النشرة إلى عيني المسيح هو سلامنا المسيح هو رجاؤنا و بغير المسيح لا حياة و لا محبة يا رب أعطني من قوتك لأشابه القديسين الأطهار و أحفظ كلمتك لآخر عمري لكني بعد لم أقتنع و أتمنى أن أعرف من كتب هذه المقالة و سأسعد كثيرا أذا قرأت أي مقالة أخرى على نسقها | |
|
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: الثالوث المقدس 5/3/2011, 9:09 pm | |
| من المعروف ان نشرة رعيتي وكل النشرات التي تصدر عن الرعايا في الأبرشيات لاتحمل اسم الكتاب فيها وهي بالعادة من الكهنة في الأبرشية .
وبخصوص هذا المقال أعتقد ولا اجزم ، أن يكون قدس ابونا جورج مسوح المتخصص في الإسلاميات .
ولكن اسألك : تقول ( لكني بعد لم أقتنع ) ارجو أن تقول لنا ما الذي تقصده بقولك هذا وما المقصود ؟؟ لنساعدك في المعرفة .
ليباركك الرب .
عدل سابقا من قبل fr.boutros في 14/5/2011, 11:58 pm عدل 2 مرات | |
|
arramy عضو نشيط
عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 21/02/2011
| موضوع: رد: الثالوث المقدس 5/3/2011, 11:46 pm | |
| خطأ في التعبير كان المفروض أن أقول لم أرتوي لكن كلامك رواني سأحاول أن أبحث عن أبحاث الأب جورج مسوح و لكن إذا توفر طريق أوضح أتمنى أن تساعدوني مع جزيل الشكر | |
|
madona مشرفة
عدد المساهمات : 910 تاريخ التسجيل : 04/03/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : مدرّسة
| موضوع: رد: الثالوث المقدس 14/5/2011, 9:46 pm | |
| - اقتباس :
- و في نهاية هذه المقالة لا أطلب سوى التفهم و العلم بأن هذه الكلمات ليست لتبرير أو دفاعا عن النفس بل أني رأيتها توضيحا مهما لكل مسيحي لم يبذل جهدا مهما في فهم عقيدة الثالوث و ساقته الظروف ليسكت دون رد أما من ينتقدوه و ينظر في نفسه فيجد شكا لا خلاص منه
ما ينقص المسيحيين اليوم ، هو الايمان الواعي المرتكز على الاستنارة من الرّوح القدس ، وليس الايمان المرتكز على ترداد الكلمات والصلوات. شكراً على الموضوع | |
|
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: الثالوث المقدس 15/5/2011, 12:28 am | |
| الإبنة المباركة + madona + كلماتك تحمل التعليم الصحيح الذي تقوله الكنيسة والآباء لأن هذا هو غاية اللآهوت والحياة الروحية اقتناء الروح القدس الذي وحده يقودنا الى معرفة الحق الذي بالمسيح يسوع اشكر الرب على مشاركتك هذه وننتظر المزيد | |
|