يارب اعني لانني "بدونك لااقدر أن افعل شيئا(يو5:15) لماذا يتدخل الرب
يوما فيوم في حياتنا وسنة فسنة في وجودنا ؟هذا لكي نخرج الشر ونقتلعه من نفوسنا –كل
واحد منا يقتلع شره الخاص-لكي نكتسب بساطة النفس المغبوطة ونصير عديمي الشر
كالحملان وبسطاء كالاطفال ونتعلم ان لانحوي في داخلنا ادنى هوى نحو الارضيات بل
على العكس لكي نلتصق بالله وحده بكل قلوبنا كمثل اطفال يحبون ولنحبه بكل قلوبنا
ونفسنا بكل قوتنا وعقلنا واما قريبنا فكنفسنا وهكذا فلنسرع في طلبنا الرب بصلاة
قلبية مع دموع كي يمنحنا بساطة ولنظهر غيرة وانجتهد بكل طريقة لكي ننزع من انفسنا
كل نوع من انواع الشرور على سبيل المثال كفساد الرأي والخبث الشر العجب الحماقة
الافتخار الكبرياء عدم الصبر الجهل الحساسية المفرطة السيئة سوء الطبع الحزن
النفساني صغر النفس الحقد الجشع الاستعباد للبطن كثرة الطعام الفسق في الفكر
والقلب والعمل حب الفضة وبشكل عام هوى حب المقتنيات وهو قنية اشياء كثيرة
وامتلاكها الكسل عدم الطاعة وسائر حشد الخطايا المظلمة الاخرى.
يارب بدونك لااقدر ان افعل شيئا يارب انت باركنا في هذا العمل هبنا الغلبة
على اعدائنا واهوائنا امين
عندما تشعر ان قلبك قد فقد السلام لهوى من اهواء حياتك اليومية وانك على
العكس بدل السلام تسرع نحو السقوط في الخطيئة بسهولة بسبب الشر عندها للحال
ضع لقلبك حارسا يعني اليقظة الدائمة
ولاتعط امكانية للنار الشيطانية ان تدخل عالمك الداخلي وتملاه احتراقا شيطانيا صل
بكل قلبك وقدرة الله تعينك في تقوية قلبك الساقط في الشهوة وعدم الصبر.
لاتشفق على نفسك ابدا ولاتدع شيئا يشفق عليه اصلب نفسك اي الانسان العتيق
في داخلك الذي يعشش بطريقة ما في الجسد وهكذا تقطع اهوائك كلها اصبر بفرح بطول
اناة على كل مايحدث من امور غير محبذة للجسد ولاتشفق عليه عاديه فتصير تابعا
حقيقيا للمسيح.
بايماننا ننقل جبالا من الخطايا الثقيلة التي تثقل على قلوبنا فعندما يتحرر
المسيحيون بالتوبة والاعتراف من ثقل حمل الخطايا يصرخون بتواتر"(المجد لله
فقد سقط حمل ثقيل عن كتفي)
لماذا تدنست حياتنا هكذا وامتلات بالاهواء الرديئة والعادات السيئة بسبب ان
كثيرين يخفون جروحوهم او قروح نفوسهم لهذا تراهم يتألمون وتتحرك اوجاعهم بسهولة
وليس ممكنا ان يتقبلوا اي دواء وشفاء لهذه الجروح
"ان سقطت انهض فتتعافى " انك انسان وتسقط دوما في الخطايا تعلم
ان تنهض كلما سقطت واهتم بان تقتني حكمة ان تعود واما هذه الحكمة فهي ان تحفظ
المزمور "ارحمني يالله بعظيم رحمتك..."(المزمور50)
اه كم الصلاة هي هبة لاتقدر بثمن المجد لك يالله يالله ابو الرأفات اله كل
تعزية وراحة المجد لك يارب ياابنا وحيدا لله لانك توسطت ومنحتنا مغفرة الخطايا
التي لاتنتهي المجد لك ايها الروح الكلي القدس لانك "تشفع فينا بانات لاينطق
بها"(رو8-26)وتمنحنا صلاة ملتهبة بدموع ونحيب صلاة تدفئ قلبنا البارد صلاة
تعطينا ورعا وتخشعا وحزنا على خطايانا وايضا لانك تمحّصنا وتهذبنا وتقدسنا وتمنحنا
السلام وتجددنا بك دوما
المجد لك ايها الثالوث القدوس الذي لابدء له وعلة الحياة المجد لك انت
الممجد الى الدهور والمبارك من كل خليقتك العاقلة المجد لك
لاتأسر نفسك بجمال الخليقة المنظورة فهو لن يدوم بل اسع في سبيل الولوج الى
ذاك الجمال العلوي الابوي الشخصي الى الله الذي بمقدوره ان يملأ روحك كليا ويتمم
كل اشواقك
احب كل انسان كما تحب نفسك انت لان
ذاك الاخر هو بالحقيقة انت نفسك... افتكر في ان الرب هو في كل انسان.
عندما يقترب اليك اخوك فلا تخالجنك سوى مشاعر الاحترام لان الرب موجود فيه
وهو الذي من خلال اخيك يعبر مرات كثيرة عن ارادته هو ناحيتك.
الاهواء معدية...على ازواج المستقبل أن يحترسو من ذلك بشكل خاص لان الأهواء
يتوارثها الاولاد ايضا.
حياتنا تشبه لعبة طفل لكنها ليست لعبة بريئة بل لعبة رديئة اذ مع اننا
نتمتع بالمنطق وندرك غاية الحياة الا اننا لانبدي اي اهتمام بل على عكس ذلك ننشغل
بامور غير هادفة نتسلى بالمأكل ونتنعم بالشرب ونكرر هذه الحلقة مرارا دون ان تكون الغاية من ذلك سد حاجة الجسد فقط نتلاعب بمواهبنا الفكرية والروحية بالعقل
بالخيال بالكلمة ونستغلها في سبيل الخطيئة وخدمة كل ما هو باطل في هذا العالم
الحاضر تمرح بالوجوه الجميلة وبالجنس اللطيف.نضيع الوقت على غير هدى بدل ان نستغله
بحكمة لاجل اقتناق الحياة الابدية نتسلى اخيرا بذاوتنا جاعلين من انفسنا اوثانا
نعبد من خلالها ذواتنا.
كل حركة قلبية ولو لبرهة نحو الخطيئة هي خطيئة يجب سحقها منذ البرهة الاولى
عندما يمتد الحريق فمن الصعب انقاذ البيت نستطيع ذلك بسهولة عند ظهور الشعلة
الاولى للهيب والامر مماثل في حياتنا الروحية النفس هي البيت والاهواء هي اللهيب.