الجمعة 26 تشرين الثّاني 2010
القدّيس البار أليبيوس العمودي
القدّيس البار نيقون المستتيب
القدّيس البار ستليانوس البفلاغوني
القدّيس البار أكاكيوس المطيع
القدّيس البار يعقوب القورشي
القدّيس شيلو الفارسي
الجديد في الشهداء جاورجيوس خيوس
أبونا الجليل في القدّيسين إينوكنديوس أسقف إيركوتسك
الشهداء الروس الجدد نزاريوس غريبكوف وآخرون
إعلان قدّاسة القدّيس سلوان الآثوسي
------------------------------------------------------
تكرم كنيستنا الأرثوذكسية القديس المتوحد ستليانوس الإفلاغوني
وهو شفيع الأطفال في كنيستنا .
يحتفل به في 26 نوفمبر
ولد القديس ستليانوس الفلاغوني(Paphlagonia) في آسيا الصغرى . تضاربت الإعتقادات في تحديد زمان ولادته بالتحديد ويدور الكلام مابين القرن الرابع والسادس .
ورث ثروة كبيرة من والديه بعد انتقالهما ، لكنه لم يحتفظ بها . فوزعها على الفقراء الذين بلا معين. وفقاً لحاجة كل واحد منهم . لانه شعر ان مايملكه هو هبة من الله ليعين بها اخوته الفقراء المحتاجين المعونة من الله .
ترك ستليانوس المدينة وذهب الى الدير ، حيث كرس حياته للرب. وكانت حياته في الدير نسكية وملتزمة لدرجة اثار غيرة باقي الرهبان ضده لشدة ورعه وصلواته وحماسته لكل عمل وقول صالح .
اثارته غيرة اخوته الرهبان مما إضطره الى مغادرة الدير ليعيش حياته في كهفٍ في البرية ، وهناك وجد فرحه والوقت اللآزم لقضاء يومياته في الصلاة والصوم حراً من أي اهتمام دنيوي .
زاع صيته في تلك المناطق في Paphlagonia لشدة تقواه وتواضعه . فتقاطر اليه الناس للتبرك وسماع كلامه وتعليمه .طالبين صلواته من اجل شفاء النفوس والأجساد وخاصة اطفالهم الذين كان يفتك بهم مرض مجهول. فكانت صلواته تعزي كل ذي حاجة .
وفي احدى الليالي بينما كان القديس يصلي بدموع وحرارة متشفعاً من اجل المرضى والمحتاجين المعونة الذين يقصدونه والذين يعانون من موت اطفالهم و ان يرزق العاقرات ثمرة البطن . ظهر له وسط هالة من نور مشع ملأ المغارة وجه الرب يسوع مغموراً بضياء الروح القدس .والنور الإلهي . وصار يتلاشى رويداً رويداً حتى اختفى كلياً.
ولم يخبر احداً بما رآه . ولكن في اليوم التالي كان وجهه يشع فرحاً ويمتلئ من السعادة والغبطة لما رآه ائناء صلاته ليلة امس. وهذا مالم يعهده فيه احد من قبل . لدرجة انه خاف ان تكون هذه الرؤية كاذبة وفخ من ابليس ليوقع به في الغرور والأنا وتقديس الذات . ولهذا حاول اخفاء الأمر وقرر أن لا يتحدث عن رؤياه لأحد .
ومع انتصاف النهار جاءه بعد الزائرين طالبين صلواته وكان معهم طفل مريص محموم . فوضع يده عليه ، وحين بدأ الصلاة شعر فجأة بقوة من الله تتدفق من يده وتنسكب على رأس الطفل. وعلى الفور عادة الى الطفل العافية وشفي َفي الحال .
وانهمرت من اعين الجميع دموع الفرح والسعادة والشكر للرب على ما صنع من قوة على يد الراهب الطاهر ستيليانوس . وراح القديس يشكر ويمجد الرب على ما خصه بهذه البركة التي لايستحقها .
صارت مغارة الراهب القديس محجة للمؤمنين من كل صوب وهم يحملون اليه الأطفال المرضى ليضع يده ويصلي من اجلهم وكانوا يشفون .
فزاع خبر القديس في افلاغونيه وكل آسيا الصغرى . واتخذوه شفيعاً للأطفال لشدة تقواه واستجابة صلواته الشافية .
حتى انهم طلبوا اليه ان يتركوا اطفالهم عنده ليهتم بتعليمهم التقوى ومحبة الله والصلاة وكان ذلك .
وهكذا صار يهتم بتعليم وارشاد الأطفال . وربما صارت هذه المغارة اول مركز اجتماعي في تلك المنطقة بإدارة هذا الراهب القديس.
صار القديس ستيليانوس شفيع الأطفال والأسرة بشكل عام. وكانت رعاية الأطفال تجلب له البهجة دائما. وهذا ما عهدوه فيه طوال حياته ، وجهاً عامراً بالبراءة والطيبة والتقوى . الى ان شاخ على هذه الحياة في خدمة الأولاد ومحبته لهم واشفاءهم من كل مرض وصلاته كانت مستجاية من اجل النساء العاقرات أيضاً .
وانه في ساعة انتقاله فاض على القديس ستليانوس نور إلهي فعرفوا ان ملاكاً جاء ليحمل روحه النقية الى الأخدار السماوية ، وهكذا كان أنه اسلم الروح تاركا خلفة سيرة واخبار لاتحصى عن تقواه ومحبته للأطفال و عن قوة صلاته المستجابة .
وتحول قديسنا الى شفيع للأطفال والنساء العاقرات . وانتقلت أخبار شفاءآته في باقي الأقطار .
وصار المؤمنون يعلقون ايقونته على اسرة اطفالهم لإيمانهم بشفاعات القديس ستليانوس الناسك وكانت شفاءات عديدة تحصل بشفاعاته .
صلواته تكون معنا
تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 26 نوفمبر من كل عام .
رفات القديس محفوظة في كنيسة على اسمه في بوخارست
( اقتباسات مترجمة بتصرف + الخوري بطرس)
ايقونة قديسي اليوم
ستليانوس واليبيوس العامودي و نيكون
=======================
أبينا البار أليبيوس العمودي (+ القرن السابع الميلاديّ)
القدّيس أبينا البار نيقون الداعي إلى التوبة
القدّيس أبينا البار أكاكيوس
ألقدّيس أكاكيوس
القدّيس أكاكيوس ذكره القدّيس يوحنا السلمي في كتابه السلّم إلى الله، المقالة الرابعة، الفقرة 110. قال: "حدّثني يوحنا الساباوي الذائع الصيت".... قال: "إن أحد الشيوخ في ديري في آسيا الصغرى كان متوانيًّا وفظًا جدًا.... هذا اقتنى تلميذًا عجيبًا إسمه أكاكيوس كان بسيط الخلق، فطنًا، وقد صبر على مصاعب جمّة لا تصدق أنزلها به شيخه الذي لم يكن يعذبه كلّ يوم بالشتائم والإهانات وحسب بل بالضرب أيضًا. ولم يكن صبره هذا عن حماقة. وكنت أراه كلّ يوم شقيًّا بمنزلة عبد حقير فأقول له حين أصادفه: ما هذا يا اخي أكاكيوس؟ كيف حالك اليوم؟ فكان يريني للوقت عينه مسودة متورمة أو رقبته متهشمة أو رأسه مفدوغًا. ولعلمي أنّه مجاهد كنت أقول له: حسنًا، حسنًا، إصبر تنتفع. هذا أقام مدّة تسع سنوات مع ذلك الشيخ الظالم ومضى إلى الربّ. وبعد دفنه في مدافن الآباء بخمسة أيام ذهب معلمه إلى أحد الشيوخ الكبار وقال له: يا أبانا، لقد مات الأخ أكاكيوس، فما أن سمع هذا حتّى أجاب: في الحقيقة أيّها الشيخ لا اصدق! فقال تعال وأنظر. فنهض مسرعًا وأتى إلى المدفن بصحبة معلم ذاك المجاهد المغبوط، وصاح كأنّه يخاطب شخصًا حيًّا راقدًا: يا أخانا أكاكيوس هل مت؟ فأوضح المطيع طاعته حتّى بعد الممات وأجاب: يا أبت كيف يمكن أن يموت انسان قد حفظ الطاعة؟ حينئذ ارتاع معلمه المزعوم وسقط على وجهه يذرف الدموع. وعل أثر ذلك طلب إلى رئيس الدير قلاية كانت ملاصقة لذاك القبر وعاش هناك بقية عمره بتعقّل".
أبينا البار نيقون
nikonولد القدّيس نيقون في عائلة إقطاعية في مدينة طرابزون في الجزء الشمالي الشرقي من تركيا على البحر الأسود حوالي العام 920 للميلاد. أرسله أبوه يومًا ليستطلع أحوال أرزاقه، فعاين بأم عينه ما عليه الفلاحون من بؤس فهاله الأمر، وقرّر أن يزهد بالحياة فارتحل عن والديه غفلة وذهبإلى دير اسمه "الحجر الذهبي" بين إقليمي البنطس وبافلاغونيا. ومنذ دخوله أعطي الإسكيم الكبير لأنّ رئيس الدير قبل بشأنه علامة من عند لله أثناء خدمة القداس الإلهي، كما بان مثالاً في الطاعة والصبر والتواضع وأجاد في الأصوام والأسهار والصلوات. ضاعف أصوامه وصلواته ويبدو أنّه كان يذرف الدموع مدرارًا. استمرّ في النسك مدّة أثني عشر عامًا، وبإيعاز من رئيس الدير خرج محدّثًا الشعب عن رحمة الله وداعيًّا إلى التوبة. طاف في الأرض على رجليه عاري القدمين في ثوب حقير لا يقتات إلا من بقول الأرض. قضى سبع سنوات في جزيرة كريت ساهم خلالها مساهنة فعّالة في إحياء الكنيسة فيها بعدما كان الجهل سيد الموقف والفضائل المسيحية محتقرة ومستهانًا بها. جال بضع سنوات في بر الأناضول وبين جزر البليونونيز.
ثابر على تعليم الناس وشفاء المرضى سنوات إلى أن مرض وشارف على الرحيل إلى حيث تاقت نفسه منذ البدء، جمع تلاميذه ومعاونيه وأخبرهم بالتفصيل بكل ما جرى له في حياته، ما كابده من جهادات وما أجرته نعمة الله على يده من آيات لا تعد ولا تحصى. وبعدما أكمل عهده لأبنائه استودعهم رحمة الله ورفع يديه إلى السماء وأسلم الروح.
طروبارية للقديس نيقون
إن مدينة لقديمونية تفرح، حائزة جرن أعضائك الإلهي،
مفيضاً ينابيع الأشفية، ومخلِّصاً من الأحزان جميع المبادرين إليك بإيمان،
أيها الأب البار نيقون. فابتهل إلى المسيح الإله، أن يمنحنا الرحمة العظمى.
-----------------------------
أبينا البار أليبيوس العامودي
"أيها الحكيم أليبيوس، لقد أصبحت عمادا للمتوحدين بإنتصابك على العمود مكابدا الحر والبرد وأتعاب النسك الكثيرة. فلذلك تقبلت مواهب النسك الكثيرة لتشفي الأملراض وتطرد الآلا المستصعبة ".
(صلاة المساء – على يارب إليك صرخت).
بهذه الأنشودة توجز الكنيسة المقدسة سيرة أبينا البار أليبيوس الذي ولد ونشأ ونسك في مدينة أدريانوبوليس في مقاطعة بافلاغونيا الواقعة في الجزء الشمالي الأوسط من آسيا الصغرى.
فأما الفضل في توجيهه فيعود إلى أمه التي يبدو أن الإلهيات كانت هاجسا لديها وأليبيوس بعد في الحشى. وقد ورد في سيرته أن أمه، في حبلها، عاينت رؤيا، حملا له بدل القرنين شمعتان مشتعلتان فحفظتها في قلبها نبوءة تخبر عن مولودها العتيد.
ثم أن أب أليبيوس مات والصبي في الثالثة فعهدت به أمه إلى أسقف المدينة، ثيودوروس، ليتربّى على خدمة الكنيسة، على يده، ويتلقن الكتب المقدسة. وقد أبدى أليبيوس منذ تلك الفترة المبكرة من حياته تقى ومولهب جمّة جعلت الكثيرين بتساءلون عما عسى أن يكون قصد الله فيه ويمجّدون.
ونما الصبي في النعمة والقامة إلى أن بلغ سنا خوّله الانخراط في خدمة الشموسية. إذ ذاك وضع الأسقف يده عليه وجعله شماسا ومدبرا لشؤون الأبرشية. وكما اعتاد الطاعة منذ الحداثة، أطاع في هذا الأمر أيضا. والحق أنه أثبت جدارة ومقدرة لا لبس فيهما. لكن محبة الله في قلبه جعلته تواقا إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى الحياة الرهبانية الملائكية. لذلك لم يطل به المقام حتى عزم على ترك كل شيء وزيارة الأرض المقدسة، ومن ثمّ اقتبال الحياة الرهبانية. فلما أطلع والدته على الأمر باركت بفرح ودموع وشكرت الله ومجّدت. ألم تحفظ النبوءة في قلبها وهذا الإناء المصطفى بعد فيها جنينا؟!.
وقام أليبيوس فوزّع ما عنده على الفقراء وخرج سراً. كان يعرف أن أسقفه ضنين به ولا يسمح له بالمغادرة. وإن هي سوى أيام قلائل حتى استعاده الأسقف ولم يكن قد ابتعد عن المدينة إلا قليلا. وشعر أليبيوس بالخيبة والإحباط. فجاءه وحي يقول له إن في مدينته أيضا أماكن مقدسة: بيت لحم والناصرة وأورشليم والجلجثة، وإن مشيئة الله هي أن يسلك في جهادات النسك في بيئته.
وخرج من جديد إلى جبل مقفر، إلى الجنوب من المدينة، فوقع، بنعمة الله، على نبع ماء فاستنسب المكان وباشر ببناء كنيسة صغيرة وقلاية. ولكن، اكتشف الأسقف المكان أيضا ولم يرض بأليبيوس بعيدا عنه فسد النبع وأجبره على النزول إلى الساحل.
طروبارية للقديس أليبيوس
صرت للصبر عموداً، وللآباءِ القدماءِ ضارعتَ، مبارياً لأيوب بالآلام وليوسف بالتجارب،
ولسيرة العادمي الأجساد وأنت بالجسد.
فيا أبانا البارَّ أليبيوس توسّل إلى المسيحِ الإله، أن يُخلّص نفوسَنا.
=======================
سنكسار تذكار أبينا البار يعقوب القورشي
(القرن الخامس الميلادي)
هو أحد تلاميذ القديس مارون الناسك، وقد تفوق عليه بشدة نسكه. ففيما أقام القديس مارون في جوار هيكل وثني خرب ونصب لذاته خيمة من الجلود المكسية بالوبر ليلجأ إليها في أوقات الأمطار والثلوج لم يحتفظ يعقوب إلا بالسماء غطاء له. فكان يحتمل تقلبات الطقس، تارة غارقاً في الأمطار وتارة مجمداً في البرد والثلج وتارة ملتهباً بأشعة الشمس المحرقة. كان شجاعاً في جميع الأحوال وكل الظروف، مجاهداً في جسده وكأنه جسد غيره ويمارس سيرة من لا أجساد لهم.
كان أول جهاد أبينا يعقوب اختلاؤه في قلاية صغيرة منعزلة ليهيئ نفسه للجهاد الأكبر. بعد ذلك انطلق في ممارسة أقسى أنواع النسك. وقد أقام في جبل قاحل يبعد خمسة كيلومترات عن مدينة قورش. كان الناس يرونه مصلياً أو راقداً أو واقفاً أو جالساً، دائماً تحت الأنظار، يمارس نسكه أو يكبت مقتضيات الطبيعة، لابساً السلاسل الحديدية تحت ردائه. حبه للوحدة والصمت كان مفرطاً، ومع ذلك كان يتحدث إلى زواره الذين لم يكن ثمة حاجز يمنعهم من الوصول إليه.
وكان طبيعياً أن يقع في المرض أحياناً. في هذه الحال لم يكن يخص نفسه بطعام أو دواء أو يتوقف عن الصلاة، الأمر الذي جعل من حوله يتوسلون إليه أو يحتالون عليه ليحملوه على تناول شيء أو أعطاء نفسه بعض الراحة. بهذا المعنى أقنعوه مرة بتناول كأس من ماء الشعير فأخذها كما لو كانت شراباً مراً، ثم وضع الكأس جانباً. وإذ بأحد القائمين على خدمته يعمد إلى إخفاء الكأس تحت طبق لئلا يراها أحد الزائرين فيعثر. فلاحظه القديس يعقوب فاحتج عليه: "لماذا تخفي الكأس ... دع ذلك يا فتى! لا تخف عن الناس ما هو مكشوف لرب العالمين، فإني ساعة صممت على العيش لأجله وحده، لم أعد اهتم لما يظنه الناس. فماذا ينفعني إذا حسب هؤلاء أن سيرتي النسكية عظيمة ولم تكن كذلك في عين الله؟ ليس هم الذين يكافئونني على أتعابي بل الله هو المكافئ".
ومما ينقل عنه أن الثلج كان يتساقط عليه، أحياناً، ثلاثة أيام وثلاث ليال. وكان الناس يرونه منبطحاً على صدره وهو يصلي إلى الله والثلج فوقه كثيف لا يترك من ثيابه البالية قطعة ظاهرة. وكثيراً ما كانوا يأتونه بالرفوش والمعاول ليجرفوا عنه الثلج.
وقد من عليه الرب الإله، لأتعابه ومحبته له، بمواهب جمة، فبركته كانت تشفي من الحمى، والقشعريرة تهدأ وتزول تماماً، وكثير من الشياطين يهربون من أمامه والماء الذي تباركه يمينه يصبح دواء شافياً. وقد أقام مرة ولداً ميتاً.
أما ما عاناه من تجارب فكان كثيراً. قال مرة: "ما كدت أبدأ ممارستي لهذه السيرة حتى ظهر لي كائن شبيه بالأحباش تنبعث من عينيه.... فهددني ثم أمسك بعصا لكي يضربني، فقلت له: إذا كنت تفعل هذا بسماح رب العالمين فاضرب لأني أتلقى الضربات بلذة كأنه هو نفسه الذي يضربني. ولكن إذا لم يكن لك هذا السماح من قبله فلن تضربني ولو كنت مغتاظاً مني ألف مرة". فلما سمع هذا القول هرب للحال. لكنه عاد بعد حين ليتهددني من جديد: "سأسود صيتك وأفضحك حتى لا يبقى إنسان ينظر إليك"، فأجبته: "أنني لك من الشاكرين لأنك بذلك تحسن إلى عدوك رغماً منك، إذ تسمح له بأن ينعم أكثر بذكر الله، لأنك بذلك تتيح لي الفرصة لأتفرغ للتأمل في جمال الله". وبعد أيام تراءت له الأبالسة بشكل امرأتين فتذكر القديس تهديدات الشيطان فصرخ قائلاً: "حتى ولو تسلقنا على كتفي لا ألقي عليهما الحجارة ولا أطردهما، بل أكتفي باللجوء إلى الصلاة فقط". وما كاد ينهي كلامه حتى غاب عنه هذا المنظر الوهمي.
هكذا عاش القديس يعقوب في ما يرضي الله سنوات طويلة، إلى أن رقد بسلام في الرب.
طروبارية باللحن الثامن
للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار يعقوب، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.
==============================