الشّوق إلى الله ( 8)

موضوع: الشّوق إلى الله ( 8) 27/10/2015, 12:19 am

الشّوق إلى الله يتأكّد في محبّة الآخر. نحن المخلوقون على صورة الله ومثاله، تتجلّى صورة الرّبّ في كلّ واحد منّا، وكلّ من أحبّ أخاه يُثبت ويؤكّد حبّه لله. لا يكفي أن نقول أنّنا نحبّ الله، كما لا يكفي أن نطبّق وصاياه بقلب فارغ وجاف. ما يثري الإنسان ويرفعه نحو قلب الله هو حبّه للإنسان. " إن قال أحد: " إنّي أحبّ الله" وأبغض أخاه، فهو كاذب. لأنّ من لا يحبّ أخاه الّذي أبصره، كيف يقدر أن يحبّ الله الّذي لم يبصره؟ ( 1 يو 20:4). وكلّ حديث عن محبّة إلهيّة خارجاً عن حبّ الآخر باطلة، وكلّ دعوة لنبذ الآخر واستبعاده وقتله باسم المحبّة للإله، كاذبة. وكلّ صلاة، أو دعاء، أو شهادة، أو تبشير، أو دعوة للإيمان بمعزل عن احترام كيان الآخر خداع وغشّ.

من يحبّ أخاه حبّاً مجّانيّاً يرى صورة الرّبّ فيه ويسعى إليها. وبقدر ما نفهم الحبّ الإلهي، فبذات القدر ندخل سرّ المسيح ونقترب منه. وكلّما سمحنا للمسيح أن يلج كياننا، سمونا إلى ملء قامته وتلمّسنا ملكوت السّماء ونحن بعد في العالم. عدم حبّنا للإخوة يبعدنا عن الرّبّ، وبقدر ما نحبّ بعضنا البعض نُثبت حبّنا لله. " وصيّة المسيح لنا هي: من أحبّ الله أحبّ أخاه أيضاً.( 1 يو 21:4).

» الشّوق إلى الله ( 9)
» الشّوق إلى الله ( 10)
» الشّوق إلى الله ( 3)
» الشّوق إلى الله ( 4)
» الشّوق إلى الله ( 5)