نسجد لميلادك أيّها المسيح، فأرنا ظهورك الإلهي. (3)

كيف وأنت الكامل والصّالح، تنحني علينا مغدقاً بسخاء لامتناهٍ رحمة وتحناناً. بينما نحن التّرابيّون المتّسمون بالنّقص ما زلنا نكابر ونتكبّر على إخوتنا الصّغار، مقيّدين الحبّ في صدورنا مانعين عنه أنفاس الحرّيّة.
كيف وأنت الّذي لا يحتويك مكان ولا يحتجزك زمان، ترتضي الولوج في عالمنا المحدود وتقتبل طبيعتنا المعتلّة بتفهّم ورأفة ومحبّة. بينما نحن نصارع الوقت ونخشى اندثار الزّمان متمسّكين بعالم فانٍ زائل، غافلين عن الانطلاق نحو الآخر وقبوله وتفهّمه ومساندته.
كيف وأنت الغنيّ المكتفي بذاتك تفتقر من أجلنا، بينما نحن الفقراء للبرّ والصّلاح نضلّ عن الطّريق ونرزح تحت وطأة فقرنا وعوزنا بدل الاغتناء بك والارتقاء بك ومعك.
ما أتعس الإنسان يا سيّد حين يهرب من وجهك ويغفل عن محبّتك وينغمس في ظلال الموت، ثمّ يدّعي الحياة. ولكم هو شديد فقره ومضنٍ حين يحسب ذاته إلهاً مستبعداً بهاء وجهك الحبيب. وما أبعده عن جلالك حين يقترب من نفسه وما أقربه إليك عندما ينأى عنها.
أبعدنا عن ذواتنا أيّها المسيح الحبيب فنقترب منك أكثر، واجعلنا فيكَ حتّى نلقى ذواتنا كاملة كما أردتها من قبل إنشاء العالم. توغّل في أعماقنا وجُل في كياننا، فنستنير بكلّنا من نورك الّذي لا يضمحل ولا ينطفئ، ونستحيل نجوماً في سمائك تدلّ التّائهين على درب بيت لحم. فيأتون إليك ويسجدون لك أيّها الطّفل الإلهيّ المبارك، لك المجد إلى الأبد. أمين.

» نسجد لآلامك أيّها المسيح، فأرنا قيامتك المجيدة. (4)
» نسجد لآلامك أيّها المسيح، فأرنا قيامتك المجيدة. (1)
» نسجد لآلامك أيّها المسيح، فأرنا قيامتك المجيدة. (2)
» نسجد لآلامك أيّها المسيح، فأرنا قيامتك المجيدة. (3)
» عيد التجسد الإلهي ( ميلاد الرب يسوع المسيح )