ميلاديّات (6)

موضوع: ميلاديّات (6) 21/12/2013, 1:28 am

سبحان الكلمة المتجسّد

سرّ التّجسّد الإلهي هو سرّ المحبّة، محبّة الله الّتي تفوق كلّ منطق وكلّ عقل وكلّ إدراك. هذه المحبة ليست مجرّدة بل مجسّدة في حضور المسيح ابن الله بيننا، بالتجسّد، فرسالة المسيح هي أوضح ظهور لمحبة الله الآب. وبهذا المعنى قال بولس الرسول: "وهو الذي لم يوفّر ابنه الوحيد بل أسلمه من أجلنا فكيف لا يمنحنا به كل شيء"، (رومة 8/33). كما أنّ هذه المحبّة ليست نظريّة وإنّما وبحضور المسيح على الأرض، هي محبّة فعليّة وملموسة. من هو مولود منذ قديم الأزل دخل تاريخنا البشريّ، واتّخذ صورتنا وعاش معنا وبيننا. من ترهبه ملائكة السّماء، صار لنا مرئيّاً، نلمسه ونتناوله فيصير هو نحن ونحن هو.
ذلك هو الخلاص، أن يحيا المسيح فينا ويعمل من خلالنا. كما السّيّد نكون، محبّة تتنقّل في هذا العالم، تبشّر بنعمة الفرح والسّلام. وتلك هي السّعادة الحقيقيّة، أن نحيا محبّة المسيح بكاملها، فنتقدّس وتتنقّى نفوسنا، ونكون حاضرين أبداً لاستقبال السّيّد في قلوبنا، فلا تربكنا مصاعب ولا تعيق مسيرتنا أوجاع وآلام.
سرّ التّجسّد الإلهي هو سرّ المحبّة، وسرّ المحبّة هو الألم الّذي يمنحنا خبرة عميقة تؤهّلنا لأن نكون أبناء حقيقيين لله المحبّة يحيون إنسانيّتهم بشكل إلهيّ.
أيّها المسيح الكلمة، هبنا نحن الضّعفاء ونحن نقترب من نور ميلادك، نعمة الفرح والسّلام، حتّى نستحقّ أن نعيّد معك العيد الّذي لا ينتهي ولا يزول. يا من بدوت لنا طفلاً وفيك احتجبت الكلمة الّتي تكفي كلّ الأجيال، أعطنا أن نسير نحوك بطهارة وقداسة فندخل في سرّ محبّتك. أنت الّذي يليق لك كلّ مجد وإكرام، مع أبيك وروحك الحيّ القدّوس، الآن وإلى الأبد. أمين.

» ميلاديّات (1)
» ميلاديّات (2)
» ميلاديّات (3)
» ميلاديّات (4)
» ميلاديّات (5)