في شفاء النفس والجسد

موضوع: في شفاء النفس والجسد 25/6/2013, 10:52 am

إنَّك لو سلكت بحسب رغباتك الشخصية على الدوام، فإنَّك سوف تجد أمام نفسك جدراناً تعيقك عن تنفيذ رغائبك فتصدَمَ وتُبطَلَ رغبتك، إنَّك سوف تُجرَح وتغضب وتشعر بأنك مُداس من قبل الآخرين. لكنَّك لو قلت "حسناً!" فقد سبق لي أن شاهدتُ شاباً الّذي قد تطلَّق لأنَّ الفتاة تركته، فتقبَّل الشابُّ ذلك الأمر براحة بالٍ، وقد أثار انطباعي بأنه كان يحبُّها كثيراً، ولكنَّه قد قال لي:" إنَّها لا تريدني بعد الآن، حسناً! وما بيدي أن أفعل؟"، ثمَّ ابتسم وأضاف:" إنَّ الله عليمٌ بأفعاله!" يا له من تصرف جميل. ثمة حالة أخرى أيضاً، عندما ترك الشابُّ الفتاة فمرضت تلك الفتاة وكانت ترسل له الرسائل القصيرة طيلة ستة أشهرٍ متتالية، فلم يرد عليها الشابُّ بشيءٍ. فقلت لها:" ألا تَرَيْنَ بأنَّ هذا الأمر يمرِّضك؟ ألا تلاحظين المرض الّذي يكمن في إصرارك الحتمي وفي عنادك أن تسري الأمور كما أنت ترغبين لها أن تسري؟ دعي الأمور كما هي عليه ليس باستطاعة أحدٍ أن يُحِبَّكِ حباً قسرياً، فإنَّكِ سوف تمرضينَ لو بقيتِ مصرَّةً على ذلك. ليست المحبَّة منافسةً وإنَّما إلهاماً فلو أراد الآخر أن يُحبَّك فعل ذلك. إنَّكم رغبتم فأتيتم لحضور هذه العظة.

قدس الأرشمندريت: أندراوس كونانوس القبرصي

» الصلاة وغصب النفس
» تعالي أيتها النفس .
» غصب النفس إنجيـليًّا وثمارُ الروح القدس
» عمى النفس
» جمال النفس