ثورة الحب.. هي ثورة الصليب

موضوع: ثورة الحب.. هي ثورة الصليب 12/4/2010, 12:24 pm

ثورة الحب.. هي ثورة الصليب

بقلم: ريتا جحا

كان إعلان الإنجيل المتفجر من صدر يسوع المطعون حباً, والمنبثق من اختبار القيامة ثورة جديدة في عصرٍ ساده الاستعباد والاستبداد والكذب والتقاليد الظالمة, لكنها ليست ثورة بالمعنى المتعارف عليه اليوم فهي لم تحمل فلسفة أو تعليم سياسي اجتماعي ولا أشخاص ثائرين بل كانت شهادة حياة لأشخاص اختبروا القيامة مع المسيح فغدوا يبشرون به وبتعاليمه بما فيها من انقلاب لموازين العصر, لأن من قال عن نفسه أنه الطريق والحق والحياة لن تقبله أي مملكة تتخذ الكذب و التسلط طريقاً لها, فتعليم المسيح القائم على التجرد وتطويب المساكين وبذل الذات حباً كان تعليماً غريباً على العالم آنذاك فهو "جهالة للأمم وشكاً لليهود" كما يقول القديس بولس, وبهذا واجهت الكنيسة بدءاً من رأسها المسيح مواجهةً عاصفة دموية من عالمٍ لا يريد التغيير, ولا يرضى الولادة الجديدة بما تحمل من قيم المساواة حيث لا يهودي ولا يوناني لا عبد ولا حر لا غني ولا فقير لا رجل ولا امرأة فالجميع أولاد الله الواحد. ومع صلب المسيح أول الشهداء وباكورة القائمين بدأت مسيرة الحب وإعلان البشارة فما كان مصير المعلم كان مصير تلاميذه ورسله, واستمرت قوافل الشهداء المسيحيين ألوفاً مؤلفة, وكان مجرد الانتماء للمسيحية تهمة تستحق العذاب والموت, وأصبح الأباطرة الرومان يمعنون باتهام المسيحيين بأبشع التهم ليخفوا ظلمهم وارتكاباتهم, حتى قال ترتليانوس: "إذا فاض نهر التيبر, قالوا أن المسيحيين هم السبب, وإذا النيل لم يفض بطميه على وادي النيل نسبوا ذلك إلى المسيحيين, وإذا أغلقت السماء ولم تنزل الأمطار, و إذا تزلزلت الأرض وإذا حدثت مجاعة أو حرب أو أوبئة ترتفع حالاً أصوات تصرخ و تنادي: المسيحيون هم السبب, فليذهبوا إلى السجون ولتأكلهم الوحوش ليموتوا أليسوا علّة كل الكوارث في العالم؟!" وكالخراف بين الذئاب استمر المسيحيون بإعلان ملكوت الحب, في مواجهة ملكوت الشر والمال والبغض, وعانوا ثلاثة قرون دموية, فكانوا كنيسة الشهداء وكنيسة القيامة بوقت واحد فرغم الآلام الكثيرة ازداد المسيحيون تنظيماً ونشاطاً وحباً للحياة ففرح القيامة كان يغمر ظلمة الآلام والعذاب. نعم هي ثورة لا مثيل لها لأنها ليست أفكاراً أو عقائد بل هي خبرة قيامة عاشها أناس فضلوا الموت على يد الجهلة والمتمسكين بجهلهم وحقدهم, على إنكار من أعاد لهم الكرامة وحررهم من كل قيد, وأغدق عليهم روحه و جعلهم محبوبين بذاتهم. ولا تزال ثورة الحب مشتعلة بما فيها من تضحيات بكل قلب ينبض وفي كل إنسان حي طالما الروح يهب وطالما يوجد أحدٌ يرفض هذا الحب.

شكراً داليا

:20:

اقتباس :: لا تزال ثورة الحب مشتعلة بما فيها من تضحيات بكل قلب ينبض وفي كل إنسان حي طالما الروح يهب وطالما يوجد أحدٌ يرفض هذا الحب.

شكرا داليا
انها الثورة الوحيد ة التي يجب ان لا تنتهي

ثورة اللاعنف واللااستملاك واللا سلطة

يارب يصيرو كل البشر ثورورين وشغوفين بتحقيق هذه الثورة

ولتكن مقصلة الشرور هي التوبة

شكرا" يا ابونا و لما لمروركم الكريم

» ألصّوم ... ثورة لبلوغ الحرّيّة
» سهرانية عيد الصليب
» الصليب المفقود
» تراتيل رفع الصليب المقدس
» التجربة الأخيرة على الصليب