رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ارثوذكسي انطاكي لنشر الإيمان القويم
 
الرئيسيةآية لك من الربالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
حتّى لا تفقدوا البركة، الّتي منحكم إيّاها الله، جاهدوا وحاربوا، حتّى تتمثّلوا كلّ فكر يلهمكم به، واطردوا كلّ فكر يقتلكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) في أعاصير زماننا، من الواجب أن نبقى صاحين. هذا أوّل شيء أطلبه منكم: اسمعوا كلمة الإنجيل، كونوا صاحين، ولا تكونوا أولادًا في أذهانكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) إنّ أبي الرّوحيّ نصحني ألّا أقرأ أكثر من بضع صفحات، في اليوم: ربع ساعة، نصف ساعة، إنّما أن أُطبّق، في الحياة اليوميّة، ما أقرأ. (القدّيس صفروني الآثوسيّ)
نشكر زيارتكم أو عودتكم لمنتدانا فقد اسهمتم باسعادنا لتواجدكم بيننا اليوم .

 

  التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:41 am


التثقيف الليتورجي المبسط ء سلسلة

سنبدأ اليوم وعلى حلقات متتابعة رحلة مبسّطة في شرح وتوضيح معاني الخدم والصلوات والعبادات الممارسة بحسب تقليد الكنيسة الرسولية الجامعة المقدسة المستقيمة الرأي .. مع تضمين المواضيع تباعاً وعند الضرورة المقاطع التي يتم ترتيلها أحياناً باللغة اليونانية وتوضيح سبب ذلك ، وأرجو فيه لكم كل خير وفائدة من أجل فهم أفضل ومشاركة أمثل.



ما معنى كلمة " ليتورجيا " ؟


كلمة يونانية تعني في الأصل " عملاً جماعياً علنياً من أي نوع " بما في ذلك الواجبات الدينية، استعملت في الترجمة السبعينية للعهد القديم في إشارة للصلوات المقامة في الهيكل . وفي الإستعمال الأرثوذكسي تشير بشكل أساس إلى " القداس الإلهي " الذي هو الخدمة الجماعية الرئيسية في العبادة المسيحية، وتعني أيضاً نصوص الصلوات والخدم وترتيبها.





ما هي الصلوات الأرثوذكسية الرئيسية ؟

ء صلاة النهوض من النوم
ء صلاة نصف الليل
ء صلاة السَّحَر
ء صلاة الساعة الأولى
ء صلاة الساعة الثالثة
ء صلاة الساعة السادسة
ء صلاة الساعة التاسعة
ء صلاة الغروب
ء صلاة النوم الصغرى
ء صلاة النوم الكبرى
ء قانون الباراكليسي الصغير
ء قانون الباراكليسي الكبير
ء صلاة المديح الذي لا يُجلَس فيه
ء القداس الإلهي " قداس يوحنا الذهبي الفم، قداس باسيليوس الكبير، القدسات السابق تقديسها ، قداس يعقوب الرسول أخو الرب يسوع ( نادراً ) ".
ء صلوات أسبوع الآلام وسنفرد لها ما يلزم لأهميتها البالغة.

وتبقى الصلوات الفردية متروكة لحرية المؤمن له ان يصلي ما يشاء من هذه الصلوات أو من صلواته الخاصة، وتشدد الكنيسة الأرثوذكسية على صلاة يسوع " أيها الرب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطيء " وهي صلاة العشار ( في مثل الفريسي والعشار ) والتي يرددها الرهبان بدون انقطاع وهي ما سأفرد له بحثاً خاصاً في الختام...


سنتكلم باختصار عن كل نوع على التوالي لاحقاً ..




صلاة النهوض من النوم ، صلاة نصف الليل



" عندما تنهض من النوم انفصل عن المضجع وقف بورع وخوف الله وصلَّ "

هكذا تبدأ الكنيسة تعليمها لأبنائها، مع كل صباح جديد انهض وقبل أي شيء قف واشكر الرب حق الشكر على اليوم الجديد الذيث وهبك إياه واطلب منه أن يكون نهارك بما يوافق مشيئته ويتمم مسرّته ..

الأرثوذكسي لا يطلب لذاته في الصلاة إلا في عبارة واحدة " يارب ارحمني " وعداها فإن كل الصلوات والطلبات تكون جماعية أو تسأل الله أن يكون نهارنا بما يوافق مسرته ، أي نترك له أن يدبر لنا ما نحتاجه لأنه يعرف احتياجاتنا كما يقول الرب يسوع " اما انت فاطلب أولاً ملكوت الله وبره وبقية الأشياء تُزاد لكم "

تبدأ صلاة النهوض من النوم بالمجد للآب والابن ... أيها الملك السماوي المعزي ... قدوس الله وأبانا الذي في السماوات ...

ثم الطروباريات الثالوثية التي فيها يمجد الإنسان الله عند نهوضه ، ويختم الصلاة بأفشين شكر لله سائلاً منه نوراً لعقله لكي يتمم في هذا اليوم أيضاً وصاياه ومشيئته ، والختام بصلوات الآباء القديسين .



اما صلاة نصف الليل اليومية فهي تبدأ نفس البداية مع ثلاث مطانيات " سجدات او ركعات " للمسيح ملكنا وإلهنا.ثم قراءات من المزامير ، يليها دستور الإيمان " أومن بأله واحد " تليها طروباريات وأفشين سجود وتمجيد للملك الإله، وتسبحة للسيدة والدة الإله، وصلاة التوبة للبار القديس أفرام السرياني مرفقة بثلاث مطانيات كبرى،وصلوات لأجل عبيد الله أخوتنا والأخوة الراقدين ومن ثم صلاة وطلبات لأجل الكنيسة والعالم والسلام والخير والختام ...


مع العلم أن الترتيب يختلف بين الأديرة وكنائس الرعايا والصلاة الفردية حيث تقصر هذه الصلوات والقراءات تدريجياً من الأديرة نحو الصلاة الفردية ، كما ويقل تواترها فبينما هي يومية في الأديرة نراها متباعدة في كنائس الرعايا بسبب ظروف الحياة الحالية.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:42 am


الصلاة الســـــــــــــَّــحَرية


من السَّحّر بفتح السين والحاء


" من الليل تبَكّر روحي إليكَ يا الله لأن أوامركَ نورٌ على الأرض "

يبدأ اليوم الليتورجي في كنيستنا اعتباراً من صلاة الغروب في اليوم السابق. وتتوزع الصلوات على مدار اليوم وتنقسم إلى سبع صلوات تسبيحية يومية بالإضافة إلى صلاة النوم والصلوات الفردية الشخصية. إن كل هذه الصلوات ما هي إلا تهيئة للقداس الإلهي، تسبيح التسابيح. ولا تزال هذه الصلوات ممارسة في كنائس الأديرة يُضاف إليها العديد من القوانين التضرعية الرائعة التي يسكب فيها المرء ذاته أمام الله بتواضع وانسحاق تعبيراً عن محبته وشكره له.

يمكن اعتبار صلاة السحر أكثر الصلوات اليومية التصاقاً بالقداس الإلهي وأكثرها تهيئة له، خاصةًً في كنائس الرعية ذلك لأن صلاة السحر فيها تسبق القداس الإلهي مباشرة.

( من المؤسف أن العادة الخاطئة والدارجة هي أن هذه الصلاة غير مهمة ولذلك يقول الناس في بلادنا نذهب إلى الصلاة بعد أن يدق الجرس للمرة الثالثة ، وكأن الصلاة تبدأ فقط من بداية القداس الإلهي .. هذا خطأ، والسحرية هي اشتراك في قيامة المسيح وتهيئة للقداس.. في جبل آثوس المقدس يتوجه الرهبان إلى الكنائس قبل بزوغ أشعة الفجر الأولى يرتلون بتناغم رائع ينقل كل من يسمعه من الأرض إلى السماء )

تتلى صلاة السحر في الصباح الباكر كما نستدل من اسمها وفيها نقدم لله أولى نشاطاتنا الذهنية والجسدية والقلبية كباكورة أعمالنا.

بالنسبة إلى العهد القديم تشير صلاة السحر إلى خلق الله للنور ولذلك تنتهي بترتيل المجدلة: "المجد لك يا مظهر النور" وفي الأديرة تتزامن هذه المجدلة مع ظهور أولى خيوط النور. وهذا يذكرنا أيضاً بساعة قيامة الرب يسوع حين حضرت النسوة حاملات الطيب إلى القبر وكان "سحراً باكراً". وبما أن نهار الأحد مخصص في الدور الكنسي الأسبوعي لقيامة الرب يسوع فإن صلاة السحر في هذا اليوم تتكرس للقيامة المقدسة سواءً بتمجيد المسيح الناهض من القبر أو بالتأمل بعظمة حدث القيامة.

تبدأ صلاة السحر بتمجيد الثالوث القدوس، ثم تقرأ ستة مزامير تسمى مزامير الدينونة يقف فيها المصلي وكأنه أمام عرش الرب في ساعة الدينونة الرهيبة. وفي أثناء ذلك يتلو الكاهن سراً ( أي بصوت خافت ) 12 افشين (صلاة) تزخر بالتماجيد الشكرية إزاء رحمة الله ومحبته وعنايته بنا، فهو الذي يصنع كلَّ شيءٍ لخير حياتنا، ويرسل معونته إلى الذين يلتمسونه، ويصلي الكاهن باسم الحاضرين فيقول: "أيها السيد يا من قال "ليشرق من الظلمة نور" وبدافع حنوه الخاص أراحنا بنوم الليل، وأنهضنا إلى تمجيد صلاحه، والتضرع إليه، اقبلنا الآن أيضاً ساجدين لك، وشاكرين إياك على قدر طاقتنا...".

بعد ذلك نرتل ممجدين حضور المسيح المخلص إلينا "الله الرب ظهر لنا، مبارك الآتي باسم الرب" ثم نرتل طروبارية القيامة وأخرى لوالدة الإله وبها نشدد على قيامة الرب يسوع ومجيء الخلاص إلى العالم، ونمدح البتول التي منها ورد المسيح إلينا.

ثم نقرأ قطع نتأمل بها في قيامة الرب يسوع ونستعرض عظمة آلام الرب الخلاصية التي جلبت لنا الفرح، ونمجد غلبته على الموت والجحيم وإقامته للمائتين مبطلاً بذلك الخوف من الخطيئة بقوة صليبه. بعد هذه القطع نرتل التبريكات الخاصة بالقيامة " أفليتورجيات القيامة " وتدعى بهذا الاسم بسبب تكرارنا لعبارة: "مبارك أنت يارب علمني حقوقك". تعتبر هذه القطع من أجمل ما نرتله لتمجيد قيامة الرب يسوع وهي تنقلنا إلى قبر الواهب الحياة مع النسوة حاملات الطيب لنختبر معهن فرح إعلان هذا الخبر فترتكض قلوبنا فرحاً يعبر عنه اللحن الخامس الفرِح الذي نرتل به هذه القطع.

بعد إعلان القيامة الذي جرى في ترتلينا للتبريكات تقرأ قطعة "الايباكويي" التي تعني باللغة العربية "الطاعة" وترمز إلى طاعة النسوة حاملات الطيب لأمر الملاك لهن بإعلان بشرى قيامة الرب للتلاميذ. وبعدها يتلو القارئ ما يسمى "الأنافاثمي" وتعني باللغة العربية "المراقي" وكانت تقرأ بالتناوب مع آيات المزامير (119-133) التي كان اليهود يتلونها وهم يصعدون درج الهيكل، وهي تقرأ قبل إنجيل السحر كدلالة على ارتقاء النفس إلى هيكل الله السماوي لذلك فهي مفعمة بالشوق الإلهي أي حنين المؤمن إلى السكنى في بيت الرب إلهنا "لقد ابتهجت روحي بالقائلين لي: لنسع إلى ديار الرب وفرح قلبي جداً وصليت صلاة دائمة". كما يزينها تمجيدنا للروح القدس الذي هو ينبوع كل حكمة ومنبع الحياة والكرامة فهو الذي يكلل الشهداء ويتكلم بالأنبياء ويصون الخليقة كلها. في نهاية هذه القطع نرتل البروكيمنن وهو آية من المزامير تتكلم عن انتصار الله وبالتالي عن قيامة الرب يسوع مثل: "استيقظ يا ربي وإلهي بالأمر الذي أوصيت ومجمع الشعوب يحوط بك، قم يا ربي وإلهي لأنك تملك إلى الأبد".

كما ذكرنا سابقاً، فإن قطع "المراقي" هيأت بالكلام عن ارتقاء النفس نحو الله كما مهد البروكيمنن لإعلان قيامة الرب يسوع. وهكذا يأتي إنجيل السحر الخاص بيوم الأحد ليعلن لنا قيامة الرب يسوع ومن ثم ظهوراته لتلاميذه بعد قيامته من بين الأموات. هذه الظهورات كثيرة العدد وقد استمرت مدة 40 يوماً، ذكر الإنجيليون بعضها وعددها 11. تنقل لنا هذه المقاطع خبرة لقاء الكنيسة مع عريسها الناهض من الموت وما تحمله من فرحٍ.

يتميز إنجيل سحر الأحد أن الكاهن يقرؤه من داخل الهيكل واقفاً في الجهة اليمنى من المائدة في حين يقف الشماس في الجهة المقابلة بشكلٍ يذكرنا بوقوف الملاكين عند قبر الرب يسوع "فرأت (مريم) ملاكين بثياب بيض جالسين حيث وضع جسد يسوع، أحدهما عند الرأس والآخر عند القدمين". بعد إعلان القيامة هذا يقرأ المتقدم قطعة من صلوات عيد الفصح: "إذ قد رأينا قيامة المسيح فلنسجد للرب القدوس يسوع البريء من الخطأ وحده، لصليبك أيها المسيح نسجد ولقيامتك المقدسة نسبح ونمجد، لأنك أنت هو إلهنا وآخر سواك لا نعرف وباسمك ندعو. هلموا يا معشر المؤمنين نسجد لقيامة المسيح المقدسة. لأنه هوذا بالصليب أتى الفرح لكل العالم، فلنبارك الرب في كل حين ونسبح قيامته لأنه إذ احتمل الصلب من أجلنا أباد الموت بالموت".

وبعدها نصلي المزمور الخمسين ( مزمور التوبة : ارحمني يا الله كعظيم رحمتك ) ويترافق معه خروج الكاهن بالإنجيل لكي يقبله المؤمنون ويتبركوا منه قائلين كلَّ واحد في نفسه "المجد لقيامتك المقدسة يا رب". إن خروج الكاهن بالإنجيل يذكرنا بخروج البشارة السارة بقيامة الرب إلى كل العالم. فما الإنجيل سوى إعلان المسيحية أن المسيح صلب وقام ومنح الخلاص للبشر.

بعد المزمور الخمسين تتلى طلبة "خلص يارب شعبك" التي نذكر فيها أسماء عدة قديسين من مختلف الأزمنة والأماكن وذلك شهادة على استمرارية الكنيسة على مر العصور. هؤلاء القديسون هم الكنيسة الظافرة التي تلتف حول الرب يسوع القائم من بين الأموات، وهم يحيطون بنا ويراقبوننا لكي يشجعونا، ويشهدون على جهادنا نحن الذين على الأرض كما يقول الرسول بولس: "لذلك نحن أيضاً إذ تحيط بنا مثل هذه السحابة من الشهود فلنطرح بسهولة كلَّ ثقلٍ والخطيئةَ المحيطة بنا، ولنسابق بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع" (عبر1:12-2).


بعد طلبة "خلص يارب شعبك" نقرأ القنداق وهو قطعة مديح أو تقريظ للعيد أو لصاحب العيد. كان القنداق في السابق يتألف من عدة قطع 20-30 كما هو الحال في أبيات المديح التي تتلى في الصوم الكبير. لكن مع الوقت اختصر القنداق إلى قطعة أو قطعتين تظهر معنى العيد. إن كلمة قنداق في اللغة اليونانية مشتقة من كلمة "قصير" وهو اسم الخشبة التي كانت تلف عليها أوراق البردي. بعد ذلك نرتل "الكاطافاسيات" وهي قطع معينة خاصة بالأعياد السيدية التي تسبق أو تتبع تلك الفترة. تسمى بهذا الاسم الذي يعني باللغة اليونانية "قطع النزول" وذلك لأن الأسقف يعتلي العرش عند ترتيلها في حين ينزل المرتلون عن كراسيهم الخشبية. قطع الكاطافاسيات تربط العهدين القديم والجديد فهي من جهة أولى مرتبطة بتسابيح من الكتاب المقدس وهي: تسبحة النبي موسى عندما اجتاز مع شعبه البحر الأحمر فمجد الله قائلاً "لنسبح الرب لأنه قد تمجد" (خر1:15-19)، تسبحة موسى النبي عندما كتب الناموس (تث1:32-43)، تسبحة حنة النبية أم صموئيل النبي لما حل عقرها فقالت "قدوس أنت يارب ولك تسبح روحي" (1مل1:2-10)، تسبحة حبقوق النبي لما عاين تنازل الكلمة وهتف "المجد لقدرتك يارب" (حب2:3-19)، تسبحة أشعياء النبي التي قال فيها "أنت إلهنا ولا نعرف آخر سواك" (أش9:26-20)، تسبحة يونان النبي عندما كان في جوف الحوت فقال "من جوف الجحيم صرختُ فاستجبت لي يارب" (يو3:2-10)، تسبحة الفتية الثلاثة التي رتلوها في أتون النار "مبارك أنت يا إله آبائنا وإلهنا" (دا26:3-56)، التسبحة الثامنة هي أيضاً للفتية الثلاثة "سبحوا الرب وارفعوه إلى الأدهار" (دا57:3-88)، وأخيراً من العهد الجديد هناك تسبحتان الأولى هي تسبحة والدة الإله (لو47:1-55) والتي نرتل معها "يامن هي أكرم من الشاروبيم" وكذلك تسبحة زكريا النبي (لو68:1-79). إن هذه التسابيح تستعرض لنا مراحم الله الغزيرة تجاه المؤمنين الذين يتكلون عليه، إنها خبرة البشرية مع أبيها السماوي من الخروج من عبودية مصر ولغاية الخروج من عبودية الموت الذي افتتحه تجسد الكلمة من العذراء مريم....




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:43 am


صلاة الساعة الأولى


رتبتها الكنيسة لتذكار قيامة الرب من بين الاموات ونشكر الرب الذي اجازنا مسافة الليل سائلين اياه ان يحفظ نهارنا بمشيئته


صلاة الساعة الثالثة


رتبتها الكنيسة لتذكار محاكمة يسوع امام بيلاطس وتذكار صعود الرب الى السماء وتذكار حلول الروح القدس على التلاميذ


صلاة الساعة السادسة


رتبتها الكنيسة لتذكار الام الرب يسوع وصلبه


صلاة الساعة التاسعة


رتبتها الكنيسة لتذكار موت السيد وتمام كل شيء كما قال عندما اسلم الروح


تتألف صلاة الساعات السابق ذكرها من مزامير وأفاشين بشكل رئيس " الأفاشين ابتهالات وتضرعات طويلة تُقرأ قراءةً " ،وهي كما ذكرت تتناسب وتذكار الأحداث الخلاصية من محاكمة وآلام وموت ودفن فالقيامة والعنصرة ... والتي توافق الساعات الأولى والثالثة والسادسة والتاسعة على حسب كتب العهد الجديد ...اليوم تقتصر هذه الصلوات على الأديرة والصلوات الفردية لمن يشاء من المؤمنين ..كون ظروف الناس والعمل والحياة قد تغيرت..




صلاة الغروب



تُسمّى أيضًا صلاة الشكر على القنديل. وهي بدء اليوم الليتورجي، ويُذكّر بذلك المزمور 103: "باركي يا نفسي الرب..." الذي هو مزمور الخلق. تشير الصلاة من جهة إلى العبادة في الهيكل الناموسي: "لترتفع صلاتي كالبخور أمامك...". كما تشير إلى التوبة المسائيّة. هذا ما يذكره باسيليوس الكبير في قوانينه (37) ويشير إليه التبخير على المزمور 140. وهي صلاة الشكر المسائيّة على هبة النّور. وإلى هذا يشير النشيد الأساسي في صلاة الغروب: "أيّها النور البهيّ..."الذي يعدّ من أوائل الترانيم المسيحية.

تمثل كل تدبير الخلاص: خلق العالم وسقوطه وافتداؤه, في الكنيسة نبتدئ اليوم الليتورجي بصلاة الغروب أي عند المساء لذلك تعرف صلاة الغروب أيضاً بصلاة المساء ومصدر هذا هو سفر التكوين "وكان مساء وكان صباح يوم آخر" (تك 5:1) ونلاحظ أن اسم هذه الصلاة متجانس مع الوقت الذي تقام فيه أي مع غروب الشمس.

لقد ابتعد الإنسان عن الله وغرق في ظلمات وظلال الموت لهذا هو يصرخ نحو الله ليرى النور " يا رب إليك صرخت ..." . وفي النهاية يدعو الجميع جميع الأمم على تسبيح الرب لأنه وحده مبدع كل شيء. "سبحوا الرب يا جميع الأمم وامدحوه يا سائر الشعوب".

في آخر هذه المزامير وقبل نهايتها تتلى قطع بالتناوب مع آيات المزامير تخص العيد أو القديس الذي نعيد له وتنتهي بقطعة لوالدة الإله تعظمها وتتكلم عن سر التجسد الإلهي . وفي هذه الأثناء يجري الدخول المسمى إيصودون حيث يحمل الخادم الشمعة والكاهن المبخرة ويخرج من باب الهيكل الشمالي ويجتاز وسط الكنيسة إلى أمام الباب الملوكي مماثلين لمجيء المسيح إلى العالم (مجيء النور) " يا نوراً بهياً..." فبعد صراخ الإنسان من الظلمة الآن هو يعاين النور, النور الذي لا يغرب المضيء للجميع الذي لا يعروه فساد, الرب يسوع المسيح.

بعد دخول الكاهن إلى الهيكل يرتل البروكيمنون وهو عبارة عن آية من أحد المزامير ولكل يوم من أيام الأسبوع بروكيمنون خاص به وبعده طلبة إبتهالية يتلوها الكاهن ويبتهل فيها من أجل كل الشعب ويتلى بعدئذ إفشين " أهلنا يا رب" وهي مختارات من آيات مأخوذة من كتاب المزامير في العهد القديم تبدأ بالطلب من أجل عبور المساء دون خطيئة . وبعد ذلك يتلو الكاهن الطلبة التي تبتدأ ب: " لنكمل طلباتنا المسائية للرب...." وهي ما يعرف بطلبة السؤالات .

تنتهي الصلاة عادة بالنشيد الذي قاله سمعان الشيخ عند دخول السيد على الهيكل بعد أربعين يوماً من ولادته " الآن تطلق عبدك أيها السيد على حسب قولك بسلام فإن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام وجه كل الشعوب نوراً لاستعلان الأمم ومجداً لشعبك إسرائيل". فبعد أن يعاين الإنسان هذا النور الذي لا يغرب النور الإلهي يطلب منه أن يطلقه بكل سلام على رجاء أن يعود فيرى هذا النور في اليوم التالي.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:45 am


صلاة النوم الصغرى ، صلاة النوم الكبرى



إسمها باليونانيّة "بعد العشاء". لأنها كانت تُصلّى في الأديار بعد العشاء، وقبل الذهاب إلى النوم. يغلب على هذه الصلاة عواطف النّدامة والاستعداد للموت. كما نرى في المزامير وفي الصلاة الختاميّة للسيّدة والدة الإله وللسيّد يسوع المسيح. ونصلّي قائلين: "كوني معي حين وفاتي. وفي يوم الدينونة الرهيب" وأيضًا: "أعطنا راحة النفس والجسد واحفظنا من رقاد الخطيئة القاتم". النوم والموت صِنوان يتميّز الواحد عن الآخر بأنّ الأوّل هو أمدٍ زمنيّ وأما الثاني فأبديّ. صلاة النوم الكبرى خاصة بزمن الصوم الكبير قبل الفصح. أمّا النوم الصغرى فهي لباقي أيّام السنة

إنّ "المزمور الخمسين" هو "صلاة التوبة". كلّ الصلوات تحمل في طيّاتها "توبة"، لكن بعض الصلوات وخاصّة بعض المزامير تسمّى "مزامير التوبة"، لما تتحلّى به من عبارات حارّة وتنهّدات عميقة. صلاة النوم الكبرى، مثلها الصغرى تقريباً، تحتوي على أجمل هذه المزامير، أمّا المزمور الخمسون فهو قمّة هذه المزامير. لهذا ندرك سبب استخدامه المتواتر في الكنيسة بشكل مميّز عن سائر المزامير الأخرى. فبه تبدأ صلاةُ منصف الليل ويُعاد في السحر أيضاً وفي صلوات الساعات نكرّره، أضفْ إلى ذلك صلاة النوم، وهذا يوميّاً. ولعلّه المزمور الأوّل الذي يحفظه أغلب المؤمنين غيباً ويردّدونه.

ويضاف في صلاة النوم الكبرى ترتيل قطع من المزامير بالتناوب يتلوها عبارة " لأن الله معنا " وهي تتحدث عن افتقاد الله لشعبه وتجسده ، كما يرتل فيها بتأنّ " يا رب القوات كن معنا لأنه ليس لنا في الأحزان معين سواك " ، حيث أن فترة الصوم هي فترة حزن عن الخطايا والسلوك غير النافع ولذلك يضرع المؤمنون للرب أن يرافقهم وينهضهم من سقطاتهم ويخلص من الأحزان حياتهم.




صلاة الباراكليسي



باركليسي كلمة يونانية تعني التعزية أو التضرع .. وهذا القانون يعني "رجاء, تضرّع, تعزية". يطلق هذا الاسم على قوانين تضرعية لوالدة الإله و القديسين، وهو بالأصل قصيدة يونانية قديمة لوالدة الإله لا يعرف بالضبط ناظمها ولاتاريخ نظمها، لكن ترجعها المصادر الكنسية " كتاب السواعي " إلى ثاوستيركتس المتوحد أو ثاوفانس بالنسبة للباراكليسي الصغير وإلى الملك ثاودوروس دوكالاسكريس بالنسبة للباراكليسي الكبير.

النفوس التقية اعتادت على تلاوتها في أوقات الشدة والحزن والمرض مستشفعة أم الله معبرة عن ثقتها البالغة في قدرة مريم العذراء وتأثيرها على قلب ابنها الإلهي يسوع المسيح الذي منه تنال كل نعمة وبركة لأبنائها المسافرين في بحر هذه الحياة المضطربة.

وقد وضعت الكثير من ابتهالات الباراكليسي للكثير من القديسين مثل القديس جاورجيوس والقديس سيرافيم ساروفسكي ويعقوب الحمطوري ... الخ، ويتضرع فيها المؤمنون إلى الله طالبين منه الرحمة والتعزية من أجل والدة الإله والقديسين الذين أرضوه منذ الدهر.

وبحسب الطقس البيزنطي يتلى قانون الباراكليسي هذا في الأول من شهر آب وحتى الرابع عشر منه استعداداً لعيد انتقال والدة الله إلى السماء بالنفس والجسد " صيام السيدة " .

وهناك رتبتين كما ذكرنا : الباراكليسي الصغير والباراكليسي الكبير

إن المؤمنين يرون في العذراء مريم وجه الأم الرؤوم التي لا تنفكّ ترفع صلاتها مع صلواتهم إلى ابنها وإلهها لكي يترأف يعظيم تحننه على شعبه ويرحمهم ، ومن هنا كانت صلاة الباراكليسي .



صلاة المديح الذي لا يُجلَس فيه

الأوكاثيستون

هي خدمة لوالدة الإله مرتبطة بعيد البشارة الذي يقع في الصوم الكبير. في ممارستنا الحالية نقيم جزءا منها مساء كل جمعة من اسابيع الصوم الاربعة الاولى، ثم نعيدها كاملة في الاسبوع الخامس، وهي، في الأساس، عبارة عن نوعين من التسابيح هما "القنداق" و"القانون" نتلوهما ضمن خدمة صلاة النوم الصغرى.

القنداق نمط شعري كُتبت فيه التسابيح والاناشيد الكنسية باليونانية في القرنين السادس والسابع. يعتمد على السرد القصصي، وذكر الحوادث المهمة المرتبطة بالمناسبة المعيّد لها. ويتألف القنداق عامة من مقدمة قصيرة توجز مضمونه، تليها مقاطع تسمى "ابياتًا"، يتراوح عددها بين 20و30 بيتًا.

خدمة المديح منظومة على هذا النوع من الكتابة الشعرية من اربعة وعشرين بيتًا، تشكل الحروف الاولى من الابيات الابجدية اليونانية بحروفها الاربعة والعشرين. يتميز قنداق المديح بلازمتين: الاولى "افرحي يا عروسًا لا عريس لها"، تنهي الابيات المفردة العدد. والثانية، وهي عبارة "هللويا"، تنهي الابيات المزدوجة العدد.

من حيث الاسلوب نجد في صياغة قنداق المديح استعمالا لنوعين ادبيين، الاول هو ما يسمى بالنشائد الشعرية. والنوع الثاني هو اسلوب النشائد الابتهالية، وقد صيغت فيه الجمل الشعرية التي تأتي بعد فاتحات الابيات المفردة، والتي تبتدئ بعبارة "افرحي".

اما من حيث المضمون، فيقسم قنداق المديح الى قسمين: تاريخي ولاهوتي. يشمل القسم التاريخي الابيات الـ 12 الاولى، وفيه سرد لاحداث البشارة، والميلاد، والدخول الى الهيكل كما وردت في الاصحاحين الاولين من انجيلي متى ولوقا. اما القسم اللاهوتي فيشمل الابيات الـ 12 الاخيرة، وفيه اعلان لعقيدة التجسد، وتأمل في دور والدة الاله.

في السابع من آب عام 626، إثر نجاة القسطنطينية من ايدي الفرس والافاريين الذين كانوا يحاصرونها، اجتمع الشعب في كنيسة الحكمة الإلهية Agia Sofia، ورتلوا قنداق المديح بكامله وقوفًا بعد ان اضاف اليه البطريرك المسكوني سرجيوس مقدمة اخرى هي "اني انا مدينتك يا والدة الإله " لأن المدينة شاهدت سيدة عظيمة في سمائها تحطم الاسطول الفارسي ، وهذا ما يجعلنا نفهم معاني المقدمة هذه :

اني انا مدينتكِ يا والدة الاله
اكتب لكِ رايات الغلبة يا جندية محامية
واقدم لك الشكر كمنقذة من الشدائد
لكن ، بما أن لكِ العزة التي لا تحارب
اعتقيني من صنوف الشدائد
حتى أصرخ إليكِ :
افرحي يا عروساً لا عريس لها


. منذ ذلك الوقت صار القنداق يرتل مرة ثانية في عيد نجاة القسطنطينية في السابع من آب.


مؤلف قنداق المديح هو القديس رومانس المرنم، الحمصي الاصل (عاش في القرن السادس)، وقد كان رائدًا في كتابة هذا النوع من الشعر. اما القانون فهو نمط شعري جديد برز مع انحسار استعمال القنداق. كُتبت فيه الاناشيد الكنسية بين القرنين الثامن والحادي عشر. يتألف القانون عادة من تسعة اجزاء تسمى "اوديات" (مفردها اودية) وتتألف كل اودية من مقاطع متعددة ترتل على نغم المقطع الاول منها، المسمى ارمس، ووزنه.

وقانون المديح هو من نظم القديس يوسف المنشئ (القرن التاسع)، الذي نظم معظم القوانين الموجودة في الكتب الطقسية. وقد استوحى لتأليفه معاني القنداق. اما المقاطع التسعة الرئيسية، او الاراميس، اي "أَفتح فمي فيمتليء روحاً.." وما يتلوها، فهي من نظم القديس يوحنا الدمشقي (القرن الثامن)، وقد بنى على اساسها يوسف المنشئ قانونه.

الاحرف الاولى من مقاطع قانون المديح في اليونانية تؤلف العبارة الآتية: "يا مستودع الفرح، بكِ وحدكِ تليق التحية بالسلام. ليوسف".



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:46 am



القداس الإلهي


هنا أقدم شرحاً مفصلاً لكل مراحل ومعاني الخدمة الأسمى في الليتورجيا المسيحية

‡ مملكة الثالوث


القداس الإلهي هو سر حضور المسيح، و بالتالي فهو كشف للمملكة المباركة "مملكة الآب و الابن و الروح القدس" لأن حضور المسيح هو نفسه ملكوت الله، إن هذا الحضور يحول الأرض إلى سماء.
المكان الذي يلتئم فيه المؤمنون ليشكروا الرب هو "مقر ملائكته، مقر رؤساء الملائكة، ملكوت الله، السماء نفسها".
إن هدف مسيرة حياتنا هو الملكوت، فنحن نبارك الله أي أننا نعلن أنه هو هدفنا، مقصد حياتنا و غاية الخليقة بأسرها.
يقول الكاهن هذا الإعلان و هو يرسم بالإنجيل إشارة الصليب، العمل الأول الذي يقوم به الكاهن هو الصليب، فالقداس الإلهي هو ملكوت الله الذي يقود إليه الصليب الذي عٌلق عليه ملك المجد.
الصليب هو البرهان أن المسيح هو وحده الملك الحقيقي، إنه بالصليب فتح لنا الملكوت.
الشعب يقول "آمين" دلالة على قبولهم الحقيقة الموجودة في إعلان الكاهن و يعبرون عن توقهم إلى تذوق الملكوت، "آمين" بالعبرية تعني حقا".

الطلبة السلامية الكبرى

و هي أطول طلبة في القداس الإلهي.
" بسلام إلى الرب نطلب"، بالخطيئة دخل الإنسان في حيز الاضطراب و التجزؤ و الخطيئة، و أما المسيح فقد أعاد الإنسان إلى الوحدة.
أول ما نطلب من الله هو السلام، و ليس السلام هنا هو السلام الذي يصنعه البشر بنزواتهم و لكن السلام الذي من العلى، لأن المسيح أتانا من العلى لكي يبعث فينا السلام الحقيقي الذي يعيد الطمأنينة في النفس المضطربة، السلام الذي يقبل كل نفس تائبة و عائدة.

"سلام كل العالم"
نطلب من الله أن يكون العالم في سلام دائم و ثابت و هذا يتحقق بالسلام العلوي، و هذا كله لتكون الكنيسة في ثبات أمام تجارب الشرير الذي يود الانشقاق للكنيسة، و أما اتحاد الجميع فهذا ناتج عن رباط الروح، رباط السلام، و بحسب القديس بولس الرسول:"يا أخوة اجتهدوا أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام"، أي أن نرتبط مع بعضنا البعض في رباط المحبة، رباط المسيح المخلص و هكذا نستعد جميعاً للمناولة و هكذا أيضا نعيش السلام الداخلي مع أنفسنا و السلام الخارجي مع الله والآخرين و نكون بذلك قد أصبحنا آنية مستحقة لقبول المسيح في داخلنا.

" من أجل هذا البيت....".
عندما يدخل المرء إلى الكنيسة فإنه يدخل السماء في حضرة الله، و هناك على المؤمن أن يتصل مع الله بإيمان وورع لأن الخدمة هنا هي خدمة الله العلي خالقنا و مخلصنا.


† "من أجل أبينا و رئيس كهنتنا....".
كان القداس الإلهي يبدأ في الفترة الأولى من العصر البيزنطي بالدورة الصغرى كما نعرفها اليوم في القداس، فكانت أول حركة ليتورجية هي دخول الأسقف إلى الكنيسة و يتبعها ارتداؤه الحلة الكهنوتية في وسط الكنيسة كما يحصل مرات كثيرة اليوم و قبل البدء بالقداس الإلهي. عملية لبس الأسقف حلته تصور حدث تجسد الكلمة و الأسقف يمثل المسيح أو هو أيقونة السيد الحية.

† " من أجل هذه المدينة...."
نطلب من أجل المدينة التي نعيش فيها (المكان) و كل مكان في العالم. يقول القديس مكسيموس المعترف" المحبة الكاملة تجود على كل البشر بالتساوي". وهكذا نصلي من أجل المكان الذي نعيش فيه و كل العالم.

† " من أجل اعتدال الهواء .. و خصب الأرض بالثمار، و من أجل المرضى و المتألمين و الأسرى و المسافرين ...".
نلاحظ تفكير الكنيسة هنا بكل شخص بمفرده أينما وجد و في أي حال كان، ترغب الكنيسة بالتوجه إلى كل واحد على حدا و تصلي من أجله و من أجل أن يوفر الله له كل وسائل الحياة المرضية و الهانئة.

† " من أجل نجاتنا من كل ضيق و غضب ..
نطلب من الله أن يحمينا من جميع مخاطر الشر و تجاربه(الخطيئة و اللذة البشرية يلازمها الألم)، لقد سمح الله أن يُجرِب الإنسان الألم كي يشفى من جرح الخطيئة، ليس الألم عقابا بل دواءاً يناسب حالة الخطيئة التي يعيشها الإنسان إذ كانت حالته ناتجة عن الخطيئة.
نسير بالضيقات نحو ملكوت الله "لأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخله" و لكن كل تأديب في الحاضر لا يبدو أنه للفرح بل للحزن غير أنه يعطي في النهاية الذين يتروضون فيه ثمر برّ "للسلام".

† يجيب الشعب على كل هذه الطلبات " يا رب ارحم " هذا الجواب البسيط يحمل كل اللاهوت و كل الفكر المسيحي، " ارحم " من الفعل رحم و هذا الفعل بالعبرية يعني رحمة و صلاح و رأفة و خير أي أننا نطلب من الله أن يسبغ علينا كل مراحمه.

† بعد ذكرنا الكلية القداسة .......لنودع أنفسنا........
أي أننا نطلب معونة والدة الإله و جميع القديسين لكي نستطيع أن نودع حياتنا و ذواتنا للرب، و كما نذرت العذراء ذاتها هكذا لنتمثل نحن بها واضعين ذواتنا كعبيد للرب " ها أنذا أمة الرب" و هنا تعليم فريد أن نودع بعضنا بعضا، كل إنسان مؤمن مسئول عن الآخر لأنه علينا أن نطلب الخير للآخرين كما لأنفسنا بحسب ما تعلمناه من المسيح.

† بعد ذلك يتلو الكاهن أفشين ينهيه بإعلان ثالوثي " لأنه ينبغي لك كل تمجيد و إكرام و سجود أيها الآب و الابن و الروح القدس"..
" المصلين معنا" المجتمعون في الكنيسة هم الذين قبوا الدعوة الإلهية للعشاء، حضروا لكي يشتركوا في الحضور و المشاركة الإلهية الثالوثية في هذه الخدمة و هنا تأتي كلمة " آمين " لتؤكد أن الشعب يسعى و يستعد ليكون كل فرد فيه بيتا مقدسا لله.


‡ الأنديفونات


1- " بشفاعات والدة الإله يا مخلص خلصنا".في هذه الترنيمة تعليم عقائدي عن شفاعة والدة الإله، نطلب شفاعة والدة الإله العذراء مريم لكي يخلصنا يسوع ( طلبة الأم تقتدر عند السيد) مع التأكيد عل أن الخلاص يأتي من المسيح الإله أما مريم العذراء و القديسون فهم يتشفعون بنا أمام السيد، القديسون ليسوا وسطاء بالمعنى الحرفي للكلمة " لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله و البشر هو الإنسان يسوع المسيح" ( 1 تي 2: 5) المسيح هو الوسيط الوحيد و لكن القديسين مجار حية بها تتدفق نعمة الفادي الوحيد.

إن شفاعة القديسين تستمد حقيقتها من الشركة التي تجمع المؤمنين - أعضاء جسد المسيح - فكما أن الأعضاء تخدم بعضها البعض في وحدة الجسد (1 كور: 12) هكذا المؤمنين بالصلاة كما كتب الرسول يعقوب في رسالته " إن طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها" ( 5: 16).
العذراء مريم صارت أمنا لأنها ولدت المسيح الذي ارتضى أن يصير بجسده أخا لكل واحد مننا، و لأنها أمنا تنظر إلى حاجتنا و ترفعها إلى السيد لذلك تدعى بحق الشفيعة الحارة و ملجأ العالم.


- أيضا و أيضا بسلام إلى الرب نطلب...
لا يقصد بهذه الطلبة تكرار لسابقتها و لكننا لا نكلّ من تكرار الأقوال نفسها للرب، قد نطلب نحن الأمور نفسها و عندما تمنحنا إياها محبته عندها ندرك أنها ليست مماثلة لما كان في حوزتنا إننا نكرر طلب الحصول على السلام الذي من العلى لنتهيأ أكثر للاشتراك في مائدة الرب.

- " بارك ميراثك" أفشين الأنديفونات.
يقول الذهبي الفم: " أننا في القداس الإلهي نقف أمام المائدة المقدسة" بفرح شاكرين الله و الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور " و المسيح هو كذلك ميراث كل البشر إننا نقدم المسيح لكل من على الأرض من بشر.


الأنديفونا الثانية

" خلصنا يا ابن الله يا من.... قام من بين الأموات ".
ترتيلة عقائدية نعلن فيها أن يسوع المسيح هو ابن الله و أن الخلاص يحققه فقط لنا ابن الله القائم من بين الأموات، لأن الذي سوف الذي يأتي و يدين العالم هو المسيح ابن الله قاهر الشيطان بموته و قيامته، الاعتراف أن المسيح " ابن الله " هو حجر الزاوية، حجر إيماننا الذي تبنى عليه الكنيسة " على هذه الصخرة ابني كنيستي" لأن الكنيسة هي امتداد لتجسد يسوع.
" يا كلمة الله الابن الوحيد..."
لقد تجسد الذي ترتعد له الشيروبيم و السيرافيم من النظر إليه و ارتضى أن يأخذ صورة عبد من خلق الكل بكلمة منه، يسوع المسيح ارتضى أن يسكن أحشاء والدة الإله متأنسا منها كي يحقق لنا النصر على الشيطان الشرير لنتغلب على الشرير و الشر و الموت.

وهذا النشيد الذي هو ملخص العقيدة الأرثوذكسية ( المستقيمة الرأي ) يعود إلى أوائل القرن السادس حوالي( 536م )، لقد قام المسيح بعملية التدبير الإلهي من يجسد و موت و قيامة دون أن يتخلى عن مجده الإلهي، دون أن يترك الألوهية، هذا النشيد في قداس الموعوظين قبل الإنجيل يشبه دستور الإيمان ( أؤمن بإله واحد....) في قداس المؤمنين و قبل الكلام الجوهري و المناولة هنا يبرز التشابه بين قداس الموعوظين المرتكز على الكلمة المحكية و المعلنة و بين قداس المؤمنين المرتكز على الكلمة المتجسد في الافخارستيا.


‡ الدخول الصغير


بعد الإعلان ترتل الجوقة طر وبارية القيامة، أي نشيد النصر و الظفر على الموت و ذلك بحسب لحن الأسبوع أو طر وبارية العيد أو القديس المحتفى به. و أثناء ذلك يتم الزياح فيسجد الكاهن ثلاث مرات أمام المائدة و يقبل الإنجيل و يطوف به في زياح و يتجه نحو الباب الملوكي في الهيكل و تتقدمه الشموع و الصليب. هذا الدخول يسمى الإيصودون ( دخول) أ و الدخول الصغير.

حتى القرن السابع كان القداس الإلهي يبدأ بدخول (إيصودون ) الإنجيل الشريف و كان الكاهن يرتدي حلته الكهنوتية في المكان الذي تحفظ فيه أدوات الكنيسة، من هناك يأخذ الإنجيل و يدخل مع المؤمنين إلى صحن الكنيسة و الأسقف يرتدي حلته أمام المؤمنين ثم يدخل الهيكل.

الشمعة التي أمام الإنجيل تشير إلى يوحنا المعمدان السراج الموقد المنير السابق للمسيح، و الدخول معناه أن الكاهن يرتقي من الأرضيات إلى ملكوت الله ليكون الصلة بين الله و الشعب، و في كل دخول ندخل إلى الملكوت لنرتقي إلى الله " اجعل دخولنا مقرونا بدخول الملائكة القديسين الذين يشاركوننا في الخدمة و يمجدون معنا صلاحك "، هنا الأفشين بصيغة الجمع أي دخولنا جميعا إلى الملكوت، ويرمز كذلك إلى خروج المسيح للبشارة في العالم.

الايصودون الصغير هو صورة عن مجيء المسيح إلى العالم ليكون هو نور العالم كارزا ببشارة الملكوت التي إن قبلناها نعود إلى الملكوت.

† عندما يصل الكاهن أمام الباب الملوكي يبارك الهيكل راسما علامة الصليب و يقول: "مبارك دخول قديسيك كل حين..." إشارة إلى دخول شعب الله إلى الملكوت، الفرادة في هذه البركة هو " دخول قديسيك " أي شعب الله لقد دعانا يسوع لكي نكون قديسين كما هو قدوس و هذا ما فهمه بولس الرسول و خاطب به المؤمنين في كنائس و رسائل عديدة " إلى القديسين الذين في أفسس" ( 1:1)

† يقول الكاهن الأيصوديكون "القطعة الخاصة بالدخول"، وهي في الأيام العادية: "هلموا لنسجد ونركع للمسيح ملكنا وإلهنا.." وتختلف باختلاف العيد الذي نقيمه. و هنا نسجد للمسيح ملكنا و إلهنا واعين أنه لا ملك آخر على قلوبنا و هو يدخلنا إلى ملكوته حيث سنتذوقه كلمة معلنة (الإنجيل) و الأخرى نتناولها على شكل جسده ودمه الإلهيين.
† يضع الكاهن الإنجيل المقدس على المائدة المقدسة.

† يتابع الخورسان ترتيل الطروباريات و طروبارية صاحب الكنيسة الذي نطلب شفاعته دائما في كل قداس.


التريصاجيون

يعلن الكاهن " لأنك قدوس أنت يا إلهنا و لك نرسل المجد......" و ترتل الجوقة " قدوس الله....." أو ما يعرف بالنشيد المثلث التقديس، ثم يتلو الكاهن افشين التريصاجيون الذي يفسره القديس جرمانوس قائلا: "قدوس الله، أي الآب. قدوس القوي، أي الابن و الكلمة لأنه قيّد الشيطان المستقوي علينا و أبطل بالصليب من له عزة الموت و منحنا الحياة و القوة و السلطان لكي ندوسه. قدوس الذي لا يموت، أي الروح القدس الذي يمد الخليقة كلها بالحياة".

و لفظة قدوس في هذا النشيد ثلاث مرات هي نشيد الملائكة ( أش6 :2) و (رؤ 4: 8) و الألفاظ: الله - القوي - الذي لا يموت هي لداوود النبي القائل " عطشت نفسي إلى الله إلى الإله القوي الحي " ( مز42 : 2 ) .

جمعت الكنيسة المزمور و التسبيح الملائكي وأضافت طلبتها " ارحمنا "ليظهر توافق العهدين والملائكة و البشر داخل الكنيسة.

عند ترتيل النشيد (المثلث التقديس) يذهب الكاهن مقتربا من المذبح و هو يقول " مبارك الآتي باسم الرب "، ثم يبارك الكاثدرا قائلا:" مبارك أنت على عرش مجد ملكك أيها الجالس على الشيروبيم كل حين......." و إذا كان الأسقف موجودا فهو يبارك الكاتدرا، وهناك تعليم أننا نصعد بالتدرج من العالم إلى داخل الكنيسة إلى الباب الملوكي إلى مكان العرش الذي يمثل عرش الله، عرش المسيح، و هناك عادة في بعض الكنائس أن يجلس الأسقف على هذا العرش الكاثذرا مباركا الشعب فيه.

† يبارك الأسقف الشعب من الباب الملوكي ب " التريكاري " أي الشمعدان ذي الشمعات الثلاث التي تشير إلى الثالوث الأقدس و "الذيكاري " أي الشمعدان ذي الشمعتين رمزا لطبيعتي المسيح البشرية و الإلهية و يصلي كي يتعهد الله كنيسته، و الأسقف كونه صورة المسيح فهو يبارك و يطلب و يشفع لدى الرب.

البروكيمنن

و هو ترتيل آية في المزامير قبل قراءة فصل الرسالة فيقول القارئ البروكيمنن لأنه يدخلنا إلى سر الكلمة القديس جرمانوس يقول "إنه يشير إلى انكشاف الأسرار الإلهية والإنباء السابق بحضور الملك أي المسيح لذلك يستخدم كبروكيمنن استيخونات من المزامير لأنها تحدثنا عن عظائم الله".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:46 am


الرسالة
تؤخذ الرسالة من أعمال الرسل أو الرسائل، وهذه الرسالة تحتوي على التعاليم العقائدية و الروحية الملهمة من الله وأجوبة على المشاكل التي كانت مطروحة آنذاك ولازالت. الرسالة قد تأتي متوافقة مع حدث أو عيد أو قديس نعيد له في ذلك اليوم أو تأتي مرتبة حسب الآحاد ومتتالية بترتيب معين.

الأفشين
أثناء قراءة الرسالة يتلو الكاهن أفشين قبل الإنجيل " أشرق في قلوبنا النور الصافي نور معرفتك الإلهية......وافتح حدقتي ذهننا حتى ندرك تعاليم إنجيلك.." فالإنجيل لا يدركه في عمقه و جوهره إلا الذي فتح قلبه لله و استنار بنور الله، نطلب من الله أن يمنحنا النعمة لكي يصبح الجسد و النفس بانسجام كاملين عبر الاستنارة بنور الكلمة الإلهية التي سوف تقرأ علينا.


الهللواريون
في نهاية الرسالة يعطي الكاهن السلام للقارئ و يأتي ترتيل "هللوييا" و هي كلمة عبرية تعني( هللوا لله ) إنها دعوة لنا كي نسبح الله و نفرح لأنه يظهر لنا بعد قليل من خلال كلمة الإنجيل الذي سيتلى على مسامعنا أي أنها ردة الفعل على مجيئه. و هي ترتيلة تسبيح و تحية للإعلان الإلهي الذي سيعلن لنا إعلان يسوع المسيح لكنيسته.

التبخير
لم تقبل الكنيسة بسرعة هذا العمل الطقسي، لأنه كان مشتركاً بين ديانات عدة وما لبث أن أدخل إلى الليتورجيا ليصير ممارسة طقسية دينية عادية جداً، فالجمر والبخور المتحول إلى رائحة ذكية ودخان يرتفع إلى السماء.
التبخير كان يؤدَّى خلال ترنيم الهلِّلواريون، أمَّا الآن أثناء قراءة الرسالة، والأفضل عند ترتيل قدوس الله الأخيرة، يبارك الكاهن البخور ويبخر المائدة المقدسة، والمذبح والأيقونات والشعب من الباب الملوكي.


إفشين قبل الإنجيل:
هذه الصلاة تحتل في سر الكلمة الإلهية المكانة نفسها التي يحتلها استدعاء الروح القدس في الأنافورا، يطلب فيها من الآب إرسال روحه القدوس. ففهم الكلمة الإلهية وتقبلها غير خاضعين لإرادتنا وحدها فحسب، فالشرط الأساسي للفهم هو: أن تفتح " عيوننا الروحية " سرياً وأن يحل علينا الروح القدس، وهذا ما تشهد عليه البركة التي تعطى للشماس لقراءة الكلمة الإلهية.

قراءة الإنجيل:
في الدورة الصغرى يرفع الكاهن الإنجيل مغطياً وجهه به لكي يُظهِر للمؤمنين وجه المسيح، والآن بقراءة الإنجيل الشريف يقدم فمه " للكلمة " حتى يسمع المؤمنون " الكلمة ". فإذاً عوض الكاهن يرى الناس المسيح، وعبر فمه، نسمع صوته " صوت المسيح ". بالإنجيل الشريف نشاهد المسيح في وسطنا ونسمعه يدعونا إلى مملكته.
الإنجيل في التقليد الأرثوذكسي ليس جزءا من الليتورجيا كمادة للقراءة فحسب بل كتاب نحترمه، نكرمه كالأيقونة والمائدة، لذلك نبخِّره ونبارك به شعب الله.

الحكمة فلنستقم:
يجب علينا أن نرفع أذهاننا فوق الأرضيات كي نتمكن من فهم كلمة الله، فالكاهن على التحادث مع الله بغيرة وتقوى حارة، فانتصاب الجسد وقوفاً هو علامة أولى للغيرة والتقوى، لأن هذه هي وضعية المتضرعين، هذه هي وضعية العبد المشدود إلى سيده ليسرع على الفور لخدمته.

السلام لجميعكم:
إن منح الكاهن السلام يشير إلى منح نعمة اللاهوى من الله إلى المؤمنين المجاهدين في سبيل الانعتاق من الأهواء، المسيح بيد الكاهن وفمه، يَهَبُ نفس المجاهد السلام الذي من فوق، السلام هو اسم المسيح لا بل المسيح هو السلام عينه. تسبق هذه التحية السلامية كل قسم جديد من الليتورجيا الافخارستية، فهي تعطى قبل قراءة الكلمة الإلهية . . والقبلة السلامية المقدسة . . وتوزيع القدسات.. لتذكرنا كل مرة أن المسيح " بيننا " يرأس هو بنفسه قدَّاسنا الإلهي لأنه هو " المقرَّب والمقرِّب والقابل والموزَّع".

ولروحك:
الشعب الذي يقبل بركة السلام من الكاهن يصلي لأجله، فهو الأب والراعي وذلك كي يجني هو أيضاً سلام الله.

العظة، الدرس المقدس:تأتي البشارة لتشهد على أن الكلمة الإلهية سُمعت وفُهمت وقُبلت، فالعظة مرتبطة ارتباطاً عضوياً بقراءة الكتاب المقدس، وكانت في الكنيسة الأولى جزءاً من " اجتماع الجماعة " والعمل الليتورجي الجوهري للكنيسة، والشاهد الدائم على الروح القدس الحي في الكنيسة الذي يرشدها إلى جميع الحق " يوحنا 13:16 ".
للوعظ وجهان:
 1-يكمِّل موهبة التعليم التي أعطيت للكاهن ليقوم بخدمته في تعليم الجماعة.
 2-لا تفصل خدمة التعليم عند الإكليروس عن الجماعة التي هي مصدر نعمته.
موهبة التبشير ليست موهبة شخصية بل موهبة تُمنح للكنيسة لتعمل في الجماعة، حيث الروح القدس يحل على الكنيسة برمَّتها ومهمة رئيس الخدمة الوعظ والتعليم، أمَّا مهمة الشعب تقبّل هذا التعليم. هاتان الوظيفتان نابعتان من الروح القدس وهما تتمان في الروح القدس وبواسطته، فالكنيسة جمعاء أخذت الروح القدس لا مجموعات.
يُمنح الأسقف والكاهن موهبة التعليم في الكنيسة لأنهما شاهدان على إيمان الكنيسة ولأن التعليم ليس تعليمهما بل تعليم الكنيسة ووحدة إيمانها ومجيئها.
في الماضي البعيد كانت الجماعة تجيب " آمين " بعد انتهاء العظة تأكيداً بذلك على أنها قبلت الكلمة الإلهية وإثباتاً على أنها واحد في الروح مع الواعظ.


‡ قداس المؤمنين

ينتهي الجزء الأول من القداس الإلهي المعروف بقداس الموعوظين أوقداس "الكلمة" بالعظة ويبدأ الجزء الثاني أو قداس المؤمنين. في الجزء الأول ظهر لنا يسوع عبر الكلمة الإلهية التي سمعناها في الرسالة والإنجيل والعظة. في القديم كان الموعوظون أو الذين يتهيأون للمعمودية يخرجون من الكنيسة عند هذا الحد من القداس بناءً على دعوة الشماس لهم بأن يخرجوا.

الأنديمنسي:

بداية قداس المؤمنين تكون مع فتح الأنديمنسي لتوضع عليه القرابين المقدسة. والأنديمنسي كلمة يونانية وتعني "عوضاً عن المائدة"، وهو كناية عن قطعة قماش مستطيلة عليها أيقونة المسيح وهو في القبر، وحول الصورة كُتبت طروبارية الجمعة العظيمة: "إن يوسف المتقي أحدر جسدك الطاهر من العود..." فالذبيحة التي ستوضع على الأنديمنسي ليست سوى صورة لذبيحة الصليب التي قدّم فيها الرب نفسه فداءً عن البشر أجمعين. وغالباً ما يوضع في زاوية الأنديمنسي جزءاً من رفات أحد القديسين. لأنه في القرون الأولى كانت تقام الذبيحة الإلهية على أضرحة القديسين الشهداء الذين قدموا دمهم وحياتهم ثمناً لإيمانهم بالرب يسوع. ويقوم الأسقف عادةً بتكريس الأنديمنسي عبر التوقيع عليه، وذلك للدلالة على التفويض الذي يمنحه الأسقف للكهنة لكي يقيموا بدورهم الخدمة الإلهية، وتوقيع الأسقف كذلك هو علامة طاعة للرب وللأسقف الذي هوصورة للمسيح رئيس الكهنة الأوحد، ورمزاً للشركة التي تجمع الأسقف والكاهن والرعية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:47 am


صلاة الكاهن من أجل نفسه:

يقول الكاهن عند فتح الأنديمنسي الاعلان التالي: "حتى إذا كنا محفوظين من عزتك كل حين.."، وبعده يتلو صلاة من أجل نفسه "ليس أحد من المرتبطين بالشهوات..." يعلن فيها عدم استحقاقه لخدمة الأسرار الإلهية المقدسة، ويعترف أمام الرب أنه إنسان خاطئ ويطلب منه أن يطهره ويجعله مستحقاً للوقوف أمامه بالروح القدس المعطى له بسر الكهنوت. يعي الكاهن أن ما سيحمله بيديه البشريتين (الجسد والدم الإلهيين) هو فوق استحقاق البشر، لذلك يطلب عون الرب لأداء هذه الخدمة؛ وأيضاً أن المسيح هو الذي يقرّب الذبيحة التي قرّبها مرة ومازال يقرّبها. يشعر الكاهن هنا بالرعدة فيداخله لذا يطلب المعونة من العلاء لكي يكون السر فاعلاً في قلوب المؤمنين وحياتهم.

الشاروبيكون:

أثناء تلاوة الكاهن الصلاة من أجل نفسه ترتل الجوقة ترتيلة التقدمة أو ما يعرف "بالتسبيح الشاروبيمي) "أيها الممثلون الشروبيم سرياً..". غاية هذا التسبيح الشاروبيمي تهيئة المؤمنين للاشتراك في الأسرار المقدسة. إنه دعوة لهم لكي يتشبهوا بالملائكة المحيطين بالعرش الإلهي المسبيحين باستمرار: "قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت" (اشعياء6). وتدعونا هذه الترتيلة إلى التشبه بالشاروبيم (وهم فصيلة من الملائكة) وترنيم تسبيح الملائكة والتجرد والترفع عما هو دنيوي مادي، ووضع الرب دائماً نصب أعيننا كما تفعل الملائكة. إن ملك الكل ورب الجميع سيأتي سرياً ويحضر بيننا على المائدة المقدسة فيجب علينا الاهتمام به فقط "لأن الحاجة إلى واحد" (لو42:10).

الدخول الكبير:

بعد انتهاء ترتيل التسبيح الشاروبيمي، يأخذ الكاهن الكأس والصينية عن المذبح في تطواف داخل الكنيسة ويضعها على المائدة المقدسة. إن هذه القرابين هي قرابيننا التي قدمناها عن أنفسنا وعائلاتنا، ويجب علينا أن نقدم قبل كل قداس إلهي تقدماتنا لكي نرفع صلاتنا جميعاً مشتركين مع بعضنا، كجسد واحد للمسيح، في الصلاة من أجل الجميع. الكاهن يحمل قرابيننا ويرفعها إلى الهيكل السماوي ويدخل معها إلى الملكوت لنجلس إلى مائدة الرب في ملكوته ونشترك جميعاً في ذبيحة المسيح. أثناء التطواف يعلن الكاهن: "جميعكم ليذكر الرب الإله في ملكوته السماوي كل حين.." ثم يرفع رئاسة مطران الأبرشية ويذكر الأحياء والأموات الذين قدمت على اسمهم القرابين المقدسة. نستودع من نذكرهم الله. نذكر الأحياء والأموات معاً لأنه لا شيء يفصل في الكنيسة بين من رقد ومن هو حي. الجميع، أحياءً وأمواتاً، أحياء في المسيح يسوع، لأن المسيح "إله أحياء وليس إله أموات" (متى23:22).
أخيراً عند وصول الكاهن إلى داخل الهيكل يضع القرابين على المائدة ويضع عليها الستر الكبير، إشارة إلى دحرجة الحجر عن باب القبر الذي وضع فيه المسيح.

خدمة الأنافورا المقدسة

بعد الانتهاء من وضع القرابين على المائدة المقدسة يبدأ الكاهن تلاوة سلسلة من الطلبات (لنكمل طلباتنا للرب) التي تسبق الكلام الجوهري. وتقسم إلى قسمين: القسم الأول يجيب عليه الشعب بـ "يارب ارحم" ويطلب فيها الكاهن من أجل القرابين ونجاتنا من الضيقات والضرر والأحزان والشدة. والقسم الثاني يجيب عليه الشعب بـ "استجب يا رب". ويسأل الكاهن من الرب السلام ليومنا وأن يحفظ نفوسنا وأجسادنا من الشرير. وأن نمضي بقية حياتنا بالسلام الذي من الله وأن تكون حياتنا مسيحية لكي يكون وقفنا أمام منبر المسيح في اليوم الأخير بلا عيب.


‡ قانون الشكر أو الكلام الجوهري


بعد انتهاء الطلبات يقف الكاهن في الباب الملوكي ويمنح السلام والبركة للشعب قائلاً: "السلام لجميعكم"، مفتتحاً بذلك قانون الشكر أو ما يعرف بالكلام الجوهري. الكاهن يمنحنا سلام الله، لأنه جيد أن نكون في حالة سلام مع الله ومع الآخرين ومع أنفسنا في هذه اللحظات المقدسة.

ثم يعلن الكاهن "لنحب بعضنا بعضاً لكي نعترف بعزم واحد مقرين، ويجيب الشعب: "بآب وابن وروح قدس، ثالوث متساوٍ في الجوهر وغير منفصل". في القديم كان الشعب عند هذا الإعلان يتبادلون القبلة المقدسة، كما يقول بولس الرسول: "سلّموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة" (رومية16:16)، ويرددون خلالها: المسيح معنا وفيما بيننا كان وكائن ويكون. هذا الترتيب مازال محفوظاً إلى يومنا هذا بين الكهنة في الهيكل. فبسبب محبة المسيح التي فينا لا يسعنا إلا أن نحب الغريب الذي يقف بجانبنا الذي سيشاركنا هذه الكأس الواحدة. الدعوة إلى المحبة بيننا تفتتح الكلام الجوهري الذي نستعد فيه للمناولة، فالمحبة ليست موضوعاً نظرياً، بل عمل يترجم بأفعال محبة نؤكد فيها للعالم أننا فعلاً جسد واحد هو جسد المسيح، وأن المسيح حاضر بالحقيقة معنا وفيما بيننا.

الأمر الثاني المهم في هذا الإعلان هو ارتباط إعلان محبتنا لبعضنا بإقرار إيماننا بالثالوث القدوس. وعت الكنيسة أن الشرط الأساسي للفكر الواحد، الذي يطلبه منا المسيح، هو المحبة التي هي على صورة محبة المسيح لنا، على صورة محبة الثالوث الأقدس الذي نعلن إيماننا به. المحبة والإيمان بالثالوث الأقدس مرتبطان. فكما أن الثالوث هو في وحدة نابعة من محبة سرمدية هكذا يجب أن نكون في محبة بعضنا كما الثالوث لنصير واحداً في المسيح. وكما أن المحبة شرط أساسي لاشتراكنا بالذبيحة الإلهية، كذلك إيماننا المشترك الواحد بالثالوث هو شرط أساسي لهذه المشاركة. الإيمان المشترك الواضح هو الركيزة الأساسية للمناولة المشتركة لذا يأتي تشديدنا على وحدة الإيمان في الكنيسة قبل المناولة المشتركة. المناولة المشتركة مع الآخرين هي تتويج لعملية الوحدة الإيمانية وليست وسيلة للوصول إلى الوحدة.


دستور الإيمان

عند انتهاء ترتيل "بآبٍ وابن وروح..." يعلن الكاهن: "الأبواب، الأبواب بحكمة لنصغ" ويتلو الشعب دستور الإيمان: "أؤمن بإله واحد..". في القديم، كان الاعلان: "الأبواب الأبواب" تنبيهاً لحافظي أبواب الكنيسة كي يتيقظوا ولا يسمحوا لأي من الموعوظين الذين يستعدون للمعمودية بالدخول إلى الكنيسة بعد هذا الإعلان، لأنه يحق للمعمدين فقط الاشتراك في الذبيحة الإلهية. اليوم، يدعونا الإعلان إلى إغلاق كل الأبواب المؤدية إلى قلوبنا والتي قد يدخل عبرها أي فكر شرير يعرقل اشتراكنا بجسد ودم الرب أو يمنعه، وإلى فتح ذهننا لكي نعي هذا الإيمان الذي نحن مزمعون أن نعلنه.

أما دستور الإيمان فهو بالتحديد اعلان النقاط الأساسية للعقيدة والإيمان المستقيم الرأي (الأرثوذكسي) حول الآب والابن والروح القدس والكنيسة والمعمودية وقيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. وقد أُدخل هذا الدستور إلى القداس الإلهي في بدايات القرن السادس لأن الكنيسة تعي أن وحدة الإيمان بين الجماعة الكنسية أمر بديهي لابد منه، وإن هذه الوحدة شرط أساسي للمناولة المشتركة. هكذا يتضح لنا وصف القديس اغناطيوس الانطاكي لسر الكنيسة على أنها سر الوحدة بالإيمان والمحبة "لأن القلب يؤمَن به لله والفم يُعترف به للخلاص"(رومية1:10)، لذلك في كل قداس إلهي نعترف "بفم واحد وقلب واحد" بإيماننا ونعلن استعدادنا لتقبّل هذا الإله الذي نعترف به في دستور الإيمان داخلنا.

أثناء تلاوة دستور الإيمان يرفع الكاهن الستر الكبير الذي يغطي به الكأس والصينية ويرفرف به فوقهما ويتلو دستور الإيمان. هذه الرفرفة هي صورة للزلزلة التي سبقت قيامة الرب. يرفرف به إلى أن نصل إلى "وقام من بين الأموات" حيث يضعه جانباً صورة لدحرجة الحجر عن باب القبر. ثم يأخذ الستر الصغير ويرفرف به حول القرابين رمزاً لرفرفة الروح القدس، هذا الروح الذي سيحل على القرابين لتستحيل إلى جسد المسيح ودمه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:48 am


قانون الشكر أو الكلام الجوهري

بعد الانتهاء من تلاوة دستور الايمان يعلن الكاهن: "لنقف حسناً، لنقف بخوفٍ لنصغِ، لنقدم بسلام القربان المقدس". في هذه اللحظات الرهيبة علينا ان نكون في حالة استعداد وخشوع ورهبة، نفساً وجسداً، لنقدّم القربان المقدس. يجب أن نقف وقفة استعداد شاخصين نحو الملك السماوي وقائلين: "قلبي مستعد يا الله" (مز7:75)، ومرددين مع بطرس الرسول على جبل ثابور: "يا رب جيد أن نكون ههنا" (متى3:17) الرب يتجلّى لنا في القداس الإلهي عبر جسده ودمه الكريمين.

يجيب الشعب: "رحمة سلام ذبيحة تسبيح" قال الرب: "أريد رحمة لا ذبيحة" (مت13:9) فالذبيحة بدون رحمة لا معنى لها. الذبيحة المرضية لله هي تلك الصادرة من القلوب المملوءة رحمة ومحبة وسلاماً. لكي نكون مستعدين لتقديم القرابين نحن بحاجة إلى النعمة الإلهية. هذا ما يمنحنا إياه الكاهن: "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس لتكن مع جميعكم" (2كو7:13). هذا الإعلان إشارة إلى مساهمة كل من الأقانيم الثلاثة في العمل الخلاصي، فالآب من أجل محبته للبشر أرسل ابنه الوحيد لخلاص العالم، والابن بتجسده وصلبه وموته وقيامته وصعوده أعطانا نعمة الفداء، التي تعطى لنا بالروح القدس الذي يسكن فينا بالمعمودية والأسرار الأخرى ويجعل بيننا وبينه شركة إذ يجعلنا هياكل له. يقول الرسول بولس أننا في المسيح يسوع حصلنا على الخلاص الذي به "لنا سلام مع الله.. والذي به أيضاً صار لناالدخول بالإيمان إلى هذه النعمة" (رو5: 1-2). "لا أحد يأتي للآب إلا بي" (يو6:14) لذلك وضع الرسول بولس نعمة ربنا يسوع المسيح في بداية الاعلان.

ثم يحثنا الكاهن "لنضع قلوبنا فوق". دعوة الكاهن لنا أن يكون الله كنزنا وأن نعطيه قلبنا. "يا بني اعطني قلبك" (أمثال26:23). يجيب الشعب على هذه الدعوة: "هي لنا عند الرب". نطرح عنا كل خطيئة واهتمام أرضي ونرتفع بقلبنا إلى الله. ويردف الكاهن قائلاً: "لنشكرن الرب"، ألا يسمى القداس الإلهي سر الشكر! فالذبيحة هي ذبيحة شكر لله على كل ما أعطانا. ويجيب الشعب على هذه الدعوة بالقول: "لحق وواجب أن نسجد لآب وابن وروح قدس ..". سجودنا للثالوث هو التعبير الوحيد عن شكرنا لله على كل ما أعطانا. إن معرفة الله تستحيل علينا دون شكره. فبعدما تمّ كل شيء، أي بعد منح غفران الخطايا وكسر شوكة الموت، لم يبق أمام الإنسان إلا أن يسبح ويشكر، وكأننا مُنحنا الشكر عرفاناً من الله وفرحاً فردوسياً. أثناء ترتيلنا "لحق وواجب..." يتلو الكاهن صلاة باسم المؤمنين نشكر الله فيها لأنه أخرجنا من العدم إلى الوجود، ورغم سقوطنا بالخطيئة منحنا الخلاص. ونشكره على كل احساناته الينا الظاهرة وغير الظاهرة. الإنسان المسيحي هو العبد الشكور ودوماً الذي يؤمن بأن الله يريد خيره وإن كان هو يجهل كيف يعمل الله، ويؤمن بأن كل عطية صالحة هي من لدن الله.

في نهاية الافشين (صلاة الكاهن) يشكر الكاهن الله لأنه قَبِل ذبيحتنا مع أنه يقف حوله ألوف من الملائكة "بتسبيح الظفر مرنمين وهاتفين وصارخين وقائلين."
بعد الاعلان "بتسبيح الظفر مرنمين وهاتفين وصارخين وقائلين" يرتل الشعب : "قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت (رب القوات السماوية) السماء والأرض مملوءتان من مجدك،.." القسم الأول من هذا النشيد يذكرنا بالتسبيح الملائكي الذي سمعه اشعياء النبي (أشعياء6)، حيث الشاروبيم والسارافيم يحيطون بعرش الله ويسبحون على الدوام قائلين قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت السماء والأرض مملوءتان من مجدك. تسبيح الملائكة هذا يلتقي مع هتاف أطفال أورشليم وهم يستقبلون الرب في دخوله إلى أورشليم: "أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب" (مت9:21). كلمة "أوصنا" هي كلمة عبرية وتقابلها بالسرياني "هوشعنا" وتعني "خلصنا يا من في الأعالي". نصرخ نحو الآب متضرعين أن يمنحنا الخلاص مقرين معترفين ومباركين المسيح الآتي باسمه الذي سوف نستقبله على المائدة المقدسة بعد قليل، بل وسنستقبله كالأطفال في داخلنا ونتحد به عبر المناولة. دمج النشيد الملائكي مع البشري إشارة إلى أن السماء والأرض اتحدتا بتجسد المسيح. في القداس الإلهي ندخل الملكوت، والملائكة تخدم معنا ونحن نردد تسبيحهم كالأطفال بقلوب نقية طاهرة لأنه إن لم نعد كالأطفال فلن ندخل ملكوت السماوات (مت3:18) في القداس الإلهي تصير الكنيسة السماء على الأرض.

أثناء ترتيل هذا النشيد يتلو الكاهن صلاة باسم كل الشعب الواقف حوله يقر فيها ويعترف بقداسة الله ومجده. هذا التذكر لما صنعه الله معنا ليس مجرد عرض بسيط للأحداث الخلاصية كفيلم سينمائي، إنما هو أحياء لهذه الأحداث وكأنها حاصلة الآن ونشكل جزءاً منها. لذلك يكرر الكاهن في كل قداس هذا التذكر لكي نحياها في كل قداس إلهي. في نهاية الافشين يعلن الكاهن وهو يشير إلى الحمل (القربان) الموضوع على الصينية الذي سيستحيل إلى جسد الرب يسوع بحلول الروح القدس عليه: "خذوا كلوا هذا هو جسدي..." ويجيب الشعب آمين، أي حقاً. ثم يشير إلى الكأس قائلاً: "اشربوا منه كلكم ...". نحن الآن فعلاً على مائدة العشاء السري، مائدة الملكوت، مع الرب ورسله ونسمع صوت الرب يقول "خذوا كلوا ...اشربوا".

‡ استدعاء الروح القدس


بعد كلام التأسيس "خذوا كلوا..اشربوا منه كلكم.." يقول الكاهن: "ونحن بما أننا متذكرون هذه الوصية الخلاصية، وكل الأمور التي جرت من أجلنا الصليب والقبر والقيامة ذات الثلاثة أيام والصعود إلى السماوات والجلوس عن الميامن والمجيء الثاني المجيد أيضاً، التي لك مما لك نقربها لك على كل شيء ومن جهة كل شيء". الذبيحة التي نقدمها هي امتداد وتذكار لما فعله الرب من أجلنا لكي يخلصنا، كما أنها استباق لما سيحدث في المستقبل أي اشتراكنا في مائدة الملكوت والمجيء الثاني المجيد. في هذا الإطار يقدم الكاهن القرابين باسم الشعب الواقف حوله. هذه الذبيحة، كما ذكرنا سابقاً، نقدمها لله لكي نشكره على كل ما أعطانا. الخبز الذي هو عنصر الحياة نقدمه للرب رمزاً لتقديم حياتنا له لكي يقدسنا وندخل الملكوت.

ويتلو بعدها الكاهن صلاة استدعاء الروح القدس. رافعاً الصلاة باسم الكنيسة المجتمعة مستعملاً صيغة المتكلم الجمع: "نطلب ونتضرع ونسأل أن ترسل روحك القدوس علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة، واصنع هذا الخبز فجسد مسيحك المكرم،آمين، وأما ما في هذه الكأس فدم مسيحك المكرم، آمين، محولاً إياهما بروحك القدوس آمين . آمين. آمين.". في هذه الصلاة نصل إلى أهم لحظات القداس الإلهي وأدقها حيث سيتحقق تحويل القرابين إلى جسد المسيح ودمه.القداس الإلهي هو عملية متكاملة وأجزاء القداس لا تنفصل عن بعضها البعض بل تتكامل. هكذا لا يمكن فصل استدعاء الروح القدس على القرابين عن باقي أجزاء القداس وإلا صار بالإمكان اختصار القداس إلى هذه الصلاة بمفردها ثم المناولة. هذه الصلاة تتوج ما كنا نعد له في القداس عبر اجتماعنا مع بعضنا وقراءة الإنجيل والرسالة وإعلان إيماننا ومحبتنا إلخ... ما يميز هذه الصلاة هو استدعاء الروح القدس "علينا" وعلى القرابين الموضوعة. علينا أن نصير هياكل للروح القدس.

ويتابع الكاهن الصلاة مؤكداً أن هدف استحالة جسد الرب ودمه "لكي يكونا للمتناولين لانتباه النفس ومغفرة الخطايا وشركة الروح القدس.." نقدم القرابين للآب ويحولها لجسد ابنه ودمه لكي تتجدد حياتنا ونتأله باقتبالنا مصدر الحياة.

يستأنف الكاهن شكره لله على النعم الغزيرة التي منحنا إياها عبر الأنبياء والرسل والقديسين كما نشكره "خاصة من أجل والدة الإله .." ويصلي بعدها من أجل الراقدين ومن أجل الأساقفة والكهنة والعالم بأسره..ثم يذكر رئيس الكهنة مطران الأبرشية بصوت عالٍ لكي يبقى حافظاً كلمة الله التي هي الحق والحياة ومعلماً لها.

القدسات للقديسين

بعد تلاوة الصلاة الربية يعطينا الكاهن السلام لكي نكون مستعدين للاقتراب من الأسرار المقدسة، ويصلي كي تكون هذه المقدسات "لخيرنا جميعاً بحسب حاجة كل واحد منا ... ولشفاء المرضى" الله وحده يعلم حاجة كل واحد منا (متى 6:8) وهو وحده يعرف خيرنا وما في قلوبنا. ينهي الكاهن صلاته باعلان "بنعمة ورأفات ابنك الوحيد ومحبته للبشر الذي أنت مبارك معه ومع روحك الكلي قدسه الصالح والصانع الحياة..." يسجد الكاهن أمام القرابين ثلاث مرات قائلاً "با الله اغفر لي أنا الخاطئ وارحمني"، لأنه على وشك أن يحمل الرب بيديه. ثم يرفع لكاهن الحمل بيديه ويعلن: "لنصغ القدسات للقديسين". دعوة لنا لأن نتيقظ ونكون حذرين. فالقدسات، أي القرابين المتحولة إلى جسد الرب ودمه، يستحقها القديسون فقط. لكن هذا الكلام موجه لنا نحن المجتمعون حول مائدة الرب في الكنيسة، حول الذين يسعون للخلاص من خطاياهم ويطلبون رحمة الرب. وتأتي صلوات الاستعداد للمناولة ليعلن فيها المؤمن عدم استحقاقه واتكاله على الرب ورحمته وثقته بمحبة الرب "الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تيمو4:2).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:48 am


‡ المناولة


يرفع الكاهن الحمل الجسد المقدس عن الصينية ويقول: "القدسات للقديسين" الحمل الذي رفعه الكاهن بيديه هو جسد الرب الكريم، وهو القدسات ولا شيء أقدس منه. ولكن القدسات لا يجوز التفريط بها ولا تعطى إلا لمن يستحقها. هذا الكلام موجه إلينا جميعاً لأننا وبحسب تسمية بولس الرسول ندعى قديسين لأننا جميعاً أعضاء جسد المسيح في الكنيسة الواحدة.
"بخوف الله وإيمان ومحبة تقدموا"
هنا قمة القداس الإلهي، هدف القداس الإلهي هو المناولة، وهنا شروط الدعوة خوف الله وإيمان به ومحبة الله والقريب.

فخوف الله أي أن نعي تماماً أن الله هو الخالق وهو الديان الحنون والعادل، ويضاف إلى ذلك الإيمان المستقيم الرأي إيماناً بالله والثالوث وعمل الخلاص، وأخيراً المحبة؛ محبة الله والقريب ومحبة الخلاص لأنفسنا وللآخرين.

المناولة تجعلنا متحدين مع يسوع المسيح، ونصير كذلك واحداً مع المشتركين من ذات الكأس. لأن المسيح يسوع هو من يوحدنا مع بعضنا البعض بالحقيقة. ونؤكد أيضاً أننا في المناولة نثبت في المسيح "من ياكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبدية.. يثبت فيّ وانا فيه" (يوحنا6: 54-56). المناولة هي الخبز السماوي وغذاء حياتنا، ولهذا يوصي الآباء القديسون بالمناولة المتواترة.

في مقابل هذا نشدد ونؤكد على أهمية الاستعداد للمناولة بشكل جيد؛ الصلاة (صلاة قبل المناولة أو "المطالبسي") أولاً تدخلنا في عمق العلاقة المستمرة مع الله، وثانياً الصوم والانقطاع عن الطعام منذ الليلة التي تسبق القداس الإلهي، الصوم هو تعبير عن أن لا الطعام ولا الشراب يلهينا عن الشركة مع الرب يسوع، الذي نعتبره الإله الحقيقي ولا يلهينا عنه شيء، بالإضافة لكونه نوع من الجهاد الروحي لاستقبال يسوع الإله في قلوبنا. أخيراً نهيأ أنفسنا للمناولة عبر طلب المغفرة من الله والصفح عن كل من أخطأ إلينا والتقرب بطلب الغفران لكل من أخطأنا إليه. كيف تتحقق غاية المناولة بالشركة مع المسيح الإله ومع الآخرين إن بقي في قلوبنا شيء من الحقد أو الكراهية على الآخر كائناً من كان؟! الكأس الواحدة هي زواج عضوي برأس الجسد (المسيح) واقتران حقيقي بكل أعضاء الجسد (المؤمنين في الكنيسة)، المناولة هي دعوة لأن نقترن مع بعضنا البعض بعلاقة تربطنا جميعاً بالسيد له المجد.

‡ الانتهاء من المناولة


عند الانتهاء من مناولة الشعب يقف الكاهن في الباب الملوكي حاملاً الكأس المقدسة ويقول للشعب: "هذه لامست شفاهكم فتنزع آثامكم". تذكرنا هذه العبارة بما قاله ملاك الرب لأشعياء النبي : "إن هذه مست شفتيك فانتزع اثمك وكفر عن خطيئتك" (اشعياء 6: 7). عند المناولة نأخذ الججمرة الإلهية الحاملة الحياة التي تطهر الجميع وتحرق غير المستحقين. يسوع هو وحده القادر على محو خطايانا وهو الذي قدم نفسه كفارة خطايانا على الصليب.

بعد المناولة يبارك الكاهن الشعب بالكأس قائلاً: "خلص يا رب شعبك وبارك ميراثك". يدعو الكاهن المؤمنين شعب الله. نصير من شعب الله عندما نتحد مع يسوع بالمناولة ونصير أخوة له، أي نصير كلنا أبناء الله ونشكل جسد المسيح: "نحن الكثيرون أصبحنا جسداً واحداً لأننا أكلنا الخبز الواحد" (1كو17:10). ثم يدخل الكاهن إلى الهيكل ويضع في الكأس المقدسة ما تبقى من القرابين الموجودة على الصينية وهي الأجزاء التي تمثل العذراء والقديسين ... ويقول " اغسل يا رب بدمك الكريم خطايا عبيدك المذكورين ههنا بشفاعة والدة الإله وجميع قديسيك". وحده الرب قادر أن يمحو الخطايا. ذبيحتنا هنا هي استمرار لذبيحة الصليب التي بها محا يسوع خطايانا وسمّرها على الصليب.

"قد نظرنا النور الحقيقي" هذا ما يرتله المؤمنون فيسوع المسيح هو النور والحق ونحن عبر المناولة والاتحاد به نصير في النور، لا بل نصير أبناء للنور والحق ويسكن فينا الروح القدس الذي يحيينا ويجعلنا هياكل له. عندها نسجد للثالوث القدوس بحقٍ.

ثم يبخر الكاهن الكأس قائلاً: "ارتفع اللهم إلى السماوات وعلى كل الأرض مجدك". هذه صورة لصعود المسيح إلى السماء. هذا الصعود يجري في كل مؤمن بالمناولة بصورة سرية إذ أنه باتحاده بالمسيح أصبح جالساً معه سرياً عن يمين الآب ومستقراً في قلب الله. وبعدها ينقل الكاهن القرابين إلى المذبح ويتلو طلبة الشكر، ونحن نشكر الرب على هذه النعمة التي أعطانا إياها. نشكره لأنه منحنا موهبة التقديس بدمه الكريم.

بعد المناولة وإعادة القرابين إلى المذبح يعلن الكاهن: "لنخرج بسلام..". يعلن الكاهن نهاية القداس الإلهي ويصرف المؤمنين بسلام. يصرفهم حاملين سلام الرب في قلوبهم وهمم يخرجون إلى العالم، إلى حياتهم اليومية ليشهدوا فيها عمّا شاهدوه ونظروه وعاشوه في القداس الإلهي وليتمموا في هذه الحياة دعوتهم. في بادية القداس الإلهي دعانا الكاهن لأن ندخل الملكوت والآن، في نهايته، يدعونا لأن نعود إلى هذا العالم لنشهد للملكوت ونحيا الملكوت في هذا العالم. هذه هي دعوتنا وعلينا أن نتممها. خروجنا من الكنيسة يشبه خروج التلاميذ إلى البشارة بعد صعود المخلص إلى السماء.

ثم يخرج الكاهن ويقف أمام أيقونة السيد ويتلو هذه الصلاة: "يا مبارك مباركيك يا رب ومقدس المتكلين عليك.. " يضرع إلى الله أن يحفظ شعبه ويباركه ويقدسه... ويجيب الشعب بالنشيد: "ليكن اسم الرب مباركاً..". الاسم شيء مهم، لأنه يستدعي صاحبه، وهكذا نبارك الرب عبر مباركتنا اسمه.

أخيراً قبل انطلاقنا يمنحنا الكاهن بركة الله، لأنه بدون بركة الرب ونعمته ورحمته لا نستطيع عمل شيء ولا الاستمرار في دعوتنا. ثم يتضرع إلى المسيح القائم من بين الأموات بشفاعات والدة الإله وبقوة الصليب الكريم و.. لقد كنا في الملكوت ونحن خارجون إلى العالم والله سوف يعطينا خيرات العالم باتكالنا عليه وطلبنا لملكوته أولاً.



الاختلاف بين قداسي الذهبي الفم وباسيليوس الكبير طفيف جداً ويكون في بعض القراءات الأطول في خدمة تقديس القرابين وذلك يزيد مدة القداس قليلاً ، يقام قداس باسيليوس الكبير عشر مرات في السنة الطقسية، وباقي أيام السنة يقام قداس الذهبي الفم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:49 am



الأسبوع العظيم المقدّس


الأسبوع العظيم المقدّس بكامل أحداثه ومعانيه يُشكّل وحدة مترابطة ترابطا محكما؛ الأيام الثلاثة الأولى تذكّرنا بهدف الرحلة الصومية التي قطعنا شوطا كبيرا منها، ألا وهو انتظار العريس الآتي: "ها هوذا الختن (العريس) يأتي في نصف الليل فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظا...". هذه الدعوة إلى انتظار العريس، المستوحاة من مثلَيْ العذارى (متى 25: 1-13) والوكيل الأمين (لوقا 12: 35-40)، تردّنا إلى ما أوصى به السيد، في ما كان يحدّث تلاميذه عن مجيئه الرهيب في اليوم الأخير، لمّا قال لهم "اسهروا" (مرقس 13: 33-37)0 وصيّة السهر -الذي نعيش مدلوله بقوّة في هذا الأسبوع- تدلّ على طبيعة جماعة يسوع وعملها (الإعلان عن اليوم الاخير) في هذا الزمن الرديء، وهذا، لا شكّ، تستطيعه إذا سمّرَتْ عينيها على "خدر المسيح" (الخدر هو الغرفة الزوجية)، وأدركت أنها بقدرتها "لا تملك رداء للدخول إليه"، وانه وحده يعطيها الحلّة الجديدة إذا ما اتّخذها لنفسه عروسا على الصليب .

يُشير إنجيل صلاة سَحَر يوم الاثنين العظيم (صلاة السَحَر هي الصلاة المعروفة شعبيا بصلاة الخَتَن) التي تقام، وفق الممارسة الحالية، مساء أحد الشعانين، إلى أن التينة التي لعنها الرب يبست (متى 21: 18-23)0 والتينة رمز إلى كهنة الهيكل والفريسيين الذين لم يثمروا، والى العالم الذي خُلق ليحمل ثمرا روحيا وأَخفقَ، وهي تنقل تحذيراً إلى كل نفس عقيمة لا تعمل، في العالم، عمل الرب. ينتهي المقطع الإنجيلي بمثلين، الأول هو مثل الابنَيْن اللذين أرسلهما والدهما إلى العمل في كرمه فرفض الأول ثم تاب وذهب، وقَبِلَ الآخر لكنه لم يذهب . والثاني هو مثل العَمَلة القتلة الذين قتلوا مُرْسَلي صاحب الكرم وابنََه. فنتعلّم من المثل الأول أن الرب الذي يرغب في قبول التائبين يكره التواني، ومن الثاني أن العريس الذي غرّبه بنو جنسه وقتلوه هو "حَجَر الزواية" في البناء .

نقيم في هذا اليوم ذكرى يوسف العفيف الذي أبغضه إخوته وباعوه ، أودية قانون السَحَر تشير مراراً إليه ، يوسف هو مثال للأمانة التي هي شرط للدخول إلى خدر المسيح .
يتابع يوم الثلاثاء العظيم (الذي يؤدّى الاثنين مساء) التأمل في موضوع عودة المسيح ديّان البشر . نصوص هذا اليوم تحضّنا على ضرورة اليقظة (أكدت نصوص يوم أمس أن يوم الربّ رهيب ولا يأتي بمراقبة)، واقتناء الاستعدادات الداخلية التي يستلزمها هذا الحدث. فتُذكّرنا صلاة السَحَر بوجوب محبّة العريس وتهيئة المصابيح لامعة بالفضائل والإيمان، حتى متى جاء السيد يصطحبنا معه في عرسه .

الأُنشودة الثانية في الخدمة مستوحاة من التلاوة الإنجيلية (متى 22: 15-23: 39)، وهي تشير إلى مجمع المشورة الحائد عن الشريعة الذي ألّفه الحسّاد الذين هم رؤساء اليهود (الكهنة والكتبة والصدّوقيون والفريسيّون...) على يسوع، فاستحقّوا -وكل من يتبع تآمرهم- التوبيخ الطويل الوارد في التلاوة، لكونهم لا يكتفون بعدم الدخول إلى الملكوت ولكنهم "لا يتركون الداخلين يدخلون" .

الأمثال الثلاثة التي يطالعنا بها إنجيل خدمة القدسات السابق تقديسها - الذي يقام صبيحة الإثنين والثلاثاء والأربعاء - (متى 24: 36-26 :2) تتحدث عن النهاية واليوم الأخير الذي يختبئ السيد وراء بشريته، كما قال المطران جورج (خضر)، عندما يعلن أن تلك الساعة لا يعرفها أحد إلا "الآب وحده" . المثل الأول في التلاوة هو مثل العبد الرديء الذي يفاجئه سيده في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها ويجعل نصيبه مع المرائين، لانه لم يكن حكيما ولا أمينا على العمل الذي أقيم عليه . والمثل الثاني هو مثل " العذارى العاقلات والعذارى الجاهلات"، وهو قصة فتيات عشر، خمس منهن حكيمات في استعدادهن لانتظار الرب الذي يفسره زيت آنيتهن، وخمس جاهلات من حيث إن مصابيحهن، التي هي رمز الى نفوسهن، لم تكن مهيأة لاستقبال العريس عندما أتى ودخلت معه المستعدّات الى العرس . لا شكّ أن الزيت هو رمز الى الإيمان والأعمال كما فسّر آباؤنا القديسون ما يُظهره هذا المثل هو أن الزيت شخصيٌّ ولا يمكن استعارتُهُ، وأن النفس التوّاقة الى الرب تُكَوِّنُ طاعتُها لكلمته المحيية شوقها إليه . ويُعلّم هذا المثل مع "مثل الوزنات" الذي يتبعه أن الرب سَيَدِينُ الناس على أساس حكمته الأزلية التي كُشِفت في ابنه يسوع، وليس على أساس ظنونهم وتبريراتهم، ويذكّرنا بأن لا نبرّر نحن أنفسنا، فالحكيم هو مَن صدّق خبر الرب وبنى حياته عليه وانتظر، بتيقّظٍ، ما سوف يُكشَف في اليوم الاخير .

تضع الكنيسة أمامنا في يوم الأربعاء المقدّس (تقام الثلاثاء مساءً) صورة المرأة التي دفقت الطيب على رأس يسوع في بيت عنيا (متى 26: 6-16).الترنيمة الشهيرة التي نرنّمها في صلاة الخَتَن، والتي مطلعُها: "يا ربّ إن المرأة التي سقطت في خطايا كثيرة..."، كتبَتْها، على ما يُعتقد، القديسة كَسْياني، وهي الفتاة التي قبلت أن تُرصف بين زميلات لها تَجَمَّعْنَ لكي يختار الإمبراطور عروسا له منهن ، وعندما وقع اختيارهُ عليها لحسنها الفتّان، تذكّرت عفَّتَها ورغْبتها بأن تبقى عروسا للرب ، فهربت واختبأت في أحد الأديرة، وأعلنت نفسها نظير تلك الزانية لمرورها بهذه التجربة، وتابت بدموع كثيرة، كما تقول الصلاة، وهكذا تيسّر لها، كما قال أبونا البار يوحنا السلّمي في الزانية: "أن تدفع عشقاً بعشق" (المقالة 5: 26) .

تضع الكنيسة أيضا أمامنا في هذا اليوم صورة يهوذا الذي خان معلّمه وباعه "بثلاثين من الفضة" ، لعلّ الربط بينه وبين المرأة الخاطئة أساسه ما أورده يوحنا في إنجيله، لمّا كشف لنا أن هذا "التلميذ العاقّ والمحب الفضة" أطلق احتجاجا عنيفا على ما أظهرته المرأة من كَرَمٍ على يسوع (12: 1-8).

يرتبط هذا اليوم ارتباطا ظاهرا باليومين الفائتين، صورة يهوذا الذي باع "الذي لا ثَمَنَ له"، تَرِدُ أيضا في صلاة يوم أمس، فنتعلّم أن نصلّي الى الرب: "أن ينقذنا مِن حزبه، ويمنح الغفران للذين يعيّدون لآلامه الطاهرة" . حزب يهوذا رأينا أعضاءه في وجوه الفريسيين والكتبة...، وأمثالُهم لن يتمكّنوا من التعييد لآلام الرب الطاهرة وقيامته، لأن مَن تحكّمت فيه الخطيئة "يَصلب المسيحَ مجدداً"، ولا يعيّد إلا الذي تاب عن زلاّته بصدق كبير.

تُذكّرنا المرأة الخاطئة بيوسف العفيف والعذارى الحكيمات...، وتجعلنا، بتركيز أشد، نفضّل يسوع على كل ما في الوجود: "الفقراء معكم في كل حين، وأما أنا فلستُ معكم في كل حين" . واما توبتها العظيمة (أو حبّها الكثير، كما يحلو ليسوع أن يقول) فتردّنا الى موضوعَيْ الأمانة والسهر، وذلك أن يسوع الذي أنت أمين له ومتيقظ لمجيئه، وإن بدا مغلوبا ومُسلَّما للموت، فهو الذي سيأتي في اليوم الاخير ليدين العالم . التوبة التي هي أساسية في هذه الأيام الثلاثة، وفي كل وقت، تعطينا وحدها أن نشترك في فصح الرب وتفتح لنا أبواب الوليمة السرية .

في نهاية الخدمة الصباحية، بعد أن يتلو الكاهن لآخر مرة صلاة القديس أفرام السرياني، تنتهي فترة التهيئة إذ إن الرب يدعونا الى عشائه الاخير .

في مساء اليوم ذاته نقيم صلاة الزيت المقدّس، التي تشاء الكنيسة أن نتمّمها للمرضى في بيوتهم ، هي عزاء يتقبله المؤمنون ليدخلوا بنقاء اكبر في صلوات النصف الثاني من أسبوع الآلام .

يُدخلنا يوم الخميس العظيم في السر الفصحي ؛ تتميّز صلوات هذا اليوم بثلاثة أحداث، هي: عشاء الرب الأخير مع تلاميذه وغسله أرجلهم، وخيانة يهوذا. الحدثان الأولان يكشفان ذروة محبة الرب المخلّصة العالم، بينما خيانة يهوذا تُظهر سرّ الإثم الذي هو انحراف المحبة وتشويهها نحو شيء لا يستحق المحبة. سرُّ الإثم هذا هو الذي دفع المسيح الى الصليب .

إحدى ترانيم صلاة السَحَر -التي تحجبها صلاة تقديس الزيت- توجز معنى طقوس هذا اليوم، تقول الترنيمة: "لنتقدّم جميعنا بخوف الى المائدة السرية ونتقبل الخبز المقدّس بنفوس طاهرة ونمكث مع السيد، لكي نعاين كيف يغسل أقدام التلاميذ وينشّفها بالمنديل فنقتدي به...، لأن المسيح نفسه هكذا أمر تلاميذه وصار قدوة لهم، إلا أن يهوذا ذاك العبدَ الغاشّ، أبى أن يسمع وأمسى عادم التقويم" . تدعونا هذه الترنيمة الى أن نتقدم الى المائدة السرية حيث يكمن سر العلّيّة التي اختار الرب أن يصنع الفصح فيها، ليؤسّس مذاق الحياة الأبدية، غير أن العشاء السري هو عربون الآلام أيضا، وذلك أن الفصح في العلية كان يستدعي ذَبْح الحَمَل الذي هو المسيح على الصليب . في هذا اليوم قدّم يسوع جسده ودمه كذبيحة كان قد التزم أمام أبيه أن يتمّمها فدخل معنويا في آلامه .

تكشف ترانيم هذا اليوم كيف يختلط النور والظلام، والفرح والحزن...، هذا الاختلاط يُظهر أن ساعة اكتمال المحبة هي أيضا ساعة اكتمال الخيانة . يقول الإنجيلي يوحنا انه عندما كان التلاميذ مجتمعين في العلّيّة ترك يهوذا النورَ وذهب "وكان ليلا" (13: 30)، ذلك انه أراد أن يُظهر كيف أن الظلمة تحكّمت فيه واحتلت كيانه فانحرف عن محبة خالقه وغرق في محبة العالم التي "الثلاثون من الفضة" صورة عنه .

كان يوحنا قبل هذا قد أظهر خيانة التلميذ واستسلامَهُ للشيطان قبل أن يخرج من العليّة، إذ أورد قول السيد: "إن واحدا منكم سيُسلمني... هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأُعطيه . فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا الإسخريوطي، فبعد اللقمة دخله الشيطان" (13: 18-27). غير أن محبة الله، كما يقول الأب ليف جيلِه، لا تختفي من الحدث، وذلك أن الإنجيلي يوحي أن الرسل ظنّوا أن يسوع كان قد كلّف يهوذا بشراء بعض الأشياء أو بإعطاء بعض النقود للفقراء ليقيموا العيد . لكن الحقيقة التي لم يتوقّعها أحد هي أن السيد أرسل يهوذا لشراء حَمَلِ الله الفصحيّ بثلاثين من الفضة. هذا الكَرَمُ، الذي أظهره يسوع في قبوله أن يكون "الضحية السرية" التي ترفع خطايا العالم، يفوق، بما لا يقاس، حجم مغريات العالم وخياناته كلها .

طقس غسل أرجل التلاميذ يقيمه عادةً في بعض الكنائس الأسقف أثناء تلاوة الإنجيل الذي يروي الحدث (يغسل أرجل اثني عشر كاهنا)، فيذكّر بمحبة السيد التي هي أساس الحياة الكنسية والتي تطبع كل العلاقات فيها . يوحنا هو الإنجيلي الوحيد الذي تكلّم عن هذا الغسل، ولا يقول شيئا في هذا اليوم عن تأسيس سر الشكر (كان قد تكلّم عنه في الإصحاح السادس من إنجيله). لقد أراد بصورة واعية أن يستبدل ظاهرة الغسل -التي لم تكن طقوس الفصح اليهودي تُفرِد وقتا له- بكسر الخبز، ليعبّر، بطريقة أخرى، عن محبة المسيح المتواضعة وعن موته المزمع أن يتمّه من اجلنا؛ يصوّر يوحنا الطقس بدقة وتفصيل: "خَلَعَ" يسوع ثوبه، ثم "استعاده". الفعلان اليونانيان اللذان نقرأهما هنا يُستعملان ليدلا على موتٍ قَبِلَهُ يسوع طوعا وعلى قيامةٍ عاشها.
يقودنا يوم الجمعة العظيم الى الجلجلة. في الكنيسة الأولى سمّي هذا اليوم "فصحَ الرب"، لانه واقعيا، بدءُ الفصح الذي سيتضح معناه لنا تدريجيا في روعة السبت العظيم المبارك وفرح القيامة .

يبدأ هذا اليوم بخدمة أناجيل الآلام التي تقام مساء الخميس، فنتلو كل روايات الآلام (اثنتي عشرة تلاوة) كما وردت في الأناجيل الأربعة، لكي لا يفوتنا شيء من بهاء محبة السيد وخلاصه، بعد تلاوة الإنجيل الخامس يُطاف بالصليب المقدس ويؤتى به الى وسط الكنيسة، وذلك أثناء ترتيل: "اليوم عُلِّق على خشبة...". وبعد أن يُثبت في موضعه يسجد المؤمنون أمام مظاهر تواضع السيد الطوعيّة .

تأخذ الساعات الملوكية، التي تُتلى صباحا، محلّ القداس الإلهي، وذلك "لأن الامتناع عن إقامة القداس في هذا اليوم يعني أن سر حضور المسيح لا يخصّ هذا العالم، عالم الخطيئة والظلمة، ولكنه سرّ العالم الآتي" . تضعنا هذه الصلوات أمام صليب المسيح وتدعونا الى التأمل في الحدث وتمجيد محبة الله العظمى . لقد أُلقي القبض على المسيح، ولكنه صبر "ليُكَمِّل" ما قد أعلنه بأنبيائه قديما، فَحُكِم عليه بالموت، وأنكره بطرس وشتمه، ومدّ يديه على الصليب، و"عُلِّق على خشبة".

بعد الساعات تُقام صلاة الغروب التي تُدعى "خدمة الدفن أو إنزال المصلوب أو خدمة الساعات الملوكية"، يطاف خلالها بالنعش (وهو عبارة عن قطعة من القماش رُسمت عليها صورة المسيح في حالة الموت) ويوضع في صحن الكنيسة وفوقه كتاب الإنجيل ليُقبِّلَهما المؤمنون، فيما ينشد المرتّلون: "إن يوسف المتّقي أَحدرَ جسدَكَ الطاهر من العود، ولفّه بالسباني النقية وحنّطه بالطيب وجهّزه وأضجعه في قبر جديد" .
تحمل الخدمة كل اليقين أن الموت سيتحطم، لأن "حياة الكل" الذي دُفن ومات قد أَرعب الجحيم .

تقودنا سحرية يوم السبت العظيم (الجناز) الى قبر السيد، فالتسابيح الثلاثة تجعلنا ننذهل أمام موته وقبره، فنشدو له ونحن في انتظار القيامة، متحيّرين كيف وُضع الحياة "في قبر". وتتوالى التقاريظ نُعظِّم فيها المسيح "معطي الحياة"، ونتغنى بسره ممجدين مَن كان "خلاصنا المحيي" و "ربيعنا الحلو" . ونُشْرِفُ على سبت الخليقة الجديد "الذي فيه استراح ابن الله الوحيد مِن كل أعماله، لما سَبَتَ بالجسد بواسطة سر التدبير الصائر بالموت" .

ما تريد خدمة اليوم أن تعلنه هو أن الموت أُميت، وذلك أن الكنيسة، كما يقول الأب ألكسندر شْميمَن، تصرّح، في ما تنتظر الفصح، عن حدث يقوم قبل يوم الفصح، لا ليستبدل الفرح بالحزن، وإنما الحزن ذاته يتحول فيه الى فرح . السبت العظيم هو يوم هذا التحول الذي ينمو فيه النصر من داخل الهزيمة. لقد مات مَن (يسوع ابن الله) يستطيع أن يحمل الموت البشري ويتغلب عليه ويحطّمه من الداخل. مات حياةُ الكل ونبعُ كل حياة من اجل الكل، ولذلك كل ما يحدث لحياته يحدث أيضا للحياة ذاتها،هذا النزول الى الجحيم جابه فيه يسوع موتَ كلِّنا وانتصر عليه.

صباح اليوم التالي نقيم القداس الإلهي - سبت النور - الذي كان في ما مضى قداس العيد ، تعلن تراتيل الغروب بداية غلبة المسيح على الجحيم والموت: "اليوم الجحيم تنهدت صارخة: لقد كان الأجدر بي أن لا أَقبل المولودَ من مريم، لأنه لمّا أَقبل نحوي حَلَّ اقتداري وسحق أبوابي النحاسية... فالمجد لصليبك، يا رب، ولقيامتك" .

تذكر أول النبوءات الثلاث في الخدمة قصة الخلق، وهذا يناسب خدمة المعمودية التي كانت تقام في تلك الليلة العظيمة، معمودية الموعوظين، أي أولئك الذين كانوا قبلا وثنيين فارتَدُّوا وتعلَّموا الإيمان، هي لهم ولادة جديدة، خَلْق جديد، وهي أيضا قيامتهم من بين الأموات. تهيئنا قصة الفصح الموسوي التي ترويها التلاوة النبوية الثانية للفصح الجديد، أما قصة الفتية الثلاثة الذين طُرِحوا في أتون النار لأنهم رفضوا السجود لتمثال الذهب، فتطالعنا بها التلاوة النبوية الثالثة، وهي ترمز الى غلبة المسيح القائم من بين الأموات . الرسالة هي للمعمودية،أما الإنجيل فهو أول نص تُسمعنا إياه الكنيسة في زمن الفصح يتحدث عن القيامة، فيصف زيارة النسوة للقبر، وإعلان القيامة على لسان الملاك، واجتماع الكهنة اليهود، وأخيرا ظهور يسوع الرب لتلاميذه المجتمعين في الجليل .
ننتظر في السبت العظيم المقدّس يوم الفصح العظيم ونمتد إليه، يبقى أن شرط رؤيتنا إياه هو: "أن يصمت كلُّ جسد بشري... ولا يفتكر في نفسه فكرا ارضيا" . هذا التحذير من الفكر الأرضي، الذي تُسمعنا إياه ترتيلة الدخول الكبير في القداس الإلهي، يذكّرنا -في آخر يوم قبل الفصح- بأن التوبة، كما ذقنا معانيها طيلة الأسبوع، هي التي تمكّننا وحدها من التأهب لاستقبال الفصح العظيم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
georgette
ادارية
ادارية
georgette


انثى
عدد المساهمات : 3446
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

 التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة    التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة I_icon_minitime4/8/2012, 7:51 am


الفرح والسلام في خدمة القيامة

القيامـة هو أقدس أعيادنا،عيد الفـرح والسلام . هـاتان الكلمتان تتكرران مرارا في كل خدمة لأحد القيامة، فيشيع معـهـا، في قلب المؤمن، شعور بالغبطـة والارتيـاح. فالقانون الذي يرتل في أحد القيامة يقول: "لتفرح السمـاوات ولتـتهلـّل الأرض بواجب اللـياقـة، وليُعيِّد العالم كله الذي يُرى والذي لا يُرى، لأن المسيـح قد قام سروراً مُؤبـداً" (قانون 1: 3). وأيضا: "إن داود جدّ الإله قد رقص تُجاه التابوت الظلي، وأما نحـن، الشعــب المُقدس للـه، فاذ قد أبصرنا نجاز تلـك الرمـوز فـلنسرَّ سـرورا إلهيـا، لأن المسيح قد قام بما انـه على كل شيء قدير" .

إن هذا الفرح يشمل كل الخليقة، ويعمّ كل المسكونـة. ذلك أن خطيئة آدم الأول دخلت الى العالـم، وسبّبت الموت لجميع النـاس، وزرعت بالتالي الحزن والاكتئاب في جميع القلـوب. لكن قيامة آدم الجديد (المسيح) بدّلت الحزن بالفرح، ونثرت السلام بدل الانفصال والبُعـد والفرقـة في أرجاء العالم كلـه. فقد تمّت المصالحة بين اللـه والإنسان، وعادت حياة الله تسري في نفس كل من آمن بأن المسيح مات ثم قام: "يا مُخلِّصي، يا من هو القـربان الحي غير الذبيح بما انه إلـه، لقد قرَّبتَ ذاتك للآب باختيارك، ولما قمتَ من القبر أقمتَ معـك آدم وذريته كلهـا" (قانون 6: 3).

"هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به" (مزمور 18: 24)، لأن المسيح، الذي قام وانتصر على الموت، هدم أبواب الجحيم، وجعل الإنسان نفسه منتصرا على الموت: "إننا معيِّدون لإماتة الموت ولهدْم الجحيم ولباكورةِ عيشةٍ أُخرى أبدية، متهلّلين ومسبِّحين من هو علَّةُ هذه الخيرات، أعني به إله آبائنا المبارَك والمُمجَّد وحده" (قانون 7: 3).

فبعد القيامة لم يعد للموت من سلطان على الإنسان: "فأين شوكتكَ يا مـوت؟ أين انتصاركِ يا جحيم؟ قام المسيح وأنت صُرعتِ ، قام المسيح والجن سقطت، قام المسيـح فانبثَّت الحياة في الجميع. قام المسيح ولا ميت في القبر، قام المسيح من بين الأموات فكان باكورة للراقدين" (عظة الفصح للقديس يوحنا الذهبي الفم) .

لا يفرح المؤمن فقط بانتصار المسيـح على الموت، بل أيضا من الإيمان ببقاء المسيـح مع المؤمنـين الى الأبد بسبب القيامـة: "يا ما أشـرف، يا ما أحب، يا ما ألدَّ نغمتـك أيها المسيـح، لأنك قد وعدتنـا وعدا صادقـا بأنك تكون معنا الى نجاز الدهر، الذي نحن المؤمنين نعتصمُ بــه كمرساةٍ لرجائنا، فنبتهـج متلّلهـين" (قانون 9: 3) .

إن ثمرة هذا الفرح هي السلام. فالمسيح القائم من القبر أعطى السلام لنسوة: "وفيما هما منطلقتـان لتخبـرا تلاميـذه إذا يسوع لاقـاهما وقـال سلامٌ لكما" (متى 28: 9)، ولتلاميذه: "ولما كانت عشيـة ذلك اليـوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلـقـة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهـود جاء يسـوع ووقـف في الوسط وقال لهم سلامٌ لكم" (يوحنا 20: 19). فالكلمة الذي تجسد في آخر الأزمنة، ومات، وقام، وهب العـالم السلام، فبمـوتـه وقيـامتـه أعطانا حيـاة جديدة لا يسودها المـوت: "ولئن كنـتَ نـزلت الى قبـر يا مـن لا يمـوت، إلا انك درست قـوة الجحيم، وقمتَ غالبا أيها المسيح الإلـه، وللنسوة حاملات الطيب قلتَ افرحنَ، ولرسلك وهبـتَ السلام، يا مانح الواقعـين القيـام" (قنداق العيد) .

ملاحظة :

هناك عدة نقاط يجب الإشارة لها

أولها: أن صلاة كل يوم تقام في اليوم الذي قبله، فمثلاً صلاة الختن الأولى هي سحرية يوم الإثنين ولكننا نقيمها الأحد مساء أي أحد الشعانين مساء، وهكذا خدمة اناجيل الالام هي خدمة صبيحة الجمعة لكنها تقام مساء الخميس وقس على ذلك

ثانيها: يرتدي الكهنة بحسب الطقس البيزنطي الأرثوذكسي كامل حللهم الكهنوتية في مناسبتين فقط هما القداس الإلهي وخدمة جناز المسيح وفيما عداها لا يرتدي الكاهن في اي خدمة اخرى كامل ثيابه الكهنوتية، سبب ذلك ان الكنيسة بسبب ايمانها وثقتها بقيامة الرب فهي تحيا القيامة حتى في ذروة احداث الآلام وتمزج الفرح بالحزن وتسمح للفرح بالتغلب على كل مشاعر الالم وخاصة عندما ترتل مباشرة تراتيل القيامة " جمع الملائكة انذهل متحيراً ... " مباشرة بعد الانتهاء من تقاريظ الجناز

وثالثهما : بعض العادات غير المسيحية التي تنتشر بيننا كربط عقد للخيوط عند كل انجيل من اناجيل الالام مثلا فبدلا من الخشوع والاصغاء والاشتراك مع الرب في مسيرة آلامه وعذاباته نتركه كما هرب الرسل من حوله ونلتفت لعقد الخيوط والكلام فيما بيننا عن عدد الاناجيل التي تمت قراءتها والمتبقية وموعد الدورة كأننا نقيم احتفالاً وثنياً .. الخيوط لا تنفع ولا تقدس المؤمن لأنها غير ممسوحة بالميرون ولا باركتها يمين الكاهن فنرجو التوعية بخصوص هذا الموضوع الهام.

انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــى

الكاتب NICOLAS

المصدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://georgetteserhan.blogspot.ca/
 
التثقيف الليتورجي المبسط - سلسلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التقويم الأرثوذكسي الليتورجي 2023

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان :: ( 11 ) ليتورجيا :: مواضيع ليتورجية-
انتقل الى: