maria bachour عضو مجتهد
عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 20/12/2011 العمر : 53
| موضوع: حياة بولس الرسول ( الجزء الأول ) 4/5/2012, 7:56 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بيت القديس حنانيّا الذي لجأ اليه شاول بعد ظهور الرب عليه في برية دمشق
( جزء اول )
ملخض عن حياة بولس الرسول ، مولده و إهتدائه ورحلاته التبشيرية ---------------------------------------
مولد بولس و نشأته من المرجح ان بولس قد ولد نحو السنة السادسة بعد الميلاد في طرسوس في أحضان أسرة ميسورة , و توفرت له أسباب العيش الرغيد و العلم و الثقافة . كانت أسرته من يهود الشتات و كانت متشبثة بأهداب التقاليد اليهودية . في سياق التعريف بهويته يقول بولس إنه عبراني ابن عبراني , من سبط بنيامين و فرّيسي ابن فرّيسي , و أنه خُتن في اليوم الثامن وفقا ً للشريعة.
فمنذ صغره تلقى بولس التوراة ومبادىء الشريعة ومعاني الأعياد الكبرى والمناسبات الدينية. والى جانب التعاليم الدينية قد تدرب على مهنتي الحياكة وصنع الخيام. وبعدها أرسله والده الى أورشاليم لكي يتلقى أرقى علوم التلمود والشريعة وكان أستاذه غملائيل.
في مدرسة غملائيل تمرّس شاول من الفقه التوراتي لا التوراة المكتوبة فحسب، بل الشفوية أيضا ً أي التقليد المتوارث عن الآباء منذ موسى. الى جانب علم التوراة أتقن شاول عدة لغات منها العبرية لغة الأجداد واليونانية لغة الثقافة واللاتبية لغة الحكم والآرامية التي كانت رائجة في فلسطين وسوريا. وأكثر ما اهتم به غملائيل بعد تعليم الشريعة، هو إعداد طلابه ليكونوا خطباء وواعظين. بعد هذا النوع من العلم والثقافة كان شاول من أشدّ أعداء المسحيين وكان من أوّل المضطهدين وكان شاهدا ً على رجم استيفانوس أول شهداء المسحيين.
زلزال على طريق دمشق. اهتداء شاول
ـ قرار شاول الذهاب الى دمشق لكي يضطهد المسحيين هناك. ـ وهو في طريقه الى دمشق، بغتة ً بهر ناظريه نور ٌ ساطع وسمع صوتا ً قائلا ً : "شاول شاول لماذا تضطهدني؟ " فقال :{ " من أنت يا سيّد؟" فقال الرب : " أنا يسوع الذي أنت تضطهده." يا رب ماذا تريد أن أفعل؟ إذهب الى المدينة فيُقال لك ما تفعل.}
لقد كان النور الذي إنقض ّ عليه من البهاء والسطوع بحيث بهره وأفقده البصر، وأعماه عن كل ما كان يعتبره نور الحقيقة الوحيد، فإتضح له بغتة ً وفي لحظة ٍ ، بُطلانه وتراجعه أمام النور الذي سطع على نفسه، عند مشارف دمشق. رؤية بولس لنور مجد يسوع جعلته يُدرك مدى الظلمة التي كان غارقا ً فيها . قال الرب : ـ { حنانيا. ـ " إذهب إنه لي إناء ٌ مختار يحمل إسمي أمام الأُمم والملوك وبني إسرائيل وسأريه كم ينبغي أن يتألّم من أجل اسمي." ـ لقاء حنانيا بشاول. ـ فللوقت وقع من عينيه شيء ٌ كأنه قشور ، فأبصر في الحال وقام واعتمد.}
كان لقاء بولس بيسوع على طريق دمشق عظيما جدا ً ، فمنه ولدت مسيرته الرسولية وخبرته الروحية وفكره اللاهوتي.
هذا اللقاء أحدث في نفس بولس إنقلابا ً كيانيا ً جوهريا ً حو ّل عبد الحرف الى خادم الروح ، وعبد ُ الشريعة الى تلميذ يسوع، ومضطهد المسيحيين الى مبشّر جريء بالإنجيل. حدث دمشق كان استنارة ً بات معها بولس يرى كل شيء مغمورا ً بضوء جديد. لقد انجلت له الحقيقة دفعة ً واحدة فتبيّن أن كل ما فعله سابقا ً كان على خطأ ٍ مبين.
حتئذ ٍ لم يكن الله ، له ، أصل كل خير وحقيقة ً لجميع البشر ،بل كان مركز خيره هو ، وحقيقنه هو ، وواهب الكنوز التي خصّه بها دون سواه. وهذه النظرة الإستئثارية، كانت تُفسد كل علاقته بالله، الأب، الخالق. وعندما اكتشف حقيقة الله، تفجّر لديه فهم ٌ جديد ٌ للإنجيل، وللنعمة، وللرحمة ِ الإلهية، ولعمل الله ومبادراته. وأدرك أن لا فضل له في تبريره الذاتي، بل كل الفضل للنعمة التي وهبه الرب إياها، لا لسبب إلاّ لأنه أحبّه.
لم يجهد بولس بالأصوام والتأمّلات والصلوات الطويلة، في سبيل اكتشاف الحقيقة، بل أُعطي َ هذا الإكتشاف بنعمة مجانية، لكي يكون مثالا ً للرحمة ِ الإلهية، ونموذجا ً لجميع من سيؤمنون بيسوع كي ينالوا الحياة الأبدية: " ولإن كنتُ قد رُحمتُ، فلكي يُظهر يسوع المسيح فيَّ، أنا أوّلا ً، كل ّ أناته، مثالا ً للذين سيؤمنون به، إبتغاء الحياة الأبدية" ( 1 تيمو 16:1) وقد أيقن َ بولس أن حب يسوع حب يهب الحياة، وأنه مثلما دعاه بإسمه، يدعو كل إنسان لكي يُشركه في حياته الخالدة، وفي مجده. بفضل هذه الرؤية المسيحية وبفضل النعمة التي أ ُسبغَت عليه بات بولس يقرأ الكتب والأبنياء قراءة جديدة، وأيقن َ أن وعود الرب قد تحققت بمجيء يسوع مخلصا ً، وأن النعمة الإلهية والإيمان بيسوع قد حلاّ محل الشريعة.
لقد أضحي بولس يؤمن أن الشريعة َ وُجدَت لحقبة محدّدة، وأن هذه الحقبة أنتهت، وأن الشريعةَ فقدَت كلّ َ مبرّراتِها يوم حل ّ ملء ُ الزمان، وأرسل َ الله إبنه ُ مولاودا ً من إمرأة لكي يفتدي البشر أجمعين. وبات َ بولس يُدرك بعمق قدرة َ النعمة َ الكليّة ، فالخلاص لا يُكتب بأعمال الشريعة، بل هو مجاني حيث يترسّخ الإيمان بفداء يسوع، وهو ينبع من رحمة الله الواسعة ومن نعمته التي تفيض حيث تكثر الخطيئة، رأفة ً من الله بأبنائه. وقد واكب َ تحوّل بولس الفكري ّ تحوّل داخلي جذري، كامل، غيّر كل مسيرته. لم يحاك تحوّله تحوّل المهتدين من الإلحاد الى الإيمان، أو تحوّل خاطئ تاب من حياة عبث وسطحية الى حياة ٍ جادّة ، بل كان تحوّلا ً من يسوع العدو ّ اللّدود الذي ينبغي محو إسمه ، الى يسوع المسيح والرّب الذي صُلب َ و مجّده الآب. لقد دوّن الناهض من الموت سرّ فصحه، بأحرف ٍ من نور في قلب من اتخذَه رسولا ً و قلب كلّ علاقاته بالله وبالعالم ، محوّلا ً شخصيته في العمق. ولئن كان يسوع قد دمغ بسماته تلاميذه، خلال السنوات الثلاث التي قضاها معهم إلاّ أن يسوع النّاهض من الموت قد استولى، دفعة ً واحدة ً، على كيان ِ بولس، وغيّر مجرى حياته ومصيره.
قبل حدث دمشق كان شاول يُعلن أنّه " في البِرِّ الذي يُنال بالشريعة، رجل ٌ لا لومَ عليه" ، أي أن لا أحد، ولا الله نفسه، قادر على أن يأخذ عليه مأخذا ً في ما يتعلّق بالشريعة، وبالوصايا المدوّنة على لوح ٍ حجريّ ٍ بارد، ومن ثم َّ ، فله حق المطالبة بالمكافأة، ثوابا ً على ما استحق َّ بأعماله. غير أن هذه الأعمال سقطت معه، عندما ارتمى أرضا ً على مشارف ِ دمشق، وتناثرت هباءً ، فإعتمدَ لمغفرة الخطايا ، واعترف أنه أوّل الخاطئين.
منذ اللحظة الأولى أدرك َ بولس أن دين يسوع يُخاطب العالم أجمع بلا إستثناء ولا تمييز، ومنذ الوهلة الأولى جاءت دعوة يسوع لبولس الى تبشير الأُمم وثنيّيها ومُؤمنيها حتى أقاصي الأرض بالخلاص الآتي إليهم، وبالعهد الجديد الذي إبتغى الله عقدَه بلا شروط ، بواسطة إبنه مع العالم أجمع.
بهذه البُشرى وبهذا المنطق غزا بولس الدنيا موقظا ً الضمائر، مدمّرا ً الأوهام والإمتيازات والإدّعاءات الباطلة، مقوّضا ً الحواجز بين البشر ، داعيا ً الى عالم جديد قائم على المساواة والمحبة. تابع 2******************************************** [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
georgette ادارية
عدد المساهمات : 3446 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: رد: حياة بولس الرسول ( الجزء الأول ) 5/5/2012, 1:44 am | |
|
يقول نشيد في الطقس البيزنطي ( الابياكوبي في سحر 29 حزيران يقرأ بين الاودية الثالتة والرابعة) اي سجن لم يحتو عليك مكبلا اية كنيسة لم تكن لها يا بولس خطيبا دمشق تفتخر بك افتخارا عظيما، لانها عاينتك بعد سقوطك امام النور روما تتباهى بك ، اذ تقبلت دمك طرسوس تسرُّ بالاكثر ، فهي تكرِّم قمطتك فيا بولس الرسول يا فخر المسكونة ، تداركنا ووطدنا من كتاب تأثير بولس الرسول على الليتوروجيا الارثوذوكسية للمطران بولس يازجي
| |
|
fr.boutros Director-General
عدد المساهمات : 3017 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: حياة بولس الرسول ( الجزء الأول ) 5/5/2012, 2:13 am | |
|
اطلاله مباركة وبداية رائعة اهلا بالإبنة الجديدة بيننا ومعنا maria bachourموضوع جيد ومبارك ننتظر الأجزاء الباقية انشاء الله . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|