رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ارثوذكسي انطاكي لنشر الإيمان القويم
 
الرئيسيةآية لك من الربالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
حتّى لا تفقدوا البركة، الّتي منحكم إيّاها الله، جاهدوا وحاربوا، حتّى تتمثّلوا كلّ فكر يلهمكم به، واطردوا كلّ فكر يقتلكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) في أعاصير زماننا، من الواجب أن نبقى صاحين. هذا أوّل شيء أطلبه منكم: اسمعوا كلمة الإنجيل، كونوا صاحين، ولا تكونوا أولادًا في أذهانكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) إنّ أبي الرّوحيّ نصحني ألّا أقرأ أكثر من بضع صفحات، في اليوم: ربع ساعة، نصف ساعة، إنّما أن أُطبّق، في الحياة اليوميّة، ما أقرأ. (القدّيس صفروني الآثوسيّ)
نشكر زيارتكم أو عودتكم لمنتدانا فقد اسهمتم باسعادنا لتواجدكم بيننا اليوم .

 

 من هم الملائكة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fr.boutros
Director-General
fr.boutros


ذكر
عدد المساهمات : 3017
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

من هم الملائكة Empty
مُساهمةموضوع: من هم الملائكة   من هم الملائكة I_icon_minitime8/11/2011, 11:14 pm

من هم الملائكة 456963

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كتاب الملائكة

================
ما هو المقصود بكلمة ملاك

معني كلمة "ملاك" في الكتاب المقدس, في اللغة العبرانية واليونانية والعربية هي "رسول"، لذلك استخدمت في الكتاب المقدس بهذا المعني وهو تنفيذ أوامر الله وإعلان حلوله وإجراء مقاصده وإظهار عظمته وقوته الجبارة.
ويمكن تلخيص إستخدام كلمة "ملاك" في الكتاب المقدس كالآتي:
1- رسول عادي:
ففي سفر الخروج يتكلم عن الملاك أنه رسول مرسل من الله "ها أنا مرسل ملاكا أمام وجهك ليحفظك في الطريق" (خر 23: 20).
2-نبي:
"هأنذا أرسل ملاكي يهئ الطريق أمامي" (ملاخي 3: 1) أيضا (مر 1: 2) ، وكانت هذه النبوءة نبوءة عن مجئ يوحنا المعمدان.
3-أسقف أو كاهن:
في سفر الرؤيا جاء ذكر الملاك كثيرا في الرسائل إلي الكنائس السبع، وكان يقصد بها أساقفة هذه الكنائس فيقول "اكتب إلي ملاك كنيسة أفسس...."، ويفسر هذا الكلام قائلا "سر السبعة الكواكب التي رأيت علي يميني والسبع المناير الذهبية، السبع الكواكب هي ملائكة السبع الكنائس, والمناير السبع التي رأيتها هي السبع الكنائس" (رؤ 2:1, 1: 20).
وفي سفر ملاخي يقول الرب "ولا تقل أمام الملاك أنه سهو" ويقصد هنا الكاهن، لأنه ملاك أو رسول رب الجنود.
4-قد يقصد بها الله نفسه أو السيد المسيح:
فيقول في سفر ملاخي النبي "ويأتي بغتة إلي هيكله السيد الذي تطلبونه ملاك العهد الذي تسرون به, هوذا يأتي قال رب الجنود" (ملا 3: 1).
ويقول بولس الرسول في رسالته إلي العبرانين "لا تنسوا إضافة الغرباء, لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عب 13: 2, تك 18: 1, 2).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
طبيعة الملائكة | هل للملائكة أجساد

أن أول ما يتبادر علي ذهننا هو معرفة طبيعة الملائكة... هل هي أرواح فقط أم أجساد نورانية؟! وما هي أشكالها وطبيعة تكوينها... لأننا لا نراها بالعين المجردة, بل قد نحلم بها، أو قد نسمع أوصافها في كتب الكنيسة، أو قد يراها بعض القديسين بأشكال شتي... وهل هي قوية أم ضعيفة.. كل هذه التساؤلات تثير إنتباهنا، وتجعلنا نبحث في الكتاب المقدس عن طبيعة الملائكة.

هل للملائكة أجساد؟
هذا الموضوع الحساس ناقشته الكنيسة علي مر العصور والأجيال، وكحقيقة تاريخية نود أن نورد هنا بعض المناقشات التي دارت بخصوص هذا الموضوع.. فقد ذهب الكثيرون إلي أن للملائكة أجسادا روحانية غير منظورة تعمل بها كما يعمل الإنسان بجسده الحيواني الكثيف (المادي), وقد أشار بولس الرسول في رسالته إلي أهل كورنثوس إلي أنه يوجد جسم حيواني وجسم روحاني, وتكلم عن الفرق بينهما فقال "ليس كل جسد جسدا واحدا، بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد اّخر, وللسمك اّخر وللطير اّخر. وأجسام سماوية وأجسام أرضية... يوجد جسم حيواني ووجد جسم روحاني" (1كو15: 40-44).
وقال أيضا في رسالته إلي العبرانيين "أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14).
وقد أيد هذا الرأي الاّباء الأولون أمثال كيوستينوس الشهيد وأثيناغورس وايريناؤس واكليمنضوس الاسكندري وترتليانوس وأغسطينوس.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قوة الملائكة

الملائكة أكثر إقتدارا وقوة وسرعة ونشاطا من الإنسان، وكذلك هم أعلم من البشر .لأن طبيعة الملاك روحانية ونارية ونورية، لذلك يمكنه أن يكتشف أشياء لا يمكننا نحن أن نكتشفها بسبب كثافة أجسادنا, وبسبب ضعف هذا الجسم وما يصيبه من أمراض وعلل، وما إلي ذلك من أشياء تعطل قدرة الروح علي أن تنفذ إلي صميم الأشياء.
أما الملاك فهو أقدر علي معرفة الأشياء، وأسرع إلي الوصول إلي حقائق الأمور من الإنسان, من أجل ذلك يكون الملاك دائما أعلم من البشر في معرفة الأشياء والحوادث الجارية الماضية والحاضرة...
والملائكة فوق ذلك لا يمرضون ولا يضعفون، ولا ينامون ولا يموتون, لأنهم كائنات روحانية, وهم في حالة صحو ويقظة مستمرة، ولهم قدرة عجيبة علي النفاذ إلي طبيعة الأشياء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ويقول المزمور "باركوا الرب يا جميع خدامه العاملين مرضاته" (مز 103: 20, 21).
وفي هذا ينسب إلي الملائكة أنهم مقتدرون بالقوة... وأنهم أقوياء، وهذا حق... فان ملاكا واحدا قتل في ليلة واحدة 185 ألف رجل من جيش سنحاريب ملك أشور (2مل 19: 35)، وملاك اّخر قتل كل بكر في أرض مصر (خر 12: 29).
أليس هذا دليلا علي قدرة الملاك، وعلي استطاعته وعلي إمكانيته التي يمكن بها أن يصنع ما يريد، وما يكلفه الله به.
لذلك فقد خلقهم الله في طبيعة روحانية أعظم من طبيعة الإنسان كما يقول المزمور "من هو الإنسان حتي تذكره، وابن الإنسان حتي تفتقده، أنقصته قليلا عن الملائكة" (مز8: 4).
وهم أيضا لا يحتاجون إلي زمن كبير في إنتقالتهم من مكان إلي اّخر، لأن ليس لهم أجساد مادية تعوق إنتقالاتهم, ففي لحظة واحدة يستطيعون أن يسافروا اّلاف الأميال.
وفي نفس الوقت يستطيعون أن يمروا من الأجسام المادية، لأن طبيعتهم الروحية تسهل لهم هذا الإنتقال من خلال المادة.
متى خُلِقَت الملائكة؟

ليس في الكتاب المقدس كلام صريح عن ميعاد خلقة الملائكة, لأن ذلك من علم الله وحده, ولا يعني الإنسان أن يعرف شيئا عن هذا الزمان. ولكن هناك دلائل واضحة في الكتاب المقدس علي وجود ملائكة في السماء قبل خلقة الإنسان نستطيع أن نلخصها في الاّتي:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
متي خلقت الملائكة:
1-حين خلق الله الإنسان حاول كائن خبيث – كان موجودا قبله – أن يجربه ويهلكه وسقطه ونجح في ذلك (تك 3: 1-7), وإتضح أن هذا المجرب (الحية) هو إبليس اللعين وهو ملاك ساقط. ويقول عنه سفر الرؤيا "وحدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين, وحارب التنين وملائكته, ولم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله، طرح إلي الأرض وطرحت معه ملائكته" (رؤ 12: 7-9).
2-عند ما طرد الإنسان بعد سقوطه من جنة عدن، أقام الله ملاكا حارسا علي الجنة لكي لا يرجع الإنسان الساقط إلي هناك "فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم (رتبة من رتب الملائكة) ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة...." (تك3: 24).
3- لما أجاب الرب أيوب من العاصفة قال له "أين كنت حين أسست الأرض... عندما ترنمت كواكب الصبح معا، وهتف جميع بني الله؟..." (أي 38: 1-7). ويقصد بكواكب الصبح وبني الله بالملائكة وهذا القول صريح يثبت لنا أن الملائكة كانت موجودة قبل خلقة الإنسان .
عدد الملائكة
لم يذكر في الكتاب المقدس أي إشارة عن عددهم بالتحديد، ولا يعرف عددهم إلا الله وحده الذي خلقهم وتبهم لخدمته، ولكن هناك أقوال كثيرة في الكتاب المقدس تدلنا علي كثرة عددهم.
كثرة عددهم:
سنورد بعض هذه الأقوال لكي يأخذ القارئ فكرة عن كثرة عددهم...
1- عندما نزل الله علي جبل سيناء لإعطاء الشريعة لموسى النبي قيل اه "اتي من ربوات القدس (أي الملائكة) وعن يمينه نار شريعة لهم" (تث 33: 2).
2- في بستان جثيسماني قال السيد المسيح لبطرس "أتظن أني لا أستطيع الاّن أن أطلب إلي أبي فيقدم لي أكثر من إثني عشر جيشا من الملائكة" (مت 26: 53).
3- قال دانيال النبي "ألوف ألوف تخدمه, وربوات ربوات وقوف قدامه" (دا 7: 10).
4- قيل في بشارة الرعاة "وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي" (لو 2: 13).
5- وبولس الرسول يقول في رسالته إلي العبرانيين "بل قد أتيتم إلي جبل صهيون... وإلي ربوات هم محفل ملائكة" (عب 12: 22).
6- ويوحنا الرسول يصف منظرهم في رؤياه المشهورة قائلا "ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ, وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف" (رؤ 5: 11).
7- وهناك أمثلة كثيرة تذكر أن عددهم كبير جدا لا تستطيع أن تحصيه, وليست المسألة بالكثرة بل بقوتهم وقدرتهم فقد عرفنا أن ملاكا واحد إستطاع أن يقتل 185 ألف رجل من جيش سنحاريب ملك أشور في يوم واحد.
8- وإن كنا نود أن نستنتج عددهم التقريبي من كلام رب المجد نفسه، فنقول أن عددهم التقريبي أكبر من:
= 12 × 12500 = 150000.
وإن كان رب المجد لم يذكر أن هذا العدد هو كل الملائكة بل قال انه " يستطيع أن يطلب من أبيه أكثر من إثني عشر جيشاً "ونستطيع في الختام أن نقول أن عددهم كثير جدا لا يحصي ولا يعد، وأن ملاكا واحدا يستطيع أن يعمل أكثر من ألف إنسان.
9- يقول القديس ديونيسيوس الأريوباجيتي "ان عدد الملائكة أكثر من عدد الأشياء الجسمية الهيولية، لأن الله تعالي حيث أنه في تكوين العالم – قصد كماله ولا حد لقدرته – أراد أن يكثر من عدد الأشياء الأكثر كمالا, ولذلك قال أيوب البار "ألعل لجنوده عددا؟" (أي 25: 3).
10-
الملاك الحارس
هناك رأي سائد في الكنيسة يقول أن الله عين لكل مؤمن ملاكا حارسا يهتم به ويرافقه إلي يوم وفاته، وهو لديه كمعلم ومدبر ومرشد ليهديه طريق البر والفضيلة، ويحذره من حيل أعدائه المنظورين وغير المنظورين (كقول رب المجد "انظروا احذروا ألا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار، فإني أقول لكم إن ملائكتهم في السموات كل حين يعاينون وجه أبي الذي في السموات " [مت 18: 10])..... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). والكتاب المقدس ملئ بأمثلة الملائكة التي ساعدت البشر في أسفارهم وخدمتهم في كل وقت.. فالملاك رافائيل رافق طوبيا وخدمه في سفره باذلا كل اعتنائه في الطريق بحفظه اياه من حوت كان يهم أن يبتلعه، ثم تحصيل ماله من الناس وتزويجه إياه يأمرة صالحة ورد إلي أبيه.
"وإيليا النبي أتاه الملاك وقدم له فطيرة يأكلها ليتقوي بها في الطريق".. ويعوزنا الوقت لو تكلمنا عن الملاك الذي سد أفواه الأسود في الجب الذي ألقي فيه دانيال النبي، أو الذي نقل فيليبس الرسول من الموضع الذي عمد فيه الرجل الحبشي إلي مدينة أشدود....

سقوط بعض الملائكة

إن لطبيعة الملائكة – كما ذكرنا سابقا – خصائص صفات خلقها الله عليها لكي تحيا بها. فقد خلقها الله عاقلة حرة.... بها العقل تستطيع أن تفكر، وبهذه الحرية تستطيع أن تفعل ما تريده. وكما أن للبشر ناموس لطبيعتهم هكذا أيضا للملائكة ناموس لطبيعتهم... وإن كان الله قد خلق الملائكة بقدرات تفوق قدرات الإنسان فان ناموسهم أيضا يفوق ناموس الإنسان، لذلك فان سقوطهم يكون أخطر من سقوط الإنسان... لأن جسم الإنسان مادي يعوقه عن الانطلاق والتحرك الكثير، أما أجساد الملائكة فهي غير مادية وتستطيع أن تتحرك بسرعة فائقة....
وهكذا أيضا أعطيت الملائكة معرفة وحكمة أكثر من البشر لذلك فهم يعرفون الله، أكثر من البشر لأنهم واقفين أمام عرشه الإلهي... يسبحون الله, ليلا ونهارا، ويسجدون أمام عرشه المقدس إلي أبد الآبدين.

كيف سقط بعض الملائكة؟
والآن يتبادر إلي ذهننا هذا السؤال الهام... إن كان الله قد أعطي قدرات كثيرة وعظيمة للملائكة فلماذا سقطوا؟! وإن كان الله لم يخلق الشر، فمن أين أتي إليهم؟!
هذا السؤال الهام ليس هو مجال بحثنا، ولكن سنتعرض للإجابة عليه باختصار شديد...
نقول أولا كيف دخلت الخطية إلي العالم... ليس عالم الأرض فقط، بل عالم السماء؟

الخطأ والخطية:
ما هي الخطية؟ وما هو الخطأ ؟
كبداية للإجابة يجب أن نعرف ما هو الخطأ؟
الخطأ هو ما حاد عن الصواب, وهو أعم من الخطيئة, فالخطيئة هي الخطأ ضد الله وضد وصاياه.
وعندما نفهم هذا التعريف البسيط عن الخطأ والخطيئة نلمس طريق سقوط بعض الملائكة.
فالملائكة كائنات حرة وعاقلة, ولها أن تفكر في الصواب أو في الخطأ، وهي حرة فيما تريد وفيما تفعل، والله أعطاها هذه الحرية بإرادته وأوصاها بالصواب، كما أوصي الإنسان.
ولكن بعض الملائكة وعلي رأسهم سطانائيل (الشيطان) انحرف بفكره إلي غير الصواب أي إلي الخطأ, بأن أرد أن يساوي نفسه بالخالق... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وهذا مستحيل وغير معقول وعين الخطأ نفسه.. فهل نستطيع أن نقول أن الخالق يكون مساويا للمخلوق؟.... وإن كان مساويا له فكيف يكون الخالق إذن؟
فمعروف عن صفات الخالق أنه لا يساويه أحد, ولا يدنو منه أحد.... بل هو وحيد في قدرته ووحيد في عظمته....
وإذا أخذنا مثلا في ذلك مع الفارق نجد أن المخلوق لا يستطيع أن يساوي الخالق بأي حال من الأحوال.
فذا افترضنا مثلا أن إنسانا اخترع آلة ميكانيكية يستطيع أن يديرها كما يشاء عندما بالتيار الكهربائي، ويوقفها إن فصل عنها هذا التيار، فهل تستطيع هذه الاّلة ان تعمل بمفردها بدون هذا التيار؟
هكذا الإنسان المخلوق لا يستطيع أن يعيش أو يتحرك أو يعمل بدون روح الله التي فيه، فان خرجت الروح يصبح ميتا بل ويصبح كالاّلة التي لا تعمل....
هكذا الملاك مخلوق ولا يستطيع أن يعمل بدون القوة التي منحها له الله عند خلقته وأودعها فيه....
ولكن الشيطان إنحرف عن قدرات طبيعته، وأراد أن يضيف قدرات الله إليه وأراد أن يكون مثل الله، وبالتالي اخطأ وسقط عن رتبته.....
اعتقد أن مجده ذاتي، وليس مكتسبا من الله، فدخله المجد الباطل وأراد أن يصير مثل الله. وحزقيال النبي يحدثنا بكل تفصيل ذلك فيقول "هكذا قال السيد الرب: أنت خاتم الكمال وملاّن حكمة وكامل الجمال، كنت في عدن جنة الله. كل حجر كريم ستارتك.... أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك. علي جبل الله المقدس كنت، بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتي وجد فيك إثم. بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فأخطأت، فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار. قد ارتفع قلبك لبهجتك، أفسدت حكمتك لأجل بهائك..." (حز 28: 12-17).
ويؤكد هذا الكلام أشعياء النبي فيقول "كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قطعت إلي الأرض يا قاهر الأمم؟. وأنت قلت في قلبك أصعد إلي السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله , وأجلس علي جبل الإجتماع في أقصي الشمال. أصعد فوق مرتفعات السحاب, أصير مثل العلي، لكنك انحدرت إلي الهاوية إلي أسافل الجب...." (أش 14: 12-15).
فسقط الشيطان وأغوي معه بعض الملائكة من الرتب السمائية المختلفة سقطت معه.
ومنذ هذه اللحظة سمي المعاند أو المقاوم لله، لإنه لم يرجع عن سقطته ولم يشعر بخطئه ولم يطلب التوبة إلي الله إلي وقتنا هذا.
ويقول سفر الرؤيا "وحدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين. وحارب التنين وملائكته ولم يقووا , فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله، طرح إلي الأرض وطرحت معه ملائكته " (رؤ 12: 7-9).
وبعد خلقة آدم تقدم إبليس الجرب لكي يسقطه, كما سقط هو أيضا بنفس الخطية التي أخطأ بها، وهي خطية عدم الطاعة لله ورغبته في أن يكون كالله "فقالت الحية للمرأة لن تموتا. بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر..." (تك 3: 4-5).
وسقطت المرأة ثم أغوت رجلها فسقط هو أيضا، ثم سقط الجنس البشري نتيجة لذلك ودخلت الخطية إلي العالم إذ أخطأ الجميع كما يقول الرسول بولس "من أجل ذلك كأنما لإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ الجميع " (رو 5: 12).
لذلك صدق قول سفر الرؤيا عن حرب ابليس "ويل لساكني الأرض والبحر، لأن إبليس نزل إليكم وبه غضب عظيم, عالما أنه له زمانا قليلا" (رؤ 12: 12).
والكتاب المقدس يشهد أن هذا الملاك الساقط قد أغوي الجميع وحاول إسقاطهم بشتي الطرق والأساليب بمقاصده الشريرة وتجاربه المتنوعة اللعينة. حتي أنه جرئ وتقدم لكي يجرب السيد المسيح نفسه (مت4: 1), الذي كشفه وهزمه وكسر شوكته.
لذلك يقول القديس بطرس "إن الله لم يشفق علي ملائكة قد أخطأوا" (2بط 2: 4). ويؤيد هذا الكلام المقدس يهوذا الرسول قائلا "إن الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم, بل تركوا مسكنهم حفظهم إلي دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام" (يه 6:6).
وقد أفصح رب المجد نفسه عن مصيرهم ومصير كل الأشرار الذين يتبعونهم قائلا لهم "اذهبوا عني يا ملاعين إلي النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (مت 25: 41).

الملائكة الأخيار والأشرار

ونستطيع أن نقسم الملائكة إلي قسمين رئيسيين بعد سقوط بعضهم إلي:
أ-الملائكة الأخيار:
وهم الذين ثبتوا علي أمانتهم لله والحق، لذلك دعوا بالمختارين والمقدسين (1 تي 5: 21, مت 25: 31).
ب-الملائكة الأشرار:
وهم الذين سقطوا أي لم يثبتوا علي أمانتهم لله، وتكبروا وقاوموا الله, لذلك دعوا بالمقاومين أو الشياطين (مت4: 10, يو10: 18).
وهناك رأي يقول أن الله قد خلق الإنسان, لكي يضعه مكان الملائكة الذين سقطوا, علي أن ذلك ينطبق علي القديسين فقط، لأنه لا يستطيع أحد أن يعاين الرب إلا القديسين ومن يسلك حسب وصاياه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- خدمة الملائكة
الملائكة رتب ولهم ترتيب وطقس ونظام، وقد جعل الله لكل طغمة منها اختصاصات. فبعضها مختص بخدمة السماء، بعضها يختص بخدمة الأرض..
و في الأرض بعضها مختص بالهواء، البعض الأخر بالثمار، وهناك من يختص بالأنهار، والبعض الأخر مختص برفع القرابين والصلوات، لذلك يصلي الكاهن في نهاية القداس الالهي مخاطباً الملاك قائلاً"يا ملاك هذه الذبيحة الطاهرة، الصاعد إلى السماء، اصعدها قدام الرب ليغفر لنا خطايانا".
فالاختصاصات متنوعة، وكلها تبرز وتعلن مجد الله على الأرض، ولو كشفت عن عيوننا لرأينا هذه القوات الروحية تتحرك بين السماء والأرض، لذلك قال السيد المسيح له المجد "من الأن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون".
ونستطيع أن نلخص خدمة الملائكة في الأتي:
تسبيح الله في حياة الملائكة

التسبيح هو لغة الملائكة، والكنيسة أخذت طقس التسبيح من الملائكة أنفسهم،
وقد أفصح أشعياء النبي عن هذا التسبيح قائلاً:
"السيرافيم واقفون فوقه، لكل واحد ستة أجنحة بإثنين يغطي وجهه، وبأثنين يغطي رجليه، وبإثنين يطير. وهذا نادي ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (اش ٦: ٢ و٣).
ومن هذه التسبحة أخذت الكنيسة تسبحة الثلاث تقديسات المعروفة (قدوس. قدوس. قدوس). رب الصباؤوت السماء والأرض مملوءتان من مجدك العظيم ...
وفي البشارة المجيدة:
"ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين:
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو ٢: ١٣ و١٤)
ويوحنا الرسول في سفر الرؤيا يقول:
"ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش... وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف قائلين بصوت عظيم:
مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة" (رؤ ٥: ١١ و١٢).
لذلك يصرخ داوود النبي قائلاً:
"سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده" (مز ١٤٨: ٢).


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الملائكة والسجود لله

السجود تعبير صادق عن مشاعر الخضوع والإتضاع،
لذلك فهو لائق جداً أبالله،
ويسمى بسجود العبادة،
وهو خاص بالله فقط دون سواه،
لذلك عندما أراد يوحنا الرسول في رؤياه بالسجود أمام الملاك من فرط تأثره بالمناظر الالهية منعه الملاك...
"فخررت أمام رجليه لأسجد له، فقال لي أنظر لا تفعل.
أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. أسجد لله" (رؤ ١٩: ١٠)
وجعله الملاك ينظر السجود الحقيقي لله...
"وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة خروا أمام العرش وسجدوا لله قائلين:
آمين، البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الأبدين، أمين" (رؤ ٧: ١١ و ١٢).
الملائكة في خدمة الله وتنفيذ أحكامه

فالله خلق الملائكة أساساً لخدمته وتنفيذ أوامره، وهم في ذلك مسرورون، لأنهم يخدمون العزة الالهية، وواقفين أمام العرش الالهي على الدوام.
ويؤكد هذا الكلام داوود النبي قائلاً " الصانع ملائكته أرواحاً وخدامه ناراً ملهبة" (مز ١٠٤: 4) وأيضاً (عب ١: ٧).
ويقول بولس الرسول "أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة..." (عب ١: ١٤).
وهناك أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس ترينا كيف أن الله أرسل ملائكته لينفذوا أحكامه...
أ- في سفر صموئيل يقول "وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب على الشر وقال للملاك المهلك الشعب: كفى الأن رد يدك" (٢ صم ٢٤: ١٦).
ب- وفي سفر الملوك يقول "وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور ١٨٥ ألف، ولما بكروا صباحاً إذا هم جميعاً جثث ميتة، فانصرف سنحاريب ملك اشور وذهب راجعاً وأقام في نينوى" (٢ مل ١٩: ٣٥ و٣٦).
ج- وفي العهد الجديد ضرب ملاك الرب هيرودس لأنه لم يعط مجداً لله "ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله، فصار يأكله الدود ومات" (أع ١٢: ٢٣).
ء- وفي سفر الرؤيا يقول يوحنا الرسول "وسمعت صوتاً عظيماً من الهيكل قائلاً للسبعة الملائكة امضوا وسكبوا جامات الله على الأرض." (رؤ ١١: ١).
ه- والله يرسل ملائكته لخدمة البشر، كما فعل الملاك جبرائيل مع دانيال النبي بناء على أمر الله ليفهمه الرؤيا "وأنا متكلم بعد بالصلاة، إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). لمسنى عند وقت تقدمة المساء وفهمني وتكلم معي وقال يا دانيال اني خرجت الأن لأعلمك الفهم" (دا ٩: ٢١ و٢٢).
شاهير الآباء القديسين - كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور
14- الملائكة في خدمة المؤمنين
كان الملاك في رفقة العائلة المقدسة عندما جاءت إلى مصر هرباً من هيرودس الملك. وكان يسير معهم حتى وصلوا بسلام الله آمنين "وبعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم وكن هناك حتى أقول لك. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه" (مت ٢: ١٣).
وشجع بولس الرسول ليقف أمام قيصر... "لأنه وقف في هذه الليلة ملاك الإله الذي أعبده قائلاً: "لا تخف يا بولس، ينبغي لك أن تقف أمام قيصر، وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك" (أع ٢٧: ٢٣).
الملائكة وحراسة أولاد الله وإنقاذهم
أ- فدانيال النبي الذي ألقى في جب الأسود يقول: "إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني، لأني وجدت بريئاً قدامه (الله)، وقدامك أيضاً أيها الملك، لم أفعل ذنباً" (د ٦: ٢٢)
وإليشع النبي حرسه جيش من الملائكة عندما أحاط به الجيش "فبكر خادم رجل الله وقام وخرج، واذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات، فقال غلامه له: اه يا سيدي كيف نعمل، فقال لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم... ففتح الرب عيني الغلام فأبصر، واذا الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول إليشع" (٢ مل ٦: ١٥ - ١٧).
ج- لذلك يقول داوود النبي "يحل ملاك الرب حول متقيه وينجيهم" (مز ٣٤: ٧)
ويقول أيضاً "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز ٩١: ١١).
ح- خلصوا بطرس من السجن (أع ٥: ١٩).
- الملائكة يرفعون صلوات المؤمنين إلى الله
فرافائيل رئيس الملائكة (أحد رؤساء الملائكة السبعة) يقول لطوبيا "انك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبئ الموتى في بيتك نهاراً وتدفنهم ليلاً، كنت أنا أرفع صوتك الى الرب" (طوبيا ١٢: ١٢).
ويقول يوحنا الرسول في سفر الرؤيا "وجاء ملاك أخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب، وأعطى بخوراً كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب أي أمام العرش" (رؤ ٨: ٣).
- الملائكة يشفعون في المؤمنين
فالملائكة أيضاً شفعاء، بمعنى أنهم يصلون من أجل المؤمنين ويطلبون من أجل سلامهم. فقد جاء في نبوءة النبي زكريا عن الملاك الذي تشفع من أجل أورشليم
"فأجاب ملاك الرب وقال يا رب الجنود إلى متى لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا، التي غضبت عليها هذه السبعين سنة؟" (زك ١: ١٢).
فأجاب الرب الملاك المتكلم معي بكلام خير، كلام تعزية فقال لي الملاك المتكلم معي:
ناد قائلاً هكذا قال رب الجنود اني قد نحرت على أورشليم.. غيرة عظيمة.. لذلك هكذا قال الرب اني رجعت على أورشليم بالمراحم" (زك ١: ١٣ - ١٦).
- الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير
الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير:
"فتراءى ملاك الرب للمرأة (أم شمشون) وقال لها:
ها أنت عاقر لم تلدي، ولكنك تحبلين وتلدين إبناً...
وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين" (قض ١٣: ٣ - ٢١).
- الملائكة يهيئون للقديسين حاجات الجسد
أ‌- "واضطجع (ايليا النبي) ونام تحت الرتمة، وإذا بملاك الرب قد مسه وقال قم وكل، فتطلع وإذا كعكة ردف وكوز ماء عند رأسه، فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع، ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال: قم وكل، لأن المسافة كثيرة عليك، فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة" (1 مل ١٩: ٥ - ٩).
ب‌- وكان (دانيال) هناك (في الجب) ستة أيام... وكان حبقوق النبي في أرض يهوذا، وكان قد طبخ طبيخاً وثرد خبزاً في جفنته وانطلق إلى الصحراء ليحمله إلى الحصادين، فقال ملاك الرب لحبقوق إحمل الغذاء الذي معك إلى بابل إلى دانيال في جب الأسود، فقال حبقوق: أيها السيد، اني لم ار بابل قط ولا أعرف الجب، فأخذ ملاك الرب بجبته وحمله بشعر رأسه وضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه، فنادى حبقوق قائلاً: يا دانيال يا دانيال: خذ الغذاء الذي أرسله لك الله، فقال دانيال: اللهم لقد ذكرتني ولم تخذل الذين يحبونك، وقام دانيال وأكل، ورد ملاك الرب حبقوق من ساعته إلى موضعه" (دا ١٤: ٣٠ - ٣٨).
- خدمات أخرى للملائكة
وإن كانت خدمات الملائكة لا تحصى ولا تعد،
إلا أننا أبرزنا أهمها،
ونستطيع أن نضيف بعضاً منها في الأتي:
أ‌- انبأوا بولادة يوحنا المعمدان (لو ١: ١١ - ٢١).
ب‌- أنبأوا بولادة المسيح واحتفلوا بها (مت ١: ٢٠ ولو ١: ١١).
ت‌- خدموه وقت تجربته وألامه (مت ٤: ١١ ولو ٢٢: ٤٣).
ث‌- بشروا بقيامته (مت ٢٨: ٢ ويو ٢٠: ١٢).
ج‌- أنبأوا بصعوده (أع ١: ١٠ و١١).
ح‌- سيرافقون المسيح عند مجيئه الثاني (مت ٢٨: ٢ ويو ٢٠: ١٢).
خ‌- يجمعون شعبه إلى ملكوته (مت ١٣: ٣٩).

- نحن والملائكة

لا تظن أن الملائكة لا تستطيع أن تعمل أو تتحرك من دون أن تتلقى من الله أمراً بذلك في كل كبيرة وصغيرة... كلا، ليس الأمر كذلك، فإن الله أقام ملائكة... والملائكة كائنات حرة، لهم مقدرة ولهم إمكانيات، ولهم أن ينصرفوا في حدود اختصاصاتهم، ولذلك فإن الملاك ليس في حاجة في قل مرة أن يتلقى أمراً مباشراً من الله، مثله في ذلك مثل الشرطي الذي يقف على باب المنزل أو على رأس الطريق للحراسة، له أن يستجيب لاستغاثة أي مواطن دون الرجوع إلى رئيس الجمهورية مباشرة، وله أن يندفع من تلقاء ذاته لمطاردة اللصوص، دون أن ينتظر إشارة من رئيس البلاد... بل إن الشرطي الذي يرفض أن يستجيب لنداء أي مواطن بحجة أنه لم يتلق أمراً مباشراً من رئيس الجمهورية، فإنه لو أبلغ أمره إلى الرئيس لعاقبه وطرده من وظيفته، لأنه بتصرفه العقيم أهان الحكومة، وأثبت أنه عديم التصرف، ولا يصلح لمهمته التي أوكلت إليه.
ومن هنا نفهم أنه يمكن أن يكون لنا صداقة مباشرة مع الملائكة وأنه يمكن أن نستغيث بهم، ولا يكون في هذه الاستغاثة إهانة لجلالة الله وعظمته، أو إنقاص لقدرته، لأن الملائكة مخلوقة لخدمة الله، كما أقيموا أيضاً لخدمتنا، فقد قال الرسول "أليسوا جميعاً أرواحاً خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص؟" (عب ١: ١٤).
إذاً قد منحنا الله هذه العطية، وهي أن يجعل الملائكة الأقوياء في خدمتنا، وكلفهم بحراستنا وإغاثتنا، لذلك يمكننا أن نقول "يا ملاك أغثني، أو يا ملاك أعني".. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وليس في ذلك ما يتعارض مع عبادتنا لله وصلواتنا إليه.
ألا يقول الواحد منا للأخر "يا أخي أعني، ويا أخي ساعدني!! أفهل تكون بهذا قد جدفت على الله؟
إذاً يمكننا أن نستغيث بالملائكة، وأن نطلب منهم أمراً، مادام هذا الأمر في حدود إختصاصاتهم وامكانياتهم".
النظام السماوي و درجات الملائكة
لا شك أن هناك درجات بين الملائكة، وكل درجة لها وظيفة معروفة، فالله – وهو ضابط الكل – اله نظام، قد نظم كل شئ قد خلقه، فالطبيعة تسير في نظام عجيب لا يختل لحظة ولا طرفة عين، فالشمس والقمر والكواكب كلها، حتى الأرض تسير في نظام دقيق جدا... وان أردنا أن نتأمل في الإنسان وأجهزته الطبيعية نجد أنها مرتبطة ببعضها البعض وتعمل في نظام وترتيب لا مثيل له.

النظام السماوي:
لذلك نجد أن كل شئ به نظام يسير وفق هذا النظام بدون خلل أو انحراف، أما الأشياء التي لا تسير بأى نظام نجدها تختل وتنحرف عن مسارها.
هكذا أيضا القوات السمائية خلقها الله في نظام وترتيب لكى ينظم بها الكون كله.
والكتاب المقدس يشهد أن للملائكة رتب ودرجات، فبولس الرسول يتكلم عن بعض هذه الرتب في رسالته الى أهل أفسس قائلا:
"... فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة... (أف 1: 21) ".
وأيضا في رسالته الى أهل كولوسى يقول " فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين.. (كو 1: 16) ".
وفى سفر دانيال النبى نسمع عن ميخائيل انه " واحد من الرؤساء الأولين (دا 10: 13)" ويهوذا الرسول في رسالته يقول " وأما ميخائيل رئيس الملائكة" (يهوذا 9).
وفى سفر الرؤيا يقول يوحنا الرسول " ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله.. (رؤ 8:2)

- رتب الملائكة التسعة
نستطيع أن نقسم رتب الملائكة كا وردت في نص الكتاب المقدس:
1- رؤساء الملائكة
2- الملائكة
3- الرئاسات
4- الشاروبيم = الكاروبيم
5- الساروفيم
6- الكراسى
7- السلطات
8- الربوبيات
9- القوات
- طغمات الملائكة

ثلاث طغمات،
وكل طغمة تنقسم الى ثلاث رتب كالاتى:
1- الطغمة الأولى تشتمل على:
أ – السارافيم: وهم يضطرمون بمحبة الله أكثر من بقية الملائكة.
ب - الكاروبيم: وهم أعلم وأكثر نورا، ومنهم الكاروبيم المتسلح بسيف لهيب نار على الفردوس يحفظ شجرة الحياة بعد طرد آدم وحواء، ومنهم الشيطان الذي سقط أيضا.
ج - العروش: وهم الملائكة الذين يكونون للعزة الإلهية بمنزلة منابر وكراسى مجيدة .

2- الطغمة الثانية وتشتمل على:
أ - القوات: وهم الذين وهبهم الله قوة عظيمة لفعل العجائب
ب - السلاطين: وهم الأرواح الذين يضبطون سلطان الشياطين وجهنم، وقد أقامهم الله –عز اسمه – على الأرض لحفظ نظام العالم، وقد سموا سلاطين لأنهم يظهرون سلطان الله تعالى وقدرته الضابطة.
ج – السيادات: هم الأرواح الذين لهم سلطان على البشر وعلى الملائكة الذين هم أقل منهم كمالا .
2- الطغمة الثالثة وتشتمل على:
أ - الرياسات: وهم الملائكة الذين لهم سلطان خاص على الممالك لحفظها.
ب - رؤساء الملائكة: وهم الملائكة المرسلون لأعظم الأمور ومنهم (ميخائيل وجبرائيل ورافائيل)
ج - الملائكة : وهم باقى الملائكة الذين يخدمون في شتى الأعمال الأخرى.
السيرافيم وخدماتهم

الرؤيا المشهورة في الإصحاح السادس من أشعياء النبى تتكلم عن السيرافيم.
لأول مرة في الكتاب المقدس (أش 6: 2 – 6) فتقول "... رأيت السيد جالسا على كرسى عال ومرتفع وأذياله تملا الهيكل. السارافيم وافقون فوقه لكل واحد ستة أجنحة. باثنين يغطى وجهه، وباثنين يغطى رجليه وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض".
وكلمة سيرافيم كلمة عبرية معناها " محرقة أو متقدة بالنار " وهى جمع لكلمة "ساراف". وقد وردت في مواضع أخرى بمعناها اللغوى وليس بمعناها الملائكى.
وطبقة السيرافيم في الملائكة من الطبقات التي لم يذكر عنها مطلقا أن أحد أفرادها سقط.
فالشيطان – وهو من جماعة الكاروبيم – سقط وجر معه كثيرين من طغمات كثيرة... فسقط معه من جماعة الكاروبيم ومن الرؤساء ومن القواد ومن السلاطين ومن الأرباب، فالقديس بولس الرسول يقول " فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين.. مع أجناد الشر الروحية في السماويات (أف 6: 12) ".
فلم يرد مطلقا سقوط ملاك من طبقة السيرافيم او من طبقة الكراسى...
فالسيرافيم المتقدون بالنار يرمزون الى الحب الالهى.
والسيرافيم عملهم هو تسبيح الله.. فيقولون على الدوام " قدوس قدوس قدوس " وهذه التسبحة قد أخذتها في تسابيحها الشهيرة (الثلاث تقديسات).
وان كانوا قد قاموا بخدمة نحو الإنسان ذكرت أيضا في سفر اشعياء، عندما قال أشعياء النبى "ويل لى أنى هلكت لانى إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عينى قد رأتا الملك رب الجنود. فطار الى واحد من السيرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومس بها فمى وقال إن هذه قد مست شفتيك، فانتزع إثمك وكفر عن خطيتك" (أش 6: 5 – 7).
- الشاروبيم وخدماتهم | الكاروبيم

الكاروبيم كلمة عبرية معناها ملئ المعرفة، وهى جمع كلمة "كروب" والمعرفة تنفخ كما قال سليمان الحكيم، لذلك احتمال سقوط بعض الملائكة منها ممكن. فالشيطان كان من طغمة الكاروبيم وسقط في المجد الباطل والمعرفة الكاذبة. ويمكن تلخيص ذكرهم في الكتاب المقدس كالآتي:
1- أول ذكر للكاروبيم في الكتاب المقدس كان سفر التكوين، وهم الذين أقامهم الله على أبواب جنة عدن عندما طرد آدم وحواء منهما (تك 3: 34).
2- أمر الله شعبه في القديم بعمل كروبيم من ذهب لكى يوضع على غطاء تابوت العهد (خر 25:18 و19 والأخبار الثانية 3:10)، وكانا جناحا الكروبيم يظللان التابوت.
3- يقول داود النبى في تشبيه شِعري أن الله ركب على كروب لما ظهر بمجده على الأرض (مز 18: 10) "طأطأ السموات وضباب تحت رجليه، ركب على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح". لذلك يقال أن الكروب له جناحان، ويوصف في مكان أخر انه بالأعين، والأعين هنا ترمز للمعرفة.
4- يذكر حزقيال في رؤياه إن الكروبيم كانوا تحت عرش الله " ثم رفعت الكروبيم أجنحتها والبكرات معها ومجد اله إسرائيل عليها من فوق (حز 11: 12) " .
5- على حجاب خيمة الاجتماع كان منقوشا صورة كروبيم كأمر الرب "وتصنع حجابا من اسمانجونى وأرجوان وقرمز وبوص مبروم، صنعة حائك حاذق يصنعه بكروبيم .." (خر 26: 31 ).
6- وفى هيكل سليمان كان كروبان كبيران مغشيان بذهب يظلل جناحاهما التابوت تأذى كان بينهما وبين قدس الأقداس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). أما حوائط البيت فكانت أيضا منقوشة بكروبيم مع نخيل، وأيضا مصراعي الباب كانا منقوشين بالكروبيم (امل 6:27 -29 و 32 وأيضا 2 أخبار 3: 7), وكان المقصود بكل ذلك هو الدلالة على وجود الله في الهيكل.
7- يلقبهم حزقيال النبى بالأربعة حيوانات غير المتجسدين في رؤياه المشهورة المدونة في سفره قائلا "فنظرت وإذا بريح عاصفة جاءت من الشمال. سحابة عظيمة ونار متواصلة وحلولها لمعان ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار. ومن وسطها شبه أربعة حيوانات وهذا منظرها: لها شبه إنسان، ولكل واحد أربعة أوجه، ولكل واحد أربعة أجنحة وأرجلها أرجل قائمة وأقدام أرجلها كقدم رجل العجل..
أما شبه وجوهها فوجه إنسان ووجه أسد لليمين لأربعتها ووجه ثور من الشمال لأربعتها ووجه نسر لأربعتها..." (حز:4 –10).
8- وقد اشتهر الرأي بين علماء اللاهوت الأولين أن لتلك الخلائق الرقيقة الشأن وجوداً حقيقياً، غير أنهم أخذوا هيئات متنوعة بحسب الاقتضاء لغايات خصوصية كما في خيمة الاجتماع وفى رؤيا حزقيال وفى رؤيا يوحنا اللاهوتي... فيقول يوحنا الرسول " وحول العرش أربعة حيوانات مملوءة عيونا من قدام ومن وراء، والحيوان الأول شبه أسد والحيوان الثاني شبه عجل والحيوان الثالث له وجه إنسان والحيوان الرابع شبه نسر طائر.... ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شئ الذي كان والكائن والذي يأتي" (رؤ 4:6 – 9). وهذه ترمز إلى أن الخليقة اجمع موضوعة لخدمة الله، وأن للإله العلى السلطان الفائق على الخلائق الحية، وان كل تلك الخلائق مستعدة على الدوام لإتمام إرادته بصبر الثور وشجاعة الأسد وسرعة النسر وتعقل الإنسان.

ويُكتَب خطأ: الشارو بيم.

- طغمة الكراسي | العروش
طبقة الكراسي ترمز الى حلول الله،
فقد قيل عن السماء أنها كرسي الله،
أي مكان حلوله.
وطبقة الكراسي من الطبقات التي لم يسقط منها أي ملاك لأنها مكان حلول الله.
والكراسي تترجم أحيانا عروش
وفى اللغة الإنجليزية تترجم عروش أيضا،
لذلك يقال كرسيك يا الله او عرشك يا الله .
===============
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- رؤساء الملائكة

يقول يوحنا الرائى في سفر الرؤيا "ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله" (رؤ 8: 29)، أنهم رؤساء الملائكة السبعة.
وقد ذكر الكتاب المقدس ثلاثة منهم،
أما الأربعة الآخرين فقد جاء ذكرهم في كتب التقليد
, وترتيبهم كالاتى:
1- ميخائيل .
2- جبرائيل أو غبريال.
3- رافائيل.
4- سورئيل.
5- سداكيئيل .
6- سراثيئيل.
7- أنانيئيل.
==================
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- ميخائيل رئيس الملائكة الجليل
تعريف:
كلمة "ميخائيل" מִיכָאֵל / מיכאל‎ كلمة عبرية معناها "من مثل الله
وهي مكونة من
(مِي + كَ + إيل = ميكائيل
فيكون المعنى العام للكملة قوة الله، أو من مثل الله (في القوة). وهي أسم يدل على ما أعطاه الله من قوة ومقدرة وسمو وقداسة.

مركزه بين السماويين:
يعتبر ميخائيل رئيس الملائكة وهو الأول أيضاً في رؤساء الملائكة السبعة السابق ذكرهم، ففي دانيال يلقب بأنه "واحد من الرؤساء الأولين" (دا13:10).
وفي سفر يشوع يقول عن نفسه بأنه "رئيس جند الرب" (يش13:5). وفي سفر دانيال يدعى بأنه "الرئيس العظيم" (دا1:12) ولقبه يهوذا الرسول بأنه "رئيس الملائكة" (يهوذا 9).
تعتبره الكنيسة بناء على ذلك رئيس الملائكة الأولين الواقف أمام الرب على الدوام، يشفع فينا أمام الرب، ويدافع عن الكنيسة من أعدائها الشياطين، لذلك تكرمه وتبجله في مناسبات كثيرة، لأن شجاعته فاقت الوصف، ومحبته لله عظيمة جدا، وغيرته على مجد الله لا تحد.

- الغيرة المقدسة للملاك ميخائيل على مجد الرب في العهد القديم

نستطيع أن نلمس أعمال الرئيس الجليل ميخائيل מִיכָאֵל / מיכאל‎ من خلال الحوادث التي ذكرها الكتاب المقدس، ومنها نتأمل في غيرته ومحبته المقدسة وإخلاصه لرب الأرباب وملك الملوك، ونحاول أن نستفيد منها في حياتنا الروحية:
أ- في العهد القديم:
1. يقول الكتاب عن دانيال النبي أنه صام ثلاثة أسابيع أيام (أي 21 يوماً) متذللاً، لم ياكل لحماً ولم يشرب خمراً، وظل صائماً متذللاً حتى ظهر له الملاك جبرائيل (الملاك المبشر) وقال له "لا تخف يا دانيال فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للفهم، ولإذلال نفسك أمام إلهك، أستجيب كلامك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني رئيس مملكة فارس واحد وعشرون يوماً. فأتى لنصرتي ميخائيل أحد الرؤساء الأولين.. وليس أحد يساعدني على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم" (دا 13:10- 21).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فمن هو رئيس مملكة فارس؟
إنه الشيطان المعين من قبل سطانائيل للسيطرة على مملكة فارس وإضلالها وإفسادها فجبرائيل الملاك يقول لدانيال لا تخف.. فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للصلاة مع إذلال نفسك بالصوم إلهك إستجيبت صلواتك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني الشيطان المعين لإضلال مملكة فارس 21 يوماً. وهذا هو سر تعطيلي كل هذه المدة.. إلى أن جاء ميخائيل الرئيس العظيم فخلصني من هذا الشيطان الذي قاومني.
وهذا يرينا أهمية الصلاة وأهمية الإلحاح فيها، فإذا صلى الواحد منا، ووجد أن صلاته لم تستجب بعد، فلابد أن يلح في الصلاة، لأنه يجوز أن تكون هناك معاكسات من قوى شريرة تعطل إستجابة الصلاة حتى يمل الإنسان من الصلاة ويكف عنها، فإذا واظب الإنسان على الصلاة بالحاح وبلجاجة تهتز السماء، وينزل الملائكة الكبار لكي يكونوا في عون الإنسان، ويحطوا القوات المعادية الشريرة التي تكون واقفة في مقابلة تعاكسه.
ويرينا أيضا أهمية التعاون في الخدمة، ومحبة بعضنا البعض، فعندما رأى ميخائيل رئيس الملائكة أن الشيطان قد عطل وعاكس جبرائيل، جاء لمعاونته ضد العدو اللئيم.
2. هناك إشارة إلى رئيس الملائكة ميخائيل في سفر يشوع حينما رآه يشوع بن نون واقفاً قبالته، وسيف الله مسلولا في يده، فلما رآه في صورة رئيس جند وقائد عظيم، ورأى منظره غير عادي "فأقبل إليه يشوع وقال له" ألنا أنت أم لأعدائنا؟
فقال: كلا، بل أنا رئيس جند الرب، الآن جئت إليك.
فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: بماذا تأمر عبدك يا سيدك فقال رئيس جند الرب ليسوع: إخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت فيه قائم مقدس.
فصنع يشوع ذلك (يش13:5- 15) وقال الآباء إن رئيس جند الرب الذي ظهر ليشوع هو بعينه ميخائيل.
3. وفي سفر دانيال أيضا جاء ذكر رئيس الملائكة ميخائيل حيث يقول جبرائيل رئيس الملائكة لدانيال النبي "في ذلك الزمان يقوم ميخائيل الرئيس العظيم لبني شعبك" (دا1:12). وهنا يصف الوحي ميخائيل بأنه الرئيس العظيم، كما ينسب إليه عمل الشفاعة والوساطة، وهما هنا الشفاعة التوسلية عن الشعب.

- غيرة ميخائيل الملاك المقدسة في العهد الجديد
1. يقول يهوذا الرسول (المعروف بلباوس والملقب بتداوس وهو غير يهوذا الاسخريوطي) في رسالته أن هناك حربا نشبت بين ميخائيل وبين الشيطان بخصوص جسد موسى النبي، فكان الشيطان يريد إظهار جسد موسى أمام الشعب لكي يعبدوه، وكانت عبادة الأوثان منتشرة في ذلك الوقت، فأراد الشيطان أن يغوي الشعب إلى عبادة الأصنام عن طريق عبادة جسد موسى والإبتعاد عن عبادة الله، فغار ميخائيل رئيس الملائكة غيرة الرب، فأخفى جسد موسى ودفنه في مكان لا يعرفه أحد "فدفنه في الخواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم" (تث6:34).
"وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب" (يه9:1).
2. في التقليد الكنسي وفي كتب الكنيسة يوصف رئيس الملائكة ميخائيل بأنه ملاك القيامة الذي دحرج الحجر عن فم القبر – بعد أن قام السيد المسيح له المجد من بين الأموات- ليعلن أن القبر فارغ وأن السيد المسيح غير موجود فيه لأنه قام، ويقول الكتاب المقدس:
"وإذا زلزلة عظيمة قد حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس فوقه، وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج ومن ضوئه إرتعد الحراس وصاروا كالأموات" (مت2:28-4).
3. جاء في سفر الرؤيا قوله:
"وحدث قتال في السماء: ميخائيل وملائكته كانوا يقاتلون التنين، وكان التنين وملائكته يقاتلون، لم يقوا، ولا وجد لهم موضع في السماء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). فطرح التنين الحية القديمة المسمى إبليس أو الشيطان والذي يضل المسكونة كلها. طرح إلى الأرض وطرحت مرئكته معه" (رؤ7:12- 9).
وهذا النص يدل على الحرب التي نشبت بين ميخائيل מִיכָאֵל / מיכאל‎ وملائكته الصالحين، والشيطان وملائكته الأشرار الذي تبعوه في تمرده، وقد إنتهت هذه الحرب بطرد الشيطان وملائكته من السماء، وإسقاطهم إلى الأرض.
ولعله إلى هذه الحرب يشير مخلصنا في قوله:
"أني رأيت الشيطان ساقطاً من السماء كالبرق" (لو18:10)
ولعله أيضا إلى هذا ترمز الصورة التلقيدية السائدة في الكنيسة المقدسة، والتي يصور فيها رئيس الملائكة ميخائيل ممسكاً بميزان في يده اليسرى،
وبالسيف في يده اليمنى، والشيطان ساقطاً عند قدميه..
أما الميزان فيرمز إلى عدالة الله، وقد ظهر الشيطان ناقصا أمامه..
فسقط على الأرض مغلوبا في قتاله مع رئيس الملائكة ميخائيل.
وبعبارة أخرى فإن الكتاب المقدس في سفر الرؤيا يظهر لنا ميخائيل رئيس الملائكة غريما وخصماً ومطارداً لسطانائيل رئيس الشياطين،
وهو الذي شن عليه هذه الحرب نيابة عن الله، الذي أعطاه السلطة أن يطرد سطانائيل من حضرته ومن السماء ويسقط إلى الأرض.
4. وفي التقليد المسيحي أن رئيس الملائكة ميخائيل هو ملاك القيامة العامة الذي يبوق بالبوق ليدعو أجساد الراقدين إلى القيامية:
"لأن الرب نفسه عند الهتاف، عند صوت رئيس الملائكة وبوق الله سينزل من السماء" (اتس 16:4)
- شفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل
إن شفاعة الملائكة والقديسين حقيقة معروفة منذ زمن بعيد، وهي الشفاعة التوسلية المقصود بها مساعدة الملائكة لنا في صلواتنا التي رفعها إلى الله، وقد أمرنا الله بها، وتوجد أدلة في الكتاب المقدس كثيرة على شفاعة الملائكة للبشر، وقد ذكرنا بعضها بموقع الأنبا تكلا في الفصل الخاص "بخدمة الملائكة".
ويمكننا أن نلخص هذه الأدلة في ثلاث نقاط جوهرية هي:
‌أ. الملائكة يصعدون صلواتنا إلى الله (رؤ3:8، 4)، (أع4:10)
‌ب. الملائكة يتشفعون من أجل سلامة العالم (زكريا 12:1، 13)
‌ج. الملائكة يتشفعون من أجل توبة الخطاة ويفرحون بها (لو10:5)
وهذه الشفاعة تعطينا فكرة واضحة عن محبة الملائكة لنا، وبالتالي فأننا نبادلهم نفس المحبة، والله أراد وسمح أن يكون بيننا وبينهم دالة محبة قوية، لآن الله محبة.
ويجب أن نعرف حقيقة واضحة أن تمجيد الملائكة والقديسين هو في الواقع تمجيد لله نفسه، إذ يقول الوحي الإلهي على فم داود النبي "الله يتمجد في قديسيه"، وقال أيضاً "سبحوا الله في جميع قديسيه" (مز 1:15)
ويقول أيضاً بولس الرسول "ومتى جاء المسيح ليتمجد في قديسيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nabay.ahlamontada.com
 
من هم الملائكة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رؤساء الملائكة
» معجزات رئيس الملائكة الجليل ميخائيل
» رئيس الملائكة الجليل ميخائيل
» 8 تشرين الثاني عيد رؤساء الملائكة
» عيد رئيسي الملائكة مخائيل وجبرائيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان :: ( 4 ) آباء وقديسون.... ( المشرفة: madona ) :: سير حياة القديسين الأرثوذكسيين-
انتقل الى: