ان محاولة الفريسين الإيقاع بيسوع في غلطة أو تعدي على الناموس دفعهم الى هذا السؤال : اية وصية هي العظمى؟
وكانوا ينتظرون من يسوع ان يختار وصية ويهمل اخرى وبذلك يقع في إهمال وصية مقابل اخرى . وتصبح الوصايا انتقائية .
وكأنه مباح للناس الإلتزام بواحدة والتقيد باخرى .
وذلك للتهرب من التقيد بها
وهذه مارسها الفريسيون .
ولكن الرب يسوع اختصر لهم الوصايا كلها بوصيتين وهما تحويان معنى وغاية الوصايا العشرة كلها .
فأول ثلاث وصايا هي وصايا تخص الله
والسبعة الباقيات يخصون الإنسان .
1 - أنا الرب إلهك.. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً
منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت، وما في
الماء من تحت الأرض. لا ستجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك.
2 - لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً.
3 - اذكر يوم السبت (الرب) لتقدسه.
---------------------------------------
4 - اكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض.
5 - لا تقتل.
6 - لاتزن.
7 - لا تسرق.
8 - لا تشهد على قريبك شهادة زور.
9 - لا تشته بيت قريبك.
10 - لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك
(خروج 20:2-7).
ولم يفضِّل الرب وصية على اخرى .
بل لخصهم بوصيتين . وهما : محبة الله ومحبة القريب .
-------
الفريسيون كانوا يتحايلون على الوصايا بقوانين فرضوها كوصايا . ليتهربوا من الوصايا الأساسية التي لموسى .
مثلاً :
الكتاب المقدس وفي ناموس موسى أوصى بإكرام الوالدين وهذا يشمل سد إحتياجاتهم المادية. ولكن الأباء اليهود من أجل منفعتهم الشخصية وإستفادتهم من أموال الناس وضعوا لهم تقليد مخالف لناموس موسى= [b]من قال لأبيه أو أمه قربان هو الذي تنتفع به منى وهذا يعنى:
أن المساعدة التي أقدمها لك ياأبى سأمنعها عنك وأقدمها للهيكل.
وهناك رأى أخر أن الشخص كان ينذر كل ما يملك للهيكل بعد وفاته على أن يصرف منه على نفسه في مدة حياته ولا يعطى لأبويه المحتاجين وهذا معنى قوله قربان أى سيقدم للهيكل من يقدم للهيكل عطايا كانوا يعفونه من الإنفاق على والديه.
قال الرب يسوع على الفريسيين : جالسون على كرسيّ موسى" ليس هو إلاّ إشارة إلى كرسيّ الشرف في الكِنيْس (معبد اليهود) الذي منه يُلقي الواعظ أو المعلم تعاليمه. وهذا واضح كلّ الوضوح في آيات الإنجيل المقدّس. فالمسيح هاجم بشدّة وبلا هوادة، ليس فقط أعمال الكتبة والفريسيين، بل تعاليمهم الأخرى غير المنسجمة مع الوصايا العشر.
فقال مثلاً: " لِمَ تتعدَّون وصيّة الله مِن أجل سنّتكم (تقاليدكم)، فقد قال الله أكرم أباك وأمّك ... وأنتم تقولون كلّ مَن قال لأبيه وأمّه كلّ قربان منّي تنتفع به، فلا يكرم أباه وأمّه، فقد أبطلتم وصيّة الله مِن أجل سنّتكم ... هذا الشعب باطلاً يعبدني إذ يعلّمون تعاليم الناس ووصاياهم" (متّى 15: 1-6). وقد تناول هجومه الصاعق على الكتبة والفرّيسيين في تسع وثلاثين آية في الفصل الثالث والعشرين مِن إنجيل متّى، إلى جانب أعمالهم، تعاليمهم أيضاً،أي أقوالهم مثل: "الويل لكم أيّها القادة العميان القائلون مَن حَلَفَ بالهيكل فليس بشيء ومَن حَلَفَ بذَهَب الهيكل يُطالَب. أيّها الجهّال العميان أيّهما أعظم الذَّهَب أم الهيكل الذي يُقدّس الذَّهَب .." (متّى 23: 16- 20).
لهذا بهتوا من تعليمه .
------------------------------------------------
شكراً مادونا
موضوع شيّق