رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ارثوذكسي انطاكي لنشر الإيمان القويم
 
الرئيسيةآية لك من الربالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
حتّى لا تفقدوا البركة، الّتي منحكم إيّاها الله، جاهدوا وحاربوا، حتّى تتمثّلوا كلّ فكر يلهمكم به، واطردوا كلّ فكر يقتلكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) في أعاصير زماننا، من الواجب أن نبقى صاحين. هذا أوّل شيء أطلبه منكم: اسمعوا كلمة الإنجيل، كونوا صاحين، ولا تكونوا أولادًا في أذهانكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) إنّ أبي الرّوحيّ نصحني ألّا أقرأ أكثر من بضع صفحات، في اليوم: ربع ساعة، نصف ساعة، إنّما أن أُطبّق، في الحياة اليوميّة، ما أقرأ. (القدّيس صفروني الآثوسيّ)
نشكر زيارتكم أو عودتكم لمنتدانا فقد اسهمتم باسعادنا لتواجدكم بيننا اليوم .

 

 كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fr.boutros
Director-General
fr.boutros


ذكر
عدد المساهمات : 3017
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Empty
مُساهمةموضوع: كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت)   كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) I_icon_minitime14/4/2011, 3:35 pm








مقتطفات من كتاب


"الكنيسة و
المجتمع الأرثوذكسي في رأس بيروت"




بقلم ميشال جبران
ربيز



[tr] [/tr]



المقدمة



لم يكن هنالك كنيسة أرثوذكسيّة في رأس بيروت قبل
عام 1860، يمارس فيها المؤمنون شعائرهم الدّينيّة. فكانوا يقصدون كاتدرائيّة
القدّيس جاورجيوس، الواقعة في وسط المدينة عند ساحة البرلمان للصلاة، و كنيسة
القدّيس إيلياس البطينا، الواقعة في المصيطبة، في الجهة الجنوبيّة الشّرقيّة
لرأس بيروت، و بقربها كنيسة مار يوحنّا و مدافنها حيث كانوا يوارون موتاهم.
كلتا الكنيستين تعتبران بعيدتين بسبب صعوبة التنقّلات و لوحشة الطّريق آنذاك.



كان للعائلات التي تواجدت في منطقة رأس بيروت
قبل أن تُبنى الكنيسة الفضل الأكبر في التبرّع بالأرض لبنائها و إلحاق مقبرة
بها، و فيما بعد بناء مدرستين عليها لتعليم أبناء الرعيّة. و من العائلات من
التحق برعيّتها بعد أن قدموا من المناطق اللبنانيّة الأخرى طلباً للعلم في
الكليّة السّوريّة الإنجيليّة، التي أُسّست سنة 1866 و سُمّيت فيما بعد
بالجامعة الأميركيّة في بيروت، أو سعياً وراء عمل.



كانت العائلات التي تواجدت في المنطقة من التقوى و الورع بمكان جعلها تفكّر في
إقامة معبد في ظهرانيها لتمارس فيه شعائرها الدّينيّة. فكان هبة للأرض من قبل
أكبر العائلات عدداً و قد تكون أيسرها، هما عائلتا ربيز و بخعازي. و كان ذلك في
عهد المطران ايروثيوس، آخر مطران من أصل يوناني، حسب ما كُتب على البلاطة
التّاريخيّة الموجودة على حائط الكنيسة للجهة الجنوبيّة. و كان له الفضل في
استدراج السّلطات و الجالية اليونانيّة إلى المساعدة الماليّة، إذ كانوا يصلّون
في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس. كما تبرّع أهل المنطقة، لبناء كنيسة بمساحة لا
تتعدّى 170 م.م، إذ إنّ عدد المؤمنين قد يكون ضئيلاً و التبرّعات قد تكون غير
كافية لبناء كنيسة أكبر. غير أنّ ما تمنّاه الشّعب هو تأمين المدافن لموتاهم.



و هكذا أُعطيت إسم كنيسة نياح السيّدة، و اعتُمد الأب واكيم جحشان لتأمين
الصّلاة فيها، كما عُيّن السيّدان جبرائيل و أنطون ربيز وكيلين لأوقافها، حسب
مستند يعود إلى سنة 1884
.
و لم يكتف رعاة الأبرشيّة و وكلاء الكنيسة المتعاقبون بما حقّقوه من رعاية في
هذه المنطقة، فسعوا إلى تأمين بناء المدارس لتثقيف أبناء الرعيّة و تربيتهم على
الطقوس و العادات الأرثوذكسيّة، و لم يمانعوا في قبول تلامذة من الطوائف
الأخرى، إذ إنّ المدارس كانت محدودة في حينه، و كان هدف القيّمين هو التّعايش
مع الطوائف الأخرى و التفاهم لما فيه خيرهم جميعاً.

و قد تطوّر الوقف إلى ما هو عليه الآن من كنيسة جامعة و مدرسة ثانويّة ناشطة و
مقبرة حديثة التنظيم و بهو فخم و بيت للرعيّة فيه مستوصف يؤمّن الطبابة
الدّاخليّة و طبّ الأسنان.


[url=http://www.niahbeirut.org/OurChuruch/History Arabic.htm#top]
Back to Top[/url]




الكنيسة

[url=http://www.niahbeirut.org/Location/English Map1.htm]موقعها و
حدودها
[/url]
:




تقع الكنيسة و أوقافها على بقعة من الأرض مساحتها 7979 م.م، تحتوي على كنيسة
مساحتها 630 م.م، بما فيه رواقها و مدرسة ثانويّة من خمسة طوابق، مساحة كلّ
طابق منها 600 م.م، و بناية من طابقين بيتاً للرعيّة حيث بهو الاستقبال و مكاتب
الكاهن و الوكلاء و مستوصف، مساحة كلّ طابق منها 310 م.م. كما يحتوي على بناء
مستطيل بموازاة شارع بلس، فيها محلاّت مؤجّرة في الطابق الأرضي، و غرف غير آهلة
في الطابق الأوّل. و لقد تمّ شراء البناء هذا من إدارة الجامعة الأميركيّة سنة
1973.



أمّا
حدودها فهي شارع بلس شمالاً و من ورائه حرم الجامعة الأميركيّة، و شارع المكحول
جنوباً، ثمّ شارع عمر بن عبد العزيز و مستشفى الجامعة الأميركيّة شرقاً، و شارع
جان دارك غرباً. و كان الموقع هذا مناسباً جداً حيث يتوسّط تجمّع العائلات
الأرثوذكسيّة في ذلك الحين.




انتماؤها:



تنتمي كنيسة نياح السيّدة، مع الكنائس الأخرى في محافظة بيروت، إلى أبرشيّة
الرّوم الأرثوذكس


في بيروت، برئاسة راعيها متروبوليت بيروت و توابعها. و هذه
الأبرشيّة ترجع بدورها إلى امتداد الكرسي الأنطاكي، التي يرأسها بطريرك أنطاكية
و سائر المشرق.



فالكنيسة
الأنطاكيّة هي أقدم الكنائس بعد القدس، أسّسها الرّسولان برنابا و بولس حوالي
العام 42 ميلاديّة، و قام بطرس الرّسول أسقفاً على رعيّتها عام 45 م. و ظلّ
حتّى العام 53 م. حيث انطلق إلى رومية ليؤسّس كرسيّها. و كانت أنطاكية آنذاك
عاصمة الشرق، تضمّ قرابة سبعماية ألف نسمة.




و في
العام 381 ميلاديّة انعقد المجمع المسكوني الثّاني، فثبّت أعمال المجمع الأوّل.
ثمّ انعقد المجمع المسكوني الثالث عام 431 م، فاعترف باستقلال كنيسة قبرص عن
الكنيسة الأنطاكيّة. و في العام 451 م انعقد المجمع المسكوني الرابع في
خلقدونية، و منح أسقف أنطاكية لقب بطريرك من دون أساقفة الكراسي الأخرى، أي
رومة – القسطنطينيّة – الإسكندريّة – و أورشليم.




و كانت
ولاية الكرسيّ الأنطاكي قبل القرنين الرّابع و الخامس ميلاديّة تشمل كلاًّ من
آسية و بلاد الشّرق و الهند. و كان يمثّله في كلّ من الهند و أرمينيا و بلاد
الكرج (جورجيا) و بلاد فارس جاثليق (كاثوليكوس) خاص.


بقي
الكرسيّ الأنطاكي، أساقفة و شعباً، حتّى الفتح العربي معروفاً بصبغته
اليونانيّة، على الرّغم من وجود فئة قليلة شمال سوريا تتكلّم السّريانيّة، ممّا
يعلّل وجود أحبار سريانيّي الأصل بين البطاركة و الأساقفة و سائر رجال
الإكليروس الذين كانوا يتولّون شؤون الكرسيّ الأنطاكي. و بعد الفتح العربي عام
635 ميلاديّة، أخذت اللّغة اليونانيّة تتضاءل شيئاً فشيئاً لتحلّ محلّها اللّغة
العربيّة.


و في
العام 1098 اجتاح الصّليبيّون مدينة أنطاكية، فعزلوا بطريركها الشّرعيّ يوحنا
السّبع و أقاموا مكانه بطريركاً لاتينيّاً يُدعى برنارد. و طوال مدّة الحكم
الصّليبي اضطرّ البطاركة الشّرعيّون إلى الإقامة في القسطنطينيّة و سواها من
أنحاء آسية الصّغرى، ريثما تسمح لهم الأحوال بالرجوع إلى أنطاكية.


و في
أواخر القرن الثاني عشر دمّرت الزلازل أنطاكية تدميراً شاملاً ممّا اضطرّ أهلها
للنزوح عنها. إثر ذلك قرّر رجال الإكليروس و العلمانيّون نقل الكرسيّ الأنطاكي،
إلى دمشق و المناداة بأسقفها يواكيم، بطريركاً أنطاكيّاً. و تتابع بعده على
الكرسيّ الأنطاكي في دمشق سلسلة من البطاركة عددهم تسعة و أربعون حتّى الآن.



[url=http://www.niahbeirut.org/OurChuruch/History Arabic.htm#top]Back
to Top
[/url]




مرحلة التأسيس و البناء
(1860-1929)



بناء
الكنيسة و تأهيل أرض المدافن:

انتهى بناء كنيسة نياح السيّدة في العام 1860 في عهد المطران ايروثيوس،
و
دُشّنت مكاناً للعبادة في 11 شباط من العام 1861.

كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Degree 2c كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Degree 2c



[url=http://www.niahbeirut.org/OurChuruch/History Arabic.htm#top]Back
to Top
[/url]



الخوري نقولا خلف - كاهناً للرعيّة
:



كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Father khalaf 1


وبعد الأب
واكيم جحشان توالى على رعيّة الكنيسة في هذه المرحلة ثلاثة كهنة، آخرهم الخوري
نقولا خلف. وقد تسلّم الرعيّة عام 1924 ، فسكن في حرم الوقف مع عائلته حيث
اتّخذ الغرفة الشّرقية الكبرى من مسكنه مكاناً للاستقبال. ثمّ الحق بالمسكن
غرفتان من غرف مدرسة الصبيان عندما كبرت عائلته إلى خمسة أولاد، لتأمين مسكن
مريح لها.

كان ذا
شخصيّة قويّة، محبّاً و صاحب صوت رخيم يساعده في خدمة القدّاس، بما يرغّب
المؤمنين حضور الصّلوات التي يقيمها، إذ إنّ رخامة الصوت كان لها تأثير كبير في
الحضور في تلك الأيّام. و يُظنّ أنّها لم تزل حتّى يومنا هذا و لكن قد تكون
بنسبة أقل
.


[url=http://www.niahbeirut.org/OurChuruch/History Arabic.htm#top]Back
to Top
[/url]


و كان
اهتمامه كبيراً بالتقاليد و العادات السائدة في مجتمعنا الكنسي في ذلك الحين، و
يشدّد كثيراً على اتّباعها أو ممارستها. فلا يرضى أن تدخل امرأة إلى الكنيسة
بثياب غير محتشمة، و بدون ربطة رأس تخفي شعرها. و لا يناول قبل "التعريف" و
تلاوة الصلاة الخاصّة بالمناولة. أمّا الأولاد الصغار فيجمعهم تحت بطرشيله
يباركهم و يناولهم.
و في
المناسبات الكبيرة كأحد الشعانين و سبت النّور، كان يتباهى بممارستها على
طريقته و يتقنها. ففي أحد الشعانين درجت العادة أن يخرج المصلّون من الكنيسة
حاملين سعف النّخل و الشموع المزيّنة بأغصان الزيتون و الزهور، و أطفالهم على
أكتافهم أو فوق أذرعهم، ليدوروا "بالزياح
".



كان ينطلق مع الجموع خارج باحة
الكنيسة إلى الشّارع العام نزولاً نحو شارع عبد العزيز و يلفّ على شارع بلس
ليعود إلى الكنيسة من شارع المكحول بعد صعوده شارع جان دارك، و صوته مع أصوات
المرتّلين كانت تملأ الفضاء الرّحب بالصلاة، فتملأ البهجة

و الفرحة قلوب
الجميع.


كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Chaanin


أمّا
التقليد السّائد يوم الفصح المقدّس بإطلاق العيارات النّاريّة و الذي لاقى
تشجيعاً من قبل الأب نقولا عند ما كان يردّد "المسيح قام..."قد تلاشى شيئاً
فشيئاً حتّى انحسر كليّاً عند انفجار الوضع الأمني عام 1975. و قد استعيض عن
هذا التقليد بنور الشموع المضاءة في أيدي المؤمنين، كما يجري في بيت المقدس
عندما يفيض النّور في السبت العظيم المقدّس.



[url=http://www.niahbeirut.org/OurChuruch/History Arabic.htm#top]
Back to Top[/url]




مرحلة التوسيع و التجهيز
(1930-1978)


اتّسمت هذه المرحلة بتكاثر عدد الرعيّة و تحسّن وضعهم الاجتماعي و الاقتصادي، بعد أن
تطوّرت أعمالهم من زراعيّة و شبه صناعيّة إلى صناعيّة و تجاريّة متطوّرة، بفعل
ذكائهم الفطري و إتقانهم لعملهم و لتعلّمهم القراءة و الكتابة و الاختصاصات في
المدارس المحليّة التي تأسّست عندئذ، ممّا أعطاهم المجالات للاتّصال بالخارج و
تبادل السّلع.


كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Church 1



و كان
لطالبي العلم في الجامعة الأميركيّة و هجرة الفلسطينيين و سكنى أكثر العائلات
المسيحيّة منهم في المنطقة أيضاً له تأثيره، فازداد عدد الحضور في الكنيسة و
ازداد معه دخلها.



الكنيسة:

لم تعد الكنيسة بمساحتها الحاليّة تستوعب عدد الرّعايا المتزايد. فقرّر
المقيمون توسيعها بعد أن تشاوروا مع أبناء الرعيّة حينذاك للمساهمة، فلقوا
آذاناً صاغية و استعداداً جديّاً. فبوشر في العمل و تقدّمت المساعدات بسخاء من
ماليّة و عينيّة. فمن لم يتمكّن من التبرّع ماليّاً، فببضعة أيّام عمل، كلّ ضمن
اختصاصه كيد عاملة و بناء و توريق و تبليط و منجور إلخ...و كان التجّار و
الصناعيّون منهم يقدّمون ما أمكن من مواد بناء و بلاط و خشب و طرش و حديد. من
هؤلاء كان اسكندر عرمان أحد كبار متعهّدي البناء في رأس بيروت و كذلك المختار
جرجي نقولا ربيز الذي ساهم في البناء بخبرته و تعبه قبل أن يصبح مختاراً سنة
1933. و لم يوقف المختار حضوره إلى الكنيسة و المشاركة في الصلاة و الاهتمام
بمركز الشّمع حتّى عجزه و وفاته سنة 1979. لقد كان بذلك مثالاً صالحاً لبني
قومه، جلوداً، فاضلاً، يتمّم واجباته الدينيّة و الدّنيويّة.



و هكذا
تمّ التكبير سنة 1930 للجهة الغربيّة. و يُظنّ أنّه قد أُضيف مذبحان صغيران عن
يمين و يسار المذبح الرّئيسي، فأصبحت مساحة الكنيسة 270 م.م. إضافة إلى رّواق و
قناطر للجهة الجنوبيّة و الغربيّة يلوها ممرّ يصل إلى مكان الجرس حيث يمكن قرعه
باليد. و للوصول إلى الممر و الشعريّة بُني درج من الجهة الجنوبيّة يوصل أيضاً
إلى سطح البناء المستطيل و المعروف بمدرسة الصبيان المؤلّف من وقف بإسم السيّدة
ايجيا باسيلا يحتوي على غرفة و مطبخ و وقف آخر بإسم السيّدة فوميا باسيلا مكوّن
من غرفتين و مطبخ. أُعطي البناء لاحقاً لكاهن الرعيّة حينذاك الأب يوحنّا
سكّاب. و لمّا كبرت عائلته و لم يعد المكان كافياً، أُ ضيف إليه غرفتان و حمّام
و ممرّ.




المرتّلون و الجوقة:

كان المرتّلون في بدء هذه المرحلة يتنافسون على خدمة القدّاس و بدون مقابل،
مندفعين من منطلق إيمانهم بخدمة الله و الكنيسة، و كلّهم ثقة بأنّ الله عزّ و
جل، سيكافئهم على ذلك بالصحّة و التوفيق. ثمّ إنّ فكرة التفرّغ و التخصّص لم
تكن واردة في تلك الأثناء، و خصوصاً أنّ إيراد الكنيسة كان يعجز عن تأمين
أتعابهم. لم يكن هنالك جوقة بالمعنى الصحيح تساعد المرتّلين، بل كان شباب
المنطقة من أصحاب الغيرة و الصوت المقبول يتجمّعون حول المرتّل يساعدونه
"بالإيصن" أو بقراءة الرسائل أو بترتيل بعض المقطوعات.





وفاة
كاهن الرعيّة و تعيين الأب سكّاب خلفاً له:




و في هذه المرحلة أيضاً توفّي كاهن الرعيّة الأب الإيكونوموس نقولا خلف سنة
1953، بعد أن خدم ما يقارب الثلاثين عاماً. فعُيّن مكانه الأب يوحنّا السكّاب
سنة 1954.


كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Scan0022



فالأب
سكّاب من أصل فلسطيني، هاجر إلى لبنان و استقرّ فيه مع عائلته. كان ذكيّاً،
ديناميكيّاً، إجتماعيّاً، و ذا وجود، و صوته رخيم. غير أنّه كان يتعاطى شؤوناً
سياسيّة دفاعاً عن وطنه فلسطين، و لا غرو في ذلك إذ إنّه وُلد و ترعرع و تزوّج
فيها، و هي بلد الآباء و الأجداد قبل كلّ شيء. كان ثوبه الكهنوتي متطوّراً عمّن
سبقه من الكهنة، و ذقنه خفيفة الشعر حسنة التصفيف. أُعطي مسكناً في بناء الوقف،
فوق مدرسة الصبيان، مؤلّفاً من غرفتين و مطبخ و غرفة جانبيّة منفردة لتكون غرفة
الاستقبال. و قد أُضيف فيما بعد إلى هذا البناء غرفتان و حمّام و ممر.



اتّساع
رقعة الرعيّة:

و لكون الرعيّة تكاثرت، و اتّسع انتشارها الجغرافي، وجد الأب سكّاب ضرورة
لاقتناء سيّارة تساعده على القيام بزياراته الرّعائيّة و بالمناسبات الأخرى.
غير أنّ ذلك لم يرق لقسم من أبناء الرعيّة، إذ كيف يجوز لكاهن أن يقود سيّارة.
لا شكّ أنّ حافزهم هو مكانة الكاهن الاجتماعيّة. فأخذت الشكوى تصل إلى الوكالة
و المطرانيّة على حدّ سواء. و كان على القيّمين أن يقنعوا الرعيّة بضرورة
السيّارة لتأمين الزيارات، إسوة بالطوائف الأخرى.



كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Jermanous




تعيين
الأب الحاج كاهناً ثانياً للكنيسة – سنة 1970:

في هذا الوقت لم تعد الكنيسة تستوعب المصلّين من أبناء الرعيّة و خصوصاً أيّام
الأعياد. فسعى المسؤولون إلى إقامة قدّاس ثانٍ، فاستوجب ذلك تعيين كاهن آخر، هو
الأب الحالي الأكسرخوس جرمانوس الحاج.


فالأب
جرمانوس هو من مواليد كفرصارون الكورة في لبنان الشمالي، و من عائلة تقيّة،
اختار خدمة الله و الكنيسة، فتحصّن بالعلم و الثقافة و تخصّص باللاّهوت. متزوّج
و له ابنتان، دخل الخدمة فتيّاً لم يتعدّ الثلاثين عاماً، دمث الأخلاق، ذا صوت
رخيم. انصهر بالرعيّة فأحبّته، و ساهم في حلّ مشاكل كلّ من لجأ إليه منهم،
أكانت مشاكل عائليّة أم ماديّة، فأحسن في المعالجة.



استقالة
الأب يوحنّا سكّاب – سنة 1975:

أثناء إقامة الأب سكّاب في لبنان، منذ قبل سنة 1954، لم يتمكّن من الاستحصال
على الهويّة اللبنانيّة، إذ إنّ الدّولة اللبنانيّة قد أوقفت التجنّس حتّى
إشعار آخر. في هذه الأثناء أخذ الوضع الأمني بالتدهور، فخاف على أولاده و على
مستقبل تعليمهم، ممّا جعله يفكّر بالهجرة إلى الخارج. و قد توفّق في ذلك،
فاستأذن المطران و ترك البلاد سنة 1975 مع عائلته، مهاجراً إلى أميركا.



نشاطات
الخوري كسّاب:

و في سياق عمله، اهتمّ الأب سكّاب بإنشاء جوقة تساعد المرتّلين و تضفي وقعاً
خشوعيّاً على المصلّين. و اهتمّ بالتعليم الدّيني و بمدرسة الأحد، و لكن بشكل
محدود جدّاً. و شجّع على إنشاء ناد للشبيبة، يهتمّ بالشأن الرياضي و الاجتماعي
و الثقافي، و يساعد على تنشئة الجيل الطالع تنشئة صحيّة و عقليّة.




تعيين
الكاهن الأرشمندريت اسكندر نصر:

و لحاجة الكنيسة الملحّة، إلى كاهنٍ، بعد ذهاب الأب سكّاب، تمّ تعيين
الأرشمندريت نصر سنة 1976. و كان اعتراض مبدئي على تعيين كاهن غير متزوّج في
رعيّة، و سرعان ما رُفع الاعتراض بسبب وعي أبناء الرعيّة و تفهّمهم.




كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Iskandar

قد رعى الأب
نصر كاتدرائيّة مار جرجس في ساحة البرلمان، و تعرّض أثناء الأحداث إلى تهديد و
تنكيل، و إلى إطلاق النار عليه مرّة من
قبل مجهولين حيث أصيب، ممّا أدّى إلى صدمة
نفسيّة و خوف دائم على حياته. و لم يكن الأب نصر غريباً عن رأس بيروت، إذ كان
يقدّس فيها حين كان الكهنة يتداورون في الخدمة، و له فيها أصدقاء كانوا يزورونه
في مار جاورجيوس. لذلك
استطاع أن يتناسى ما حصل له، و جدّد نشاطه الكنسي في منطقة عزيزة على
قلبه، و سكن في حرم كنيستها.


كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Tony



تعيين الأب أنطونيوس أكسرليس
:

وُلد الأب أنطونيوس أكسرليس في
الثامن من آذار سنة 1963 في بيروت، حيث تخرّج من مدرسة بشارة السيّدة
الأرثوذكسيّة، و التحق بالجامعة اللبنانية من بعد ليدرس مادّة "الفلسفة". أثناء
تلك الفترة خصّص جزأً من وقته لتدريس التعليم الديني في المدارس الرّسمية
والخاصّة.




بين سنة 1991 و 1995 التحق
بجامعة البلمند حيث حصل على الإجازة في علم اللاّهوت من معهد "القديس يوحنا
الدمشقي اللاهوتي". و من سنة 1995
الى سنة 1997 عاد إلى التّعليم في المدارس
الرّسمية إلى جانب التزامه بالخدم الكنسية مع صاحب السيادة المتروبوليت الياس
عودة راعي أبرشية بيروت.


في الثامن من أيلول 1997 شُرطن
شماساً إنجيلياً على يد المتروبوليت الياس الذي عيّنه بادئ الأمر في كنيسة
"بشارة السيدة" و ما لبث بعد قليل أن نقله للخدمة في "رعيّة نياح السيدة". خلال
سنتي 1997 – 1999 عمل على التّعليم في الرعية و التمرّس في الرّعاية إلى جانب
الإكسرخوس جرمانوس الحاج، سيم بعدها كاهناً يوم عيد ينبوع والدة الإله من سنة
1999.


تولّى الأب أنطونيوس عدة مهمّات
في الأبرشية منها :




  • أمانة للسرّ في مدرسة التنشئة
    اللاهوتية ومكتب التربية المسيحية التابعة للأبرشية.



  • العضويّة في اللجنة الإدارية
    لمدرسة التنشئة المسيحية اللاهوتية في أبرشية بيروت.



  • التعليم الديني في المدارس
    الرّسمية والمدارس التابعة للأبرشية



  • التدريس في مدرسة "التنشئة
    اللاّهوتيّة" حيث علّم مادّة تفسير العهد الجديد (منّى ومرقص)، رسائل بولس،
    بالإضافة إلى مادة البدع والطوائف.



ما يزال الأب أنطونيوس مثابراً
حتّى الآن في متابعة دراساته العليا في جامعة القديس يوسف حيث يقوم بتحضير
رسالة "الماجيستير" في مادة (العلوم الدينية)، فنتمنى له دوام الصحّة و العطاء
في رعيتنا من الآن والى أعوام عديدة.


[url=http://www.niahbeirut.org/OurChuruch/History Arabic.htm#top]
Back to Top[/url]



مرحلة التكبير
الشبه كاتدرائي و التطوير (1979-1995)



تمهيد:

من أجل تلبية حاجات الرعيّة بما يتوافق مع التغيّر الديموغرافي، افتكر البعض في
بناء كنيسة أخرى قرب تجمّع آخر للرعيّة، أو استئجار بيت لتُقام فيه القداديس و
الصّلوات. غير أنّ ارتفاع ثمن الأراضي جعل اقتناءها بالمساحة المطلوبة شبه
مستحيل لكلفتها، و عدم قدرة الوقف على تأمين الثّمن، و لعدم وجود من بإمكانه أن
يشتريها و يقدّمها. كما أنّ استئجار بيت لم يلقَ التشجيع. فصُرف النّظر عن
اقتناء كنيسة ثانية، و قُرّر بناء كاتدرائيّة مكان الكنيسة الحاليّة، و لو
بعيدة بالنسبة للبعض، ترضي طموحاتهم.



الكنيسة
الكاتدرائيّة و صعوبة تحقيقها:

و هكذا بوشرت الاتّصالات مع المهندسين المختصّين لدراسة مشروع بناء كاتدرائيّة
على أنقاض الكنيسة الحاليّة. و قد زوّدهم المسؤولون عن كيفيّة القيام بالمشروع
و إمكاناته. فكانت نتيجة الدراسة عدم إمكانيّة البناء للأسباب الآتية:





  • الحاجة إلى مساحة أكبر من الأرض عن مساحة الكنيسة، يؤخذ قسم منها من الجهة
    الجنوبيّة، حيث تصل إلى حدود الطريق، طريق شارع المكحول، و لا تترك أيّ مساحة
    للحدود أو المرور. و يؤخذ قسم آخر من الجهة الشرقيّة، حيث بناء الثّانويّة.




  • طبيعة الأرض المنوي البناء عليها، فهي في معظمها صخريّة حتّى عمق كبير. هذه
    الصخور يتوجّب تكسيرها و تفتيتها و اقتلاعها لإقامة الأساسات و القبو.



  • ارتفاع تكلفة الحفريّات و البناء، ممّا صعّب تأمينها من مدّخرات الوقف أو من
    التبرّعات. فلقد قام الوكلاء باتّصالات واسعة مع أبناء الرعيّة القادرين على
    المساعدة، لاستشفاف إمكانيّتهم على التبرّع، فاستنتجوا أنّ ما يمكن تأمينه لا
    يكفي للقيام بهذا المشروع.




تكبير
الكنيسة الحاليّة و إلحاق ساحة كبيرة بها:

عند ذلك تقرّر تكبير الكنيسة الحاليّة مهما كان الوضع المالي، و إيمانهم كبير
في أنّ السيّدة، عليها السّلام، ستسهّل خطاهم، و خصوصاً أنّ الاتّجاه العام نحو
التكبير و التحديث عند الرعيّة له أثره الإيجابي، إذ إنّه يشير إلى التقدّم و
الازدهار. و كان هناك عرقلة وجود مبنى مدرسة الصبيان، التي كانت مؤجّرة من
وزارة التربية. غير أنّ عدم رغبة الوزارة بجمع التلامذة الصبيان و البنات
سويّة، بعدما استرجعت مدرسة البنات من الأوقاف، و عدم أهليّة البناء بسبب ما
أصابه من قذائف و شظايا، سهّلت التنازل عن المدرسة الأخرى للوقف، فهُدمت توطئة
لمباشرة الحفر و البناء سنة 1979. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكنيسة الحاليّة
لم يكن لها طابع تاريخي، فقرّر القيّمون أن يجدوا لها طابعاً بيزنطيّاً أو
مسكوبيّاً، و تُكبّر بإيحاء من هذا الطابع. و قد أرسى الأمر بالنّهاية بمساعدة
المهندس غريغوار سيروف على تصميم بيزنطيّ مناسب، فاعتمدوه مع تعديل.



و للقيام بتنفيذ
المشروع تمّ استدعاء المهندس إيلي شويري الذي قد قام ببناء المدرسة الثانويّة
واضعين إيّاه في جوّ عدم وجود المال الكافي، فعرض عليهم قرضاً بقيمة ثلاثماية
ألف ليرة لبنانيّة (أي ما يعادل 120000 دولار أميركي)، بدون كفالة أو فائدة. و
هكذا بوشر بهدم قسم من الكنيسة الذي يقع بعد الباب الجنوبي، و هو القسم الذي
أُضيف إلى الكنيسة في المرحلة الثانية، إذ إنّ سقفه يختلف عن علوّه و هيكليّته
عن الأوّل.


بقي العمل في
تكبير الكنيسة حتى سنة 1981. أمّا تأهيل الأرض لتأمين ساحة أمام الكنيسة، فذلك
لم يكن صعباً إذ إنّ تضافر جهود مهندسي البناء و الديكور و الحدائق، و استماعهم
إلى ما يجول بأفكار القيّمين و تخيّلاتهم، جعل تصميمها و تأهيلها سهلاً. و أتت
روعة في الواقع و جُمّلت بالحدائق و ببركة ماء جانبيّة. و قد زُرعت في الوسط
الغربي للساحة شجرة من فصيلة الفيكوس التي وُضعت تحت ظلالها بعض المقاعد
الخشبيّة. و في هذه الأثناء انتعشت ماليّة الوقف من خلال إيرادات المدرسة أو
بدل الأكاليل أو التبرّعات الدّاعمة للبناء و التجهيز أو النّذور التي كان
يقدّمها المؤمنون.



و لا يسعنا إلاّ
أن نذكر بالخير بعض المتبرّعين ممّن أنعم الله عليهم بالكثير فأنعموا بمثله،
كالسيّد عصام فارس الذي جهّز الكنيسة و بيت الرعيّة بمكيّف مركزي، و
السيّد رجا عريضة بثرياّت الكنيسة جميعها، و السيّد إيليا ميخائيل ربيز مع
السيّدة أفلين إبراهيم ربيز بالجرس الكهربائي و قبّته. أمّا بهو الاستقبال فقد
ساهم في رخامه السيّد نديم نجم و بالمقاعد المنجّدة السيّد حسيب صبّاغ الذي كان
قد ساهم بتأهيل البهو في المرحلة السّابقة. و ساهم السيّد أديب فرحة أيضاً في
تأمين الإنارة المتواصلة بتقديمه مولّداً كهربائيّاً.



قدسيّة السيّدة و
شفاعتها:

تجدر الإشارة إلى أنّ ورشة البناء قامت أثناء الأحداث اللبنانيّة الأليمة، حيث
يصعب بناء كنيسة أو ترميمها أو تكبيرها في منطقة متعدّدة الديانات و الطوائف، و
البلاد في صراع يُقال أنّه طائفي. لكنّ مكانة التعايش بين الطوائف و قدسيّة
السيّدة و شفاعتها لكثير من الناس من مختلف الديانات، طغى على كلّ تأويل أو
خوف، فعلاقة سكّان رأس بيروت مع السيّدة العذراء عميقة الجذور و أصيلة. نورها
يشعّ أبداً على الفقراء كما على الأغنياء، باب كنيستها مفتوح للزائرين المصلّين
– الكلّ أبناؤها – فلا فضل عندها لكبيرٍ على صغيرٍ و لا لقويٍّ على ضعيف.


عينا السيّدة
ساهرتان، فهي تصغي بملء سمعها و قلبها إلى كلّ لاهف القلب و حزينٍ و مظلوم.
تحتضن طفلها، الإله يسوع، بحنان مريميّ و رحمة عجائبيّة، فتعلّم النّساء
الأمومة و الحبّ و التفاني.


و للسيّدة حكايات
كثيرة، مع المعذّبين و البائسين "لا يرقى إليها الشكّ". فكم من حزينة شكت و
تضرّعت، فاستلبت منها حزنها لتردّه إليها فرحاً و غبطة! و كم من تاعسٍ عثر على
وجهه، فلمّا قصدها عاد مستقرّاً مطمئنّاً.
عجائب
كثيرة حقّقت السيّدة و تحقّق في "رأس بيروت"، فمن كان مؤمناً "زاده الله
إيماناً" و من لم يصدّق "قهرته الحيرة و تراجع كئيباً لا يدري ماذا يفعل".


في هذه الأثناء و
في 5 شباط من العام 1980 بالتحديد، حصل تغيّر في رئاسة أبرشيّة بيروت و
توابعها، إذ انتقلت بالانتخاب إلى سيادة المطران الياس عودة بعد وفاة مثلّث
الرّحمات المطران إيليا الصّليبي و انتهاء توكيل سيادة الأسقف غفرائيل الصليبي
على الأبرشيّة، فوُضع سيادته في جوّ مشروع البناء الذي لا يزال في بدايته، و
الأسباب التي حالت دون بناء الكاتدرائيّة. هذا و قد دشّن سيادته الكنيسة في
العام 1981.


و كان قد ألقى
سيادته كلمة في أوّل قدّاس إلهيّ أقامه، وذلك في كنيسة مار نقولا في بيروت
الأشرفيّة، يوم الأحد في 13 نيسان 1980، نقتطف منها ما يلي:


"فلن تكون
للمطرانيّة أبواب مغلقة. فهي داركم و دارٌ في خدمتكم بلا استثناء أحد. و إن كنت
إزاءكم أسقفاً فأنا معكم أخٌ، متوجّعٌ معكم، مصغٍ لشكاواكم و حامل جراحكم فيّ
فيما أحاول أن أضمّدها".


"أمنيتي أن نحقّق
ببساطة نموذج الكنيسة الأولى حيث كان جميع المؤمنين معاً و كان كلّ شيء بينهم
مشتركاً".


"نحن طامحون في
التضحيات لا طامعون في الرّبح، و لذلك نسهر مع المحتاج ليُرفع عنه الحيف و ذلك
على مدّ عمر كنيسة المسيح".


"إنّ هذه
الأبرشيّة مجنّدة بحبّها و كلّ طاقاتها الفكريّة للإسهام برفعة لبنان و عزّته
من بعد تشرذمٍ و ضياعٍ و موت. نحن توّاقون إلى إزالة كلّ قباحة عن وجه مدينة
بيروت لتعود واحةً للإبداع و درّةً على جبين الشّرق".



تأمين بيت
الرعيّة:

لم تغب عن بال المسؤولين أبداً ضرورة وجود مكان لائق يؤمّه أبناء الرعيّة أيّام
الآحاد و الأعياد للتعارف و التحدّث، و للمناسبات الاجتماعيّة و النشاطات
الرّعائيّة. فعند استرجاع بناء مدرسة الصبيان و ملحقه، ارتؤي أن تُهدم المدرسة
لتأمين تكبير الكنيسة و المساحة المقابلة لها، كما ذكرنا سابقاً، و تأهيل
الملحق ليكون بيت الرعيّة. غير أنّ الوضع المالي في حينه، لم يكن يسمح بصرف
المال اللاّزم لتحديثه و زخرفته، فتقرّر أن يُرمّم و يؤهّل عاديّاً ريثما
ستأمّن المال لذلك.


و بين 1981 و
1991 ازداد دخل
الوقف حيث تجدّدت فكرة التحديث و الزخرفة، و كذلك فكرة إقامة مستوصف يُعنى
بتأمين العناية الطبيّة للرعيّة، و التي راودت المسؤولين منذ مدّة بعيدة. و قد
جرت عدّة محاولات لذلك و لكنّها لم تنجح لأسباب أمنيّة و اجتماعية و غيرها. و
بعد هدوء الحال و الأوضاع في البلاد أُعيدت المحاولة و تحقّقت الأماني، فأصبح
لدى الوقف بهو فسيح و جميل، و مكاتب إداريّة حديثة و مستوصف للطبّ الداخلي و
الأسنان.



مرض الأرشمندريت اسكندر نصر
و وفاته:
بعد
عشر سنين على مشاركته في المسؤوليّة الرعائيّة في الكنيسة، شعر الأب اسكندر
بوهن في صحّته، ممّا جعله يتجنّب الرّعاية. و سرعان ما تدهورت صحّته، فدخل
المستشفى عدّة مرّات في فترة تتفاوت بين السنتين و الثلاث سنوات و من ثمّ
المأوى، إلى أن توفّاه الله سنة 1992.


نشاط الأب جرمانوس الحاج:
أمّا الأب جرمانوس، فقد أظهر قدرة فائقة في تحمّل مسؤوليّاته الكنسيّة و
الرعائيّة، ممّا حدا بالرعيّة و المسؤولين على صرف النظر عن تعيين كاهن ثانٍ.
كما أنّ تكبير الكنيسة، و هجرة بعض رعيّتها عنها بسبب الأحداث الأليمة، جعلت
الحاجة إلى إبقاء القدّاس الثاني غير ذي بال.


و لم يكتف الأب جرمانوس بهذه
المسؤوليّة يقوم بها على وتيرة من سبقوه في الخدمة في هذه الرعيّة المتفاعلة،
فسعى إلى تطوير أدائها، فأدخل تفسير الإنجيل بعد تلاوته في
القدّاس، و اهتمّ
بالتعليم الدّيني و طوّره، باعتماد برامج مفصّلة لإدخال الأولاد و الأحداث في
حياة الكنيسة، و أسّس مكتبة للكتب اللاهوتيّة و الثقافيّة و الاجتماعيّة. كما
أصدر نشرة أسبوعيّة، تلتها نشرة شهريّة عام 1987 سُمّيت "بنشرة الشعاع". هذه
النّشرة تألّفت من عدّة صفحات لتحتوي على أمور رعائيّة و روحيّة، و على مواضيع
أدبيّة و علميّة و تاريخيّة. و في العام 1992 أصدر نشرة "السّراج الرعائيّة". و
كان لأعماله هذه صدىً إيجابي و تقدير.


كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت) Dispensary


المساعدات الماديّة و
الطبيّة:
منذ
وجود الكنيسة في رأس بيروت عام 1860، و الرعيّة تساهم في البناء
والتكبير و
التطوير و الإدارة مساهمة فعّالة. و منذ ذلك الوقت و الكنيسة ترعى الفقراء و
المحتاجين من رعيّتها و تساعدهم ما أمكن على العيش بكرامة و تقوى. فأمّنت لهم
المدارس المجّانيّة أو شبه المجّانيّة، كما أمّنت المساعدات الإنسانيّة و
المدرسيّة. و إذا ما احتاج أحدهم إلى تطبيب أو استشفاء، سعت إلى تأمين ذلك
بشكلٍ أو بآخر. و مؤخّراً أمّنت مستوصفاً في بيت الرعيّة للتطبيب الداخلي و طبّ
الأسنان.
و الكنيسة تسعى الآن لأن
تؤمّن ضماناً طبيّاً مع مستشفى القدّيس جاورجيوس، و المستشفيات الأخرى التي
تتعاطف معها، باعتماد البطاقة الطبيّة. هذه البطاقة تؤمّن الاستشفاء و التطبيب
الخارجي بأسعار مخفّضة أو بتأمين مخفّض. و بذلك تُحفظ كرامة المعوز و يؤمّن له
التطبيب السريع، واضعاً جانباً البيروقراطيّة الإداريّة في هكذا حالات.

http://www.niahbeirut.org/OurChuruch/History%20Arabic.htm
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nabay.ahlamontada.com
 
كنيسة سيدة النياح ( رأس بيروت)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيدة مخيرِيُوتِسا
» دير سيدة صيد نايا (دمشق)
» أعجوبة جديدة في دير سيدة صيدنايا
» رئيسة دير سيدة صيدنايا في ذمة الله
» تراتيل والدية (دير سيدة البشارة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان :: ( 13 ) دليل الكنائس والأديار (المشرفة : nahla nicolas ) :: دليل الكنائس والأديار الأنطاكية-
انتقل الى: