[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]القديس الشهيد رزق الله بن نبع
استشهد في طرابلس سنة 1477م
تعيد له الكنيسة في 1 شباط
أصل هذا القديس من دمشق. كان كاتباً، مباشراً في الديوانِ لدى أمير طرابلس أو نائبها. وكان رزق الله متقدّماً عنده وصاحب سرّه، مكرماً عند الخاصة والعامة من أهل المدينة. وكان الوالي يثقُ به ويَعْتَمد عليه ويحبّه. لذلك حَرِصَ أن يحّوله عن إيمانِه بالمسيح إلى الإسلام. وقد انتهجَ في سبيل ذلك اسلوب الرفق والملاطفة.
لكنّ محاولته باءت بالفشل بعدما أبى رزق الله أن يتنازل عن إيمانه بالرب يسوع المسيح تحت أي ظرف. فشعر النائب بالمهانة واغتاظَ لذلك أشدّ الغيظ، وأمرَ بطرحِ رزق الله في السجنِ آملاً أن ينالَ منه مبتغاه بالشدّةِ بعدما فشل باللين.
إنتظر الوالي أياماً أوفد بعدها بعضاً من حاشيتِهِ إلى رزق الله عسى أن يكون قد لان ورضخ. فجاؤوا اليه وعرضوا عليه عطايا جزيلة القيمة، فلم يصغِ إليهم ولا أغرته عطاياهم، بلْ جاهرَ بإسم الرب يسوع أمامهم غير مبالٍ بوجوهِهِم مؤكِّداً أن إيمانه ليس برسم البيع. وزاد امتناع رزق الله الوالي إصراراً وتصميماً على نيلِ مبتغاه منه مهما كلَّف الأمر. أليس هو الوالي وكلمة الوالي لا ترد؟! فقامَ يتهدّدُه ويصفُ له أنواع العقوبات التي سينزلها به إن هو بقيَ على عناده. فكان جواب رزق الله:
"إنّ هذه الدنيا وشرَفها وفخامتها هي عندي كلا شيء. كالظل العابر هي. وإنّي لأستهجن عقوباتكم وعذاباتكم وتهديداتكم، ولست أبالي بها لأنّ محبة إلهي ومخلصي يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، تلزمني".
ثم أنَّ رزق الله دخل والمرسلين في حوار جريء تجلَّت فيه جسارته وشهامته. فلما رأوه ثابتاً على رأيه، غير متزحزح عن إيمانه، نقلوا للوالي خيبتهم فأمر بضرب عنقه.
أخرجَ العسكر رزق الله خارج المدينة الى مكان يدعى تلّ المشتى. هناك طَلَبَ من السيّاف أن يعطيه مهلة ريثما يصلي فكان له ما اراد. وقف رزق الله ووجهه نحو الشرق ثم سجد إلى الأرض وأخذ تراباً وتناوله كما لو كان جسد المسيح ودمه، ثم انتصب ورفع ذراعيه وصلى قائلاً:
"أيها الرب يسوع المسيح، الهي، على إسمك أقبل الشهادة فأعنّي في هذه الساعة! اقبلني كالقربان النقي في هذه الليلة الشريفة! في يديك استودع روحي".
ثم إنّ قاتليه جمعوا حطباً كثيراً وشاؤوا ان يحرقوه. فما أن القوا جسده في النار حتى أنزل الرب الاله على الموضع برداً ومطراً غزيراً حتى فاضت الأنهار، فتفرق الحاضرون جزعين وخمد لهيب النار دون أن يمسّ الجسد بأذى.
وأتى المؤمنون أثناء الليل فأخذوا جسد القديس ودخلوا به إلى جزيرة قبرص حيث أقاموا عليه الصلوات بكل إكرام ووقار ودفنوه في أحد الهياكل المقدسة. كان استشهاد القديس رزق الله، وفق المصادر، عصر يوم السبت في الأول من شهر شباط، آخر النهار.
فكان دخوله الى ربه شهادة لدخول ربّه أيضاً وأيضاً إلى هيكل العالم!
فبشفاعة القديس الشهيد رزق الله بن نبع أيها الرب يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلصنا، آمين