نورما مشرفة
عدد المساهمات : 1361 تاريخ التسجيل : 13/02/2010
| موضوع: كن أميناً في العمل الذي أوكلك الله عليه 6/4/2011, 4:13 am | |
| كن أميناً في العمل الذي أوكلك الله عليه
من المؤكد أن الله تعالى أعطى لكل مؤمن موهبة روحية معينة،أو عمل دنيوي يرتزق منه،لتدبير أموره اليومية وإعالة أسرته التي أؤتمن على رعايتها،والاهتمام بحياته الروحية وتنمية المواهب والوزنات الإنجيلية التي منحه الله اياها كقول الكتاب المقدس : وكأنما انسان مسافر دعا عبيده وسلَّمهم أمواله،فأعطى واحداً خمس وزنات وآخر وزنتين وآخر وزنة،كل واحد على قدر طاقته،(متى25:14-30)إن فعالية الكنيسة المسيحية المقدسة والمجتمع الإنساني تعتمد على تعاون أعضائها عندما يعملون في إنسجام ومحبة وتفاهم وتواضع بعيداً عن الآنانية والحسد والغرور بحسب ما قسَّم الله لكل واحد،ومن ثم يخدمون تحت راية الرب يسوع المسيح وقيادة روحه القدوس. تحدَّث القديس بولس الرسول عن أهمية وجود روح التعاون بين المؤمنين مشبهَّاً إيَّاها بالجسد فقال: الذي منه كل الجسد مركباً معاً ومقترناً بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة (أفسس 4 : 15-16)وقوله أيضاً (وأمَّا الآن فقد وضع الله الأعضاء كل واحد في الجسد كما أراد)(1 كورنثوس 12:18-31)فءذاً كل واحد بحاجة الى الآخر، فالطبيب بحاجة الى الفلاَّح والفلاَّح الى الطبيب وهكذا ...... في الكنيسة المقدسة أو في الأسرة أو في المدرسة أو في المجتمع والوطن قد تحدث مشاكل وتحزبات وعنف إذا فكَّرنا بأن العمل أو المهمة الموكَّلة الينا من الله هي أهم من كل الأعمال التي يقوم بها أي إنسان آخر في العالم،إن هذا الأمر قد يولد الحسد والحقد والإنشقاق والغيرة بين الإخوة والمواطنين، فيجب أن نعلم أن كل الأعمال مهمة عند الله تعالى ومقدرة لديه، فالمهم عنده تعالى ليس الربح الكثير وإنما الأمانة والاستقامة والاخلاص في العمل،فالناس يكملون بعضهم بعضاً،وبالتعاون والمحبة والصبر والحكمة تنجز الأعمال والمهمات على أكمل وجه،أما العمل الفردي والأناني فيؤدي بصاحبه الى الفشل والمجد الباطل. مرة كان قبطان سفينة ورئيس المهندسين فيها يتحاججان حول أي منهما وظيفته هي الأكثر أهمية بالنسبة الى السفينة وقيادتها!! فقررواأن أفضل طريقة لمعرفة الجواب هي أن يتبادلا مركزيهما،فنزل القبطان الى قعر السفينة ليدير غرفة المحركات،وصعد رئيس المهندسين الى غرفة القيادة وأمسك مقود السفينة،وبعد عدة ساعات صعد القبطان منهكاً الى غرفة القيادة وثيابه ملوثة بالزيت والشحم، وقال لرئيس المهندسين : إنزل الى هناك لأنني لم أستطع أن أشغل محركات هذه السفينة، فأجابه رئيس المهندسين: أنا أعلم ذلك فأنا أيضاً محتار في أمري ولا أعلم كيف أقود السفينة. إذاً ينبغي على كل إنسان،أن يشتغل في العمل الذي يحبه،وتخصص فيه،ويرى نفسه فيه،وأن لا يحسد أصحاب المناصب الأقل أصحاب المناصب الأعلى،ولا يتكبر أصحاب المناصب الأعلى على أصحاب المناصب الأصغر،وإنما الجميع يتعاونون معاً ليعم الخير والسلام والازدهار في كل العالم،شاكرين الله تعالى على نعمه وأفضاله فلولاه لما استطعنا أن نعمل أي شيء،والأهم أن لا يفكر الانسان بالشر على أخيه،وأن لا يتدخل فيما لا يعنيه، لأنه سيلقى ما لا يرضيه،ولكن يحق له أحياناً أن يسأل ليفهم أو يقدم المشورة والنصيحة بغرض البناء وليس الهدم. فربنا يبارك في العاملين والمجتهدين في حقل الرب والأسرة والمجتمع،والذين يفرحون بنجاح الآخرين ويشجعون صغار النفوس ولا يضيعون أوقاتهم في الأحاديث التافهة والمناقشات العقيمة،وإنما يركزون على الأعمال الجادة التي تبني النفوس والأجساد والأوطان، وكل ما يقومون به يكون لمجد المسيح وامتداد ملكوته على الأرض،ورفعاً لشأن الكنيسة المقدسة،وخدمة الانسانية جمعاء بتضحية ونكران ذات وإخلاص.المطران سويريوس ملكي مراد | |
|