سنكسار
أبوانا الجليلان في القدّيسين أثناسيوس وكيرللس رئيسا أساقفة الإسكندرية العظيمان القدّيسين الشهداء ثيوذوليس ورفاقها( 298م)
القدّيسين ثيوذوليس ورفاقها
هؤلاء القدّيسين قضوا من أجل المسيح في مدينة عين زربة في كيليكيا، أيّام الأمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس. إثر اندلاع الحملة ضد المسيحيّة، جاء بيلاجيوس الحاكم إلى عين زربة لملاحقتهم. ثيوذوليس كانت إحدى الذين أوقفوا، عرضوها أمام المحكمة فاعترفت ولم تنكر أنّها مسيحيّة، استاقوها إلى هيكل الأوثان لإجبارها على التضحية لها اعتصمت بحبل الله ولازمت الصلاة. فجأة سقط تمثال أدريانوس وتحطّم، فدهش للمنظر وأرتبك، وآمن كاتب المحكمة، هيلاديوس، كما آمن مساعده، بواسيوس، وأثنان آخران، أفغريوس، ومكاريوس، وأمّا ثيوذوليا فجرى إلقاؤها في النار بعدما تلقّت المزيد من التعذيب، فقضت، وأمّا الآخرون فجرى قطع رؤوسهم.
القدّيس مكاريوس الصربيّ، أسقف فلاخيا ( 1546م)
كان أميرًا صربيًّا، تنازل عن حقوقه الأميريّة وصار راهبًا في صربيا الوسطى، في مناسيا، طرده الأتراك فالتجأ إلى رومانيا. صار رئيس أساقفة على فلاخيا. ساس رعيته بحكمة الله ودرايته. مرض مرضًا صعبًا فصبر صبرًا كبيرًا.
رقد بسلام في الربّ سنة 1546م. رفاته لم تنحلّ وكانت مصدر بركة. ما تزال محفوظة إلى اليوم في دير أسّسه في كروسيدول الصربيّة في آخر أيّامه.
-
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]-
[size=24]
القدّيسان أثناسيوس الكبير والقدّيس كيرللس بطريركا الأسكندريّة
Athanasiusكانت ولادته في حدود العام 295 م. نحيف البنية، قصير القامة. اعتاد ان يمشي بانحناءة بسيطة إلى الأمام ولكن برشاقة ولباقة كأنه أحد أمراء الكنيسة. كان قبطيا أكثر منه يونانيا.
تعلّم الكنيسة من المعلّمين المسيحيّين وأوساط المؤمنين والدوائر الأسقفية في الإسكندرية حيث يبدو أنه انضم حدثا إلى حاشية القدّيس ألكسندروس، أسقف المدينة.
كتب أثناسيوس وهو في أوائل العشرينات من عمره، مقالتين إحداهما ضدّ الوثنيّين والأخرى بشأن تجسّد كلمة الله. وقليلا قليلا بدأ أثناسيوس يلعب الدور الأبرز في الصراع ضد الهرطقة الأريوسيّة، واجههم بقوة ودون هوادة.
بعد انتشار الهرطقة دعا الملك قسطنطين عدد كبير من الأساقفة و الكهنة والشمامسة إلى إجتماع، وكان أثناسيوس الكبير رئيس شمامسة فرافق أسقف الإسكندرية ألكسندروس وتكلّم باسمه. عرض آريوس أفكاره، فتصدى له الفريق الأرثوذكسي، واثناسيوس كان الأبرز في الردّ على آراء آريوس والتصدّي لحججه وتبيان عطبها واقترح هوسيوس وضع دستور إيمان يكون أساسا للإيمان القويم. في ضوء تعاليم الآباء، جرى اعتماد نص يشكّل أساس دستور الإيمان النيقاوي القسطنطيني الذي نتلوه اليوم.
أرسى القدّيس أسس الفكر اللاهوتي القويم. ولا مجال للمساكنة او المهادنة. الزغل في الآراء، في هذا الشأن، قضاء على الكنيسة. أثناسيوس وعى دقّة المسألة وخطورتها حتى العظم، فأتت حياته، في كل ما عانى على مدى ست وأربعين سنة، تعبيرا عن تمسّك لا يلين بكلمة حقّ الإنجيل والإيمان القويم.
Saint Cyril Of Alexandriaبعد ثلاث سنوات رقد ألكسندروس فأختير أثناسيوس ليحلّ محلّه، جال على مدى سنوات في كل الأنحاء المصرية، حتى الحدود الحبشية، يسيم الأساقفة ويختلط بالمؤمنين الذين اعتبروه إلى النهاية أبا لهم. كما تفقّد الأديرة، حتى التي في برّية الصعيد. وأقام، لبعض الوقت، في دير القدّيس باخوميوس الذي كان يقدّر أثناسيوس كثيرا، وقد سمّاه، "أب الإيمان الأرثوذكسي بالمسيح".
فيما كان أثناسيوس يتابع اهتمامه بشعبه كأسقف جديد عليهم، كان الآريوسيون يحيكون خيوط المؤامرة عليه.ونقلوا الصراع من المستوى اللاهوتي إلى المستوى السياسي، وإمعانا في تشويه صورة أثناسيوس أمام القيصر والعامة، وجّهوا إليه تهما عدّة بينها الزنى والسحر والقتل. فأتى به الملك قسطنطين إلى صور لمحاكمته، ووجهت إليه شتى التهّم. ظنّوا انهم قضوا عليه. وإزاء هذه الشهادات انحلّ عقد المجتمعين على أثناسيوس دون ان ينحل حقدهم. وتمكّن قديسنا من التواري قبل ان يصدروا في شأنه حكمهم الأخير. وبعد محاكمة ثانية للقديس، أبقى عليه الملك أسقفا للإسكندرية لكنه حكم بنفيه إلى "تريف" عاصمة بلاد الغال حيث بقي إلى ان رقد قسطنطين في ايار 337 م.
وأمّا القدّيس كيرللس فذكرت سيرة حياته في التاسع من شهر حزيران.
طروباريات
طروبارية القدّيس
لقد تلألأتما بأفعال استقامة الرأي، وأخمدتما كلَّ رأي وخيم،
فصرتما منتصرين لابسي الظفر. وإذ قد أغنيتما الكلَّ بحسن العبادة، وزيَّنتما الكنيسة بزينةٍ عظيمة، وُجدتما باستحقاقٍ المسيح الإله مانحاً الجميع بصلواتكما الرحمة العظمى.