قانون وتأمل في صوم الميلاد

يمتد صوم الميلاد

الذي يدوم أربعين يوما و الذي ينتهي بعيد ميلاد ربنا والهنا يسوع المسيح

من الخامس عشر من شهر تشرين الثاني حتى الخامس والعشرين من شهر كانون الأول حسب التقويم الغربي

ومن الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني حتى السابع من شهر كانون الثاني حسب التقويم الشرقي

صوم الميلاد ليس صوماً إنقطاعيا لا ننقطع فيه عن الطعام حتى الظهر

أي يسمح بتناول وجبة صباحية خلال صوم الميلاد لا يسمح بأكل اللحوم والمنتجات الحيوانية أي يمتنع عن أكل جميع أنواع اللحوم والحليب ومشتقاته.

إنما تسمح الكنيسة

بأكل الأسماك والمنتجات البحرية ما عدا يومي الأربعاء والجمعة حتى عيد القديس اسبيريدون أي من الثالث عشر من كانون الأول حسب التقويم الغربي

وبعده يمتنع عن أكل السمك والسادس والعشرين منه حسب التقويم الشرقي حتى عيد الميلاد.

أما يوم

بارامون عيد الميلاد أي اليوم الذي يسبق وهو الرابع والعشرين من كانون الأول حسب التقويم الغربي والسادس من كانون الثاني حسب التقويم الشرقي

فهو يوم صوم انقطاعي حتى الظهر لا نتناول فيه أي طعام لما بعد القداس الإلهي المسائي
أما إذا وقع البارامون في يوم سبت أو أحد فلا انقطاع عن الأكل

بل انقطاع عن الزفرين والسمك فقط

لماذا نصوم الميلاد أربعين يوما "؟

إن صوم الميلاد الأربعيني يرمز إلى صوم موسى الذي صام أربعين يوما " وأربعين ليلة ليتلقى وصايا الله المكتوبة على ألواح حجرية
ونحن بصومنا أربعين يوما نتأمل ونتلقى من العذراء الكلمة الحي

الغير المكتوب على حجارة ل مولودا" متجسدا الذي نتناول جسده المقدس

أهمية عيد الميلاد بالنسبة لخلاصنا تفرض بشكل طبيعي هذا الصوم كتحضير لنا كي نكون مستعدين في مذود قلوبنا ليمنحنا من جديد أن نستقبل المسيح " الآتي" من المشارق وما خسرناه في السابق أي الحياة الأبدية

تسمي بعض الكتب الكنسية القديمة عيد الميلاد فصحا وذلك بسبب ارتباط عيد الميلاد الوثيق بسر خلاصنا من الخطيئة ونجاتنا من الموت لذلك

فإن ترتيب الخدم الليتورجية المرافقة للميلاد وما قبله وما بعده تشبه الى حد بعيد الخدم المرافقة للفصح.

الكنيسة حددت صوم الميلاد لتهيئ لكل فرد المستوى الروحي قبول سر الخلاص المنغمس في الأكل والشرب والملاهي الذي يستطيع من خلاله لأنه يستحيل

على الإنسان الطبيعي أن يقبل هذا السر الفائق الطبيعة. لذلك إذا لم يرتفع الإنسان إلى ما فوق الطبيعة بكل كيانه بالصوم حتى يتهيأ العقل ظهور الله بالجسد في الميلاد فلن يستطيع للتفكير في إمكانية التجسد وضرورته أن يدرك هذا السر

الفكرة الأساسية في الصوم

هي التهيؤ لـ "مجيء" الرب يسوع

إنه زمن انتظارنا للنور الذي سيظهر

(ظهور الله بالجسد في الميلاد)

ننتظر تجسد الإله أن يصير إنسانا مثلنا لكي يخلصنا

صار الإله إنسانا لكي يصير الإنسان إلها .

جسد يسوع لكي نستعيد الوحدة والشركة معه ونحن نستعد لاقتبال هذا الحدث بالصوم.

صوماً مباركاً ومقبولاً . آمين . 2023 قانون وتأمل في صوم الميلاد 800838

» قانون الصوم الكنسي
» احمدوا الرب لأنه صالحٌ
» الميلاد :
» الميلاد المجيد
» الميلاد على الأبواب