تجلِّي المسيح وآلام العالم من موضوعات المؤتمر المسكوني للروحانية الأرثوذكسية
| المتروبوليت كاليستوس أسقف ديوكليا |
1. مقدمة
سؤال إيفان كارامازوف (في قصة دوستويفسكي)
نبدأ هذا الموضوع بسؤال ”إيفان كارامازوف“ الذي وجَّهه لأخيه ”أليوشا“ في رواية الكاتب الروسي ”دوستويفسكي“: ”الإخوة كارامازوف“. يقول إيفان لأخيه: ”لنفرض أنك أنت الذي تُحدد مصير البشرية بأن تجعل البشر سعداء في النهاية مُعطياً لهم السلام والراحة، ولكن لكي تفعل هذا يصير من الضروري أن تُعذِّب طفلاً صغيراً وتبني على دموعه هذه السعادة العتيدة؛ فهل توافق على القيام بهذه المهمة بهذا الشرط“؟ ردَّ ”أليوشا“: ”لا، لن أفعل هذا“!والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: إن كنا لا نوافق على هذا، إذن فلماذا يترك الله العالم يتلظَّى بهذه الآلام هكذا؟ وبكلماتٍ أخرى، كيف نُصالِح هذا السرَّ المأساوي لتألُّم الأبرياء، كما نراه في كل مكان في العالم المحيط بنا مع إيماننا بالله المحبة؟ وماذا تُرَى تكون إجابتنا على سؤال: ”إيفان كارامازوف“؟
”سر“ الألم وليس ”مشكلة“ الألم:
وأريد أن تلاحظوا واضعين في اعتباركم التفريق الذي وضعه الفيلسوف المسيحي الفرنسي ”جابرييل مارسيل“، مثله مثل فلاسفة آخرين، بين ”السر“ وبين ”المشكلة“. إنه ”سرُّ“ الألم، وليس ”مشكلة“ الشر وتألُّم الأبرياء. فالمشكلة هي لغز عقلي، هي أُحجية، لا يمكن فكُّ غوامضه إلاَّ بالتفكير الصافي والذكاء العقلي. بينما الشر وتألُّم الأبرياء هو سرٌّ، لا يمكن شرحه بالمجادلة العقلية هكذا ببساطة. فالسرُّ هو شيء لابد أن يتغيَّر بعملٍ ما، حتى بذلك يصبح شفافاً ظاهراً للفكر. السرُّ يمكن أن يُفضَّ غموضه عن طريق الاختبار الشخصي، أي بالتعاطف والمشاركة الشخصية. وهكذا فنحن لا يمكننا أن نتقدَّم لنفهم الألم ما لم نشترك فيه اشتراكاً مباشراً.
المسيح غلب الألم باشتراكه في الألم:
وهذا هو بالتحديد معنى صَلْب المسيح: فالله في المسيح تغلَّب على الشر لأنه بشخصه عانى إلى المنتهى وتحمَّل كل نتائج الشر، بدون أي تحفُّظ منه، بحسب المثل اللاتيني القديم: ”الغالب هو مَن تألَّم Vincit qui Patitur“. فإلهنا هو الله المنشغل بنا حسب قول إنجيل يوحنا: «إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى منتهى الحب» (يـو 13: 1 - الترجمة العربية الحديثة).
جمال التجلِّي سينقذ العالم:
فإذا تقدَّمنا لنفحص سر الألم والشر هذا، حتى نضيف شيئاً على الردِّ المختصر الغامض لأليوشا، فلابد أن نتذكَّر كلمات أخرى وردت في إحدى روايات ”دوستويفسكي“ وهي رواية ”الأبله“، فيقول: ”الجمال سوف ينقذ العالم“. فنحن لا يمكن أن نفهم الألم دون أن نشترك فيه؛ ولكننا لن نسمح لأنفسنا بهذا الاشتراك في الألم دون أن نتذكَّر حضور هذا الجمال الإلهي المُخلِّص لهذا العالم الساقط. فماذا يقول لنا الجمال عن خلاص العالم؟ أم أن كلمات دوستويفسكي هي هروب من الواقع؟ فإذا شاهدنا طفلاً في أفريقيا يموت من الجوع، أو نرى معتَقَلاً يُعذَّب ويُطلَق عليه النار في العراق، فبأي معنى أن نتكلَّم عن ”الجمال“ هنا؟ أم أن لدى دوستويفسكي مفتاحاً لحلِّ هذا اللغز؟
وكانت الفرصة الفائقة التي فيها يُستعلن هذا الجمال الإلهي للبشرية، يوم تجلِّي المسيح على جبل طابور. كما تؤكِّد الكنيسة الأرثوذكسية في إحدى تراتيلها في عشية عيد التجلِّي:
[إذ تجلَّى اليوم على جبل طابور أمام مرأى التلاميذ؛ فقد أظهر في شخصه الطبيعة البشرية، مرتدية الجمال الأصلي للصورة (صورة الله)].
- ولكن، مرة أخرى، ما هو النور الذي يُسلِّطه على سرِّ الألم ذلك الجمال الإلهي الذي للمسيح المتجلِّي؟ وما هو نوع الصلة بين المجد على جبل طابور وآلام العالم ويأسه؟
2. ”مجد أنصع من النور“
فلنبدأ بأن نتبيَّن طبيعة هذا المجد الذي استُعلِن على جبل طابور، ثم نكشف العلاقة بين الجَبَلين: جبل طابور، وجبل الجلجثة.أولاً، ما هي طبيعة هذا البهاء الذي أشرق لامعاً من على وجه المخلِّص ومن ثيابه أثناء تجلِّيه؟
وثانياً، ما هي العلاقة بين مجد التجلِّي، وبين إخلاء المسيح نفسه في بستان جثسيماني وعند جبل الجلجثة؟
أما بالنسبة لنور التجلِّي، ففي سرد الإنجيل يقول إنه كان يلمع ”كالشمس“ (مت 17: 2). وهنا نجد أن آباء الكنيسة والكتب الطقسية الأرثوذكسية أكثر وضوحاً وتركيزاً. ففي شرح القديس يوحنا ذهبي الفم، فإن وجه المسيح كان يلمع، ليس مجرد مثل الشمس؛ بل أكثر من الشمس. فالمجد الذي ظهر على جبل طابور، كما يُعلِّم آباء الكنيسة بإجماع مدهش، لم يكن نوراً طبيعياً، بل فائقاً للطبيعة؛ ليس نوراً مادياً، ولا إشراقاً مخلوقاً، بل بهاءً روحياً؛ ليس من هذه الخليقة، إنه نور اللاهوت. إنه النور الإلهي. وهذا ما شرحه فعلاً في القرن الثاني كليمندس الإسكندري أن الرسل لمَّا رأوا النور رأوه ليس بالقوة الطبيعية التي في حاسة الإبصار؛ لأن العيون المادية لا يمكنها أن ترى نور اللاهوت، إلاَّ إذا نالت تغييراً بالنعمة الإلهية. فالنور روحي هو، وقد انكشف للتلاميذ ليس كليّاً، بل بقدر ما استطاعوا أن يدركوه، وهذا ما تُعبِّر عنه ترتيلة عيد التجلِّي:
[لقد تجلَّيت على الجبل، مُظهراً المجد لتلاميذك على قدر ما استطاعوا أن يحتملوا رؤياه].
إنه نورٌ، كما يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي، ”متَّقد شديد على العين البشرية“.
وتتردَّد مثل هذه التصريحات في الصلوات والتسابيح الليتورجية الخاصة بعيد التجلِّي. فنور التجلِّي على جبل طابور، يُقال عنه إنه ”لامادي“، و”أزلي“، و”لامتناهي“، و”غير ممكن الاقتراب منه“، و”مجد أشد لمعاناً من الشمس“. وباختصار، فهو ليس سوى ”مجد اللاهوت“، ”إنه مجد أكثر لمعاناً من الشمس“. وكما يؤكِّد القديس ديونيسيوس الأريوباغي، فالنور ”فائق الجوهر“، ”يفوق الوجود“.
وعن هذا النور اللامادي والأزلي الذي يشع من المخلِّص وهو يتجلَّى، فنحن نجد 4 أمور يمكن أن نؤكِّد عليها:
+ فهو يستعلن لنا مجد الثالوث،
+ يستعلن لنا مجد المسيح إلهاً متجسِّداً،
+ يستعلن لنا المجد المزمع والعتيد أن يكون للطبيعة البشرية في الدهر الآتي،
+ يستعلن لنا مجد كل الكون المخلوق المزمع والعتيد أن يكون في الدهر الآتي.
أولاً: مجد التجلِّي على جبل طابور
هو نور الثالوث الأقدس:
وذلك كما تُرنِّم الكنيسة في عشية العيد:
[المسيح، النور المُشرق من قبل خلقة الشمس، في هذا اليوم صار معروفاً على جبل طابور].
صورة الثالوث:
وعيد التجلِّي (أغسطس)، حينما ننظره احتفالاً بالثالوث الأقدس، فهو شديد الشبه بالعيد الذي سبقه قبل 8 أشهر (يناير)، أي عيد ”الثيئوفانيا“ أو ”الإبيفانيا“ (19 يناير)، أو عيد ”الظهور الإلهي“ احتفالاً بمعمودية المسيح. وكِلاَ العيدين هما عيدَي النور، حيث يُسمَّى عيد ”الظهور الإلهي“ في اليونانية Ta Phota أي ”عيد الأنوار“. ولكن التساوي بين الاسمين يمتدُّ إلى أكثر من هذا. فكلاهما كانا فرصة للعمل المشترك للأقانيم الإلهية الثلاثة. ففي معمودية المسيح، سُمِعَ صوت الآب يتكلَّم من السماء شاهداً ”للابن الحبيب“، كما أنالروح القدس ينزل من لدن الآب كمثل حمامة ويستقر على المسيح (مر 1: 9-11). وعلى جبل طابور يتضح أيضاً هذا الاستعلان الثالوثي عينه: الآب يتكلَّم من السماء، شاهداً للابن، بينما الروح القدس حاضر في هذه المناسبة ليس في شكل حمامة بل كسحابة من نور.
ونحن حينما نرى التجلِّي بهذا المنظر الثالوثي، نُرنِّم في تسبحة باكر عيد التجلِّي:
[اليوم على جبل طابور في استعلان نورك، أيها الكلمة... رأينا الآب نوراً، والروح نوراً؛ وبالنور يسوس كل الخليقة].
ثانياً: مجد التجلِّي باعتباره أولاً مجداً ثالوثياً،
فهو أيضاً، وبالتحديد، مجد المسيح:
فالنور الأزلي الذي يُشرق من الرب يسوع يستعلنه ”إلهاً حقّاً من إله حق... مساوياً للآب في الجوهر“ بكلمات قانون الإيمان. ولكن، وفي نفس الوقت، فإن الجسد البشري للرب، بالرغم من أنه شعَّ بمجد لامادي، فهو باقٍ جسداً مادياً وبشرياً بالحقيقة، فجسده الذي كوَّنه من أحشاء العذراء ليس جسداً شفافاً. فالمجد الإلهي يُشرق من خلاله، ومع ذلك لم يفنَ هذا الجسد ولم يذوب. كما يُعبِّر عن ذلك لحن العيد، أن المسيح استُعلِن على الجبل ”كواحد من طبيعتين، وفي كلتيهما كان كاملاً“.
ولكي نشرح المضمون اللاهوتي للتجلِّي من جهة طبيعة المسيح، فيمكننا أن نقول: إن المسيح لم ينقص شيئاً ولا ازداد شيئاً في حادثة التجلِّي. لا شيء نقص في المسيح: فبالتجلِّي على جبل طابور، ظل المسيح كما هو إنساناً بشرياً كاملاً. وأيضاً، وبنفس القدر، لم يُضَفْ عليه شيء (كإله): فالمجد الأزلي الذي استُعلِن على جبل طابور هو ما يقتنيه المسيح فعلاً ودائماً (كابن الله المساوي للآب في الجوهر) منذ الأزل، ومنذ اللحظة الأولى للحبل به في أحشاء القديسة العذراء. وهذا المجد ظل معه طوال حياته على الأرض، حتى أثناء لحظات شدة إذلاله، وسواء في حزنه واكتئابه في بستان جثسيماني، أو عند صرخة التخلية الإلهية عنه وهو على الصليب، فقد ظل كما هو «فيه يحلُّ كل ملء اللاهوت جسدياً» (كولوسي 2: 9). كذلك على جبل التجلِّي فالأمر كان هكذا: فبالرغم من أنه في بعض لحظات حياته على الأرض كان المجد الحاضر فيه مخفياً تحت ستار الجسد؛ إلاَّ أنه على جبل التجلِّي، صار هذا الستار شفافاً إلى لحظات، وانكشف المجد جزئياً أمام عيون تلاميذه.
ففي لحظات التجلِّي هذه، لم يحدث أي تغيير في المسيح نفسه؛ بـل كـان التغيير بـالحري في الرسل الثلاثة. فبكلمات القديس يوحنا الدمشقي (676-749م): ”لقد تجلَّى، ليس باتخاذه ما لم يكن له، بل باستعلان ما كان له لتلاميذه، بانفتاح أعينهم“، ”فهو في هذه اللحظة لم يَصِر أكثر لمعاناً أو أكثر مجداً“. ويقول القديس أندراوس أسقف كريت (660-740م): ”حاشا أن يكون هذا. فهو ظل كما كان من قبل“. وكما يُعبِّر عن ذلك العالِم اللاهوتي الأرثوذكسي بول أفدوكيموف: ”رواية الإنجيل عن التجلِّي تتكلَّم لا عن تجلٍّ حدث للرب، بل صار للرسل الثلاثة“.
عيد التجلِّي، إذن، يضع أمامنا التضادة الخلاصية لإيماننا المسيحي: إن يسوع هو إله بالتمام، وفي نفس الوقت هو إنسان بالتمام؛ لكنه شخص واحد وليس اثنين. في كل عام، وفي يوم 6 أغسطس بالتحديد (عيد التجلِّي حسب التقويم الغريغوري)، فنحن نتأمل بكل اليقين والاتضاع هذا الاكتمال والملء المزدوج في المخلِّص المتجسِّد: نتأمل في كمال لاهوته، وحقيقة ناسوته غير المنقوصة.
ثالثاً: التجلِّي يُعلن لنا، ليس فقط مجد الثالوث، وليس فقط مجد المسيح كشخص واحد من طبيعتين، بل وأيضاً يُعلن مجد شخصياتنا البشرية:
فالتجلِّي هو كشف، ليس فقط عمَّن هو الله، بل وبالمساواة يُعلن عمَّن نكون نحن. فحينما ننظر إلى المسيح المتجلِّي على الجبل، فنحن نرى الطبيعة البشرية - أي شخصياتنا المخلوقة - وهي محمولة ومرفوعة إلى حضرة الله، وقد امتلأت من الحياة والمجد اللذين من الله، وقد تغلغلتها النِّعَم الإلهية؛ كل هذا وهي ما زالت طبيعة بشرية بالتمام. هنا نحن نرى الطبيعة البشرية كما كانت في البدء، في الفردوس قبل السقوط؛ نرى الطبيعة البشرية كما ستكون في النهاية في الدهر الآتي بعد القيامة الأخيرة، ولكن هذه الحالة الأخيرة للطبيعة البشرية ستكون أعلى بما لا يُقاس من حالتها في الخلقة الأولى. وبهذا يكون التجلِّي عملاً يختص بالأيام الأخيرة. إنه بكلمات القديس باسيليوس الكبير: ”بدء المجيء الثاني المخوف المملوء مجداً للمسيح“.
فتجلِّي المسيح، إذن، يُظهِر لنا بحسب قول القديس أندراوس الكريتي: ”ما ستكون عليه الطبيعة من رِفْعَة ومجد“. وإن أردنا أن نفهم المعنى الحقيقي لِمَا سيحدث لشخصياتنا في الدهر الآتي، فلنحضر سهرة ليلة عيد التجلِّي، وننصت بانتباه إلى ما يُقال ويُرتَّل. المسيح المتجلِّي على الجبل يُعلِن لنا القياس الكامل لقُوانا البشرية ولمنتهى الإمكانيات التي ستُعطَى للطبيعة البشرية في أصدق وأعلى رؤية:
[اليوم، في التجلِّي الإلهي، كل الطبيعة البشرية تتألَّق إلهياً، وتصرخ عالياً من السرور].
ولكن ليس هذا هو كل الأمر.
رابعاً: وهذا يحمل أهمية خاصة للعالم المعاصر، إذ أن المسيح يُعلن المجد، ليس فقط للإنسان البشري، بل وأيضاً وبالمساواة للخليقة المادية كلها:
كما تقول الترتيلة التي تُقال عشية العيد: ”أنت قدَّستَ بنورك كل الأرض“. فالتجلِّي كونيٌّ في اتساع مجاله، فالبشرية ستخلُص ليس من العالم بل مع العالم. ما حدث على جبل طابور يسبق الحالة النهائية التي تنبَّأ عنها القديس بولس، حينما قال إن الخليقة كلها «سوف تُعتق من عبودية الفساد»، وستدخل إلى «حرية مجد أولاد الله» (رو 8: 21). إنها بداية ”الأرض الجديدة“ التي يتحدث عنها سفر الرؤيا (رؤ 21: 1).
على الجبل، نرى ليس فقط وجهاً بشرياً تجلَّى بالمجد، بل إن الإشعاع يُشرق أيضاً من ثياب المسيح (مت 17: 2). النور الذي أشرق على جبل طابور، يسطع، ليس فقط من جسد المخلِّص، بل ينعكس على باقي الكائنات المادية المشتركة معه، أي على الثياب المصنوعة بيد إنسان والتي كان يلبسها المسيح. وهكذا، بالتالي، فالتجلِّي يضم - بقوة - كل الأشياء المادية أيضاً. ليس فقط كل وجه بشري، بل وأيضاً كل شيء مادي هو أيضاً قابلٌ للتجلِّي. ففي النور المُرتسم على هذا الوجه، الذي كان مُعتماً قبلاً، وعلى هذه الثياب التي تحوَّلت إلى بياض وإشراق؛ تأخذ كل الوجوه البشرية الإشعاع الجديد، وكل الأشياء المادية تُعطَى عمقاً جديداً.
ففي نظر الذين يؤمنون حقاً بالمسيح المتجلِّي، لا شيء يُعتبر حقيراً؛ بل كل الأشياء المخلوقة يمكن أن تكون مَرْكبة حاملة الإنعامات الإلهية. إن مجد العُلَّيقة المشتعلة (قديماً أمام موسى النبي) هو المجد المختفي في كل ما يُحيط بنا، والذي ينتظر أن يُرفَع عنه النقاب الذي يحجب الآن تجلِّيه. عيد التجلِّي، هو بصفة خاصة احتفال الخليقة كلها. +