رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ارثوذكسي انطاكي لنشر الإيمان القويم
 
الرئيسيةآية لك من الربالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
حتّى لا تفقدوا البركة، الّتي منحكم إيّاها الله، جاهدوا وحاربوا، حتّى تتمثّلوا كلّ فكر يلهمكم به، واطردوا كلّ فكر يقتلكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) في أعاصير زماننا، من الواجب أن نبقى صاحين. هذا أوّل شيء أطلبه منكم: اسمعوا كلمة الإنجيل، كونوا صاحين، ولا تكونوا أولادًا في أذهانكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) إنّ أبي الرّوحيّ نصحني ألّا أقرأ أكثر من بضع صفحات، في اليوم: ربع ساعة، نصف ساعة، إنّما أن أُطبّق، في الحياة اليوميّة، ما أقرأ. (القدّيس صفروني الآثوسيّ)
نشكر زيارتكم أو عودتكم لمنتدانا فقد اسهمتم باسعادنا لتواجدكم بيننا اليوم .

 

 تجلِّي المسيح وآلام العالم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fr.boutros
Director-General
fr.boutros


ذكر
عدد المساهمات : 3017
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

تجلِّي المسيح وآلام العالم  Empty
مُساهمةموضوع: تجلِّي المسيح وآلام العالم    تجلِّي المسيح وآلام العالم  I_icon_minitime6/8/2017, 12:28 am

تجلِّي المسيح وآلام العالم
من موضوعات المؤتمر المسكوني
للروحانية الأرثوذكسية
تجلِّي المسيح وآلام العالم  Kalistos
المتروبوليت كاليستوس وير
أسقف ديوكليا

=======================

نشرنا الجزء الأول من هذه المحاضرة العدد الماضي (مارس 2008، من صفحة 35-39)؛ وتحدَّث فيها المُحاضر “المتروبوليت كاليستوس ويـر“ عن:
1 - مقدمة، 2 - ”مجد أنصع من النور“.
وفي هذا العدد ننشر بقية المحاضرة.
3. الجبلان: ”جبل طابور“، و”جبل الجلجثة“

والآن نعود إلى سؤالنا الأصلي: بأية طريقة يتجلَّى مجد المسيح على الجبل - بمجد الثالوث، ومجد الكلمة المتجسِّد، ومجد الإنسان البشري، ومجد الخليقة كلها - فيُتيح لنا أن نفهم سرَّ الألم؟ كيف يمكن لهذا التجلِّي أن يجعلنا نعطي جواباً على المعاناة والغضب واليأس الذي يُعانيه إخوتنا وأخواتنا في العراق ودارفور مثلاً، أو ما يحدث في ميلانو وتورين، أو في المدينة التي أعيش فيها: أُكسفورد بإنجلترا؟ إنه من السهل الحديث عن مجد العُلَّيقة المشتعلة لشرح ما حولنا؛ ولكن كيف نُحوِّل هـذه الكلمات إلى حقيقة حية؟

- إن الإجابة على هذا السؤال، أو على الأقل بداية الإجابة، تبرز حينما نفكِّر في المضمون الذي حدث في إطاره تجلِّي المسيح. فتجلِّي المسيح حدث قبل أن ينطلق يسوع من الجليل (مت 19: 1) في رحلته للمرة الأخيرة إلى أورشليم. لذلك نجد أن الأحداث الرئيسية بعد التجلِّي هي: لقاء المسيح مع زكَّا في أريحا (لو 19: 1-10)، ثم إقامة لعازر من الموت في بيت عنيا (يو 11: 1-44)، ثم دخوله المدينة المقدسة (أورشليم) والذي حدث بعده مباشرة الصَّلْب. إذن، فهناك تزامن قريب بين التجلِّي والآلام.
هذا التزامن القريب نحن نتناساه بسهولة، لأنه في ترتيب الأعياد الكنسية يتم الاحتفال بأسبوع الآلام وبعيد التجلِّي (18 أغسطس) في تاريخين بعيدين عن بعضهما البعض. لذلك، فإذا كان احتفالنا الكنسي بعيد التجلِّي وأسبوع الآلام في ميعادين قريبين، فسيكون احتفالنا بعيد التجلِّي في أحد أيام الصوم الأربعيني المقدس؛ علماً بأنه في الطقس اللاتيني تأتي قراءة الإنجيل في الأحد الثاني من الصوم عن تجلِّي المسيح حسب إنجيل متى (مت 17: 1-9).
إذن، فلنحاول أن نكتشف أكثر فأكثر الصلة بين الجبلين: جبل التجلِّي في طابور، وجبل الجلجثة خارج أورشليم. وهذا يتضح بصورة أفضل إذا سألنا أنفسنا:
ما الذي يأتي مباشرة قبل ذِكْر تجلِّي المسيح، وما الذي يأتي مباشرة بعد ذلك؟
ففي الأناجيل الثلاثة الإزائية (أي المتفقة في أسلوب سرد حياة المسيح) متى ومرقس ولوقا، هناك تتابُع في الأحداث المتشابهة. فأولاً، وهم في الطريق إلى قيصرية فيلبُّس، ينطق القديس بطرس باعتراف إيمانه الحاسم: «أنت هو المسيح ابن الله الحيُّ» (مت 16: 16). ثم يُعلِن المسيح عن آلامه المزمعة وموته وقيامته (مت 16: 21). ويتعثَّر بطرس، لكن المسيح يُوبِّخه ويُصمِّم على أنه ليس هو وحده (أي بطرس) بل كل مَن يريد أن يكون له تلميذاً، عليه أن يتبع المسيح في طريق الألم الاختياري: «إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فليُنكر نفسه، ويحمل صليبه، ويتبعني» (مت 16: 24). فالتلمذة للمسيح تعني حمل الصليب. المسيح، إذن، يسبق ويُنبئ بمجيئه الآتي في مجد (مت 16: 28). ثم بعد كل هذا، يأتي مباشرة حَدَثُ التجلِّي: «وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه، وصعد بهم إلى جبلٍ عالٍ منفردين» (مت 17: 1).
ارتباط بين جبل التجلِّي، وجبل الجلجثة:
هذا التتابُع في الأحداث ليس مجرد تزامن على سبيل الصدفة، ولكنه يُعبِّر عن ارتباط روحي متشابك. فأولاً، وبمنتهى الوضوح، فإن تجلِّي المسيح يُساند اعتراف إيمان بطرس: إن يسوع ليس فقط ”ابن الإنسان“، بل وأيضاً ”ابن الله الحي“. وجبل طابور يؤكِّد إعلان بطرس بلاهوت المسيح. ولكن التجلِّي أيضاً نفهمه على ضوء الحوار الذي حدث في الطريق إلى قيصرية فيلبُّس. فلم يكن الأمر مجرد تطابُق في الأحداث أن يتكلَّم المسيح عن آلامه ودعوته للجميع لحَمْل الصليب، قبل استعلان مجده الإلهي على جبل طابور مباشرة؛ بل على العكس، فالمسيح كان مهتماً أن يوضِّح الارتباط الأساسي في تدبيره الخلاصي بين المجد والآلام.
إذن، فالتجلِّي يُقدِّم لنا الطريق الممكن لفهم سر الألم الخلاصي. فالمجد والألم يسيران جنباً إلى جنب في عمل خلاص المسيح. الجبلان: جبل التجلِّي، وجبل الجلجثة، مرتبطان معاً على نحوٍ محسوس. فالتجلِّي لا يمكن فهمه إلاَّ على ضوء الصليب، وكذلك الصليب لا يمكن فهمه إلاَّ على نور التجلِّي، وكذلك على القيامة أيضاً.
شهود التجلِّي هم شهود الآلام:
هذا الارتباط يتضح بأكثر وضوح إذا تمعَّنا في سرد الإنجيل للتجلِّي وللآلام. فمَن هم الثلاثة التلاميذ الذين رافقوا المسيح على جبل التجلِّي؟ إنهم بطرس ويعقوب ويوحنا. ومَن هم الثلاثة التلاميذ الذين كانوا حاضرين مع يسوع في جثسيماني؟ إنهم هم أنفسهم: بطرس ويعقوب ويوحنا (مت 26: 37). قد يُقال إن هؤلاء الثلاثة كانوا حاضرين في كلتا المناسبتين لأنهم كانوا هم الأكثر التصاقاً مع يسوع، كنُخبة من بين الاثني عشر. ولكن لابد أن يكون هناك معنىً أعمق من هذا التفسير.
فكما أنه ليس على سبيل المصادفة أن يتكلَّم المسيح عن حَمْل الصليب مباشرة قبل تجلِّيه؛ هكذا أيضاً فلم يكن على سبيل المصادفة أن نفس هؤلاء الثلاثة التلاميذ كانوا حاضرين على قمة جبل التجلِّي، وكذلك عند آلام المسيح في البستان. فشهود مجده الأزلي، هم أيضاً شهود آلامه الشديدة؛ وشهود ”التجلِّي“، هم أنفسهم أيضاً شهود ”التخلِّي“.
كيف يكون الحديث عن الآلام
وسط مجد التجلِّي:
وماذا يمكن أن نسأل أكثر من هذا، إلاَّ عن موضوع حديث موسى وإيليا مع المسيح وهما واقفان معه تحت وهج نور التجلِّي؟ فلم يكن الحديث عن شيء آخر سوى عن خروجه العتيد أن يحدث خارج أورشليم، أي عن موته على الصليب الذي كان على وشك الحدوث (لو 9: 31). أليس هذا أمراً مُدهشاً؟ إذ بينما كانا واقعَيْن تحت نور الأبدية، لم يكونا يتكلَّمان عن الأفراح الفائقة في السماء، بل عن ذبيحة الإخلاء التي ستُقدَّم على الصليب. هذا هو ما ينبغي أن نفهمه عن التجلِّي في ضوء الصليب، والصليب على ضوء التجلِّي.
فعلى قمة جبل طابور قام الصليب؛ ووراء حجاب المسيح مصلوباً وجسده الذي ينزف على الجلجثة، لابد أن نتبيَّن حضور النور الأزلي للتجلِّي.
المجد والألم وجهان لسرٍّ واحد غير منقسم: «صلبوا رب المجد» كما يؤكِّد القديس بولس (1كو 2: 8). فالمسيح هو رب المجد، سواء وهويموت على الصليب أو وهو يتجلَّى على جبل طابور.
”التجلِّي - الصليب“
يظهر في تاريخ العيدَيْن:
فهذا الحدث المترابط: ”التجلِّي - الآلام“، تُظهِره الأعياد الكنسية. فعيد التجلِّي (18 أغسطس) يأتي قبل عيد رفع الصليب (27 سبتمبر) بأربعين يوماً. وللرقم 40 معنى خاص في التاريخ المقدس: فشعب إسرائيل قضوا 40 سنة في البرية (عدد 14: 33)، وداود وسليمان كلاهما ملك 40 عاماً (1مل 2: 11؛ 11: 42)، وإيليا ارتحل لمدة 40 يوماً إلى جبل حوريب قبل أن يختبر الرؤيا الإلهية عند المغارة (1مل 19: 7-13)، والمسيح جُرِّب 40 يوماً في البرية (مر 1: 13). وحقيقة مجيء عيد التجلِّي قبل عيد رفع الصليب بأربعين يوماً تؤكِّد عليه ألحان الصليب في طقس باكر عيد التجلِّي (وذلك في الطقس البيزنطي).
وليس هذا هو الموضع الوحيد في النصوص الليتورجية لعيد التجلِّي حيث يقترن التجلِّي مع الصليب. فألحان المساء الكبير، وهي تصف لحظة التجلِّي، تبدأ بطريقة فذة بهذه الكلمات: ”قبل صليبك، يا رب“. وبنفس الروح تبدأ تسابيح الصباح بهذه الكلمات: ”قبل صليبك وآلامك الثمينة“. فالرباط بين التجلِّي والصَّلْب يظهر أيضاً في ذكصولوجية عيد التجلِّي:
[لقد تجلَّيتَ على الجبل، وتلاميذك أبصروا مجدك، أيها المسيح إلهنا، على قدر ما استطاعوا أن يُبصروا. حتى حينما رأوك مصلوباً، عرفوا أن آلامك كانت بإرادتك...].
فعند الصَّلْب، إذن، تذكَّر التلاميذ ”الثيئوفانيا“ (”الظهور الإلهي“) على جبل طابور، وفهموا أن الجلجثة هي أيضاً ثيئوفانيا. التجلِّي والآلام مفهومان كل واحد بالآخر، وكلاهما مفهومان بالقيامة، قيامة المسيح من بين الأموات.
- هكذا يصير واضحاً الارتباط بين التجلِّي على جبل طابور والصَّلْب على جبل الجلجثة، ليس فقط في الإنجيل وفي نصوص التسبحات الليتورجية؛ بل وأيضاً وبالتساوي في فن الأيقونات. فالأب ”إنزو“ يُذكِّرنا (في محاضرة سابقة) بكيف قدَّم فن الأيقونات، في وقتٍ مُبكِّر، التجلِّي. ففي حَنية شرقية كنيسة القديس أبولينار في رافنَّا يظهر المسيح المُتجلِّي في شكل جوهرة على هيئة صليب، والصليب مُرصَّع بالجواهر وتمتد أَذرُعه على قبة السماء. وهكذا يظهر الارتباط بين التجلِّي والآلام، ويُستعلَن في شكل رائع لا يُنسَى.
ارتباط التجلِّي بالأحداث التي بعده:
لقد رأينا ما حدث مباشرة قبل التجلِّي. والآن فلنتبصَّر فيما حدث مباشرة بعد التجلِّي. ففي الأناجيل الإزائية الثلاثة: متى ومرقس ولوقا، هناك مرة أخرى تتابُع وتسلسُل للأحداث. فالتلاميذ الثلاثة وهم نازلون مع المسيح من على الجبل، تواجهوا فجأة بمنظر مثير للأسى والحزن: طفل مريض مُصاب بنوبة مرض الصَّرَع؛ بينما أبوه يصرخ بدموع: «أومن، يا سيد، فأعِن عدم إيماني» (مت 17: 14-18؛ مر 9: 14-27). وأيضاً ليست هذه حادثة على سبيل الصدفة. فقد أراد بطرس أن يبقى على أعلى الجبل صانعاً ثلاث مظال حتى يستطيل أمد الرؤيا (مت 17: 4). وهذا ما لم يسمح به المسيح، إذ أصرَّ على أن ينزل مرة أخرى إلى السهل. فنحن نشترك في نعمة التجلِّي، ولكن ليس بأن نعزل أنفسنا عن آلام العالم، بل بأن ندمج أنفسنا فيها.
إن حياتنا اليومية تتجلَّى حينما نُشارك، بحسب وضع كل واحد منا، في آلام الذين حولنا ووحدتهم ويأسهم.
الارتباط بين مجد التجلِّي وآلام العالم:
هذه هي الرابطة المُحيية بين مجد التجلِّي ويأس العالم ودموعه؛ هذه هي رسالة المخلِّص المتجلِّي للجنس البشري. هذا هو معنى التجلِّي في العالم المعاصر. كل الأشياء قابلة للتجلِّي، ولكن مثل هذا التجلِّي ممكن فقط من خلال حَمْل الصليب، كما تؤكِّد صلوات الكنيسة في صلاة الساعة السادسة: ”ها هو الفرح، بالصليب، دخل إلى كل العالم“. ”من خلال الصليب“، وليس هناك طريق آخر. فبالنسبة للمسيح نفسه، ولكل واحد منا يريد أن يكون عضواً في جسد المسيح، المجد والألم يسيران معاً جنباً إلى جنب. ففي حياة المسيح وفي حياتنا، جبل التجلِّي وجبل الجلجثة هما سرٌّ واحد. لكي تكون مسيحياً لابد أن تشترك في إخلاء الذات وفي بذل الذات على الصليب، وأيضاً - وفي نفس الوقت - تشترك في الفرح العظيم للتجلِّي والقيامة. حينما نكون حاضرين مع المسيح في مجد التجلِّي، فإننا نكون في الوقت نفسه حاضرين معه في جثسيماني والجلجثة.
الله إلهٌ مندمج في آلام البشر:
يقول الفيلسوف واللاهوتي الروسي المعاصر ”نيقولا بردياييف“: ”تضادة الألم والشر، تنحل في اختبار الرحمة والمحبة“. وهذا حق ليس فقط بالنسبة لأنفسنا، بل وبالنسبة لله المتجسِّد. فالله هو إلهٌ مندمج معنا. فهو لا يُعطي بالكلام الإجابة على سؤال إيفان في رواية ”الإخوة كارامازوف“(1)؛ لكنه عبَّر عن الإجابة بالحياة، وذلك برحمته، من خلال مشاركته في آلامنا، من خلال محبته المتألِّمة. إن تجلِّيه بسكب الشفاء علينا، ليس بالهرب من الشر والبُعد عن الخليقة المتألِّمة؛ بل بالاندماج بلا تحفُّظ فيهما. التجلِّي يقود إلى الصليب، والصليب يقود إلى القيامة. وفي القيامة يكمن رجاؤنا الذي لا يخزى.
آلام المسيح، وتجلِّي العالم:
إن عنوان محاضرتي كان: ”تجلِّي المسيح وآلام العالم“. لكني يمكن أن أختار عنواناً متساوياً مع هذا العنوان: ”آلام المسيح، وتجلِّي العالم“.
”الجمال سوف يُخلِّص العالم“. نعم، بالتأكيد، لقد كان دستويفسكي على حق في هذه المقولة. لكن إشعياء النبي كان أيضاً على حق حينما قال: «لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحمَّلها» (إش 53: 4).
الجمال، الذي هو خلاص العالم، هو حقاً الجمال الأزلي الذي توهَّج على جبل طابور، لكن نفس هذا الجمال الإلهي استُعلِن في ذبيحة الصليب.
تجلِّي المسيح لا يجعلنا نتفادى الآلام، بل هو يجعل آلامنا خـلاَّقة وواهبة للحياة، كما في كلمات القديس بولس: «... كمائتين وها نحن نحيا... كحزانى ونحـن دائماً فرحون» (2كو 6: 10،9). ?


عدل سابقا من قبل fr.boutros في 8/8/2017, 9:11 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nabay.ahlamontada.com
fr.boutros
Director-General
fr.boutros


ذكر
عدد المساهمات : 3017
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

تجلِّي المسيح وآلام العالم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجلِّي المسيح وآلام العالم    تجلِّي المسيح وآلام العالم  I_icon_minitime6/8/2017, 12:31 am

تجلِّي المسيح وآلام العالم 
من موضوعات المؤتمر المسكوني 
للروحانية الأرثوذكسية 

تجلِّي المسيح وآلام العالم  Sep-1
تجلِّي المسيح وآلام العالم  Kalistos
المتروبوليت كاليستوس 
أسقف ديوكليا




1. مقدمة
سؤال إيفان كارامازوف (في قصة دوستويفسكي)



نبدأ هذا الموضوع بسؤال ”إيفان كارامازوف“ الذي وجَّهه لأخيه ”أليوشا“ في رواية الكاتب الروسي ”دوستويفسكي“: ”الإخوة كارامازوف“. يقول إيفان لأخيه: ”لنفرض أنك أنت الذي تُحدد مصير البشرية بأن تجعل البشر سعداء في النهاية مُعطياً لهم السلام والراحة، ولكن لكي تفعل هذا يصير من الضروري أن تُعذِّب طفلاً صغيراً وتبني على دموعه هذه السعادة العتيدة؛ فهل توافق على القيام بهذه المهمة بهذا الشرط“؟ ردَّ ”أليوشا“: ”لا، لن أفعل هذا“!

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: إن كنا لا نوافق على هذا، إذن فلماذا يترك الله العالم يتلظَّى بهذه الآلام هكذا؟ وبكلماتٍ أخرى، كيف نُصالِح هذا السرَّ المأساوي لتألُّم الأبرياء، كما نراه في كل مكان في العالم المحيط بنا مع إيماننا بالله المحبة؟ وماذا تُرَى تكون إجابتنا على سؤال: ”إيفان كارامازوف“؟
”سر“ الألم وليس ”مشكلة“ الألم:
وأريد أن تلاحظوا واضعين في اعتباركم التفريق الذي وضعه الفيلسوف المسيحي الفرنسي ”جابرييل مارسيل“، مثله مثل فلاسفة آخرين، بين ”السر“ وبين ”المشكلة“. إنه ”سرُّ“ الألم، وليس ”مشكلة“ الشر وتألُّم الأبرياء. فالمشكلة هي لغز عقلي، هي أُحجية، لا يمكن فكُّ غوامضه إلاَّ بالتفكير الصافي والذكاء العقلي. بينما الشر وتألُّم الأبرياء هو سرٌّ، لا يمكن شرحه بالمجادلة العقلية هكذا ببساطة. فالسرُّ هو شيء لابد أن يتغيَّر بعملٍ ما، حتى بذلك يصبح شفافاً ظاهراً للفكر. السرُّ يمكن أن يُفضَّ غموضه عن طريق الاختبار الشخصي، أي بالتعاطف والمشاركة الشخصية. وهكذا فنحن لا يمكننا أن نتقدَّم لنفهم الألم ما لم نشترك فيه اشتراكاً مباشراً.
المسيح غلب الألم باشتراكه في الألم:
وهذا هو بالتحديد معنى صَلْب المسيح: فالله في المسيح تغلَّب على الشر لأنه بشخصه عانى إلى المنتهى وتحمَّل كل نتائج الشر، بدون أي تحفُّظ منه، بحسب المثل اللاتيني القديم: ”الغالب هو مَن تألَّم Vincit qui Patitur“. فإلهنا هو الله المنشغل بنا حسب قول إنجيل يوحنا: «إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى منتهى الحب» (يـو 13: 1 - الترجمة العربية الحديثة).
جمال التجلِّي سينقذ العالم:
فإذا تقدَّمنا لنفحص سر الألم والشر هذا، حتى نضيف شيئاً على الردِّ المختصر الغامض لأليوشا، فلابد أن نتذكَّر كلمات أخرى وردت في إحدى روايات ”دوستويفسكي“ وهي رواية ”الأبله“، فيقول: ”الجمال سوف ينقذ العالم“. فنحن لا يمكن أن نفهم الألم دون أن نشترك فيه؛ ولكننا لن نسمح لأنفسنا بهذا الاشتراك في الألم دون أن نتذكَّر حضور هذا الجمال الإلهي المُخلِّص لهذا العالم الساقط. فماذا يقول لنا الجمال عن خلاص العالم؟ أم أن كلمات دوستويفسكي هي هروب من الواقع؟ فإذا شاهدنا طفلاً في أفريقيا يموت من الجوع، أو نرى معتَقَلاً يُعذَّب ويُطلَق عليه النار في العراق، فبأي معنى أن نتكلَّم عن ”الجمال“ هنا؟ أم أن لدى دوستويفسكي مفتاحاً لحلِّ هذا اللغز؟
وكانت الفرصة الفائقة التي فيها يُستعلن هذا الجمال الإلهي للبشرية، يوم تجلِّي المسيح على جبل طابور. كما تؤكِّد الكنيسة الأرثوذكسية في إحدى تراتيلها في عشية عيد التجلِّي:
[إذ تجلَّى اليوم على جبل طابور أمام مرأى التلاميذ؛ فقد أظهر في شخصه الطبيعة البشرية، مرتدية الجمال الأصلي للصورة (صورة الله)].
- ولكن، مرة أخرى، ما هو النور الذي يُسلِّطه على سرِّ الألم ذلك الجمال الإلهي الذي للمسيح المتجلِّي؟ وما هو نوع الصلة بين المجد على جبل طابور وآلام العالم ويأسه؟
2. ”مجد أنصع من النور“

فلنبدأ بأن نتبيَّن طبيعة هذا المجد الذي استُعلِن على جبل طابور، ثم نكشف العلاقة بين الجَبَلين: جبل طابور، وجبل الجلجثة.

أولاً، ما هي طبيعة هذا البهاء الذي أشرق لامعاً من على وجه المخلِّص ومن ثيابه أثناء تجلِّيه؟
وثانياً، ما هي العلاقة بين مجد التجلِّي، وبين إخلاء المسيح نفسه في بستان جثسيماني وعند جبل الجلجثة؟
أما بالنسبة لنور التجلِّي، ففي سرد الإنجيل يقول إنه كان يلمع ”كالشمس“ (مت 17: 2). وهنا نجد أن آباء الكنيسة والكتب الطقسية الأرثوذكسية أكثر وضوحاً وتركيزاً. ففي شرح القديس يوحنا ذهبي الفم، فإن وجه المسيح كان يلمع، ليس مجرد مثل الشمس؛ بل أكثر من الشمس. فالمجد الذي ظهر على جبل طابور، كما يُعلِّم آباء الكنيسة بإجماع مدهش، لم يكن نوراً طبيعياً، بل فائقاً للطبيعة؛ ليس نوراً مادياً، ولا إشراقاً مخلوقاً، بل بهاءً روحياً؛ ليس من هذه الخليقة، إنه نور اللاهوت. إنه النور الإلهي. وهذا ما شرحه فعلاً في القرن الثاني كليمندس الإسكندري أن الرسل لمَّا رأوا النور رأوه ليس بالقوة الطبيعية التي في حاسة الإبصار؛ لأن العيون المادية لا يمكنها أن ترى نور اللاهوت، إلاَّ إذا نالت تغييراً بالنعمة الإلهية. فالنور روحي هو، وقد انكشف للتلاميذ ليس كليّاً، بل بقدر ما استطاعوا أن يدركوه، وهذا ما تُعبِّر عنه ترتيلة عيد التجلِّي:
[لقد تجلَّيت على الجبل، مُظهراً المجد لتلاميذك على قدر ما استطاعوا أن يحتملوا رؤياه].
إنه نورٌ، كما يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي، ”متَّقد شديد على العين البشرية“.
وتتردَّد مثل هذه التصريحات في الصلوات والتسابيح الليتورجية الخاصة بعيد التجلِّي. فنور التجلِّي على جبل طابور، يُقال عنه إنه ”لامادي“، و”أزلي“، و”لامتناهي“، و”غير ممكن الاقتراب منه“، و”مجد أشد لمعاناً من الشمس“. وباختصار، فهو ليس سوى ”مجد اللاهوت“، ”إنه مجد أكثر لمعاناً من الشمس“. وكما يؤكِّد القديس ديونيسيوس الأريوباغي، فالنور ”فائق الجوهر“، ”يفوق الوجود“.
وعن هذا النور اللامادي والأزلي الذي يشع من المخلِّص وهو يتجلَّى، فنحن نجد 4 أمور يمكن أن نؤكِّد عليها:
+ فهو يستعلن لنا مجد الثالوث،
+ يستعلن لنا مجد المسيح إلهاً متجسِّداً،
+ يستعلن لنا المجد المزمع والعتيد أن يكون للطبيعة البشرية في الدهر الآتي،
+ يستعلن لنا مجد كل الكون المخلوق المزمع والعتيد أن يكون في الدهر الآتي.
أولاً: مجد التجلِّي على جبل طابور
هو نور الثالوث الأقدس:
وذلك كما تُرنِّم الكنيسة في عشية العيد:
[المسيح، النور المُشرق من قبل خلقة الشمس، في هذا اليوم صار معروفاً على جبل طابور].
صورة الثالوث:
وعيد التجلِّي (أغسطس)، حينما ننظره احتفالاً بالثالوث الأقدس، فهو شديد الشبه بالعيد الذي سبقه قبل 8 أشهر (يناير)، أي عيد ”الثيئوفانيا“ أو ”الإبيفانيا“ (19 يناير)، أو عيد ”الظهور الإلهي“ احتفالاً بمعمودية المسيح. وكِلاَ العيدين هما عيدَي النور، حيث يُسمَّى عيد ”الظهور الإلهي“ في اليونانية Ta Phota أي ”عيد الأنوار“. ولكن التساوي بين الاسمين يمتدُّ إلى أكثر من هذا. فكلاهما كانا فرصة للعمل المشترك للأقانيم الإلهية الثلاثة. ففي معمودية المسيح، سُمِعَ صوت الآب يتكلَّم من السماء شاهداً ”للابن الحبيب“، كما أنالروح القدس ينزل من لدن الآب كمثل حمامة ويستقر على المسيح (مر 1: 9-11). وعلى جبل طابور يتضح أيضاً هذا الاستعلان الثالوثي عينه: الآب يتكلَّم من السماء، شاهداً للابن، بينما الروح القدس حاضر في هذه المناسبة ليس في شكل حمامة بل كسحابة من نور.
ونحن حينما نرى التجلِّي بهذا المنظر الثالوثي، نُرنِّم في تسبحة باكر عيد التجلِّي:
[اليوم على جبل طابور في استعلان نورك، أيها الكلمة... رأينا الآب نوراً، والروح نوراً؛ وبالنور يسوس كل الخليقة].
ثانياً: مجد التجلِّي باعتباره أولاً مجداً ثالوثياً،
فهو أيضاً، وبالتحديد، مجد المسيح:
فالنور الأزلي الذي يُشرق من الرب يسوع يستعلنه ”إلهاً حقّاً من إله حق... مساوياً للآب في الجوهر“ بكلمات قانون الإيمان. ولكن، وفي نفس الوقت، فإن الجسد البشري للرب، بالرغم من أنه شعَّ بمجد لامادي، فهو باقٍ جسداً مادياً وبشرياً بالحقيقة، فجسده الذي كوَّنه من أحشاء العذراء ليس جسداً شفافاً. فالمجد الإلهي يُشرق من خلاله، ومع ذلك لم يفنَ هذا الجسد ولم يذوب. كما يُعبِّر عن ذلك لحن العيد، أن المسيح استُعلِن على الجبل ”كواحد من طبيعتين، وفي كلتيهما كان كاملاً“.
ولكي نشرح المضمون اللاهوتي للتجلِّي من جهة طبيعة المسيح، فيمكننا أن نقول: إن المسيح لم ينقص شيئاً ولا ازداد شيئاً في حادثة التجلِّي. لا شيء نقص في المسيح: فبالتجلِّي على جبل طابور، ظل المسيح كما هو إنساناً بشرياً كاملاً. وأيضاً، وبنفس القدر، لم يُضَفْ عليه شيء (كإله): فالمجد الأزلي الذي استُعلِن على جبل طابور هو ما يقتنيه المسيح فعلاً ودائماً (كابن الله المساوي للآب في الجوهر) منذ الأزل، ومنذ اللحظة الأولى للحبل به في أحشاء القديسة العذراء. وهذا المجد ظل معه طوال حياته على الأرض، حتى أثناء لحظات شدة إذلاله، وسواء في حزنه واكتئابه في بستان جثسيماني، أو عند صرخة التخلية الإلهية عنه وهو على الصليب، فقد ظل كما هو «فيه يحلُّ كل ملء اللاهوت جسدياً» (كولوسي 2: 9). كذلك على جبل التجلِّي فالأمر كان هكذا: فبالرغم من أنه في بعض لحظات حياته على الأرض كان المجد الحاضر فيه مخفياً تحت ستار الجسد؛ إلاَّ أنه على جبل التجلِّي، صار هذا الستار شفافاً إلى لحظات، وانكشف المجد جزئياً أمام عيون تلاميذه.
ففي لحظات التجلِّي هذه، لم يحدث أي تغيير في المسيح نفسه؛ بـل كـان التغيير بـالحري في الرسل الثلاثة. فبكلمات القديس يوحنا الدمشقي (676-749م): ”لقد تجلَّى، ليس باتخاذه ما لم يكن له، بل باستعلان ما كان له لتلاميذه، بانفتاح أعينهم“، ”فهو في هذه اللحظة لم يَصِر أكثر لمعاناً أو أكثر مجداً“. ويقول القديس أندراوس أسقف كريت (660-740م): ”حاشا أن يكون هذا. فهو ظل كما كان من قبل“. وكما يُعبِّر عن ذلك العالِم اللاهوتي الأرثوذكسي بول أفدوكيموف: ”رواية الإنجيل عن التجلِّي تتكلَّم لا عن تجلٍّ حدث للرب، بل صار للرسل الثلاثة“.
عيد التجلِّي، إذن، يضع أمامنا التضادة الخلاصية لإيماننا المسيحي: إن يسوع هو إله بالتمام، وفي نفس الوقت هو إنسان بالتمام؛ لكنه شخص واحد وليس اثنين. في كل عام، وفي يوم 6 أغسطس بالتحديد (عيد التجلِّي حسب التقويم الغريغوري)، فنحن نتأمل بكل اليقين والاتضاع هذا الاكتمال والملء المزدوج في المخلِّص المتجسِّد: نتأمل في كمال لاهوته، وحقيقة ناسوته غير المنقوصة.
ثالثاً: التجلِّي يُعلن لنا، ليس فقط مجد الثالوث، وليس فقط مجد المسيح كشخص واحد من طبيعتين، بل وأيضاً يُعلن مجد شخصياتنا البشرية:
فالتجلِّي هو كشف، ليس فقط عمَّن هو الله، بل وبالمساواة يُعلن عمَّن نكون نحن. فحينما ننظر إلى المسيح المتجلِّي على الجبل، فنحن نرى الطبيعة البشرية - أي شخصياتنا المخلوقة - وهي محمولة ومرفوعة إلى حضرة الله، وقد امتلأت من الحياة والمجد اللذين من الله، وقد تغلغلتها النِّعَم الإلهية؛ كل هذا وهي ما زالت طبيعة بشرية بالتمام. هنا نحن نرى الطبيعة البشرية كما كانت في البدء، في الفردوس قبل السقوط؛ نرى الطبيعة البشرية كما ستكون في النهاية في الدهر الآتي بعد القيامة الأخيرة، ولكن هذه الحالة الأخيرة للطبيعة البشرية ستكون أعلى بما لا يُقاس من حالتها في الخلقة الأولى. وبهذا يكون التجلِّي عملاً يختص بالأيام الأخيرة. إنه بكلمات القديس باسيليوس الكبير: ”بدء المجيء الثاني المخوف المملوء مجداً للمسيح“.
فتجلِّي المسيح، إذن، يُظهِر لنا بحسب قول القديس أندراوس الكريتي: ”ما ستكون عليه الطبيعة من رِفْعَة ومجد“. وإن أردنا أن نفهم المعنى الحقيقي لِمَا سيحدث لشخصياتنا في الدهر الآتي، فلنحضر سهرة ليلة عيد التجلِّي، وننصت بانتباه إلى ما يُقال ويُرتَّل. المسيح المتجلِّي على الجبل يُعلِن لنا القياس الكامل لقُوانا البشرية ولمنتهى الإمكانيات التي ستُعطَى للطبيعة البشرية في أصدق وأعلى رؤية:
[اليوم، في التجلِّي الإلهي، كل الطبيعة البشرية تتألَّق إلهياً، وتصرخ عالياً من السرور].
ولكن ليس هذا هو كل الأمر.
رابعاً: وهذا يحمل أهمية خاصة للعالم المعاصر، إذ أن المسيح يُعلن المجد، ليس فقط للإنسان البشري، بل وأيضاً وبالمساواة للخليقة المادية كلها:
كما تقول الترتيلة التي تُقال عشية العيد: ”أنت قدَّستَ بنورك كل الأرض“. فالتجلِّي كونيٌّ في اتساع مجاله، فالبشرية ستخلُص ليس من العالم بل مع العالم. ما حدث على جبل طابور يسبق الحالة النهائية التي تنبَّأ عنها القديس بولس، حينما قال إن الخليقة كلها «سوف تُعتق من عبودية الفساد»، وستدخل إلى «حرية مجد أولاد الله» (رو 8: 21). إنها بداية ”الأرض الجديدة“ التي يتحدث عنها سفر الرؤيا (رؤ 21: 1).
على الجبل، نرى ليس فقط وجهاً بشرياً تجلَّى بالمجد، بل إن الإشعاع يُشرق أيضاً من ثياب المسيح (مت 17: 2). النور الذي أشرق على جبل طابور، يسطع، ليس فقط من جسد المخلِّص، بل ينعكس على باقي الكائنات المادية المشتركة معه، أي على الثياب المصنوعة بيد إنسان والتي كان يلبسها المسيح. وهكذا، بالتالي، فالتجلِّي يضم - بقوة - كل الأشياء المادية أيضاً. ليس فقط كل وجه بشري، بل وأيضاً كل شيء مادي هو أيضاً قابلٌ للتجلِّي. ففي النور المُرتسم على هذا الوجه، الذي كان مُعتماً قبلاً، وعلى هذه الثياب التي تحوَّلت إلى بياض وإشراق؛ تأخذ كل الوجوه البشرية الإشعاع الجديد، وكل الأشياء المادية تُعطَى عمقاً جديداً.
ففي نظر الذين يؤمنون حقاً بالمسيح المتجلِّي، لا شيء يُعتبر حقيراً؛ بل كل الأشياء المخلوقة يمكن أن تكون مَرْكبة حاملة الإنعامات الإلهية. إن مجد العُلَّيقة المشتعلة (قديماً أمام موسى النبي) هو المجد المختفي في كل ما يُحيط بنا، والذي ينتظر أن يُرفَع عنه النقاب الذي يحجب الآن تجلِّيه. عيد التجلِّي، هو بصفة خاصة احتفال الخليقة كلها. +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nabay.ahlamontada.com
 
تجلِّي المسيح وآلام العالم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسيح قام .. المسيح قام لقد انتقل الى الاخدار السماوية هذا الصباح23 شباط 2011
» اصعب شيء في هذا العالم
»  الى المنسيين في هذا العالم ...
» مفاتيح هواتف دول العالم
» معلومات غريبة عن دول العالم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان :: ( 22 ) فقط للمشرفين والإداريين :: المدخل-
انتقل الى: