كل واحد كان يسمعهم يتكلّمون بلغته.

[rtl]( أعمال الرسل 6:2)[/rtl]

[rtl]الامتلاء من الرّوح القدس هو الامتلاء من الله، أي أنّ المؤمن يتّحد بالرّبّ حقاً لا رمزياً. ما يعني أنّ الحركة الإنسانيّة بكلّيّتها تتجّه نحو السّلوك إلهيّاً. لا نعني بذلك أنّ الإنسان يكمل مطلقاً، أو أنّه أصبح الله. لكنّ مراد القول إنّ الرّوح القدس الحالّ فينا يجعلنا هياكل لله، سيّما أنّه يجدّد فينا إنسانيّتنا فكريّاً ونفسيّاً وروحيّاً. [/rtl]

[rtl]" امتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا." ( أع 4:2)[/rtl]

[rtl]لا بدّ أنّ الرّوح القدس حرّر التّلاميذ من لغتهم الخاصّة، فتخطّوا أنفسهم ولم تعد لغتهم تشكّل حاجزاً بينهم وبين الآخر المختلف عنهم. فأمسى الجميع يسمعونهم بحسب لغتهم الشّخصيّة. ما يؤكّد على أمرين: [/rtl]

[rtl]- الأوّل، تعاطي الرّبّ من خلالنا مع كلّ إنسان بشكل شخصيّ. [/rtl]

[rtl]"كلّ واحد يسمعهم يتكلّمون بلغته" ( أع 6:2). تشير هذه الآية إلى شموليّة المحبّة الإلهيّة من جهة، ومن جهة أخرى تخلق راحة عميقة في النّفس الإنسانيّة. فلطالما يسعى الإنسان بشكل عام إلى من يفهم لغته ويحاكيها. كما أنّه يبحث عن لغة يحاكي فيها الله، فتأتي هذه الآية لتقول له إنّ الله يتكلّم لغته. فيشعر بمحبّة الله الخاصّة له. إلّا أنّ الله يتكلّم من خلالنا، وهنا تكمن مسؤوليّتنا الكبرى، وبالتّالي يلزمنا أن نوطّد علاقتنا به، ونصغي إليه ونتعلّم اللّغة الإلهيّة باستمرار لننقلها إلى الآخر بمنتهى الأمانة، فيفهم على الله من خلالنا.[/rtl]

[rtl]- الثّاني، على المسيحي أن يعيَ قيمته وقوّته الكامنتين في كونه ينطق بالإلهيّات. ذلك لأنّ كيانه يتجدّد بنعمة الرّوح القدس، وبه يتخطّى كلّ العوائق الّتي يمكن أن تحول بينه وبين الآخر، وبين الآخر والله. والنّطق بالإلهيّات يعني تكريس الفكر والذّهن والقلب لله بحيث أن تتملّك اللّغة الإلهيّة منه فلا يعود يعرف سواها. ما يدعونا إلى حصر اهتماماتنا بالعمق لا بالسطح الهشّ، والتزامنا بالعالم المعدّ لنا، لا بالعالم الّذي أخرجنا منه الرّبّ.[/rtl]

[rtl]"وأما أنتم أيها الأحبّاء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مصلّين في الرّوح القدس، واحفظوا أنفسكم في محبّة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبديّة. وارحموا البعض مميزين، وخلّصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار، مبغضين حتّى الثوب المدنّس من الجسد. والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن وإلى كل الدهور. آمين." (يهوذا 25،20:1).[/rtl]

» احمدوا الرب لأنه صالحٌ
» " مرتا ، مرتا ، أنت تهتمّين بأمور كثيرة ، والمطلوب واحد "